Sunday, June 25, 2006

baccar أحمد نبيل الهلالى
لم تسمح سنوات الاعتقال الكثيرة للمحامي المصري الراحل أحمد نبيل الهلالي بالتفرغ للكتابة لكنه احتفظ لنفسه بمكانة بارزة بين كل التيارات السياسية والفكرية بما فيها المعارضة لأيديولوجيته الماركسية.
وكان الهلالي يعتبر الحركة الشيوعية المصرية نبتا طبيعيا وليست ظاهرة مستوردة من الخارج.وتوفي الهلالي الملقب بالقديس والنبيل الاسبوع الماضي عن 85 عاما تاركا ذكرى طيبة باعتباره من أشهر محامي الرأي في مصر كما ترك في كتابه الأخير ما يمكن اعتباره شهادة عن "نضال" الكوادر اليهودية المصرية داخل الحركة الشيوعية ضد الصهيونية.
الهلالي الابن هو نجل أحمد نجيب الهلالي (1891 - 1958) رئيس وزراء مصر قبل ثورة 23 يوليو تموز 1952. لكن ميوله اتجهت الى الحركات الشيوعية واليسار عموما رافضا أن يرث أموال والده وتبرع بها لحركات يسارية وعمالية. ودفع ثمن اقتناعه بأفكاره سنوات من حياته في المعتقلات منها ست سنوات في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بداية من مطلع 1959 حتى 1964.وحمل كتاب الهلالي عنوان (اليسار الشيوعي المفترى عليه ولعبة خلط الأوراق) وصدر في القاهرة عن دار ميريت.ويرفض المؤلف الاستسهال في الربط "المتعسف" بين اليهودية كدين والصهيونية كأيديولوجية قائلا ان ذلك ينافي الحقيقة ويلحق أفدح الضرر بالنضال ضد العدو الصهيوني اذ تتطابق هذه النظرة مع الفكرة الصهيونية القائلة بأن كل يهودي صهيوني ونفى أن الحركة الشيوعية المصرية ظاهرة مستوردة من خارج البلاد أو ثمرة مؤامرة أجنبية ويهودية مشيرا الى أن إرهاصات الفكر الاشتراكي في مصر ظهرت منذ أواخر القرن التاسع عشر على "يد مفكرين مصريين لحما ودما" حتى قبل انتصار الثورة الاشتراكية في روسيا عام 1917.
واستعرض الهلالي للتدليل على ذلك بكتب صدرت في وقت مبكر منها (الاشتراكية) عام 1913 لسلامة موسى (1889 - 1958) و(تاريخ المذاهب الاشتراكية) عام 1915 لمصطفى حسين المنصوري.
وقال ان ظروفا موضوعية أدت الى تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام1922 "
منبثقا عن الحزب الاشتراكي المصري الذي كان قد ألفه لفيف من
المثقفين المصريين ووقع على برنامجه كل من سلامة موسى ومحمد عبد الله عنان وآخرون." ونفى الهلالي أن يكون بعض اليهود المصريين قد استبعدوا من الحركة الشيوعية عندما اقترح تمصير الكوادر الشيوعية وإبعاد الاجانب عن مواقع القيادة.وأشار الى استمرار كوادر شيوعية من أصل مصري ضمن قيادة الحركة منهم يوسف درويش الذي ولد عام 1910 وريمون دويك الذي ولد عام 1918 وأحمد صادق سعد (1919 - 1989) وشحاته هارون (1920 - 2001
عن رويترز