Saturday, July 28, 2007

عمال مصر يطالبون بالحقوق وزيادة الاجور

تظاهر حوالي 100 من عمال هيئة البريد المصرية في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم حاملين عددا كبيرا من اللافتات.
وشهدت مصر مظاهرات من قبل عمال صناعة النسيج ومن بعدهم عمال الاسمنت، ثم سائقي القطارات، وغيرهم في الاشهر الاخيرة.
وفي دولة تتعرض فيها المعارضة السياسية للقمع الشديد ولا ينهض بها إلى حد كبير سوى قلة من النخبة المثقفة، تمثل هذه السلسلة من المظاهرات والاعتصامات احتجاجا غير عادي يتم على نطاق واسع في أوساط شعب يتسم عادة بالامبالاة السياسية.
ويقول جويل بينن، رئيس قسم دراسات الشرق الاوسط في الجامعة الامريكية بالقاهرة، إن مؤيدي الاصلاح الديمقراطي في مصر يجب أن يكونوا أكثر اهتماما بموجة الاضطرابات في أوساط العمل منهم بالاحتجاجات المناهضة للحكومة في الشارع من قبل أعضاء حركة كفاية المعارضة لدى انطلاقها عام 2005.
وتدور معظم هذه الاضرابات حول مطالب بزيادة الاجور في ظل ظروف اقتصادية ليس من المستغرب فيها ان يعمل حتى المهنيون في وظيفتين من أجل أن يتمكنوا من إطعام ذويهم.
لكن بعض الاحتجاجات أخذت منحى سياسي حيث طالب تظاهر العمال ضد سياسة الخصخصة التي تنتهجها حكومة الرئيس المصري حسني مبارك ضمن برنامج إصلاح اقتصادي شامل.
وبدأ عدد قليل من العمال بالمطالبة بشيء لم تعهده مصر لعقود، وهو تأسيس نقابات عمالية مستقلة.
اتساع دائرة الاضرابات
محمد العطار ، عامل نسيج من مدينة المحلة الكبرى، وهو أحد منظمي أحد الاضرابات الناجحة
في هذا الاضراب قام حوالي 20 ألف عامل بالتوقف عن العمل واحتلال مصنعهم في ديسمبر/كانون الاول، حيث ألهموا عمالا آخرين على القيام بإضرابات مماثلة بعد الوفاء بمطالبهم بدفع الحوافز المستحقة للعمال في جميع أنحاء البلاد.
وكان محمد، وهو أب لثلاثة أبناء، في حالة مزاجية رائعة وهو يتحدث إلينا بالهاتف.
وقد أدت تهديدات بالقيام بالمزيد من الاضرابات إلى نتائج إيجابية حيث زادت مرتبات محمد وزملاؤه من العمال من 320 جنيه مصري إلى 370 جنيه، بالاضافة إلى وعود بزيادة سنوية قدرها سبعة بالمئة.
وقال محمد إن نشاطاته أدت إلى استدعائه عدة مرات من قبل أجهزة الامن.
لكنه، ولاول مرة، يقوله إنه ليس خائفا ويضيف "أقف أمامهم كند، بل إننا في الواقع أفضل منهم، لاننا في قطاع منتج وهم في قطاع خدمي. نحن عصب الاقتصاد الوطني".
وخلال أربعة أشهر من إضراب المحلة نظم العمال في ثلاثة مصانع كبرى ومصنعين للاسمنت اضرابات عن العمل، وأوقف عمال السكك الحديدية خط القطارات بين القاهرة والاسكندرية.
ويعتبر اعتصام عمال هيئة البريد، الذين يطالبون بمنحهم عقودا دائمة، واحدا من مئات التحركات الاصغر التي نظمها عمال من مختلف القطاعات من جامعي القمامة إلى الخبازين وعمال الدواجن وموظفي قناة السويس، والتي تحدثت عنها وسائل الاعلام المصرية.
مخاوف الخصخصة
في بعض الحالات يخشى العمال من أن تؤيد عمليات الخصخصة إلى فقدان الكثير من الوظائف والحوافز.
من جانبها تشير الحكومة إلى تحقيق برنامج الخصخصة فوائد عديدة منها ارتفاع معدل النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الاجنبية، وتؤكد على أن تدريب العمال وخلق الوظائف الجديدة من أولويات برامجها الاقتصادية.
لكن مع ارتفاع معدل التضخم على 12.3 بالمئة، وفقا لصندوق النقد الدولي، واتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء، يعتقد الكثيرون ممن يقبعون في أسفل هرم الوضع المعيشي أنهم لم يشعروا بأي تحسن بعد في أوضاعهم.
كما تركزت أنظار العمال في المحلة على الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وهو هيئة يهيمن عليها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، ويفترض منها أن تمثل مصالح عمال مصر.
لكن العمال شعروا بالغضب لرفض الاتحاد دعم اضرابهم، فقدموا استقالاتهم وبدأوا في الدعوة إلى تأسيس اتحاد عمال مستقل.
هيذر شارب
بي بي سي - القاهرة

No comments: