شهدت بيروت مسيرة شموع حاشدة رفضا لمسلسل التفجيرات، دعت إليها أسرة الشاب اللبناني شارك شيخاني الذي قضى بالعبوة الناسفة التي استهدفت النائب انطوان غانم الشهر الماضي في ضاحية بيروت الشرقية
وكان شيخاني عائد من عمله عندما انفجرت العبوة فقتل على الفور.
واعلن ذووه بعد مقتله ان شيخاني كان قرر العودة الى لبنان قبل عامين بعد فترة دراسة وعمل في الخارج بعد أن رفض نصيحة الأهل بالبقاء في الخارج نظرا للأوضاع التى يمر بها لبنان
وشيخاني الذي يبلغ من العمر 28 عاما هو واحد من بين تسعة مدنيين قضوا في التفجير بينهم امرة حامل شيعت الاربعاء على اثر وفاتها متاثرة بجروحها جراء الانفجار .
والمرأة التى لم تبلغ الثلاثين بعد كانت هي الأخرى قد عادت إلى لبنان من المهجر كي تتزوج وتستقر فيه.
وقد سار المشاركون وهم يرتدون القمصان البيض ويحملون الشموع، من منطقة بيال قرب مرفا بيروت باتجاه مقر مجلس النواب اللبناني في وسط العاصمة لكنهم لم يبلغوه بسبب الاجراءات التى تتخذها الاجهزة الامنية في محيطه.
قدر عدد المتظاهرين بالالف ما اعتبر اول تحرك من نوعه وحجمه يقوم به المجتمع المدني في لبنان.
فالدعوة للتظاهرة هي لاهل احد الضحايا وقد بثتها في اعلانات متكررة، وسائل الاعلام اللبنانية في حملة مجانية تضامنية
لاقت الحملة صدى واسعا عكسه حجم المشاركة في التظاهرة التي لم ترفع فيها اية شعارات او صور ولفها الصمت على طول مسارها شارك في التظاهرة ناجون من التفجير الأخير بينهم طبيبة اطفال تعمل في عيادة تقع بالقرب من المكان الذي ركنت فيه السيارة المفخخة.
شاركت هذه المرأة وهي تجر رجلا شبه مشلولة، وترفع احد ذراعيها بربطة حول العنق بفعل الكسور التى اصابته ، بينما انتفخ وجهها بالرضوض والجروح. وكانت تمشي بمساعدة زوجها الذي كان معها في العيادة لكنه نجا ولم يصب.
اما هي فقالت لدى سؤالنا لها عن الذي دفعها للمشاركة انها تشعر مع ام الفتى الضحية وتريد ان تقول "كفى قتلا وتفجيرا".
ويقول الزوج ان زوجته أصرت ان تاتي رغم اصابتها وانه مرتاح لانه شارك وراى ان عدد الذين يريدون ان يوصلوا نفس الرسالة كبير جدا.
اما يارا الفتاة الجامعية من حملة "خلص" وهي الحملة التى اطلقها عدد من الشبان اللبنانيين العام الماضي لوقف مسلسل العنف، فقالت اننها تتظاهر لتقول كفى للموت ولاحظت ان غالبية المتظاهرين لا تعرف شارل انما الناس التى شاركت يربطها الخوف الذي يعيشه اللبنانيون وتريد ان تقول لا لان اللبنانيين تعبوا من الحزن والموت والدماء كما قالت.
يذكر ان عشرات المدنيين قضوا في التفجيرات التى شهدها لبنان اعتبارا من خريف العام 2004 بينها سبعة عمليات اغتيال وثلاثة محاولات اغتيال
ندى عبد الصمد - بي بي سي، بيروت
No comments:
Post a Comment