مسكين النائب انطوان، فهو كان يدري انه ملاحق، ويشعر انه سيستهدف بالقتل، ولم يدر في أي ركن او منعطف من بيروت ولا أي ساعة، لهذا غير لوحة سيارته على أمل أن من يرصده سيفقد أثره. لم يدر الضحية المستهدفة انه كان مرصودا من لحظة عودته من الخارج، حيث نصح بالبقاء في الخارج لأسباب امنية حتى يحين موعد التصويت في مجلس النواب على رئيس الجمهورية المقبل. لم يفعل، وكان واضحا ان الجريمة معدة سلفا في انتظاره. ولأن القتلة هم اجهزة متخصصة فإن محاولته البسيطة في حماية نفسه بتغيير لوحة سيارته لم ترد الجريمة. ذهب انسان شجاع آخر في أغرب مواجهة، بين جماعة تستخدم الحق الدستوري وجماعة تستخدم القتل لتغيير هذا الحق.
ولا أحد يمكن ان يلوم مجرمين على ارتكاب جريمة أخرى فهذه طبيعتهم، وسيستمرون في انتهاجها، لكن اللوم، كل اللوم، يقع على الأقلية التي رغم ادعائها الحزن تبدو سعيدة بالمزيد من القتل. انها بكل أسف تقتل نظامها السياسي، وتؤسس لاستهدافها غدا من قبل نفس الفئة، وغيرها التي ترى سهولة حسم المطالب بلغة الجريمة.
والذين يطالبون الاكثرية بالتنازل من أجل إزالة الخطر المستمر وإيقاف القتل يتجاهلون ان للبنان قضايا لن تنتهي اليوم، فالمطالب عديدة وسيستمر القتل والاستهداف السياسي حتى لو اختير رئيس يوافق هوى الاقلية. يجب ألا ننسى ان الرئيس رفيق الحريري وافق على مثل هذه النصيحة، وعاد من الخارج رغم التهديد بقتله خصيصا للتصويت على تمديد للرئيس لحود من باب المصالحة، ورغم ان اغلبية السياسيين كانوا ضد التمديد لأنه غير دستوري. ولكن، رغم ذلك.. اغتيل الحريري.
الاقلية لم يظهروا اي شيء من الشهامة تجاه اخوانهم النواب المغدورين سوى كلمات العزاء المزيفة. لو كانوا يعنون ما يقولونه لرفضوا تغيير نصاب التصويت بالقتل وأصروا على ابقاء النصاب كما هو إما بانسحاب مماثل حتى لا يكسب المجرم من وراء القتل الذي جاء محسوبا من اجل تغيير حساب التصويت المقبل. ان لاعبي كرة القدم من صغار الشباب يظهرون من الشهامة والروح الاخوية العالية ما لم نره من هؤلاء الكبار في السن، وهم جميعا في حياتهم السياسية مثل أهل عائلة واحدة، او هكذا يفترض. في مباريات كرة القدم يعيد اللاعب الكرة للاعب الذي سقط مصابا حتى وان لم تكن له، وذلك من باب التعاضد والأخوة والروح الجماعية التي تصنع اللعبة. اما في فريق الاقلية فبكل اسف معظم ما قيل تبدو عليه الشماتة التي تبرر للانتهازية وتغطي على دوافع الجريمة.
انه أمر معيب سيسجله التاريخ وصمة عار في حق كل واحد منهم
ولا أحد يمكن ان يلوم مجرمين على ارتكاب جريمة أخرى فهذه طبيعتهم، وسيستمرون في انتهاجها، لكن اللوم، كل اللوم، يقع على الأقلية التي رغم ادعائها الحزن تبدو سعيدة بالمزيد من القتل. انها بكل أسف تقتل نظامها السياسي، وتؤسس لاستهدافها غدا من قبل نفس الفئة، وغيرها التي ترى سهولة حسم المطالب بلغة الجريمة.
والذين يطالبون الاكثرية بالتنازل من أجل إزالة الخطر المستمر وإيقاف القتل يتجاهلون ان للبنان قضايا لن تنتهي اليوم، فالمطالب عديدة وسيستمر القتل والاستهداف السياسي حتى لو اختير رئيس يوافق هوى الاقلية. يجب ألا ننسى ان الرئيس رفيق الحريري وافق على مثل هذه النصيحة، وعاد من الخارج رغم التهديد بقتله خصيصا للتصويت على تمديد للرئيس لحود من باب المصالحة، ورغم ان اغلبية السياسيين كانوا ضد التمديد لأنه غير دستوري. ولكن، رغم ذلك.. اغتيل الحريري.
الاقلية لم يظهروا اي شيء من الشهامة تجاه اخوانهم النواب المغدورين سوى كلمات العزاء المزيفة. لو كانوا يعنون ما يقولونه لرفضوا تغيير نصاب التصويت بالقتل وأصروا على ابقاء النصاب كما هو إما بانسحاب مماثل حتى لا يكسب المجرم من وراء القتل الذي جاء محسوبا من اجل تغيير حساب التصويت المقبل. ان لاعبي كرة القدم من صغار الشباب يظهرون من الشهامة والروح الاخوية العالية ما لم نره من هؤلاء الكبار في السن، وهم جميعا في حياتهم السياسية مثل أهل عائلة واحدة، او هكذا يفترض. في مباريات كرة القدم يعيد اللاعب الكرة للاعب الذي سقط مصابا حتى وان لم تكن له، وذلك من باب التعاضد والأخوة والروح الجماعية التي تصنع اللعبة. اما في فريق الاقلية فبكل اسف معظم ما قيل تبدو عليه الشماتة التي تبرر للانتهازية وتغطي على دوافع الجريمة.
انه أمر معيب سيسجله التاريخ وصمة عار في حق كل واحد منهم
عبد الرحمن الراشد
الشرق الأوسط
No comments:
Post a Comment