قالت شبكة العلاقات الدولية والأمن السويسرية، إن مصر تقف علي حافة أكبر اضطراب سياسي تشهده في ربع قرن، مشددة علي ضرورة قيامها بتعزيز إصلاحات سياسية وإعلامية وأمنية ومدنية شاملة، وعلي نحو شامل للحيلولة دون تحول مشحون للسلطة، ولكي تؤمن مشروعية نظام الحكم الجاري.
وأكدت الشبكة - التي يقع مقرها الرئيسي في زيوريخ وتمولها وزارة الدفاع السويسرية، في تقريرها أمس - أن حكومة مبارك تسعي إلي قمع وسائل الإعلام المعارضة والجماعات السياسية، في حين تتوجه إلي صناديق الاقتراع وسط نزاع شعبي متنامٍ.
وتوقعت أن يؤكد كوادر الحزب الوطني، ترأس الرئيس مبارك، البالغ من العمر «٧٩ عاماً»، مؤتمر الحزب المقبل في شهر نوفمبر، وهو ما ينم عن تأجيل الخيار المحتوم لخليفة له.
وأشارت إلي اعتقاد كثير من المحللين السياسيين بأن جمال نجل مبارك، يجري إعداده لتولي الحكم بعد أبيه في الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقررة في ٢٠١١.
وقالت: «ليس واضحاً ما إذا كان الرئيس راغباً في زيادة التكهنات بأن جمال سيأتي خلفاً له، من خلال ضمان انتخابه كأمين عام الحزب الوطني في المؤتمر»، مشيرة إلي أنها خطوة - بدا أنه - كان يبني عليها في الماضي. وأكدت أن الجهود المبذولة لإظهار قشرة بالية من العملية الديمقراطية في إطار الحزب الوطني، تتناقض بقوة مع القمع المستمر لوسائل الإعلام المعارضة والأحزاب السياسية.
واستعرضت جانباً من أزمة النظام الحاكم مع الصحفيين، خاصة رؤساء التحرير، الذي يخضعون للمحاكمة، وصدرت ضدهم أحكام بالحبس والغرامة، إلي جانب شن حملات اعتقال ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الأشهر القليلة الماضية.
وأشارت إلي أن الحكومة رفضت السماح للإخوان بإقامة حفل الإفطار التقليدي، الذي صار اجتماعهم فيه يشكل استعراضاً سنوياً لقوة الحركة، مؤكدة أن عدم الموافقة علي الاحتفال يظهر المدي الذي ترغب السلطات الذهاب إليه، للحيلولة دون تمتع جماعة الإخوان بأرضية جماهيرية.
وأكدت أن هذه المكائد السياسية تقع ضد خلفية مجتمعية منكوبة بسلسلة من الفضائح التي تشمل الانتهاكات الأمنية وحركة احتجاج البدو في سيناء ضد سوء المعاملة، وانحياز الدولة ضدهم وموجة من القلاقل العمالية، التي تميزها سلسلة من الإضرابات واسعة النطاق
المصرى اليوم - كتب محمد عبدالخالق مساهل ٣٠/٩/٢٠٠٧
No comments:
Post a Comment