شهدت ندوة "أسئلة حول الهوية المصرية" التي نظمتها جميعة التنوير حضوراً فعالاً من الكتاب والمفكرين التنويريين حيث عرض الأستاذ أسامة أنور عكاشة لتجربته بالانتقال من الإيمان بالقومية العربية إلى الإيمان بأن مصر ليست عربية ولا يجوز إلحاقها اسماً إلى ما هو أقل منها وأن مقومات الوحدة غير موجودة حيث تنتشر الحروب بين دول هذه المنطقة.
وحذر عكاشة من محاولات تجرى لمسخ الشخصية المصرية خاصة من جهة الوهابين الذين يحاولون وراثة الدور المصري، وهم يسعون لتخليص "ثأر" قديم عندما قام إبراهيم نجل محمد على بهزيمة الوهابيين في موطنهم، وأضاف أن عمل المصراوية الذي يعرض على قناة دبي بعد محاربته ويتكون من خمسة أجزاء تبحث في مسألة الهوية المصرية.
وقال الأستاذ أنور عكاشة: كنت من المؤمنين بفكرة القومية العربية التي تسيطر على عقول الناس منذ فترة طويلة إذ يرقص الجميع في مولد القومية العربية التي يعتبرها كثيرون قدس الأقداس، وبدأت مراجعة أفكاري حول هذه القومية أول أغسطس 1990 عندما حدثت المأساة، وقام الجيش العراقي بعبور الحدود واحتلال الكويت، وهي عادة عربية ظلت مستمرة منذ مئات السنين حيث كانت القبائل المتناحرة في الجزيرة العربية تقوم بالإغارة والاعتداء كل منها على الأخرى كالعصابات، وكانوا يتفاخرون بارتكاب هذه الجرائم، ويقولون فيها شعر المعلقات فلم يكن لهم أية أمجاد أخرى.
وأضاف عكاشة حول المعركة الثقافية والفكرية التي دارت مؤخراً حول مفهوم هوية مصر غير العربية: كتبت سلسلة من المقالات حول معنى الهوية والثقافة، وخلصت إلى أننا لا نحتاج إلى توصيف مصر بغير صفاتها، فهي أقدم دولة في التاريخ، وليست في حاجة إلى أن يلحق بها كلمة العربية خاصة إذا كانت أقل في العمق التاريخي والأصالة والثقافة. ولم تثار أية معارك فكرية أو ثقافية، لكن عندما قلت إن القومية العربية "بح خلاص" اندفعت أقلام كثيرة ومثقفين وكتاب بمهاجمة أسامة أنور عكاشة. أعترف بأنني كنت من دراويش القومية، وقتها لم ندرك أن هذه الوحدة لعبة سياسية وليست لها علاقة بالتاريخ والجغرافية. وإن الأمة المصرية هي المجموعة البشرية التي وجدت في هذا المكان من قبل العصور التاريخية وشهد قيام مينا نارمر بتوحيد الدولة، وبالرغم من قيام الإمبراطوريات المحيطة بها مثل الهكسوس وجيش قمبيز والرومان واليونان بالقدوم على مصر بمحاولة مسخ الهوية المصرية لكنهم فشلوا، واستطاعت عبقرية المصريين استيعاب الوافدين، وأخذ ما يرونه صالحاً وترك الباقي. وأعطى المصريون للعالم ثقافة حضارة عظيمة وعندما دخلت المسيحية مصر وتعرض الأقباط للاضطهاد أعطوا للعالم نظام الرهبنة، وهو إبداع مصري خالص. وعندما جاء العرب تم استيعاب الوافد وهضمه، وظلت مصر لمدة 300 سنة حتى تحولت إلى الإسلام ثم جاء الفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين ودخلت مصر خلال ستة قرون ظلامية تأخرت فيها مصر كثيراً وكانت كفيلة "بتكسيح" أي دولة.الجغرافيا جعلت مصر "ناصية" مهمة في قلب العالم مما جعلها مطمع لكل الدول الكبرى في العالم خاصة فرنسا وبريطانيا.
سرد الدكتور وسيم السيسي وكيل مؤسسين حزب مصر الأم تحت التأسيس لتاريخ العرب وقال أنهم كانوا يعيشون في منطقة محدودة في جنوب الجزيرة العربية وهم كانوا بدو رحل قدموا من مناطق أخرى في آسيا.
وفرق الفنان محمد نوح بين الثقافة واللغة وأكد أنه لا يعني تحدث المصريين باللغة العربية أنهم عرب، فالثقافة هي وعاء يشمل العادات والثقاليد والإنجازات. ولا تعرف الثقافة العربية الوطن فهي قائمة على الدم والعدوان بينما الثقافة المصرية عرفت التعدد واحترام الأرض
.وأكد الكاتب محمد البدري أن هناك مجموعة من القيم المسكوت عنها وغير المعلنة في الثقافة العربية والتي يعبر عنها بمفاهيم أخرى منها على سبيل المثال مفهوم خيانة الوطن وهو أمر يدخل كعنصر أساسي في المنظومة الفكرية لهذه الشعوب، حيث كان العربي يبحث عن المرعى ليجد ثم يبدده ويقوم بالإغارة على القبيلة المجاورة ويترك أرضه
.وتذكر المفكر الدكتور سيد القمني الشاب كريم عامر المسجون أربع سنوات بتهمة ازدراء الإسلام وإهانة رئيس الجمهورية وقال أنه كتب مقال في رمضان العام الماضي اسمه "وداعا شهر النفاق" ثم وجه حديثه إلى أسامة أنور عكاشة قائلاً: لم تكن وحدك، كلنا مررنا بهذه التجربة فقد كنت شديد التعصب للفكر القومي وعلينا أن نلتمس العذر إلى هؤلاء المتعصبين لأنهم لا يرون شئياً آخر، فهم يعتبرون هذه الأفكار هي خلاصهم وبالتالي عندما ننقد ذلك يشعرون أن فكرة خلاصهم قد اعتدي عليها يجب أن نبدأ بالمطالبة بالمساواة الكاملة بين جميع المصريين في الحقوق والواجبات فإذا استطعنا أن نؤسس لهذه الفكرة يمكن التأسيس للمواطنة.
ورأى الأستاذ طلعت رضوان –كاتب- أن القومية العربية ترجع لأسباب سياسية أكثر من أي شيء آخر وقد ساندت بريطانيا وفرنسا هذه الفكرة وقامتا بتمويل إنشاء جامعة الدول العربية فقد جمعوا قوميات مختلفة في سلة واحدة وأكد أننا لسنا عرب بدليل أن نسق الفكر مختلف تماماً.
ودلل رضوان على ذلك بالنظرة المصرية إلى المرأة والتي تقدسها بينما النظرة العربية متدنية بالنسبة للمرأة وذلك بظاهرة الموالد وحذر من وجود مخطط لسعودة مصر
.بينما قال الأستاذ كمال زاخر -كاتب- إن أزمتنا في الشارع المصري الذي تم اختراقه من خلال إعلامنا وتعمل الدراما على تزوير التاريخ والواقع وطالب بالتفرقة بين العروبة والإسلام حيث تم الربط بين الإثنين وهذا خطأ جسيم.
وتعرض الأستاذ أمين بطاح كبير البهائيين لمشاكل البهائية وعدم اعتراف الدولة بها والمعاناة التي يتعرضون لها خاصة في ظل عدم استخراج أوراق رسمية لهم. وأضاف أن المادة 40 من الدستور تنص على المساواة لجميع المصريين بغض النظر عن اللون أو النوع أو الدين، لكن القضاء الإدارى لم ينصف البهائيين كما أن الأحزاب تتجاهل مشكلاتهم
متابعة: إسحق إبراهيم
No comments:
Post a Comment