Wednesday, January 19, 2011


تغطية مصراوي لثورة ''النار'' التي اشتعلت في مصر

كانت الكلمات من قبيل '' حريق.. إشعال.. نار.. انتحار'' تسبب للبعض حالة من الذعر والخوف، للدرجة التي تقترب من الهلوسة.. ولكنها الآن ومنذ أيام قليلة أصبحت معتادة.. لا نفزع لها.. بل قد يصل تعليق البعض عليها الاستهجان والتقليل من شأنها...

فمن الصعب أن يجد أحد تفسير بسهولة للحالة التي يكون عليها الشخص قبل أخذ قرار بمثل تلك القسوة.. لكن يبدو أن ظروفهم أقوى من أي تصور.. فأي قوة تلك التي يستجمعها وأي شجاعة تجعلهم يقدمون على مثل هذا الفعل!!

صورة الشاب التونسي الذي أضرم النار في نفسه، فأحرقته وأحرقت نظام بالكامل تكاد لا تفارق أعين الجميع.. الموقف يتكرر.. تونس.. ثم الجزائر.. فموريتانيا.. وصولا لمصر.. عندها فقط.. كأنها " حنفية واتفتحت".. 8 حالات في 48 ساعة..

يومان كانت حصيلة محاولات الانتحار فيهما عن طريق إضرام النار في الجسد، قتيل، و4 مصابين، و3 تم انقاذهم قبل أن يفعلوها.

اليوم الأول الاثنين 17 يناير:

مشهد لمواطن مصري أضرم النار في جسده، أمام مجلس الشعب اعتراضًا على إهانة موظفة له عندما قررت أن تمنحه حقه في الخبز المدعوم مصحوبًا بكلمة '' هي زكاة لله".. فقرر الاحتجاج على تردي أوضاعه المعيشية..

الموقف يتكرر.. ولكن بصور مختلفة.. فإحدى الحالات كان مشهدها.. مشاكل ليل نهار.. إهانة وتطاول يصل لحد الضرب.. مشادات كلامية يسمعها الجميع.. أسباب جعلتها تقرر في لحظة ضعف التخلص من حياتها.. فتعددت الأسباب والطريقة واحده.. إشعال النار في الجسد..

زوجها الذي تسبب في بلوغها لتلك الحالة.. لم يصدق ما يحدث.. فسارع محاولاً إنقاذها فاشتعلت النار فيه هو الآخر.. أراد ان يعتذر لها ولكن على طريقته.. حالتهما المتأخرة التي هما عليها في مستشفى جامعة الإسكندرية المركزي.. جعلتها لا تعرف ما حدث..

أنباء عن محاولة ميكانيكي يعمل في ورش بريد الاسماعيلية إشعال النار في نفسه .. على الرغم من نفي البريد بعد ذلك ..

الحصيلة: 4 محاولات انتحار عن طريق إشعال النار في الجسد، حالة مصابة بحروق خفيفة.. وحالتان حالتهما خطرة.. وحالة تم انقاذها.

اليوم الثاني 18 يناير:

12:00 ظهرًا.. نفس المكان.. شارع مجلس الشعب.. لحظات ترقب.. مواطن ثان يشعل النار في نفسه، احتجاجًا على ظروفه المعيشية الصعبة.. وفشل الأمن في إعادة ابنته التي تم خطفها من قبل شاب منذ فترة، ويتم انقاذه وتحويله لمستشفى المنيرة..

12:30ظهرًا.. مواطن ثالث.. يتم الاشتباه فيما يحمله من "جركن كيروسين".. فيتم إيقافه ومنعه من محاولة إشعال النار في نفسه..

1:30 ظهرًا.. ولكن في الاسكندرية.. شاب في منتصف العشرينيات.. عاطل، أشعل النار في نفسه.. وأسفًا .. توفي بعد وصوله للمستشفى الجامعي بساعات ..

5:00 عصرًا
.. موظف بمصر للطيران يحاول إضرام النار في نفسه علي سلالم نقابة الصحفيين بعد تعنت مديره معه وخصم جزء من مستحقاته المالية ويطلب لقاء الرئيس مبارك شخصيًا..

المحصلة: 4 حالات.. قتيل وإصابة حالة وإنقاذ حالتين.

شاب تونس محمد بوعزيز أصبحت سيرته خالده.. فمن بائع متجول لمسقط نظام متحجر.. للدرجة التي جعلت البعض يقول إنه رمز الحرية للشعوب العربية.. المواطن "عبده حماده".. جعل حكومة بأكملها تهتز كما لم نر من قبل، اتصالات وبيانات واجتماعات على مستوى القمة الوزارية.. السيدة التي تبلغ من العمر 21 عامًا.. على الرغم أن الإهانة عاملا مشتركًا مع من قبلها .. إلا أن الاهتمام على المستوى العام قليل.. ولكن على المستوى الشخصي من قبل زوجها كان كبير..

الشاب السكندري.. الذي كان ضحية البطالة حسب قول مراقبين، أو ضحية الاضطراب النفسي حسب قول أهله.. لقى صدى إعلاميًا واسعًا كونها حالة الوفاة الأولى.. المحامي محمد كمال الذي اشعل النار في نفسه امام مجلس الشعب، وموظف مصر للطيران.. أخذا وعودًا بحل مشاكلهما..

بوعزيزي المصري...

1 - عبده عبدالمنعم حماده، 49 سنة، صاحب مطعم، الاسماعيلية.
2 - ي . ا، 21 سنة، ربة منزل، منطقة المنتزه بالإسكندرية.
3 - م . خ، 25 سنة، صاحب محل، منطقة المنتزه بالإسكندرية.
4 - طارق. أ، ميكانيكي بمصلحة البريد، الاسماعيلية.
5 - محمد كمال، 51 سنة، محام، منطقة السيدة زينب بالقاهرة.
6 - سيد علي، 65 سنة، موظف بالمعاش، القاهرة.
7 - أحمد هاشم السيد، 25 سنة، عاطل، منطقة خورشيد بالإسكندرية.
8 - محمد عاشور، 53 سنة، موظف أمن بمصر للطيران، القاهرة.

مصطفى مخلوف- Masrawy

No comments: