Sunday, October 03, 2010

الرئيس يعرف دبة النملة

قال أحد الفنانين الذين اجتمع بهم الرئيس مبارك أخيرا إن «الرئيس يعرف دبة النملة فى مصر».

وإن صدق مضمون هذا التصريح فإن هذا يضعنا فى مأزق له ثلاثة احتمالات. أولا كانت الحجة التقليدية التى يقول بها من يريد أن ينتقد الحكومة دون أن يمتد خط النقد إلى السيد الرئيس هو أنه ليس على علم بما يحدث فى مصر لأن المحيطين به يزيفون الحقائق أو يحجبونها عنه. وبالتالى يكون رد الفعل الطبيعى هو الحنق على البطانة والدعاء «اللهم ارزقه البطانة الصالحة»، التى تعينه على معرفة الحقائق. ووفقا لهذه النظرية فإن كل أمل المصريين هو أن تصل أصواتهم بطريقة ما للرئيس، لأنه إن علم مظلمتهم فلن يتوانى عن ردها. ولكن المعضلة فى اختراق القيود التى يفرضها المحيطون على السيد الرئيس.

الاحتمال الثانى هو أن السيد الرئيس يعرف دبة النملة؛ إذن الرئيس يعرف ما يحدث فى مصر، طيب ماذا يكون الحال فى هذه الحال؟ وبمَ ندعو فى الصلاة؟ ولماذا لا يفعل الرئيس شيئا كى يساعد المصريين على أن يخرجوا مما هم فيه طالما هو على علم به؟ أم أنه يفعل كل ما فى طاقته ومع ذلك الأوضاع لا تتحسن بالقدر الكافى؟ وبالتالى يكون المتوقع هو أن يعطى الرئيس الفرصة لدم جديد ورؤية جديدة يمكن أن تساعد على تحسين الأوضاع. فليس من المعقول أن الرئيس على علم بمرض الفنان فلان الفلانى وأحوال لاعبى المنتخب، مع الدور الواضح لابنى السيد الرئيس فى تعزية فنان لوفاة والده (رحمة الله عليه) والاتصال بلاعب مصاب أجرى عملية جراحية (أتم الله شفاءه)، ولا يعرف ما هو أهم من أحوال الوطن. لكن هذا الاحتمال يغير من مسار النقاش من الدعاء له ببطانة أفضل إلى دعوته هو لأن يكتفى بما قدم لمصر طوال حياته التى خدم فيها فى مواقع كثيرة بكفاءة عرفها له أقرانه ورؤساؤه وصولا إلى منصب رئيس الجمهورية. وما قدمه بالفعل جد كثير.

وهناك نظرية ثالثة يروج لها بعض منظرى الحزب الحاكم وهو أن المصريين أصلا بخير، وأن مصر تتقدم بنا، وأن الإنجازات كثيرة. ولا توجد مشكلة أصلا؛ الحكاية كلها «حالة نفسية»، كما كان يقول رئيس وزراء سابق. وبالتفتيش فى الحالة النفسية نكتشف أن مصدرها الأساسى هو أجهزة الإعلام التى تبالغ فى تصوير معاناة الناس، وبالتالى لا بد من وضع قيود على هذه الأجهزة سيئة الطوية مع مبايعة السيد الرئيس كى يحكمنا إلى آخر يوم فى حياته. هذه نظريات ثلاث اختر منها ما شئت عزيزى القارئ.


No comments: