This blog is dedicated to Egypt .... home I adore and to all sincere Egyptians who are looking forwards to live in free democratic secular nation كل زوار الموقع مدعوون الى نشر آراءهم و تعليقاتهم
Wednesday, October 31, 2007
مأزق حزب الله :فائض عسكري وخواء سياسي
Tuesday, October 30, 2007
د. علاء الأسواني: في حوار للوفد: البلد على أعتاب فوران سياسى
فريال بنت فاروق.. تأملات في لقاء تلفزيوني
الأميرة فريال، طفلة جيلي الأولى، تصغرني بعام وثلاثة أشهر بالتمام، عن يوم مولدها نشرت مجلة «الهلال» في عددها ديسمبر 1938 في الصفحة الثالثة صورة الأمر الملكي إلى: «حضرة صاحب المقام الرفيع رئيس مجلس الوزراء، حمدا لله تعالى على ما أنعم وتفضل فقد وهب لنا من لدنه في الدقيقة الأولى من الساعة الرابعة من مساء يوم الخميس المبارك الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 1357، الموافق للساعة الثامنة من مساء اليوم السابع عشر من شهر نوفمبر سنة 1938 بقصر المنتزه مولودة أسميناها فريال...
في كتاب «قراءة الأطفال»، المقرر علينا في روضة الأطفال 1944 نقرأ: «هذه صورة أميرتنا المحبوبة...» تحت وجه طفلة جميلة باسمة العينين يطوق شعرها المنسدل على كتفيها شريط معقود فوق رأسها على هيئة وردة بيضاء يانعة، طالما حاولنا محاكاتها بنتائج لم تصل أبدا إلى غايتنا. أحببناها بصدق وغنينا لها بشغف، من دون غصب أو نفاق، «فريال يا فريال، يا طلعة الإقبال»، ونحن نرتدي ملابس الزهرات ونتمنى لو كانت «فريال» في وسط الدائرة ونحن محتفلات بها متحلقات حولها. لعلها كانت صلة الوصل في محبتنا للملك والدها والملكة والدتها. لم تستفزنا في خيالاتنا عنها، بل كنا نفرح بكل صورة جديدة لها يسمح بنشرها. في 26 يوليو 1952، لم تكن قد أكملت الرابعة عشرة، وفي صور رحيل الملك السابق فاروق على يخته المحروسة مع زوجته ناريمان ورضيعه الملك أحمد فؤاد، وبناته الثلاثة الأميرات: فريال وفوزية وفادية، كانت عيوننا تبحث عن فريال «وحدها» المأسوف عليها منا. ظهر على «قناة إم بي سي 1» تنويه بصورة الأميرة الصبية فريال مأخوذة من لقطات يوم الرحيل ومعها عنوان «قدر أميرة»، ثم بدأ «ريكاردو كرم» في تقديمه لـ«صاحبة السمو الملكي»، انتقلت الكاميرا بعده إلى «فريال». سبحان الله! أهذه أنت يا «فريال»؟ نعم إنها مقبلة في أقل من شهر على إتمام تسعة وستين سنة بعيدا عن يوم مولدها بقصر المنتزه بالإسكندرية في الردهة القوطية، ونعم، إنها تظهر لأول مرة لنراها بعد خمس وخمسين سنة من امتناع طويل عن الظهور إعلاميا، قررته هي نفسها أو العائلة، لكن ما كنت لأظن................
لم أكمل جملتي، كان يجب أن أتريث لأسمعها تصر على أن تتكلم بالعربية وتصر على أن تشدها من ذاكرتها، ولو بصعوبة، من دون أن تخلطها بأي كلمة من لغة أجنبية، ولو كانت الفرنسية التي هي في الغالب لغتها «الأم».
«فريال»، الطفلة النضرة ذات الشريط المعقود وردة بيضاء فوق رأسها، صاحبة «السمو الملكي» تنسحب «مظهرا»، لتنبعث من روح هذه السيدة البالغة من العمر تسعة وستين عاما، طفلة أكثر نضارة وحيوية ومرحا، تقدم قلبها «وردة بيضاء» وأراها بلقب «صاحبة السمو الإنساني». تقول بعزة: «أنا مصرية مسلمة»، «أنا في يد الله»، «أعوذ بالله»، «أحب الحقول لأنها خضراء ومافيش أسوار»، «السرايات مش ملكنا... ملك الوطن».
وجهها مغسول بعيدا عن محاولات التزين وعمليات التجميل. تتكلم بتلقائية وذكاء وخفة ظل، تتجنب الأذى فلا يصدر عنها أو يأتي إليها. ترفض تعبير «لعنة القدر»، بل تكاد تقنعنا بأن القدر فضل لها الخلاص من القصور الملكية التي تسميها «قفصا» ـ أي سجنا أو معزلا تلفه الأسوار ـ حيث كانت لغة القصر الملكي هي الفرنسية أو التركية، وحيث لم تكن ترى أو تختلط بأطفال في مثل عمرها سوى شقيقتيها، «فوزية» التي ولدت عام 1940، و«فادية» التي جاءت بعدها عام 1942، فهي ضحية تربية ملكية خاطئة وجافة وجانية، تفضل لأطفالها العزل مع مربيات أجنبيات، جنسا ولغة ودينا، لتكرس ذلك الانفصال والتعالي بين الأسرة الملكية، وحاشيتها، وتوابعها، وبين الشعب المصري ولغته ودينه وثقافته.
تنطق حضرة صاحبة السمو الإنساني «فريال» بحلاوة كلمة «الوطن»، وتقول «أنا مصرية والمصريين أخواتي» في سياق كلامها بعامية مصرية ركيكة وضحلة، تلمس مستوى عامية غير المتعلمين الذين كانوا مصدرها الأول في التقاط قدرة التحدث بالعربية، وهي مع ذلك وعلى الرغم من هذا القصور اللغوي الواضح، استطاعت أن تغزل فصاحتها وبلاغتها مع معوقات التعثر في التعبير بلغة عربية، فصحى أو عامية، ترقى إلى مستوى أفكارها النبيلة وسماحتها الإنسانية، متمشية مع المثل المصري الدارج «الشاطرة تغزل برجل حمار»، وأنا أسوق هذا المثل متعمدة لأنني رأيتها فرحة جدا عندما استطاعت أن تستشهد بمثل مصري يقول: «يوم بصل ويوم عسل»، وبعد أن قالت إنها تحب الحيوانات لأنها: «مش بوشين» – أي ليست منافقة بوجهين.
أيتها المواطنة المصرية فريال: يا صاحبة السمو الإنساني، صدقيني لو قلت لك أنه في أيام ارتجافك من البرد والوحدة في «السرايات الملكية»، كنا، وأبسط طفل فلاح فقير في ريف مصر، الذي كان ولا يزال محروما ومهملا، على استعداد لنكون معطفا دافئا لك، فقط لو كانوا قد فتحوا «القفص» لتخرجي إلينا
عبد المنعم سعيد: الأنظمة المتعاقبة تسقط ٧٠٠ عام من التاريخ المسيحي في مصر
موضحاً أن الكثير من البلدان العربية يشهد حالة من العنف الشديد، وحتي تلك التي لا يوجد فيها عنف، تشهد توترا شديدا وعلاقة صعبة بين الأغلبية والأقلية مثل مصر- حسب وصفه.
وقال السعيد، خلال جلسة «التنوع الثقافي في المجتمعات العربية.. مصدر غني لا فتيل أزمات»، والتي عقدت أمس الأول في دبي، ضمن فعاليات مؤتمر المعرفة الأول الذي تنظمه مؤسسة «محمد بن راشد آل مكتوم»، إن التنوع ربما يكون ميزة في الدول التي نجحت في التغلب علي مشاكلها، مشيراً إلي أن المدارس الفكرية الثلاث، التي تعاملت مع مسألة التنوع الثقافي، قللت منها، وفي مقدمتها المدرسة القومية التي قامت بتغليب فكرة الدولة القومية،
مما أدي إلي حدوث تراكمات تاريخية وعدم اعتراف بالمشكلة، وكذلك فعلت المدرسة اليسارية الاشتراكية التي رأت أنها مسألة فقر في الأساس، فالعامل الشيعي الفقير، من وجهة نظرها، سيكون أقرب للعامل السني الفقير منه إلي الشيعي الغني.
وأضاف: «أما المدرسة الإسلامية، فتوقعت أن يوثق الرابط الإسلامي العلاقة بين الجميع، بمختلف اثنياتهم، والمقصود بهذه المدرسة الجانب السني علي وجه الخصوص، بينما المدرسة الليبرالية هي التي نجحت عالمياً في تقديم الحلول، واستمدت بعض أفكارها من الإسلام والمواطنة»، لافتا إلي أن الديمقراطية فقط هي التي قدمت نظاما سياسيا يقبل التوازن،
وأنه لا توجد وصفة جاهزة لحل مشكلة التنوع العرقي والثقافي في الدول العربية، لكن هناك شروطا، أهمها عدم الإنكار، بمعني إقرار الجميع أن هناك مشكلة وتوترا بين الأقليات.
ومن الشروط كذلك- حسب السعيد- الاعتراف بالتنوع، حيث قال: «النظم المصرية، علي اختلاف اتجاهاتها، تسقط ٧٠٠ سنة من التاريخ المسيحي في مصر ، ويضاف إلي الشروط: المساواة أمام القانون والنمو الاجتماعي والاقتصادي، لأن الكعكة الضئيلة تؤدي إلي التشابك والصراع، كما أن الدول التي تعيش في سلام مع جيرانها تكون أكثر قدرة علي التعامل مع مسألة التنوع».
وأوضح الدكتور عبد المنعم سعيد، في ورقته التي حملت عنوان «الوحدة والتنوع في العالم العربي»، أن هناك عشرات الأسباب التي تقف وراء اختفاء الحرية في بلد من البلدان، وهذه الأسباب، المتعلقة بالحكام والطغاة والمؤسسات والأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، يجري ذكرها علي كل لسان.
واستدرك قائلا: «غير أن هناك سبباً لا يذكر كثيرا، وهو أن من يريدون الحرية يصمتون عندما يتعلق الأمر بحرية الآخرين سواء كانت هذه الحرية متعلقة بالحقوق السياسية أو الاجتماعية ، ولكن قبل ذلك وبعده حرية الاعتقاد، وحرية التنوع والاختيار» .
وعقب الدكتور مصطفي الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ، مدير الجلسة قائلا: «عشنا عقودا طويلة في مصر ننكر المسألة القبطية، وعندما بدأنا نتعامل معها تحسنت المشكلة بالرغم من الفتن الطائفية والمشاكل العابرة التي تحدث بين الحين والآخر».
ومن جانبه، قال الدكتور جابر عصفور: «إن العلاقة بين الثقافة المركزية والثقافات الفرعية أو ثقافة الأقليات علاقة مستبدة، تقوم علي أساس ديكتاتوري تتبناه الأنظمة العربية المستبدة التي تمارس عنفا قمعيا
محمد حسنين هيكل: نظم الحكم القائمة لم تؤسس لنفسها شرعية دستورية ولم تعد سلطتها تفويضاً وإنما قمع
جاءت المحاضرة بدعوة من رئيس الجامعة اللورد كريس باتن، ومعهد رويترز للصحافة، وحضرها رئيس مؤسسة رويترز وأعضاء من السلك الدبلوماسي وإعلاميون وأساتذة الجامعة الشهيرة، وطلبتها، وأعقبها حفل استقبال، وعشاء لكبار الشخصيات.
وتنشر «المصري اليوم»، هنا، نص المحاضرة، التي تعتبر الأولي منذ تأسيس المعهد عام ٢٠٠٦.
اللورد «باتن» رئيس جامعة أوكسفورد
حضرات السيدات والسادة
يسعدني ويشرفني أن تتفضلوا بدعوتي أول متحدث في المحاضرة التذكارية بكلية الصحافة التي أسس لها هذا التوافق بين جامعة «أوكسفورد» ووكالة «رويترز».
إن هذا التوافق بين جامعة عريقة (أوكسفورد) ووكالة أنباء شهيرة (رويترز) يصعب أن يكون لقاء مصادفات، إذا دققنا أسبابه وتمثلنا نتائجه.
ومن وجهة نظر عملية - وعلمية كذلك - فإن الصحافة علي تنوع وسائلها وأدواتها لديها ثلاثة طرق اقتراب واضحة إلي وظيفتها الحيوية في مجتمعات الحرية والتقدم.
أول طرق الاقتراب: أن تكون الصحافة - مكتوبة أو مسموعة أو مرئية - خطوطا مفتوحة تنقل القرار السياسي علي اختلاف مجالاته: داخلية وخارجية - اقتصادية واجتماعية - إستراتيچية وعسكرية - من مواقع صُنعه إلي أوسع دوائر المواطنة التي يهمها شأنه، بحيث يتأكد الحق العام في العلم به، وتتوافر إمكانية التعرف علي موجباته، والاستعداد لآثاره وتكاليفه،
والاطمئنان إلي اتساقه مع الإرادة العامة في الوطن وخارجه، ولكي يظل تحت المتابعة الدستورية والقانونية، ويصبح الرأي العام قادرا علي ممارسة مسؤولية الرقابة عليه، وعلي إعادة توجيهه ديمقراطيا إذا لزم.
وطريق الاقتراب الثاني: أن تكون وسائل الصحافة وأدواتها خطوطا مفتوحة - أيضا - ما بين مجالات الفكر والعلم والفن من مراكز حيويتها، سواء في الجامعات، أو المعاهد ومراكز البحث، أو مسارح العرض والأداء وأشكالها المتعددة في التعبير - إلي جمهور واسع له الحق أن يري ويستوعب ويستمتع.
وطريق الاقتراب الثالث: أن تحاول نفس الوسائل والأدوات قصاراها كي تنقل وتستثير أنفع وأرفع حوار بين القرار السياسي وشؤونه الجارية وقضاياه واهتماماته - وبين الأفكار وقدرتها علي تخصيب الفعل الإنساني وتوليده، لكي يجمع الحوار ما بين الفعل والفكر، ويؤكد القيمة ويحفز إرادة إنسانية ذكية وقوية - وهنا فإن التوافق بين الجامعة العريقة ووكالة الأنباء الشهيرة يصبح مرغوبا فيه ومطلوبا.
إن طرق الاقتراب الثلاثة كما وصفتها لا تحقق مطلوبها بهذه البساطة التي وصفتها، فالواقع العملي أكثر تعقيدا، لأن مراكز صُنع القرار لا تمارس فعلها في المثالي المفترض، وإنما تمارسه تحت سطوة صراعات تاريخية كبري ومصالح يتعارض بعضها مع بعض، والكثير منها غائر في زمانه، أو جامح في مقاصده، أو عنيف في ممارساته، وفي ظل هذه الأحوال فإن القرار السياسي تحكمه - بالقطع - عوامل غير مثالية!
بالتوازي فإن مجالات صُنع الأفكار ومنجزات العلوم وتجليات الفنون لا تطرح ما لديها في ذات الفضاء المثالي المفترض، وإنما تتأثر هذه المجالات في مجمل نشاطها بضغوط يناسبها أن تضرب علها تزيح، أو تحجب علها تحتكر، وهنا تبرز عوائق تعرقل المثال الحر للقيمة والقدوة.
يلي ذلك أن قنوات الاتصال التي تمثلها الصحافة لا تمارس دورها في نقل الأخبار والأفكار وصوت وصدي الحوار، علي خطوط مستقيمة سالكة ومطهرة، وإنما تتعرض قنواتها المفتوحة علي الطرق الطويلة لأنواع ودرجات من التدخل والتحيز تمليها الصراعات والضغوط والمصالح، وحتي الأهواء والأمزجة.
حضرات السيدات والسادة
إنني سعيد بهذه الفرصة التي أتحتموها لي كي أتحدث أمامكم في هذه المناسبة التي توافقت فيها جامعة عريقة مع وكالة أنباء شهيرة علي لقاء يسهم في دعم كفاءة الإعلام من حيث إعداده وتأهيله لأداء دوره دون عوائق بين القرار والأفكار والحوار، وبحيث يتحمل هذا الإعلام مسؤوليته في أزمنة متغيرة.
إننا نتحدث كثيرا عن عالم واحد لكن مثل هذا الحديث فيه قدر من المبالغة، أو ربما التمني، فقد نكون في حكم الجغرافيا عالما واحدا، لكننا في حكم التاريخ عالمين: شمال وجنوب، وليس يجدي أن نتأدب ونجامل في الحقيقة، وكذلك ليس يجدي أن نكتفي بالنظر إلي النخب المتعولمة في الجنوب، وننسي الكتل الهائلة من البشر وراءها - بل وبعيدا عنها.
إن هناك عالمين: شمال وجنوب - والفجوة بين الاثنين واسعة وخطرة، وهي تزداد اتساعا وخطرا إذ تلتبس الحقائق وتتداخل الهواجس بين المثالي المفترض وبين الواقع العملي المعقد عند صناع القرار والأفكار، وعندما تتلكأ قنوات النقل والتدفق الحر، وتتلوي مرات وتنسد مرات، وتصبح الفجوة هوة، والهوة هاوية، وتتحول الرسالة لغما في حرف أو قنبلة في رسم!
حضرات السيدات والسادة
إذا كانت دعوتكم مبعث سعادة وشرف لي، فهي في ذات اللحظة مسؤولية تدعوني أن أتحدث معكم بصراحة وأمانة، أزعم أنها قد تكون مقبولة مني وربما مغفورة.
ذلك أنني رجل من عالم الجنوب يدرك هموم عالمه لأنه يعيش واقعه، وهو يتحدث إلي عالم الشمال ويحسب أنه يستطيع فهمه، بظن أن الظروف أتاحت له أن يعيش مهنة الصحافة في الجنوب وفي الشمال معا، فقد كتب في العالم العربي وعنه، ومارس في الجريدة والكتاب والتليفزيون هناك،
ثم إن الظروف منحته فرصة أن يمارس هنا كذلك - وانطلاقا من هذا البلد بالتحديد، حيث قامت صحف ودوريات بريطانية عديدة مثل «التايمس» و«الجارديان» و«الإندبندنت» و«الأبزرفر» بنشر مقالاته وأحاديثه،
ثم إن مؤسسات نشر عريقة قامت بإصدار الطبعات الأصلية من كتبه، فظهرت كاملة في المكتبات لطالبيها، ثم نشرت علي فصول مسلسلة حملتها صحف كبري مثل «الصنداي تلجراف» و«الصنداي تايمس» إلي جانب مقالات وأحاديث وغيرها، وكل ذلك أخذ عمله إلي لغات كثيرة وصلت به واسعا وبعيدا!
حضرات السيدات والسادة
قلت إن انتمائي لعالم الجنوب يجعلني مدركا لهمومه ومشاكله، وقلت إنني زائر للشمال يظن أو يتوهم أنه يتفهم هذا العالم ومحركاته، وقلت إن المسافة بين العالمين واسعة وتزداد اتساعا، وأسمح لنفسي بالقول ومن هذه الحافة بين العالمين بأننا نحتاج الآن وبسرعة إلي جسور لعبور هذه المسافة، وإلا تصادمت الكتل ووقعت انفجارات مهولة تسقط مثل الكواكب التي يختل مدارها في ثقوب سوداء في مجاهل الفضاء! - وبعض ذلك وارد، واحتمالاته تتزايد إن لم نبذل جهدا، وأول الجهد أن نتصارح، مهما كانت المصارحة مزعجة!
دعوني أبدأ وأقول بتعميم إجمالي إن عالمنا في الجنوب يشعر بأن القرار الصادر من مراكز القوة الدولية - كما يصل إليه - يصدمه بقسوة لا يبدو أنها تأبه وتهتم - وبإصرار علي العنف لا يبدو أنه يخشي أو يتحرج - ثم إن صوت الحوار لا يدعوه إلي مشاركة، لأن القرار في معظم الأحيان ينقض عليه بغتة ودهما.
يشعر عالمنا في الجنوب كذلك أن دنيا الأفكار والعلوم والفنون - كما تضيء أمامه من بعيد - ليست مقبلة عليه أو مرحبة به كما يأمل ويتمني.
ثم إن صوت الحوار يصل إلي الجنوب - إذا وصل - مثقلا بشوائب من التحيز بل والعدوانية!
وهنا وفي هذا السياق فإنني أستأذن أن أطرح أمامكم ثلاث ملاحظات، آمل أن توضع في اعتباركم، راجيا أن لا يعتبر القول فيها نوعا من الشكوي أو عارضا من هواجس عقد نفسية لدي القائلين بها، وإذا بدا ظاهر هذه الملاحظات بعيدا عن الموضوع، فإنني آمل في صبركم لعله يتضح أنها قريبة منه إن لم تكن في صميمه.
أولي الملاحظات: أننا لسنا أمام صراع حضارات متعددة متعارضة يمكن أن تتصادم أو تتصالح، لأن شواهد التطور التاريخي تومئ إلينا بأنها حضارة إنسانية واحدة، صب فيها الجميع ما زاد عندهم أوقات الفيض، وسحب منها الجميع ما لزمهم أوقات الجفاف، وساعدوا - كل في زمانه - علي ملء خزان هائل للحضارة الإنسانية أصبح شراكة طبيعية ورصيدا جماعيا متاحا بالحق لمن يريد ويستطيع.
ومن المفيد هنا أن نتذكر أنه مع اتساع الأرض واتصال التاريخ - فإن كافة الشعوب والأمم قدمت ما راكمته من ثقافات البيئة والمعرفة والتجربة - وعن طريق الانتقال الحر للمنافع - إضافات سخية ومستمرة وتلقائية - إلي المشترك البشري الجامع.
ذلك حدث حالة التأمل والفلسفة بحثا عن الحق والحقيقة - حالة كشف العقل حين تعرف الناس في الفجر الإنساني الأول علي ملكات التصور، وتوصلوا إلي سر الحرف في الأبجدية وسحر الرقم في العدد - حالة التنبه إلي معجزة الزراعة - حالة صناعة الأدوات والمعدات - حالة فنون المعمار - حالة فتح الطرق واستئناس وسائل المواصلات - حالة صنع السفن وركوب البحار - حالة النظر إلي الفلك ومسارات النجوم، إلي آخره.
في هذه الحالات وغيرها فإن الثقافات الطالعة في كل مكان شقت جداول وينابيع محلية، فاضت علي جوارها عندما تبين هذا الجوار نفعها، ثم التقت هذه الجداول والينابيع لتكوِّن ما يمكن أن نسميه مجمع ثقافات أو أحواض حضارة بعضها يكاد يكون مرسوما محددا كخط بالقلم ومثاله الأظهر حوض البحر الأبيض - ثم إن الأحواض الحضارية في كل إقليم من أقاليم الدنيا امتلأت وفاضت، وتمددت واتصلت بحيث بسطت محيطا واسعا لحضارة إنسانية قابلة للانتشار، قادرة علي العطاء، عابرة للزمان والمكان.
وعلي امتداد عملية التفاعل بين الثقافات وهي تتدفق من مواقعها الأولية وأحواضها الأوسع إلي المحيط الكبير، وما بين الصب والسحب من الرصيد المشترك للحضارة الإنسانية فإن الحوض الحضاري للبحر الأبيض تحركت عليه تيارات تتبدي وكأنها خريطة مناخية حية موصولة بين معابد وقصور بابل ومنف إلي أروقة وأعمدة أثينا - إلي مكتبة الإسكندرية، إلي دار الحكمة في بغداد - إلي دمشق - إلي قرطبة، ثم عبر صقلية نحو جنوب أوروبا - إلي إيطاليا - ثم إلي الشمال نحو ألمانيا وفرنسا وبريطانيا،
ثم يتجه الخط عابرا للأطلسي إلي أمريكا ينفذ من الشاطئ إلي الشاطئ في اتجاه الباسيفيك، ليعود فيطل علي شرق آسيا، فإذا الحيوية المتجددة لفيض البحر الأبيض عبر الأطلنطي - تجتاز المحيط الهادي لكي تلتقي هناك بالحوض العميق للحضارة الصينية.
لقد تصادف هذا الصيف أنني وقفت أمام مكتبة الإسكندرية التي أعيد بناؤها، ثم كنت بعد أيام عند سفح "الأكروبول"، ثم صعدت سلم كنيسة القديس «بطرس» في الفاتيكان، ثم تجولت متأملا معالم النهضة ومقتنيات القصور في «فلورنسا»، ثم مشيت فوق جسور ينيسيا نحو ميدان القديس «مرقس»، وعند هذه المواقع ومشاهدها ملأت خواطري عبارة كتبها الأستاذ Stefano Carboni أمين متحف «المتربوليتان» في نيويورك قال فيها: «إن حوض البحر الأبيض المتوسط حدود سائلة!
Liquid Frontiers"، وذلك وصف دقيق لحركة
الثقافات في صنع أحواض حضارية، ثم فيضان هذه الأحواض لتصنع محيطا حضاريا عالميا وإنسانيا واحدا، وربما أننا إذا عدنا لحظة إلي مجال السياسة نتذكر أن هذا المحيط الإنساني ينسب - ولو من باب المجاز - في كل عصر إلي القوة الغالبة فيه: فهو فرعوني في عصر - إغريقي في عصر ثان - روماني في عصر ثالث - مسيحي في عصر رابع - إسلامي في عصر خامس - أوروبي في عصر سادس - أمريكي هذه اللحظة العابرة!
ومع تعدد اللغات في حالة الثقافات، فإن الحضارة لها لغة رئيسية في كل آن - هي لغة القوة الغالبة في زمانها، فهذه اللغة الرئيسية نطقت يونانية لحظة - لاتينية لحظة أخري - عربية بعد ذلك - ثم فرنسية أو إنجليزية في هذا الزمان - وقد تصبح نبرة أخري غدا أو بعد غد!
وعلي تقلب العصور فإن غلبة القوة لا يصح أن تُنسينا شراكة الرصيد الإنساني لمحيط الحضارة - فوق أي إمبراطورية - أو لغة!
أنتقل إلي ملاحظة ثانية ملخصها أنه قبل سنوات قليلة وقع استغلال فجيعة إنسانية محزنة ضربت مدينة نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، وبهذا الاستغلال تحولت الفجيعة إلي عملية تلاعب مقصود بالصور وبأسلوب خداع البصر،
فإذا العالم يفاجأ بأن صورة المسلم - عربيا وغير عربي - قد أزيحت لتحل محلها صورة المتعصب الإرهابي، ثم تضافرت عناصر من عوالم القرار والأفكار والحوار تحت ضغوط المصالح المتصارعة بقصد ترسيخ هذا التلاعب بالصور وخداع البصر، إلي حد إعادة كتابة قصة الإرهاب في التاريخ، فإذا الشمال بريء منه، وإذا الشرق الأقصي بعيد عنه، وإذا الدين الإسلامي وحده مرادف للانتحار والقتل في المخيلة العامة الشائعة في الشمال.
نلاحظ أن رمزا دينيا له مقامه هو بابا الفاتيكان «بنديكتوس السادس عشر» وقف يتحدث عن الإسلام وعن الحضارة في جامعة ألمانية، فإذا هو يلحق «التمدن» بالشمال، والهمجية بالجنوب الإسلامي، ويقرر ولو بالتلميح أن الفارق بين العالمين: «أن الغرب أخذ من المسيحية ثم من الفلسفة اليونانية ما يميزه عن غيره في إعلاء قيمة الإنسان»،
وكان أمل كثيرين ورجاؤهم لو تذكر خليفة «بطرس الرسول» أن المسيحية كلها غيث نزل علي الشرق وفاض علي الغرب رسالة وحكمة - حواريين وقديسين - قصصا وتعاليم - صلوات وترانيم، كما أن السيد «المسيح» نفسه من مواليد «الناصرة»، والقديس «بطرس» - الذي يقوم الفاتيكان علي رفاته من أبناء القدس - كلاهما من الشرق، وأن القديس «مرقس» الذي تقوم كنيسته بمعمارها المتميز علي أجمل ميادين أوروبا «سان ماركو» مولود في أقاصي صعيد مصر،
وكان مدفنه في الإسكندرية، ومنها أخذ رفاته (ولا أقول سُرق) في القرن التاسع إلي «ينيسيا» - وذلك رغم أن كبار فناني النهضة جنحوا إلي تصوير هؤلاء الرسل والقديسين والحواريين معظم الوقت أصحاب بشرة بيضاء وعيون زرقاء وشعر ذهب.
هذا عن التأثر بالمسيحية في شأن تمدن الشمال أو تمدن الغرب.
وأما عن نفحة الفلسفة الإغريقية، فليس هناك من لا يعرف أن الفلسفة الإغريقية لها مقدمات سبقتها وجوار مشرقي أحاط بها وانساب إليها، ثم إن الفلسفة الإغريقية ضاعت من أوروبا في ظلام القرون الوسطي، بينما كان الجنوب الإسلامي في حالة انتعاش وتدفق ثقافي،
وضمن تفاعلات هذا الانتعاش والتدفق فإن الفلسفة الإغريقية عادت إلي أوروبا عن طريق فلاسفة الأندلس العرب، وعلي رأسهم الفيلسوف المسلم الأشهر «محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي»، ولم يكن «ابن رشد» وغيره من فلاسفة الإسلام مجرد وسطاء أو ناقلين، وإنما كانوا مجددين زادوا بالدرس، وتوسعوا وأحاطوا.
هي إذن حدود سائلة علي حد وصف أستاذ متحف "المتربوليتان" الحكيم.
حضرات السيدات والسادة
بقيت ملاحظة ثالثة أتمني أن ألمسها في رفق.
إنني توسعت كثيرا في حديث التاريخ، بينما حديثنا عن الصحافة، وظني أن هناك صلة من نوع ما بين الاثنين، معقدها أن الشرق المسلم ومعه مسيحيوه يدفع الضرائب مرتين:
الأولي - لأن حركة التقدم العالمي بسبب ثورة العلوم والتكنولوچيا لم تعطه حتي الآن فرصة لالتقاط الأنفاس، يمسك لحظتها بالعصر ويواصل معه، وفي حين أن الشرق البودي نجح - أحيانا - في الإمساك باللحظة، فإن الشرق الإسلامي ومعه مسيحيوه تعذر عليهم اللحاق لأسباب معقدة ليس هذا مجالها.
والثانية - وهي التي تعنيني لاتصالها بموضوع الإعلام، وملخصها أن الشرق المسلم يعاني من أن الأقلام والأضواء والعدسات كلها توجهت وتركزت عليه، بينما هو يعاني المرحلة الأصعب في الانتقال من قديم إلي جديد، ومن تأخر إلي سبق، ومن عتمة إلي نور.
وبالطبع فإنكم تتذكرون أن ولادة الجديد عندكم جرت وراء ستار، وأما في عالمنا فإنها جارية في منتصف النهار، وكذلك كان الجديد عندنا حملا ومخاضا وميلادا عاريا تحت الوهج وعلي مرأي ومسمع من عالم يتابع ما يجري، متجاهلا حقيقة أن الحمل والمخاض وولادة الجديد ـ حتي وإن كانت مؤلمة عندكم كما هي عندنا ـ فإن الفارق أنها جرت عندكم مكتومة لتظهر بعدها في كتب التاريخ بأثر رجعي، لكنها عندنا جرت علي الهواء مباشرة فبدت وكأنها فضائح بالصورة والصوت واللون.
حضرات السيدات والسادة
لقد كنتم محظوظين في اجتياز الجسور من التخلف إلي التقدم - ولم يكن لدينا مع الأسف هذا الحظ أو بعضه.
ويسأل بعض زملائنا هنا في الشمال: وماذا نفعل؟ - وأليست تلك طبيعة عصر السرعة؟ والتساؤل صحيح - والرد عليه بأمانة: أن الإعلام في الغرب ليس مطالبا - بالتأكيد - وهو يغطي الشأن الجاري في الجنوب بأن يستعيد السجلات كل مرة - لكن المرادف المعنوي لتعذر الاستعادة هو استذكار درجة من ثقافة الإدراك والتعاطف والموضوعية.
دعوني أقل إنه ليس من باب التعسف أن نسأل: ماذا لو أن الصحافة الحديثة وضمنها وكالات أنباء مثل: «رويترز» أو مؤسسات مثل A.B.C، وC.B.S، وN.B.C، والجزيرة، وSKY، وFOX، وC.N.N، كانت حاضرة زمن حروب الأباطرة والملوك - والكرادلة والعلماء - والمذاهب والطوائف - والقوميات والطبقات - والإمبراطوريات والتحديات الإمبراطورية لها في أوروبا؟!
ماذا علي سبيل المثال لو كانت هذه الصحافة الحديثة حاضرة أيام مذبحة «سان بارتولميو» - مثلا - حين جري ذبح مئات الألوف من «الهوجونوت» الفرنسيين علي أيدي مواطنيهم من الكاثوليك، بتحريض كرادلة ونبلاء؟!
وماذا لو كانت هذه الصحافة الحديثة حاضرة في ميدان «الكونكورد» حيث كانت مقصلة الثورة الفرنسية تدور وتقطع رؤوس الملوك والأمراء والسياسيين والمفكرين كل يوم من الصباح إلي منتصف الليل؟! - أو لو عبرت البحر إلي برج لندن، تنقل ما يجري وراء أسواره للإخوة من النبلاء والمحظيات وأولياء العهود من مآس وأهوال؟!
وماذا لو كان هناك بث علي الهواء مباشرة لوقائع الحرب الأهلية الأمريكية، حين قتل فيها الأخ أخاه، وانتهك عرضه، وحرق زرعه واستباح مدنه وقراه في أطول مجزرة عاشتها أمريكا، وأغزر شلال دم تدفق في العالم الجديد؟!
وماذا لو كان البث المباشر نفسه حاضرا ينقل علي الهواء مباشرة مشاهد بعض أو أشد الأعمال ظلما في تاريخ الإنسانية؟! - تلك التي كان الشمال لسوء الحظ فاعلها، من ظاهرة الاستعمار إلي ظاهرة العبودية - وإلي ظواهر أخري متوالية في قلب القرن العشرين، وضمنها الستالينية والفاشية والنازية، ومعاداة السامية، ومحارق الهولوكوست التي طالت اليهود وغيرهم من الأجناس والأعراق.
وماذا لو أن هذه الوسائل كانت حاضرة وعلي الهواء مباشرة تنقل الحرب الأهلية في إسبانيا، وتنقل فظائع «جويرنيكا» و«فالينسيا» و«توليدو»، بدلا من أن تعتمد في وصفها علي لمحات من كتابات فنانين وساسة من وزن «بابلو بيكاسو» و«أرنست همنجواي» و«أندريه مالرو» و«هيو توماس»؟!
تذكرون أن وسائل الإعلام الحديث لم تلحق إلا قرب النهاية بأهوال الحرب العالمية الأولي، وإلي حد محدود بالحرب العالمية الثانية، ونعرف بالطبع أن هاتين الحربين العالميتين كانتا صراعا بين قوي الشمال ذاتها، لكن الأطراف المتحاربة نقلت ميادين القتال إلي جميع القارات وفرضتها علي كل الأمم والشعوب،
وكانت الحصيلة الإنسانية ما بين ستين وسبعين مليونا من القتلي، وما بين مائة وخمسين إلي مائة وسبعين مليونا من الجرحي في الحربين معا، وعندما جاء المشهد الأخير في الحرب العالمية الثانية ووقع استعمال السلاح النووي،
فإنه لم يكن هناك نقل مباشر علي الهواء، وعلي أي حال فقد اكتفينا جميعا بسماع أصداء المأساة قائلين في نَفَس واحد شمالا وجنوبا: لن يتكرر ذلك مرة أخري، ومع ذلك ورغم هذا التعهد الإنساني الجامع فإنه عندما نشبت المعارك في أفغانستان والعراق، لم تتورع القوات الأمريكية عن استعمال أنواع من أسلحة «اليورانيوم» المستنفذ، وتلك درجة من الاستهتار - بالوعد وبالإنسان - يصعب اغتفارها.
حضرات السيدات والسادة
تلاحظون أنني أطلت الحديث فيما جري عندكم، وكنت في ذلك عامدا حتي تبين الصورة أمامكم، ومع أن ذلك إلحاحا، أعتذر عن طوله ولا أعتذر عن مقصده، فمن الإنصاف أن نتمثل وجها آخر للحقيقة وهذا هو الحال دائما، فإلي جانب ما عرضت لطرف منه - وكان يمكن أن أمضي في قوائمه إلي ما لا نهاية - فإن هناك فضلا يصعب إنكاره مبدئيا علي صحافة الشمال،
أوله ودون تحفظ، أن بعض قضايانا توجهت إليها لمحات مضيئة لضمائر يقظي قاومت ضغوطا وتهديدات نعرف مدي خطرها ونقدر درجة نفاذها إلي دوائر صنع القرار والأفكار والحوار.
وعلي سبيل المثال فإنه رغم سطوة أصدقاء إسرائيل فإن بعضا من الحقيقة ظهر وبان عن قضية الشعب الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه وأزيح إلي معسكرات وجيتوات مقهورة يائسة - ثم إنه رغم سلطان ما سُمي جماعة المحافظين الجُدد ومعهم مجموعة المستشرقين الجدد - فإن حقيقة ما جري في العراق تكشفت ابتداءً من غزو وطن عربي وتمزيقه بغرور وجهالة القوة وبذرائع مختلقة - كما أننا عرفنا أن الشعب العراقي فَقَدَ نصف مليون مواطن قتلوا،
وثلاثة ملايين خرجوا لاجئين من وطنهم، بعضهم داخله في العراق، وأكثرهم في المنافي خارجه، ثم إننا بفضل تلك الضمائر اليقظي في الشمال عرفنا ما جري في معاقل القهر من «جوانتانامو» - إلي «أبوغريب» - إلي الفالوجة - إلي البصرة - إلي الموصل.
إن تلك الضمائر الحية في صحافة الشمال هي التي كشفت كثيرين من هؤلاء الذين قدموا خططا سياسية، والذين قدموا فتاوي علمية في خدمة مشروع أخذه ما يعتري الإمبراطورية من حماقة القوة، وتجاهل ما تراكمه الإمبراطورية من حكمة الخبرة، ليثبت أن مشروعه هو الأقصر عمرا في تاريخ الإمبراطوريات، لأنه الأقصر نظرا بينها!
إننا وأهم من ذلك كله في تجربة الصب والسحب من الرصيد الإنساني المشترك في المحيط العالمي الأوسع، أخذنا هذا العلم البديع الذي قام هذا المعهد ليخدم أهدافه وهو: الصحافة مكتوبة مسموعة مرئية، ولا أتجاوز إذا قلت إنه أدي دورا هائلا في حياة عالمنا.
إنكم بالطبع سبقتم وطورتم، مستعينين باختراقات التكنولوچيا، حتي أصبح الإعلام العابر لمسافات الكون، أبرز ظواهر العصر وأقوي محركاته.
حضرات السيدات والسادة
علي أن طبائع مراحل التطور كما تفتح باستمرار، تقيد أحيانا فتضع حدودا لما يمكن أن يأخذه الناس عن غيرهم، بل يتحتم عليهم أن يصنعوه في تجربتهم بآلامهم، لأن هناك مجالات يستحيل فيها اختصار المعاناة بالنقل أو بالمحاكاة، تجنبا لإعادة اختراع العجلة من جديد.
وأول هذه المجالات هو مجال الحرية ليس بمعناها الشاعري وإنما باعتبارها توجها إلي نظم دستورية وقانونية مضمونة بعقد اجتماعي وسياسي يفرض احترام الحقوق، وبحيث يستطيع أي مواطن حر أن يمارس مسؤولية المواطنة.
إن تجارب الحرية يصعب نقلها ويصعب انتشارها، وتعميمها بالحركة الطبيعية الذاتية لعملية التطور، بل يتحتم صناعتها من البداية إلي مقصودها، أو صيانة هذا المقصود والدفاع عنه، لأن العصور لا تتماثل - والأحوال لكل أحكامها.
فعبر القرن العشرين - بالذات - تحددت القواعد والأصول عندكم، وأصبح ممكنا إرساء أصول وترسيخ بناء، وذلك لم يحدث بعد عندنا في الجنوب، حيث مازالت الحدود مضطربة، ومازالت القواعد واهية، لأن الصراع من أجل التنوير والحرية والتقدم يتخبط محتدما وتحت ظروف عصية.
بينها أن هذه المعركة في الجنوب تختزل في لحظة زمنية راهنة معارك، واجهت الشمال متتالية، فهناك تعاقبت وتوالت عصور التغيير: الحرية والتنوير - الصناعة والتجارة - العدل الاجتماعي - المواصلات والاتصالات - الإنترنت وعالم النشر الإلكتروني - لكنه عندنا تزاحم ذلك كله مع تباين الخلفيات والرؤي والضرورات.
وبينها أن تداخل العصور أحدث ضغوطا ومؤثرات حادة، قومية ودينية وطائفية ومذهبية أدت إلي خلط بين الأولويات، وإلي شطط في الوسائل قاد أحيانا إلي مجاهل تاهت بعيدا بالمقاصد.
وبينها أن المناخ الذي يحيط بعملية ولادة تجري علي الهواء مباشرة، علي قارعة الطريق وفي منتصف النهار يصيب جميع الأطراف بكل الأعراض التي تصاحب الانكشاف، ومنها الاضطراب والادعاء والإخفاء والتعمية.
وبينها أن نظم الحكم القائمة عجزت عن أن تؤسس لنفسها شرعية دستورية أو قانونية، ولم تعد سلطتها اختيارا وتفويضا وإنما إملاء وقمع، تعطلت إزاءه دواعي الرشد السياسي والاجتماعي وإدارة الأزمات، وذلك ساعد علي الإساءة لمشهد التطور عندنا وإساءة إلي صورته.
ومع أنني أتردد كثيرا قبل أن أضيف أي مسؤولية إلي حساب غير المعنيين في الأصل بها، فلابد من القول - ودون حرج - إن العنصر الخارجي يلعب دورا شديد السلبية في منطقتنا من الجنوب - بالتحديد الشرق الأوسط.
فهناك في قلب هذه المنطقة ثلاثة دواعٍ للخطر أشير إليها باقتضاب لكي أتجنب تكرارا شائعا ومملا رغم صحته، وهي بالترتيب: الموقع الاستراتيچي - وأهمية البترول حتي يظهر بديل له - وإسرائيل.
وهنا فمن الحق أن أضيف أن التفاعل بين عوار الشرعية الذي أصاب الدولة العربية الراهنة - مع ضغوط التطور في الداخل علي النظم - مع دواعي الخطر من العناصر الخارجية - كل ذلك أدي إلي فجوات واسعة سمحت بالتدخل الدولي في الشأن الداخلي للمنطقة، علي أنه لسوء الحظ أن بعض النفاذ الخارجي إلي المنطقة لم يكن دائما ضيفا ثقيلا دعا نفسه، وإنما وصل مدعوا مرغوبا فيه لمناورات السياسة الداخلية وتوازناتها المتصورة أو المتوهمة!
حضرات السيدات والسادة
إذا كنت قد وجهت بعض الملاحظات وفي لهجتها نبرة حدة، فإنني لم آت إلي هنا مكابرا ولا معايرا.
وإذا كنت في الملاحظات نفسها قد اعترفت بالتقدير لضمائر حية أدت أمانتها عندكم، فإنني لم آت إلي هنا مادحا أو مهنئا.
وإذا كنت أخيرا قد لمست جانبا من الأوضاع الراهنة في أحوالنا، فإنني لم آت إلي هنا شاكيا أو محرضا.
لقد جئت إلي هنا لداعٍ رئيسي هو أن أطل علي مشهد المحيط الحضاري الإنساني، قريبا من شاطئ المهنة التي تعنيكم وتعنينا - وجئت وورائي مؤسسة تحمل بمحض المصادفات اسمي، شاغلها خدمة الكفاءة المهنية لشباب الصحفيين العرب.
وقصاري ما أريده وذلك قصدي وهدفي، لا يخرج عن المشاركة معكم في بناء جسر علي موقع من مواقع الحضارة الإنسانية الواحدة التي صبت فيه كل الأمم ما تجمع لديها من نتاج ثقافاتها مما يكون صالحا للجميع، وحقا للجميع، لأنه ملك الجميع.
وشكرا لكم
Sunday, October 28, 2007
المرأة بمصر الفرعونية
تمتعت النساء في مصر القديمة بمساواة شبه تامة مع الرجل حيث كان لها وضع اجتماعي وقانوني ربما لم تحظى به المرأة في أي حضارة قديمة أخرى، كما أنه لم تكن ولادة الأنثى لدى المصري القديم من بواعث حزنه ويأسه كما هو الحال في بعض الحضارات القديمة التي عرفت عادة "الوأد" لبناتهن وهن على قيد الحياة فور ولادتهن.
منح القدماء المصريين بناتهن أسماء تحمل قدراً كبيراً من الاعتزاز والحب ومن هذه الأسماء "وبت نفر" أي بشير السعادة، و"نحتني" أي تلك التي أرجوها، و"تاحر نحنس" أي تلك التي تدعو لها الدنيا، و"سنت إبتس" أي أخت أبيها، و"حنوت سن" أي سيدتهم، وإجمالاً فإن الأدب في مصر القديمة حمل الكثير من النصائح التي تعد من أمجاد الحكمة المصرية عن المساواة بين الرجل والمرأة والحفاظ على كرامة الزوجة والمرأة ورفعه شأنها،
من أشهر تلك النصائح تلك التي ساقها "بتاح محب" ومنها "إن كنت حكيماً اعتن ببيتك، وأحب زوجتك حباً نقياً، واملأ بطنها بالكعام، وغط ظهرها بالكساء، ولاطفها وحقق لها رغباتها أثناء حياتك". وهناك أيضاً نصائح "آني" من عصر الدولة الحديثة إذ يقول لابنه "عامل زوجتك برعاية إن كنت تعرف عنها أنها ممتازة ولا تقل لها أين هذا إن كانت وضعته في مكانه الصحيح، أعد لأمك كل ما فعلته من أجلك، أعط المزيد من الخبز واحملها كما حملتك ثقلاً وحين ولدت وبعد تمام شهورك حملتك على عنقها وظل ثديها في فمك ثلاث سنوات، ولم تكن تشمئز من قاذوراتك وأرسلتك إلى المدرسة كي تتعلم الكتابة، وفي كل يوم كانت تنتظرك بالخبز والجعة في بيتها" وبالطبع كل تلك النصائح هي تذكير دائم للمتلقي بفضل المرأة الأم وضرورة احترام المرأة الزوجة وحب الإبنة
.في ظل هذا التقدير للمرأة ومراعاة المساواة بينها وبين الرجل، كانت المرأة تقف على قدم المساواة مع الرجل في الميراث حيث تحصل على نفس نصيب الإبن من ميراث الأب، لكن الإبن الأكبر كان يحصل على ميراث أكبر من بقية إخوته الذكور والإناث نظراً لدوره في رعاية الأسرة من بعد أبيه، وإذا لم يعقب الميت سوى بنت واحدة أخذت وحدها التركة كاملة دون أن يشاركها أحد، أما إذا لم يكن للميت سوى زوجة واحدة يحق لها الحصول على ثلث التركة ويحصل الأقارب الآخرون على الثلثين، ومن الطبيعي وبعد كل تلك المساواة في الأموال كان المصريون لا يحظرون على المرأة ممارسة أي نوع من المهن والحرف وما يؤكد ذلك أن المرسوم الملكي الذي صدر في عهد الأسرة الثانية "الدولة القديمة" قضى بصلاحية المرأة لشغل وظيفة الملك ، والتاريخ القديم حفل بأمثلة كثيرة على حرص الملوك على استشارة زوجاتهن المليكات في الأمور العامة، كما أن الملكة كانت تكفل للقصر وللمعبد كل أوجه النشاط التكميلي الذي لا يمكن الاستغناء عنه. حتشبسوت و نيتوكرس و نفروسبك أسماء لسيدات جلسن على عرش مصر ، إلا أن منصب الوزارة لم تشغله سوى سيدة واحدة من عصر الأسرة السادسة وفيما عدا ذلك كانت مناصب الوزارة قصراً على الرجال حتى في الفترات التي حكمت فيها الملكات. المصري القديم معروف بميله الواضح نحو التدين وبالتالي كانت خدمة المعابد من أهم الوظائف وأرفعها قدراً وذلك ليس فقط على صعيد القبول الاجتماعي ولكن أيضاً على المستوى المادي المرتفع الذي كان للمعابد، حيث كانت لها إدارتها وأوقافها الخاصة. بالنسبة للنساء كانت أبواب الالتحاق بسلك الكهنوت مفتوحة أمامهن بعد أن تتلقى الواحدة منهن قسطاً من التعليم الديني، وقد اشتهرت في التاريخ المصري القديم كاهنات كثيرات كحتحور ونيث، كما أن النساء المصريات عملن في المعابد كموسيقيات.أما بالنسبة للزواج فقد كان يفرض على المرأة الاقتصار على زوجها من حيث العلاقات الجنسية وكانت عقوبة من تخالف ذلك بالحرق على مرأى ومسمع النساء، وإلقاء الرماد المتخلف في النيل، كما أن الزانية تلك عندما تموت كانوا يظنون بأن روحها لن تعود لجسدها في البعث وتلك العقوبة وفق منظور المصريين القدماء للبعث تعد أمر شديد الصعوبة، ومع الوقت تطورت عقوبة الزنا بالنسبة للمرأة لتأخذ شكل أقل قسوة حيث كانت تجدع الأنف وبذلك هي تحرم من أكبر مقومات الجمال.تلك القسوة والصعوبة التي كانت تفرض على المرأة الزانية يؤكد أن البغاء لم يكن مهنة تمارسها النساء في ذلك العصر أما "التسري" فقد عرف في مصر القديمة على نطاق محدود، وربما يكون قاصراً فقط على الملوك وكبار الإقطاعيين وفي الغالب كانت السراري من الإماء أو الأسرى الأجنبيات وأبناء هؤلاء كانوا ينسبن لأمهاتهم وليس لأباءهم لأنهم نتيجة علاقة غير شرعية
باسنت موسى 28/10/2007
فوبيا «الملك فاروق
يبدو أننا تحولنا إلي بلاد «رد الفعل» فقط.. ففي الأغلب الأعم دائما ما تسير الحياة بالقصور الذاتي وبلا أي مشاكل ما لم تصدر التعليمات بغير ذلك.. والتعليمات دائما ما تصدر من جهات مجهولة.. ولا أحد يؤكد صحتها.. ولا أحد ينفيها.. ولا أحد ينسبها إلي مسؤول بعينه.. ولا أحد من المسؤولين يتنصل منها.
ففي وقت سابق وأثناء إذاعة مسلسل «الملك فاروق» أشاد كل النقاد والكتاب في معظم الصحف القومية بالمسلسل: وبروعة إخراجه ودقة أحداثه.. وعظمة ديكوره.. وبراعة أبطاله.. وموضوعية تناوله.. وحصل المسلسل في وقت قصير من بداية إذاعته علي أعلي درجات الاستحسان.. وأوسع نسبة مشاهدة.. وعندما تحولت الكتابة إلي حالة من حالات التعاطف مع الملك الشاب الذي شهدت سنوات عمره الغضة أحداثاً تاريخية ومنعطفات حادة وخطيرة غيرت مجري حياته فقد شهدت فترة حكمه أحداث الحرب العالمية الثانية.. وحرب فلسطين.. وحريق القاهرة.. وعلي المستوي العائلي شهدت طلاق أخته الأميرة فوزية من شاه إيران.. وطلاقه الملكة فريدة.. وقصص والدته الملكة نازلي مع أحمد حسنين باشا وما لحقه من أضرار نفسية وسياسية علي يديها..
كل هذه الأحداث جعلت معظم الناس تتعاطف مع الملك الشاب الذي (لم ير يوما حلوا في حياته) من وجهة نظر كاتبة السيناريو (د. لميس جابر)، ولكن هذه هي الحقيقة.. وهكذا هي الحياة.. تمضي بابن آدم من ربوة عالية إلي هوة سحيقة.. ومن هوة سحيقة إلي قمم الجبال.. ولا أحد يدرك لها منطقاً ولا يعرف لها حكمة سوي الله عز وجل خالق الموت والحياة، سبحانك (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء)..
ورغم كل ذلك فإن الانطباع الأخير الذي تبقي لدي عامة الشعب.. أن الحياة في ظل الملكية رغم كل ما أحيط بها من فساد.. واحتلال.. ومؤامرات كانت فترة غامضة لدي عدة أجيال جاءت بعد الثورة ولم تعرف إلا ما سمحت بنشره ثورة يوليو.. وتم بالفعل إهالة التراب وجبال النسيان علي أسرة محمد علي بأكملها.. ولكن هذا المسلسل أتاح للجمهور العادي الذي لم يدرس تاريخ بلاده ولم يعرف عنه أي شيء سوي ما (صرفته) له أجهزة إعلام ثورة يوليو ١٩٥٢ عن العهد البائد..
وهذا ما أزعج النظام المصري الحالي الذي يمثل الحلقة الثالثة من ثورة يوليو.. ونجح المسلسل في إثارة الدهشة لدي البسطاء.. عن طبيعة الحكم السياسي في الفترة الليبرالية التي كان النظام السياسي فيها ملكيا برلمانيا.. فالملك يملك ولا يحكم.. وعرفت الناس عن يقين من خلال أحداث المسلسل أنه علي الرغم مما أحاط بهذه الفترة الملكية من ظلم وفساد واستبداد كما قيل لنا.. إلا أن الملك لم يكن يملك سوي ما ورثه عن والده..
وأن كل الاقتصاد كان ملك الأفراد.. وكل المرافق العامة كانت ملكا للدولة ولا يمكن للحكومة أن تتصرف في مليم واحد من الموازنة العامة للدولة إلا بموافقة البرلمان.. وأن دخل الحكومة يأتي من الضرائب.. ومن هنا بدأت الناس في عقد المقارنات بين هذا النظام.. والنظام السياسي السائد منذ ١٩٥٢.. فحتي الملك إن كان فاسدا ولصا.. فليس تحت تصرفه حسابات وأموال البلاد.. بأرضها ومصانعها وقناة سويسها.. وبنكها المركزي.. وبنوكها العامة.. بصحافتها وصحفها.. بمدنها القديمة والجديدة.. بزرعها وأرضها وسمائها.. بعمر أفنديها.. بسكك حديد مصر وطيرانها.. وهكذا.. فالحكومة ورجال الحزب..
والنظام بأكمله لم يكن حر التصرف ولا مطلق اليد في ثروات البلاد.. وكل هذه الثروات كانت ملكا لأفراد ولا أحد يستطيع أن يمد يده عليها.. لذلك كان الاقتصاد المصري أقوي من الآن بمراحل رغم الاحتلال والسراي والفساد.. وكان الجنيه المصري أعلي سعرا من (الجنيه الذهب).. وكان الجنيه الذهب يساوي (٩٧.٥ قرش صاغ مصري).. والثورة استلمت البلاد والجنيه المصري أقوي من الاسترليني والدولار والريال والمارك الألماني والين الياباني.. وحتي بداية السبعينيات كان الدولار بـ(٣٥ قرشاً مصرياً) والريال السعودي بعشرين قرش صاغ.
وهذه المفارقات هي التي أزعجت الحكومة فصدرت التعليمات فيما يبدو من جهات مجهولة بمهاجمة المسلسل بضراوة.. وبدأت موجات الهجوم الشرس تتصاعد.. وتتصاعد.. حتي وصلت إلي حد إهانة الملك وأسرة محمد علي من أول محمد علي باشا الكبير إلي آخر سلسال أسرة محمد علي فاروق المسكين.. ولكن يبقي سؤال: أي حكومة هذه..
وأي نظام ذلك الذي تهزه أحداث مسلسل.. مضي عليها أكثر من سبعين سنة هل الحكومة بمثل هذه الهشاشة.. وهل النظام أصابه كل هذا الفزع من مجرد مسلسل.. أم الحكومة أصابتها ( فوبيا الملك فاروق ).. وأصبحت تخاف من خياله.. رغم رحيله عنا من عشرات السنين
بقلم محمد بغدادى ٢٨/١٠/٢٠٠٧
المصرى اليوم
Friday, October 26, 2007
الأيدي الآثمة في سوريا لا تحجب موقع بل تحجب وطن
Sunday, October 21, 2007
أزمة البحث العلمي في مصر
واتفق العلماء الثلاثة علي أن المناخ المصري طارد للبحث العلمي مشيرين إلي أنهم يلجأون إلي للخارج لنشر إنتاجهم العلمي في ظل غياب الدوريات المصرية العلمية المتخصصة.
وما بين الصخور والمبيدات وأمراض المناعة كانت تخصصات العلماء الثلاثة التي منحتهم أبحاثهم ذلك التكريم الذي يضع ظلالا علي أزمتنا العلمية ويرسم علامات استفهام بحجم تأخرنا العلمي مقارنة بدولة مثل إسرائيل،
كما يحرج الدولة التي تضم في هيئاتها العملية علماء نابهين يعملون ويفكرون لإفادة مجتمعهم باختراعات وأبحاث تحمل مردودا يصب في صالح تطور المجتمع، ولكنهم لا يجدون الرعاية والاهتمام ويصطدمون بمعوقات تجعل العمل البحثي أمرا بالغ الصعوبة، وعلي النقيض من ذلك وجد هؤلاء العلماء الاهتمام والرعاية من مؤسسات وهيئات دولية ليتوجوا قصة نجاح كللوها بتكريم موسوعة
مخلص عبدالملاك اكتشف طريقة لإنتاج الذهب من صخور «الأفيوليت» بطريقة اقتصادية
الدكتور مخلص كمال عبدالملاك حصل علي بكالوريس العلوم الجيولوجية عام ١٩٩٤ ليعمل جيولوجياً بجامعة أسيوط في المشروعات الخاصة بوزارة التعاون الدولي بغرض البحث والتنقيب عن المياه الجوفية.
اشتغل مدرساً بقسم الجيولوجيا بجامعة أسيوط حتي تم تعيينه في المركز القومي للبحوث كمساعد باحث في عام ١٩٩٨ وحصل علي الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة القاهرة في عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٤، وأصبح عضواً في بعض الجمعيات العلمية «الجمعية الجيولوجية المصرية» و«نادي العلوم الجيولوجية» و«علوم الفضاء» و«جمعية علم المعادن المصرية» و«وحدة الاستشارات الجيولوجية بالمركز القومي للبحوث».
تركزت أبحاث عبدالملاك علي دراسة صخور القاعدة المصرية الموجودة في شبة جزيرة سيناء والصحراء الشرقية، وكان الهدف من الدراسة تحديد أصل هذه الصخور وأهميتها الاقتصادية وتعاون في معظم أبحاثه مع مؤسسات في أمريكا واليابانوبعد نشر أبحاثه في عدد من المجلات العلمية العالمية تم اختياره ليدرس في بعض الجامعات الأمريكية وتوج هذا المشوار باختياره في موسوعة
وقال عبدالملاك «استحدثت نظرية جديدة في تفسير أصل صخور الأفيوليت بالصحراء الشرقية، حيث وجدت أن هذه الصخور تمثل قيمة اقتصادية لمحتواها العالي من الذهب والكرومين والماجنيزيت والتلك، وقد تم تطبيق هذه النظرية في العالم بعد أن طبقت لأول مرة في مصر».
وعن المعوقات والتحديات التي تواجهه كباحث في مصر قال «أبرزها التصاريح الأمنية فلا أستطيع البدء في أي عمل بحثي إلا من خلالها، فطبيعة عملي تستوجب العمل في مناطق حدودية لا يجوز العمل فيها إلا من خلال تصريح أمني».
وأضاف «المشكلة الأخري التي لا تقل أهمية عن سابقتها عدم دقة التحاليل الكميائية نظراً لافتقاد العاملين بمراكز التحليل الكميائية التدريب الجيد علي كيفية استخدام الأجهزة الحديثة».
ودلل عبدالملاك علي ذلك قائلاً «اشترت جامعة القاهرة عام ١٩٩٧ جهازاً للتحاليل الكيميائية بخمسة ملايين جنيه، ولم يتم تشغيله حتي الآن نظراً لغياب العناصر المؤهلة للعمل عليه».
وأكد أن أبحاثه جميعها نشرت خارج مصر في حين لم ينشر إلا بحث واحد فقط داخل مصر وأرجع ذلك إلي المعوقات التي تواجهه في نشر أبحاثه ومنها أن نشر البحث الواحد يستغرق وقتاً طويلاً في حين يحدث العكس في الدول المتقدمة».
وأوضح عبدالملاك أن الوقت الذي انتظره لنشر بحث واحد فقط في مصر يعادل نشر أربعة أبحاث له في الخارج مؤكداً أن عملية النشر هنا بها محسوبيات وتتكلف عملية النشر مبالغ باهظة في الوقت الذي لا تصل رواتبهم كباحثين في مركز البحوث إلي ربع هذه المبالغ، أما نشره في الخارج فلا يكلفه شيئاً، وكشف عبدالملاك عن حاجة الباحثين الجيولوجين إلي سيارات مجهزة للرحلات الحقلية لأن غيابها يعد عقبة في طريق الوصول إلي النتائج.
وقال عبدالملاك إنه فوجئ باختياره عضواً في موسوعة «WhoisWho» وأضاف: «كانت مفاجأة وصرت أصغر عضو في الموسوعة فعمري لم يتجاوز الـ٣٥ عاماً، واختياري يعد بداية انطلاق خاصة أنني أول عالم مصري جيولوجي يدخل هذه الموسوعة».
وأكد عبدالملاك أن العمل الفردي الذي يسود في المراكز البحثية المصرية أحد العوائق التي تواجه العلماء والباحثين المصريين، وقال «ما يدفع الباحث إلي العمل بشكل فردي هو الترقيات والدرجات البحثية، فالتقييم الجماعي العقيم ينتقص من حق الفرد، ولذلك فإن الباحث يتنحي عن العمل الجماعي لصالح الفردي في ظل هذه الأجواء».
وتحدث عبدالملاك عن أبحاثه التي نشرت في الخارج وتدرس في الجامعات الأمريكية قائلاً «كشفت في أبحاثي عن أهمية صخور «الأفيوليت» الاقتصادية، وبدأت دول الدرع النوبي «مصر والسودان وأثيوبيا والسعودية والأردن وفلسطين وإسرائيل واليمن» في تطبيق نظريتي»، ولفت إلي اكتشافه الأخير وهو عملية التحول التي تحدث في صخور الأفيوليت لتنتج نوعاً آخر يسمي «التلك» ويتركز فيه معدن الذهب بحوالي ألف ضعف مقارنة بمحتويات صخور الأفيوليت قبل التحول.
وقال عبدالملاك: إنه يجري الاتفاق حالياً علي مشروع أمريكي مصري للاستفادة من صخور الأفيوليت اقتصادياً.
وتحدث عن بحوثه الأخري التي تناولت الصخور القلوية وأثبتت أهميتها الاقتصادية من خلال أحتوائها علي مواد مشعة مثل اليورانيوم والثريوم والرصاص ونسبة عالية من العناصر الأرضية النادرة مثل النيوبيوم والزركينيوم والتيريم.
وذكر عبدالملاك أنه في بداية عرضه أبحاثه علي باقي زملائه نال منهم سخرية كبيرة قائلاً «اعتبروا من يشذ عن مدارسهم العلمية مصدراً للسخرية غير أن أبحاثي اثبتت عكس ما يدعون».
وتلقي عبدالملاك عروضاً للعمل في أكثر من دولة مثل الصين والولايات المتحدة وأستراليا وإيطاليا وعرضاً أخيراً من المغرب ووافق علي الأخير وسيبدأ فيه بعمل دراسة مقارنة بين صخور الأفيوليت في مصر ومثيلتها في المغرب.
محمود بهجت.. اخترع وسائل تشخيصية للاكتشاف المبكر لفيروس «سي»
الدكتور محمود محمد بهجت، المشرف علي معمل المناعة والأمراض المعدية بمشروع «الطريق إلي نوبل» بالمركز القومي للبحوث، حصل علي بكالوريوس العلوم من قسم العلوم الحيوية جامعة عين شمس، ثم حصل علي الماجستير في العلوم الحيوية، ثم دكتوراه فلسفة العلوم، تخصص الكيمياء الحيوية عام ٢٠٠١ من ألمانيا، وحصل علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم البيولوجية لعام ٢٠٠٦.
يقول بهجت عن دخوله موسوعة
ويضيف بهجت: بعد أن حصلت علي الدكتوراه في ألمانيا عرضت علي وظيفة باحث، إلا أنني رفضت وقابلوا رفضي بمنحي أجهزة معملية قيمة، وعدت إلي القاهرة ليستقبلني الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث والذي منحني معملاً صغيراً خاصاً بي، وتطور ليصبح معملاً أكبر من ذي قبل، ثم انتقلت من «باحث إلي أستاذ مساعد يشرف علي تسعة طلاب».
وأكد بهجت أن المدرسة العلمية في مصر متناثرة وبحاجة إلي تعميم الفكرة والوعي بأهمية البحث العلمي، وقال: الدولة تتعامل مع الباحث علي أنه موظف، ومن ثم لن تتم صناعة العلماء، وينبغي إدخال النظام الانتقائي في البحث العلمي إذ لا يصح أن يستمر عضو هيئة بحوث في مكانه أكثر من ٥ سنوات حتي تتجدد الدماء البحثية.
وضرب مثلاً علي ذلك قائلاً: اشمعني الأهلي بيجيبوله أبوتريكة من الترسانة، لازم نجمع كل النوابغ داخل المركز، ونحن في حاجة إلي نظام فرز علمي مبني علي التنافسية لكي نستطيع بعد عشر سنوات إفراز مجتمع علمي مصري، ولابد أن يعتمد هذا علي نظام كشافة ثم فرز وانتقاء.
وأوضح بهجت سبب اختياره في الموسوعة قائلاً: إن اختياري في موسوعة «هو إذ هو» جاء لأبحاثي الخاصة بمرض الإصابة بطفيل البلهارسيا ومرض الالتهاب الكبدي الوبائي الناجم عن الإصابة بفيروس «سي» وتركز البحث علي استخدام وسائل تشخيصية حديثة للاكتشاف المبكر للإصابات.
وأضاف بهجت: المناخ في مصر هو نفسه المناخ في العالم، فعلاج الكبد هو «الانترفيرون» غير أن هناك حالات لا تستجيب لهذا العلاج، ومشكلة هذا المرض الحقيقية تكمن في أنه لا يصيب إلا الإنسان والشمبانزي، أي أنه لا يخضع في تجاربنا علي حيوانات التجارب، لذا فإن الوصول إلي نتيجة أكيدة للعلاج مرتبط بإصابة الحيوان أولاً، ثم البحث عن سبل العلاج، وذلك سيحتاج علي الأقل ١٠ من حيوانات «الشمبانزي»، كما أن استجابة الشمبانزي للتجارب مختلفة عن الإنسان، لذا فإننا نحاول زراعة فيروس «سي» علي خلايا كبدية من مصادر بشرية، ونستحدث مزارع خلايا من أصول بشرية، ثم نختبر انقسام الفيروس عليها وسلوكه.
وأكد بهجت: الفيروس لا ينقسم داخل كبد فئران التجارب، ومحاولاتنا الآن ليست من أجل الوصول إلي العلاج فحسب، ولكن من أجل إيجاد القيمة المناعية، وذلك بمحاولة إنتاج لقاح يستحث الجهاز المناعي لإيقاف العدوي قبل وصوله إلي الكبد، فهناك أنزيمات مهمة جداً يستخدمها الفيروسات والطفيليات لاختراق الجهاز المناعي للإنسان، وسبيلنا هو تثبيط نشاط الأنزيمات من خلال هذه الأبحاث وعددها ٢٥ بحثاً نشرت في مجلات علمية وتوجد علي موقع:
وأعرب بهجت عن أمله في مجتمع علمي أفضل يتم اختياره علي أساس التنافسية، موضحاً أن النجاح الذي وصل إليه وهو لم يتعد ٣٧ عاماً ساهم فيه الدكتور هاني الناظر، مؤكداً أن أي باحث يحتاج إلي رعاية وتبن خاصة العلماء النابهين، وأشار إلي أن السوق المصرية في حاجة إلي الإقتناع بأهمية البحث العلمي، مشدداً علي ضرورة التخلي عن «عقدة الخواجة».
وفاء حجاج.. استحدثت طرقا جديدة لمكافحة أمراض النبات دون استخدام مبيدات
الدكتور وفاء حجاج أستاذ باحث مساعد في قسم أمراض النبات بالمركز القومي للبحوث. وحصلت علي بكالوريوس في العلوم الزراعية قسم النبات بكلية الزراعة جامعة القاهرة، ثم حصلت علي درجة الماجستير في العلوم الزراعية قسم أمراض النبات بجامعة عين شمس وكانت رسالتها للدكتواه بعنوان «ذبول الكمون في الأراضي المستصلحة الجديدة وطرق مقاومته» ثم حصلت علي دكتوراه الفلسفة في العلوم الزراعية قسم أمراض النبات من كلية الزراعة بجامعة عين شمس.
وبعدها حصلت علي براءتي اختراع واحدة عن مبيد حيوي لمقاومة مرض العفن الرمادي الذي يصيب الطماطم والكوسة والفراولة والعنب وأخري عن مبيد حيوي لمقاومة مرض البياض الدقيق، الذي يصيب محاصيل الخضر والفاكهة، دخلت موسوعة «هو إذ هو» العالمية لعام ٢٠٠٧ بأبحاثها عن المكافحة الحيوية لأمراض النبات باستخدام وسائل الطبيعة مثل الكائنات الدقيقة وإكثارها لكي تكون بديلا عن المبيدات الكيماوية، وقالت «توصلت إلي التحكم في مقاومة المرض من خلال التحكم في التركيب الداخلي للنبات للوصول إلي درجة عالية من المقاومة للمرض،
كما استطعت التحكم في الكائنات المسببة للمرض بمنع تكاثرها ونموها من خلال رش مركبات مسؤولة عن التثبيط لدي هذه الكائنات وبالفعل نجحنا في إنتاج نباتات مقاومة للأمراض بإدخال صفات جديدة تلعب دورا في المقاومة، وحذرت حجاج من التوسع في استخدام المبيدات في مقاومة الآفات قائلة «ينبغي أن يتم ذلك في أضيق الحدود وفي فترات معينة نظرا لأضراره علي الصحة والبيئة، وأن يكون البديل استخدام المبيدات الحيوية، وتكمن المشكلة في أن هذه المبيدات تنتج عن طريق عدد قليل من المصانع مما يمكن معه القول بإن سوق المبيدات الحيوية عشوائية».
وأضافت المشكلة الحقيقية أن المبيدات الكيماوية تنتج محصولاً بكميات وفيرة في حين أن المبيد الحيوي ينتج الكميات الحقيقية للمحصول، وهو ما يدفع المزارع إلي اختيار المبيدات الكيماوية لذا فنحن بحاجة إلي نشر الوعي وتدريب المزارعين عن طريق الندوات أو الدورات التدريبية علي استخدام مثل هذه المبيدات البديلة التي لا تضر البيئة والصحة.
وقالت وفاء حجاج: إنها قامت بنشر أغلب أبحاثها «٤٤ بحثا» خارج مصر في كل من أمريكا والبرازيل واليابان وألمانيا، لأن الدوريات العلمية التي تنشر في مصر تفتقد العلمية وتتحكم المحسوبيات.
وأوضحت وفاء حجاج أن نشرها للأبحاث خارج مصر خلق لها بيئة من العلاقات الجيدة بينها وبين الدول الأخري خاصة السويد فهي عضوة بالوكالة السويدية للتعاون الدولي، حيث منحتها أكثر من مهمة علمية بالسويد، والتي استطاعت من خلالها التعرف علي الجديد في مجال الزراعة المستدامة والزراعة العضوية مقارنة بما هو موجود في مصر.
وأعربت وفاء حجاج عن أمنيتها بإنشاء وحدة للثروة الميكروبية لتكون بديلا عن المبيدات وتمد النباتات بالكائنات سواء للمقاومة أو للتسمين لتستخدم في عمليات المكافحة
Friday, October 19, 2007
يوليو واخواتها السبعة
اسعدنا وابكانا مسلسل الملك فاروق فى رمضان ومن قبله الحديث العفوى الذى تحدثت به الاميرة فريال لمحطة ال ام بى سى. لقد نسجت حركة يوليو جبل من الاكاذيب حول العصر الليبرالى فى مصر واطلقوا عليه " العصر البائد"،فهل يمكن أن يكون العصر الوحيد الذى بنيت فيه مصر الحديثة وتمتع الشعب بتجربة ديموقراطية معقولة وانتجت فيه مصر اغلب اعلامها فى الثقافة والفكر وبرزت فيه الوطنية المصرية بجلاء والتحمت وازدهرت الوحدة الوطنية فى مصر عصرا بائدا؟
. فماذا يمكن ان نطلق على عصر الفاشية المصرية والفساد والنهب والتطرف والشعارات الذى نعيشه بعد هذه الثورةالمدمرة؟
. إنه عصر "الرعاع". لقد حكمنا الرعاع الذين افسدوا كل شئ فى مصر وامتلئت الكتب بجبال من الاكاذيب بداية من الاسلحة الفاسدة فى فلسطين والتى كانت محض خيال صحفى إلى صناديق الذهب والمجوهرات التى حملها فاروق معه إلى الخارج إلى حياة العربدة والسكر التى كان يعيشها فاروق رغم إنه كان ينفر من الخمر حسب وصف اقرب الناس اليه وهى طليقته الملكة فريدة.وبرع محمد حسنيين هيكل فى التشنيع على العصر البائد وصنع لنا شخصية اسطورية من محض خياله وهى شخصية عبد الناصر. عبد الناصر الذىيعرفه الشارع العربى هو من صنع خيال هيكل اما عبد الناصر الحقيقى فهو الذى كان يشتم الملوك العرب بامهاتهم فى خطب عامة ويصف رئيس وزراء بريطانيا بالخرع ويقول طظ فى امريكا ويستخدم فى خطبه اسلوب فتوات الحارة وسلم جيش مصر لاحد اصدقائه من الحشاشيين وملأ سجونه بالمثقفين وتحالف مع الاخوان فى خراب القاهرة وحرقها واقسم على المصحف والسيف فى غرفة مظلمة امام قائد التنظيم السرى الارهابى للاخوان المسلمين وذلك حسب شهادة خالد محيى الدين لقناة الجزيرة. يقول عبد المنعم عبد الرءوف احد الضباط الاحرار " انه كون اول خلية لضباط الاخوان المسلمين فى اكتوبر عام 1942 من كل من جمال عبد الناصر، الذى كان برتبة نقيب، والملازم اول حسين حمودة وخالد محيى الدين".تشتت العائلة الملكية فى ارجاء العالم، فعاش فاروق فى ايطاليا وعاش ابنه الطفل فى موناكو على حساب الامير رينيه وعاشت بناته فى سويسرا بمساعدة الاسرة المالكة السعودية وسكنت الملكة فريدة فى باريس فى شقة اهداها لها شاه ايران واضطرت الى بيعها تحت ضغط الحاجة وباعت ملابسها ايضا،وعمل ابناء فاروق فى مهن عادية فى المدارس والفنادق، فاين هى صناديق المجوهرات التى تحدث عنها اعلام عصر الرعاع؟.احتكر رجال الثورة الحديث باسم الشعب من اول بيان وانذار لهم وجه الى الملك فاروق فقال البيان "عريظة موجهة للملك تحمل مطلبين على لسان الشعب". من اول يوم احتكروا الحديث باسم الشعب ومارسوا الجرائم باسم الشعب ودمروا استقلال القضاء باسم الشعب وصادروا الحريات باسم الشعب واحتكروا تفسير الوطنية باسم الشعب، وباسم الشعب ايضا زجوا بحلفائهم من الاخوان فى السجون واذاقوهم كؤوس المرارة والعذاب.عندما كان النحاس يقول باسم الشعب وقعت معاهدة 36 وباسم الشعب الغيها كان يحق له هذا، فقد كان زعيما للاغلبية فى انتخابات نزيهة اما محترفى الشعارات وتزوير الانتخابات فلا يحق لهم اطلاقا ذكر كلمة شعب على السنتهم، باسم الشلة نعم، باسم الرعاع والعوام نعم ولكن ليس باسم الشعب.السادات الذى كان تباعا وقاتلا ومتعصبا يعيش ابناءه فى قصور فى مصر والغرب، وابناء عبد الناصر ينعمون فى الملايين والفساد حتى ان خالد عبد الناصر حصل على اعلى كوبون من الطاغية صدام، وزوج ابنته اشرف مروان كان متورطا مع المافيا وتجار السلاح والارتزاق من الحركات الارهابية المسلحة ومتهما بالجاسوسية،وفاق حسنى مبارك الجميع، فى حين عاش ابناء الملوك فى حياة بسيطة وشظف العيش.فى عصر الرعاع كل شئ جائز الاغتيالات والقتل ودس السم والتشهير بالناس، وصل الامر الى تصوير الناس فى اوضاع جنسية والتشهير بهم فى الشوارع كما حدث مع حسام ابو الفتوح ومن قبله مع الرجل القوى وزير الدفاع الاسبق ابو غزالة واتهامه فى قضية لوسى ارتين لخلافات على عمولات السلاح ومن قبلهم ابتزاز الممثلات والفنانات جنسيا على ايدى صلاح نصر وعصابته.فى عصر الرعاع سمعنا اقذر العبارات والشتائم، اما العصر البائد فيصفه انيس منصور بقوله" كان مستوى الحوار رفيعا.وانا ادعى اننى عرفت كل بنات الملك فاروق وعرفت الملكة فريدة عشر سنوات والملكة نازلى وسمعت ورايت وشاركت. لم اجد كلمة نابية واحدة ولا عبارة منحطة".ولم يقتصر تاثير ثورة يوليو على مصر فحسب وانما امتد وجهها الكالح الى كل المنطقة العربية الى اخواتها السبعة من الحكام المستبدين الفسدة مدمنوا الشعارات فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان والجزائر ومنظمة التحرير.واستضاف رجال يوليو البلطجية على ارض مصر ومنهم البلطجى المجرم صدام حسين ومفجر الخراب فى السودان جعفر النميرى خليفة الله السابق فى الارض والمعتوه حاكم ليبيا الحالى الذى يصف نفسه بانه الابن البار ليوليو ولعبد الناصر ونعم الوصف.لم يعد قادرا على ازاحة الرعاع من على كراسيهم الا رعاع مثلهم وهذا هو جوهر الصراع الدائر الان فى الشرق الاوسط بين الرعاع ورعاع الرعاع، او الرعاع الجدد وهم الاسلاميون. الصراع دائر بين اخوة فى الرضاعة، بين حلفاء الامس، بين الذين احتكروا الوطنية وقسموا الناس حسب اهوائهم بين وطنى وخائن وبين الرعاع الجدد الذين قسموا الناس بين مؤمن وكافر، بين محتكرى الوطنية ومحتكرى الحقيقة المطلقة،بين الذين يزعمون انهم يتحدثون باسم الشعب والذين يزعمون انهم يتحدثون باسم الله
.فالف لعنة كما يقول سعد الدين ابراهيم على المستبدين الحاليين ومليون لعنة على الرعاع الجدد المتربصين بالمنطقة.... من القاعدة الى الاخوان المسلمين.
بقلم : مجدي خليل
نقلا عن موقع ايلاف