Saturday, April 28, 2007

تساؤلات تفسر معاناة بدو وسط سيناء.. والدولة تدفع ثمن تجاهلها المنطقة

ما شهدته شمال سيناء من أحداث متلاحقة يومي الأربعاء والخميس الماضيين وحتي أمس «الجمعة»، من تراشق بالنيران بين بعض البدو بمنطقة المدفونة القريبة من منفذ العوجة، وأسفرت عن إصابة واحد أو أكثر، بدأت بهروب شابين من البدو ينتميان لعائلة المنايعة أحد فروع قبيلة السواركة بسيارة «تويوتا مارادونا» تسير بدون لوحات معدنية فور مشاهدتهم كميناً أمنياً بمنطقة بئر الحفن المدخل الشمالي لوسط سيناء، وإطلاق النار علي أفراد الكمين الذين بادلوهم إطلاق النار بالمثل،
مما أدي إلي انقلاب السيارة التي يستقلونها ومصرعهما والذي كان سبباً في خروج أبناء قريتهما المهدية وإشعال عدد من إطارات السيارات بالطريق المؤدي للقرية تعبيراً عن غضبهم، وتجمعت أعداد من أبناء وسط سيناء بالقرية للتلويح بعبور الحدود ودخول الجانب الإسرائيلي، ولم تكن هذه المرة الأولي، فقد سبق خلال عام 1999 دخول بعض أفراد من قبيلة العزازمة من وسط سيناء للجانب الإسرائيلي إثر مشاجرة بينهم وبين قبيلة أخري من وسط سيناء،
وتمت إعادتهم مرة أخري للأراضي المصرية، وتدخلت الأجهزة المعنية والقيادات السياسية والشعبية بالمحافظة لإنهاء الخلاف، لكن الوضع اليوم اختلف فأبناء قبيلة العزازمة لهم وضعهم الخاص الذي يختلف عن وضع أبناء قبيلة السواركة كأحد أكبر قبائل بدو سيناء، ولأفرادها انتشار بمختلف مراكز المحافظة.
وتبقي عدة تساؤلات مهمة تتردد عقب أحداث أمس الأول.. فالتساؤل الأول: هل قصرت الدولة بحق أبناء شمال سيناء؟ والتساؤل الثاني: لماذا ظهرت هذه الأحداث وأحداث التفجيرات مع بداية عام ٢٠٠١؟!
الإجابة عن التساؤل الأول تقول أن.. الدولة طوال ٢٥ عاماً الماضية أنفقت مليارات الجنيهات علي تنمية وتعمير شمال سيناء لكنها لم تنتبه إلي منطقة الوسط إلا منذ فترة قصيرة وأنشأت خلالها منطقة للصناعات الثقيلة ببغداد بها عدد من مصانع الأسمنت تقوم علي المواد المحجرية من خيرات المنطقة التي يعيش فيها دونما الاستفادة منها كما حفرت الكثير من آبار المياه للشرب والزراعة، وشيدت الكثير من المدارس
والوحدات الصحية ورصفت عدداً كبيراً من الطرق واخيراً أوصلت التيار الكهربائي لجميع مناطق قري وسط سيناء بتكلفة بلغت ٥٥ مليون جنيه، إلي هنا تنبهت الدولة إلي أهمية تعمير وسط سيناء كعمق استراتيجي للأمن القومي وبدأت خطوات كبيرة في سبيله، لكن أبناء الوسط يتطلعون إلي خط مياه من الإسماعيلية إلي الحسنة ووصول ترعة السلام لمنطقة السر والقوارير للقضاء علي البطالة بزراعة ٥٥ ألف فدان علي ترعة السلام إضافة إلي احتياجهم لنظرة أكثر تعمقاً لما آل إليه الوضع الحالي
...
ثم لماذا ظهرت هذه الأحداث عقب عام ٢٠٠١؟! أو تحديداً عقب انتخابات مجلس الشعب قبل الماضية التي انتقل فيها مقعد عضوية مجلس الشعب من وسط سيناء إلي الشيخ زويد بفوز النائب فايز أبو حرب وهو ما فرغ وسط سيناء من النواب البرلمانيين الذين من أولويات عملهم المطالبة بحقوق أبنائهم وهذا تمخض عنه ما نشاهده الآن.
يبقي التساؤل الأخير هل نجح مجلس قبائل وسط سيناء في حل بعض المشاكل التي تواجه أبناء الوسط والذي أعلن عن تشكيله مطلع الشهر الحالي من ٢٧ من مشايخ وعواقل قبائل وسط سيناء ومن أهم أهدافه المساعدة علي تحقيق الاستقرار القبلي والمساعدة في إدارة شؤون وسط سيناء والذي أرسل في بداية تشكيله برقية للرئيس مبارك يطالبه بالإفراج عن أبناء سيناء المعتقلين والذين لم توجهه لهم اتهامات ولم تثبت إدانتهم في أعمال تخريبية
كتب ماهر إسماعيل ٢٨/٤/٢٠٠٧
عن المصرى اليوم

No comments: