Thursday, November 11, 2010

انتخاباتنا..وانتخاباتهم

ألا تشعر حكومتنا وحزبنا الحاكم بالخجل وهو يرى تداول السلطة فى كل بلدان العالم المحترم عبر انتخابات حرة ديمقراطية، بينما هو «كابس» على نفس هذا الشعب منذ عشرات السنين من دون أى أمل فى التغيير.

أعرف أن السؤال عبثى ولن يقدم أو يؤخر، لكن رؤية كل العالم يمارس الرياضة الغريبة والمسماة بتداول السلطة، بينما نحن محلك سر أمر يثير الشجن والحزن وأحيانا اليأس.

الحزب الديمقراطى فى أمريكا سجل نصرا تاريخيا فى عام 2008، أوصل الفتى الأسمر ذا الأصول الأفريقية المسلمة باراك أوباما إلى رئاسة البيت الأبيض، ليس ذلك فقط بل إن الناخبين الأمريكيين أعطوه الأغلبية فى مجلسى الشيوخ والنواب. لكن الأمريكيين أنفسهم عاقبوا هذا الحزب ورئيسه فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس قبل أيام، وأعطوا الأغلبية فى مجلس النواب للحزب الجمهورى وقلصوا الفارق فى مجلس الشيوخ، بل أعطوا مقاعد مهمة فى الكونجرس للتيار المحافظ الجديد المسمى بـ«حفلة الشاى».

قبل شهور وبالطريقة نفسها عاقب الناخبون البريطانيون حزب العمال وأعطوا الحكم لحزب المحافظين الذى ائتلف مع الأحرار بعد أن ظل العمال يحكمون لسنوات طويلة.

التغيير والتداول سنة الحياة فى معظم بلدان العالم، ويتمان حسب مزاج الناخب الذى يتشكل بناء على مدى نجاح الحكومة فى تنفيذ وعودها من عدمه. يحدث ذلك فى كل العالم من أستراليا والهند إلى جنوب أفريقيا والبرازيل، حيث رأينا الرئيس لولا دى سيلفا يتقاعد ويرفض تعديل الدستور لكى يمدد ولايته، وجرت انتخابات ديمقراطية جاءت بالرئيسة الجديدة ديلما روسيف.

استثناء هذه القاعدة يحدث فقط فى البلدان المنكوبة بالديكتاتورية والشمولية.. أو التعددية الصورية.والأخيرة هى ما يحدث عندنا، لدرجة أن البعض صار يعرف من الآن نتائج الانتخابات البرلمانية التى ستجرى خلال هذا الشهر وكيف سيوزع الحزب الحاكم المقاعد على نفسه وعلى المعارضين؟!.

هل يعقل أن الشعب المصرى راضٍ عن الحزب الحاكم منذ بدء التعددية والتجربة الحزبية عام 1976 وحتى هذا اليوم؟!.

لو أن هناك حكومة من الملائكة فإنها قد تؤدى عملها بصورة جيدة لفترة أو فترتين ثم يصيبها داء الاستقرار والتكلس والرضاء التام عن نفسها..

فى مصر.. حدثت كوارث متعددة منذ عام 1976 وحتى هذه اللحظة، لكن أيا من هذه الكوارث لم يكن كافيا لتغيير الحكومة وحزبها الحاكم.

الناخبون الأمريكيون «المتخلفون وغير الحضاريين» يؤدبون رئيسهم وحزبهم الحاكم ويعطون الغالبية للجمهوريين المعارضين، والناخبون المصريون «المحترمون والأوفياء» يحفظون الجميل دائما لحزبهم الحاكم.

الأتراك قرروا معاقبة العلمانيين وأعطوا كل ما طلبه حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية، وقبل الجميع بقواعد اللعبة الديمقراطية، ولم «تنهار» تركيا.

إسرائيل، هذا الكيان الاستعمارى الغاصب تميز عنا بأن لديه حياة ديمقراطية تجعل حياته السياسية متجددة دوما رغم كل عنصريته وقمعه للفلسطينيين والعرب.

خلاصة الأمر هى أنه لا أمل فى أى تقدم طالما نحن متكلسون، وتعتقد حكومتنا أنها تحتكر الحكمة والتفكير نيابة عن الشعب.

أما المثير للضحك فهو أن بعض مسئولينا لايزالون يؤمنون أننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية فعلا.

No comments: