شخصية "هاملت" لويليام شكسبير من أكثر الشخصيات التى عشقها يوسف شاهين، وكان يحلم بتجسيدها، وتحولت إلى ظل لمعظم شخصيات أبطاله، ليس ذلك فقط، بل إنه كتب سيناريو عنه برؤية معاصرة وهو السيناريو الذى أعاد شاهين كتابته أكثر من 20 مرة، وكان يحلم أن يجسدها محسن محيى الدين نجمه المفضل، ومن بعده أحمد يحيى الذى جسد دور البطولة فى "إسكندرية نيو يورك" والمفارقة أنه رغم كل هذا العشق لهاملت إلا أن شاهين كان يؤجل تنفيذ المشروع، فهل كان يخشى من مواجهة هاملت؟ خصوصاً وإنه يملك نفس التركيبة النفسية المعقدة، حسبما صرح شاهين بنفسه فى حواره مع الناقد السورى قصى صالح درويش إذ قال "أنا 14 شخصية فى بعض"
.الناقد المسرحى الدكتور أحمد سخسوخ أكد لليوم السابع أن شاهين كان مغرما بشخصية "هاملت"، وتجلى ذلك فى بعض أفلامه مثل "إسكندرية ليه" و"إسكندرية كمان"، لأنه بدأ حياته ممثلاً وعشق التمثيل خاصة أداء دور هاملت، الذى كان يؤديه دائما فى "جامعة فيكتوريا" فى الإسكندرية، والتشابه بين شخصية هاملت وشاهين أن الاثنين يتميزان بالعقلانية، لذلك حفرت شخصية هاملت داخل وجدان شاهين، وظل يجسدها سنوات طويلة
.استشارى علم النفس أحمد عبدالله، يقول إن وجه التشابه بين شخصية يوسف شاهين و"هاملت" هى العلاقة المركبة والصراع الدائم مع رمز الأب والأم وهذا ما قدمه فى أفلامه "حدوتة مصرية" و"إسكندرية ليه" و"إسكندرية كمان وكمان" وهذا الصراع موجود فى شخصية "هاملت" وأعتقد أن هذا هو السبب فى اهتمام شاهين بهاملت، حيث كان دائم الصراع مع شخصية والده والتى كانت متمثلة فى جميع أفلامه عن السيرة الذاتية فى شخصية محمود المليجى، فهو كان دائماً الأب الذى ينتقده أحياناً ويفتقده أحياناً أخرى.
هنا حسين - اليوم السابع
No comments:
Post a Comment