Thursday, January 27, 2011


حرب شوارع في حواري منطقة بولاق أبو العلا.. والأهالي يهددون باستخدام المولوتوف

حولت أحياء وشوارع بولاق أبو العلا في شارع 26 يوليو، اليوم الخميس، إلى "ساحة حرب شوارع" بين متظاهرين غاضبين وأفراد الأمن المركزي.

البداية، حين قضى شباب غاضبون (سواء جامعيون لا يجدون فرص عمل أو حملة دبلومات فنية، أو أصحاب محال) ساعات النهار في مظاهرات متواصلة جابت شوارع وأحياء حي بولاق أبو العلا، مساء أمس الأربعاء، ورفع أكثر من 1000 شاب وفتاة من أهالي الحي شعارات اجتماعية واقتصادية، ودعوات للحكومة بالعمل على تحسين الدخل وفرص العمل للشباب، وتحولت هتافاتهم شيئا فشيئا إلى سياسية والمطالبة بتغيير النظام.


وبدا لافتا حفاظ الجموع الغاضبة على ممتلكات المواطنين والمحال، غير أنهم حرصوا على إزالة جميع اللافتات والصور التي تشير من قريب أو بعيد إلى الحزب الوطني.
ولم تستمر الأوضاع على هذا الحال كثيرًا مع اقتراب في منتصف الليل، حين حاول مئات من جنود الأمن المركزي الدخول للشارع مدعومين بعربات مصفحة للسيطرة الأمنية على الموقف، ومحاولة تفريق المتظاهرين بالقوة، إلا أن الأمن فشل -بحسب ما رصدته الشروق– في إنهاء المظاهرة، واضطر لمغادرة المنطقة، وسط تهليل الأهالي الذين قذفوا الأمن بالحجارة.
وعاد مئات الشباب والأهالي لتنظيم صفوفهم مرة أخرى عقب منتصف الليل، وبرغم حداثة أعمار المشاركين، فإنهم رددوا هتافات سياسية تطالب بإسقاط الحكومة، وهتفوا: "عاوزين حكومة حرة.. العيشة بقت مرة"، و"عاوزين حرية.. عدالة اجتماعية".
محمد حسن، حاصل على دبلوم فني وأحد المشاركين في المظاهرة، قال للشروق: "نزلنا الشارع، ولن نخرج منه إلا بعد التغيير"، مضيفا: "شاركت اليوم لأحصل على وظيفة ولأعامل باحترام في بلدي".


لكن الأمن قرر إعادة السيطرة على الوضع داخل المنطقة، وفي الثانية بعد منتصف الليل، دخلت عناصر أمنية في حماية العربات المصفحة للشوارع الرئيسية في منطقة بولاق أبو العلا، وللتغطية، أطلقت قنابل مسيلة للدموع وأعيرة نارية مطاطية، وهو ما دفع الشباب إلى الدخول في الأحياء الجانبية التي طالتها أيضا قنابل الدخان، وردوا برشق الأمن بالحجارة وزجاجات المياه، وهو ما حول شوارع "أبو العلا الجديد" ،"ونعيم" ،"والسبتية"، لساحة حرب.
وردا على لجوء الأمن إلى خطف عدد من المتظاهرين من الشارع، لجأ الأهالي إلى تكتيك مضاد تمثل في قطع الأنوار من الشوارع لتصعيب المهمة علي أفراد الأمن، وفي رسائلهم القصيرة بينهم تداولوا: "يالا يارجالة هنرجع طلعة واحدة من شارع"، شاب آخر يعلق "حارة (...) أفضل حتى لا نكون في مواجهة مباشرة معهم".
ووصلت القنابل المسيلة للدموع التي ألقتها عناصر أمنية في الحواري الجانبية بكثافة شديدة إلى المواطنين في منازلهم، وخاصة ممن يسكنون في الأدوار العليا، وأدت لحالات اختناق واحمرار في عيون الأهالي، وهو ما دفعهم إلى الهتاف ضد الحكومة من منازلهم.
وتناقل الشباب الذي التفتهم "الشروق" تحذيرات بأن استمرار التعامل الأمني العنيف معهم، سيدفعهم للاستعداد بشكل خاص، عبر تجهيز قنابل مولوتوف للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم.


أحمد فتحي - الشروق

No comments: