Sunday, February 15, 2009

شيرين عبَّادي وحقوق المرأة في ظلِّ الثورة الإسلاميَّة في إيران

كانت النساء نشيطات في الأحداث التي أحاطت بالثورة الإسلامية في إيران قبل 30 عاماً مضى، لكن الجمهورية الإسلامية انتُقدت بسبب التراجع عن العديد من الحقوق التي كانت النساء قد اكتسبتها في ظلِّ نظام الشاه الذي أطاحت الثورة به.
المحامية الإيرانية شيرين عبّّادي كانت قد فازت بجائزة نوبل في عام 2003 وذلك لقاء عملها في مجال حقوق الإنسان في إيران

وفي مقابلة مع بي بي سي، تشرح عبّّادي كيف استجابت النساء للتغيرات التي طرأت على أوضاعهن القانونية على مرِّ السنوات الثلاثين المنصرمة، وكيف أنَّ أملها بمستقبل إيران يكمن في نسائها وشبابها وشابَّاتها.
تقول عبّّادي: "كان شعار الثورة هو الحرية والاستقلال وقالوا إن الثورة الإسلامية سوف تحقق ذلك

وتضيف قائلة: "كان الناس عندئذ حقَّا متفائلين لأنهم فعلا كانوا يريدون الاستقلال والسيادة."
وتردف قائلة: "لسوء الحظ بعد الثورة، وفي الوقت الذي أضحت فيه البلاد مستقلَّة أكثر من ذي قبل، لم تتبلور تلك الحرية التي كان الشعب يتوقعها

هذا ولم يكن قد مضِى سوى خمسة أشهر فقط على قيام الثورة عندما سحب "المجلس الثوري" كافَّة الحقوق التي كانت قد اكتسبتها النساء عبر السنوات الماضية، حتى قبل أن يكون قد جرى تمرير الدستور الجديد وانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وحدث في عام 1979 أن جرى تمرير قانون يسمح للرجال بأن يكون لديهم أربع زوجات، كما صدر قانون آخر يقضى بأن تؤول حضانة الأطفال إلى الأب بعد الطلاق، وبالتالي خسرت النساء الحقوق التي كنَّ قد اكتسبنها.
عندها أدركت، والحديث دوما لعبّّادي، أنه حتى وقبل أن يتم وضع الدستور الجديد للبلاد، فقد استهدفوا (أي القائمين على الثورة) النساء وسلبوهن حقوقهن

لقد كنت مساندة وداعمة للثورة للغاية عندما كانت في طور القيام والحدوث.
لقد كنت قاضية. لكن، وبعد أشهر عدة من الثورة، قالوا لي أنه لم يعد بإمكاني ممارسة عملي كقاضية، إذ ليس من المشروع للمرأة أن تكون قاضية في ظل القانون الإسلامي (أي الشريعة الإسلامية).
وهكذا أُنزلت مرتبتي ومراتب قاضيات أُخريات إلى مجرَّد كاتبات.
والنقطة الهامَّة هي أنَّه جرى أيضا تغيير الحقوق القانونية الممنوحة للنساء، مثل حقي بأن أكون متساوية مع زوجي ضمن الأسرة، بالإضافة إلى تغيير قوانين أخرى كانت في صالح النساء

شعرت بانني جُعلت مواطنة من الدرجة الثانية.
نعم، لقد تسببت الثورة بتراجع النساء وعودتهن القهقرى خطوات عدَّة إلى الوراء في ظلِّ القانون (الجديد)، إلاَّ أن ذلك جعلهن يعمل بجدٍّ ودأب أكثر، وذلك من أجل استعادة حقوقهنَّ وإثبات أنفسهنَّ.
لقد كانت النساء تشكِّل ربع عدد طلبة الجامعة في ظلِّ حكم الشاه، إلاَّ أنَّ 65 بالمائة من عدد طلاَّب الجامعات الآن هنَّ من النساء.
كما ارتفع عدد النساء المثقَّفات بعد الثورة بشكل ملحوظ، والمرأة المثقَّفة التي تذهب إلى الجامعة ستتمكَّن ذات يوم من استعادة حقوقها
إن أملي بمستقبل إيران يكمن بنسائها أوَّلا، والأكثر والأهمَّ من ذلك هو بشبابها عندما يكبرون
إن الحركة النسائية في إيران قوية للغاية. هذه الحركة لا زعيمة ولا مقرَّ لها. فمكانها هو منزل وبيت كلِّ إيراني وإيرانية يؤمنون بالحقوق المتساوية. إنها الحركة النسائية الأقوى في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.
وأنا أيضا لدي إيمان بأن شباب إيران سوف يقومون بتصحيح وتقويم مشاكل البلاد.
وتختم عبَّادي بالقول: "حوالي 70 بالمائة من سكَّان إيران هم دون سن الثلاثين من العمر، وهنالك إمكانية عظيمة لبناء إيران حرَّة ترفل وتنعم بالرخاء


BBC

No comments: