Saturday, April 28, 2007

مع هيكل

وصف الكاتب الصحفي، محمد حسنين هيكل النظم العربية بـ«العاجزة والمنهكة»، وذلك في حلقة خاصة من برنامج «مع هيكل» مساء أمس الأول 27/4/2007 علي قناة «الجزيرة الفضائية»، كما وصف الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بـ«المنكسرة».
وقال هيكل: البوصلة لم تضع من أمريكا ولكن الساحة اختلفت، والاجتماعات الكثيرة التي تعقد لا يبررها سوي أن لا أحد لديه الهمة لفعل شيء، كلهم يمتلكون خططاً وأماني ورغبات ولكنهم منهكون، ونحن أمام أطراف جميعها عاجزة عن تحقيق ما تريد وليس فيهم من يملك القوة أو القدرة أو الهمة للتنفيذ.
وأضاف: أمريكا تعاني من التخبط، وما واجهه بوش يختلف عن السيناريو الذي كان يتصوره، وانكشفت حدود وسائله وقوته فهو يريد ولا يستطيع، يتمني ولا يقدر، وهذا العجز الشامل في المنطقة يعد تفسيراً لأمور كثيرة، ولبنان نموذج كاشف لحالة العجز العربي.
واعتبر هيكل أن ما يحدث الآن تصفية وليس تسوية للقضية الفلسطينية. وقال: التوجيه الاستراتيجي لبوش والمصالح الأمريكية كان يقتضي تأمين منطقة الشرق الأوسط من أي خطر خارجي وفرض السيطرة الأمريكية عليها، ومنع أي دولة عربية من لعب دور في المنطقة يتحدي أمريكا، ويؤثر علي تأمين إسرائيل، مؤكداً أن بوش حقق ما أراده، ولم تعد هناك دولة عربية واحدة قادرة علي فعل أي شيء، فكلها دول عاجزة عن فعل ما تريد.
وفي تفسيره أسباب تنامي الدور السعودي علي ساحة الشرق الأوسط أكد هيكل أنها أسباب داخلية لا علاقة لها بالمنطقة. وقال: التنامي السعودي بدأ علي مرحلتين، الأولي عندما طرحت المبادرة العربية في قمة بيروت، والثانية عندما طالبت بتفعيل المبادرة لأسباب داخلية لا علاقة لها بالمنطقة، ولكنها أوجاع السعودية وليست أوجاع المنطقة، حيث وجدت أن ١٦ من المتهمين في أحداث ١١ سبتمبر سعوديون وبدأت ضدها حملة شرسة في أمريكا ووصفت بأنها وكر للإرهاب، مما أثار قلق العائلة الحاكمة فظهرت فكرة المبادرة.
وأكد هيكل أن الدول العربية لم تستطع مساعدة بوش في ظل الظروف السيئة التي يواجهها، وقال: المنكسر يطلب من المنهوك مساعدته، ولكنه لا يستطيع حسم المعركة، فطلب من مصر تصفية القضية الفلسطينية لكنها لم تقدر، وسوريا تعاند، وعندما تتراجع الأفكار يتقدم المال فتقدمت السعودية تحت ضغط ضرورة عمل شيء، وقابلت كوندوليزا رايس سفير السعودية في واشنطن بندر بن سلطان قبل الانتخابات لأنه كانت هناك توقعات بخسارة الجمهوريين، مع تردي الأوضاع في العراق وأفغانستان، فطلبوا من السعودية عمل أي شيء للتهدئة، وجاءت المبادرة لتغطية أمريكا لحظة انكشافها أمريكياً وليس عربياً، فالسعودية تري مصلحة دائمة وثابتة في علاقة وثيقة من نوع ما مع أمريكا.
وأضاف هيكل: ما يقرر شكل المستقبل ليس كلام المجاملات، ولكن المواقف وما يترتب عليها واختلاف الرؤي، ولكن العرب لا يتصدون للمشاكل بحلها ولكن بالتغطية عليها.
وضم هيكل إسرائيل إلي قائمة «المنهكين» وقال: إسرائيل ضمن المنهكين لأنها تمر بمأزق لا يقل عن الآخرين، فرئيس الحزب القوي ورئيس الوزراء شارون، الذي يحكم ذهب في غيبوبة، وأولمرت يعمل وفق نسبة موافقة ٤% وتلاحقه الفضائح.
وعن مبادرة السلام العربية وتفويض مصر والأردن بتسويقها لدي إسرائيل قال هيكل: المبادرة حلم لم تكن إسرائيل تتصوره ولكن عمرو موسي، أمين عام الجامعة العربية قال منذ ٣ شهور إن عملية السلام ماتت، إذاً كيف يريد أن يجيء سيد مسيح يحيي الموتي في هذا الوقت؟ وإذا أردنا تفعيلها نذهب بها إلي مجلس الأمن ونعرضها كمشروع قرار، ويخرج من مجلس الأمن قرار واضح ثم مؤتمر دولي لتفعيل المبادرة، ويتضمن القرار معني تنفيذه، أما تفويض مصر والأردن بتسويق المبادرة فهو أشبه ببيع راديوهات وموبايلات، ولا تحل به القضايا.
وأضاف: العرب سوف يندمون علي أنهم أضاعوا قوي كبيرة تحت مسمي الأخطار المتوهمة، فنحن تركنا الاتحاد السوفيتي وهزمناه، وكان يمنحنا السلاح ولا أري سبباً لتناقض عربي - إيراني، فهل إسرائيل النووية لم تعد تهددنا وإيران الخارجة عن السياق هي التي تهددنا؟ علينا أن ندرك أن جزءاً كبيراً مما يقال رواسب عهود سابقة.
وعن مدي قيام أمريكا بالضغط علي إسرائيل قال هيكل: أخبرني ويليام رودجرز، وزير خارجية أمريكا الأسبق أن العرب يريدون البيت الأبيض لمعالجة قضية الشرق الأوسط عن طريق هنري كيسنجر، مستشار الأمن القومي وقتها، علي الرغم من أن ولاءه الأول والثاني لهنري كيسنجر وولاءه الثالث لشعبه «اليهود». أمريكا لا تستطيع الضغط علي إسرائيل بعد حد معين طالما العرب بهذه الأوضاع التي تطمئن أحداً لأن يعطي عرباً وكالة مصالحها ولكن يعطون وكالة مصالحهم لإسرائيل، لأننا أثبتنا أننا لا نقدر.

No comments: