This blog is dedicated to Egypt .... home I adore and to all sincere Egyptians who are looking forwards to live in free democratic secular nation كل زوار الموقع مدعوون الى نشر آراءهم و تعليقاتهم
Tuesday, July 31, 2007
العلمانية المفترى عليها
Saturday, July 28, 2007
استطلاع رأي أمريكي: ٨٧% من المصريين ساخطون علي حكومتهم
وقال الاستطلاع المطول لمؤسسة «بيو بول» الأمريكية الشهيرة، الذي كشف عنه مساء الأربعاء إن ١٣% فقط من الشعب المصري أجاب بالإيجاب علي سؤال: هل أنت راض عن حكومتك؟، وقالت المؤسسة إنها استطلعت آراء ١٠٠٠ شخص في مصر للوصول إلي هذه النتيجة، التي كشفت أن ٨٧% ساخطون علي حكومتهم.
ولم تجيء دولة في المرتبة الثانية في السخط علي الحكومات إلا إسرائيل التي قال ٢٣% فقط من مواطنيها إنهم راضون عن حكومتهم، بمعني أن اثنين فقط من كل عشرة إسرائيليين راضون عن حكومتهم، وجاءت في المرتبة التالية أوكرانيا بنسبة رضا بلغت ٣١% فقط ثم كوريا الجنوبية بنسبة ٣٢%.
كانت أعلي نسبة رضا بين الشعوب في العالم عن حكومتها هي في ماليزيا إذ قال ٩٢% منهم إنهم راضون عن حكومتهم وجاء رضا الشعب الصيني في المرتبة الثانية بنسبة ٨٩% ثم بنجلاديش بنسبة ٨٧% ثم تنزانيا بنسبة ٨٦%.
أما عن باقي الشعوب العربية التي تم استطلاعها فجاءت نسبة رضا الشعب الكويتي في المقدمة علي الدول العربية المستطلعة إذ قال ٧٩% من الكويت إنهم راضون عن حكومتهم ثم لبنان بنسبة ٦١% ثم ٥٢% في فلسطين ثم ٤٧% في المغرب ثم ٤٥% في الأردن، ولم يتم الاستطلاع في باقي دول المنطقة.
ورغم النسبة الأسوأ لمصر من ناحية الحكومة فإن مصر كانت ثاني أعلي دولة قال فيها السكان إنهم يشعرون بالأمان وأنهم لا يخافون من السير ليلاً بمفردهم في أماكن مظلمة قريبة من مساكنهم ، إذ جاءت مصر بنسبة خوف ١٦% فقط بعد فلسطين التي شعر ٨% منهم بالخوف فقط لتكون فلسطين أكبر شعوب العالم شعوراً بالأمن من الجريمة تليها مصر.
ومن الحقائق المثيرة التي وجدها استطلاع الرأي هي أن الكويت هي الدولة الثانية في العالم بعد إسرائيل قلقاً من إيران.
وكان الكويتيون والفلسطينيون ثم المصريون ـ بنفس هذا الترتيب ـ الأكثر تشاؤماً في المنطقة العربية بشأن مستقبل أولادهم إذ قال ٤٤% من الفلسطينيين إن مستقبل أبنائهم سيكون أسوأ في حين قالت الشيء نفسه النسبة ذاتها في الكويت لتشترك الكويت وفلسطين في المركز الأول في العالم العربي في القلق علي مستقبل الأولاد،
وجاءت مصر في المرتبة الثانية إذ قال ٤٣% إن مستقبل أبنائهم سيكون أسوأ، وجاء اللبنانيون في المركز الثالث بنسبة ٣٥% ثم إسرائيل بنسبة ٢٨% ثم الأردن بنسبة ٢٧% وجاء المغاربة كأفضل المنطقة تفاؤلاً إذ توقع ١٣% فقط منهم مستقبلاً أسوأ لأولادهم.
أما عن الناحية المالية فقد كان الكويتيون الأكثر رضا في المنطقة العربية عن مستوي دخل الأسرة إذ قال ٨٥% منهم إن دخولهم جيدة في حين اقتسمت مصر والأردن مؤخرة الدول جميعاً بنسبة رضا عن دخل الأسرة هي ٢٣% فقط لكليهما.
وفي سؤال عن نسبة الرشوة في البلاد جاءت لبنان الأسوأ إذ قال ٢٦% منهم إنهم يضطرون دائماً إلي رشوة المسؤولين الحكوميين وجاءت الرشوة في مصر في المرتبة الثانية بنسبة ٢٠% والمغرب بنسبة ١٦% والأردن والكويت بنسبة ١٠% فقط وفلسطين الأقل رشوة بنسبة ٩% فقط، غير أن مصر كانت نسبتها الأعلي بمقدار ٣٠% في الرد علي سؤال هل تضطر للرشوة في بعض الأحيان، فقال ٣٠% نعم في حين قال ٢٨% من لبنان نعم ثم ٢٠% نعم في المغرب.
وتفوقت الدول الإسلامية تفوقاً ساحقاً في مقدار رضا شعوبها عن قادة الدين، فسجل الاستطلاع أكبر نسب الرضا عن القادة الدينيين في الدول الإسلامية، إذ كانت نسبة الرضا عنها هي ٩٥% في إندونيسيا و٩٢% في السنغال و٩٠% في غانا و٨٨% في نيجيريا و٨٤% في ماليزيا.
وكانت نسبة الرضا عن علماء الدين والقادة الدينيين في المنطقة العربية الأعلي في مصر إذ بلغت النسبة ٧٧% من المصريين الراضين عن علماء الدين و٦٩% في الأردن ثم ٦٦% في الكويت و٦٤% في لبنان و٥٦% في فلسطين في حين كان ٤٦% من الإسرائيليين راضين عن قياداتهم الدينية وحلت المغرب في المرتبة الأخيرة بنسبة رضا هي ٤٣% فقط.
وقد وجد الاستطلاع أن صورة أمريكا في العالم قد انخفضت بنسبة كبيرة عن مستوياتها المنخفضة أصلاً، تقريباً في كل مناطق العالم ما
عمال مصر يطالبون بالحقوق وزيادة الاجور
وشهدت مصر مظاهرات من قبل عمال صناعة النسيج ومن بعدهم عمال الاسمنت، ثم سائقي القطارات، وغيرهم في الاشهر الاخيرة.
وفي دولة تتعرض فيها المعارضة السياسية للقمع الشديد ولا ينهض بها إلى حد كبير سوى قلة من النخبة المثقفة، تمثل هذه السلسلة من المظاهرات والاعتصامات احتجاجا غير عادي يتم على نطاق واسع في أوساط شعب يتسم عادة بالامبالاة السياسية.
ويقول جويل بينن، رئيس قسم دراسات الشرق الاوسط في الجامعة الامريكية بالقاهرة، إن مؤيدي الاصلاح الديمقراطي في مصر يجب أن يكونوا أكثر اهتماما بموجة الاضطرابات في أوساط العمل منهم بالاحتجاجات المناهضة للحكومة في الشارع من قبل أعضاء حركة كفاية المعارضة لدى انطلاقها عام 2005.
وتدور معظم هذه الاضرابات حول مطالب بزيادة الاجور في ظل ظروف اقتصادية ليس من المستغرب فيها ان يعمل حتى المهنيون في وظيفتين من أجل أن يتمكنوا من إطعام ذويهم.
لكن بعض الاحتجاجات أخذت منحى سياسي حيث طالب تظاهر العمال ضد سياسة الخصخصة التي تنتهجها حكومة الرئيس المصري حسني مبارك ضمن برنامج إصلاح اقتصادي شامل.
وبدأ عدد قليل من العمال بالمطالبة بشيء لم تعهده مصر لعقود، وهو تأسيس نقابات عمالية مستقلة.
محمد العطار ، عامل نسيج من مدينة المحلة الكبرى، وهو أحد منظمي أحد الاضرابات الناجحة
في هذا الاضراب قام حوالي 20 ألف عامل بالتوقف عن العمل واحتلال مصنعهم في ديسمبر/كانون الاول، حيث ألهموا عمالا آخرين على القيام بإضرابات مماثلة بعد الوفاء بمطالبهم بدفع الحوافز المستحقة للعمال في جميع أنحاء البلاد.
وكان محمد، وهو أب لثلاثة أبناء، في حالة مزاجية رائعة وهو يتحدث إلينا بالهاتف.
وقد أدت تهديدات بالقيام بالمزيد من الاضرابات إلى نتائج إيجابية حيث زادت مرتبات محمد وزملاؤه من العمال من 320 جنيه مصري إلى 370 جنيه، بالاضافة إلى وعود بزيادة سنوية قدرها سبعة بالمئة.
وقال محمد إن نشاطاته أدت إلى استدعائه عدة مرات من قبل أجهزة الامن.
لكنه، ولاول مرة، يقوله إنه ليس خائفا ويضيف "أقف أمامهم كند، بل إننا في الواقع أفضل منهم، لاننا في قطاع منتج وهم في قطاع خدمي. نحن عصب الاقتصاد الوطني".
وخلال أربعة أشهر من إضراب المحلة نظم العمال في ثلاثة مصانع كبرى ومصنعين للاسمنت اضرابات عن العمل، وأوقف عمال السكك الحديدية خط القطارات بين القاهرة والاسكندرية.
ويعتبر اعتصام عمال هيئة البريد، الذين يطالبون بمنحهم عقودا دائمة، واحدا من مئات التحركات الاصغر التي نظمها عمال من مختلف القطاعات من جامعي القمامة إلى الخبازين وعمال الدواجن وموظفي قناة السويس، والتي تحدثت عنها وسائل الاعلام المصرية.
في بعض الحالات يخشى العمال من أن تؤيد عمليات الخصخصة إلى فقدان الكثير من الوظائف والحوافز.
من جانبها تشير الحكومة إلى تحقيق برنامج الخصخصة فوائد عديدة منها ارتفاع معدل النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الاجنبية، وتؤكد على أن تدريب العمال وخلق الوظائف الجديدة من أولويات برامجها الاقتصادية.
لكن مع ارتفاع معدل التضخم على 12.3 بالمئة، وفقا لصندوق النقد الدولي، واتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء، يعتقد الكثيرون ممن يقبعون في أسفل هرم الوضع المعيشي أنهم لم يشعروا بأي تحسن بعد في أوضاعهم.
كما تركزت أنظار العمال في المحلة على الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وهو هيئة يهيمن عليها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، ويفترض منها أن تمثل مصالح عمال مصر.
لكن العمال شعروا بالغضب لرفض الاتحاد دعم اضرابهم، فقدموا استقالاتهم وبدأوا في الدعوة إلى تأسيس اتحاد عمال مستقل.
أعمال نقولا زيادة.. قرن من الزمن ونتاج غزير ومصالحة للنفس
الراحل الدكتور زيادة الفلسطيني واللبناني كان استاذ شرف في التاريخ في الجامعة الامريكية في بيروت وعضو شرف في جمعية المستشرقين الالمان وولد سنة 1907 في دمشق من ابوين اصلهما من الناصرة في فلسطين.
تلقى علومه في القدس ثم درس في كلية الجامعة في لندن وفي معهد العلوم الشرقية والافريقية في جامعة لندن. وقام بالتدريس في فلسطين وكيمبردج في بريطانيا وليبيا وفي جامعة هارفارد الامريكية وفي نيجيريا والهند والاردن والجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف (اليسوعية) في بيروت.
وهو عضو في عدة جمعيات علمية عالمية. وقد قام نجلاه رائد وباسم زيادة بإعادة نشر اعماله الكاملة التي جاءت في 23 كتابا وصدرت عن ( الاهلية للنشر والتوزيع) في بيروت.
عناوين الكتب الثلاثة والعشرين تشكل عناوين لما تناوله فيها زيادة المؤرخ الشهير والباحث المميز. ومنها على سبيل المثال لا الحصر " المقدمة: في سبيل البحث عن الله" و"الجغرافيا والرحلات عند العرب " و"عالم العرب" و"من رحلات العرب. رواد الشرق العربي في العصور الوسطى. الرحالة العرب" و"الحسبة والمحتسب في الاسلام" و"لمحات في تاريخ العرب" و"اعلام عرب" و"تونس في عهد الحماية".
وكان زيادة العالم المدقق ظريفا وصاحب نشاط لا يفتر فقد بقي يعمل في سنه المتقدمة وبمعنويات عالية تنقل العدوى الى من حوله. ولعل بعض ما جاء في "المقدمة. في سبيل البحث عن الله" يلقي اضواء على كثير من شخصيته وتجاربه ونظرته الى الحياة. كان نقولا زيادة يقدم لا في مؤلفاته فحسب بل من خلال حياته المديدة وتجاربه "علما" وحكمة مميزين.
كتب زيادة سنة 2001 يقول "في السنة 1991 توقفت عن التدريس وكان اخر عهدي به في الجامعات التي ورد ذكرها في هذا الكتاب. لكن اود ان اطمئن القاريء انني لم اخلد بعدها الى الراحة على ما جرى عليه المتقاعدون في بلدي فالفترة التي مرت علي من يومها... الفت فيها كتابين ... وترجمت عن الانجليزية كتاب "بيزنطة والفتوح الاسلامية المبكرة" تأليف ولتر كاجي ونشرت عشرات المقالات في المجلات العربية والانجليزية وشاركت في ثلاثين مؤتمرا وندوة في لبنان وسوريا والمملكة العربية السعودية ومصر ودولة الامارات العربية المتحدة وفلسطين المحتلة والضفة الغربية وبريطانيا وفرنسا والمانيا.. وألقيت نحو خمسين محاضرة في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين المحتلة والضفة الغربية/1993/ وبريطانيا والمانيا."
وتحدث عن اعمال بين يديه يعدّها للنشر
"كان اول ما ادركته الحرب العالمية الاولى. فقد اغتالت والدي وانا في اوائل الثامنة من عمري وتركت امي مسؤولة عن اربعة اطفال انا الاكبر فيهم سنا. كان لي خالة اسمها صوفيا وخال اسمه سامي. فلما عدنا من دمشق الى الناصرة تعهد الاثنان بان يقفا الى جانب امي ومساعدتها على تحمل المسؤولية الجديدة. لكن الحرب عادت فاغتالت خالي. كانت الطائرات البريطانية قد القت قنابل على العفولة في شمال فلسطين وظلت واحدة لم تنفجر. وقيض لها ان تنفجر ويكون خالي احد ضحاياها. وماتت خالتي بالكوليرا التي مرت بفلسطين اثناء تلك الحرب فعاد الهم يركبنا وقد جاهدت امي سنوات طويلة حتى تخرجت انا من دارالمعلمين بالقدس (1924) فشعرت انا اني ساريحها لكنها توفيت في السنة التالية".
ويقول متحدثا عن صفة عرفها فيه من عرفوه حتى في اواخر ايامه " لعلي في هذه الفترة بدأت التصالح مع نفسي ومن ثم التصالح مع اسرتي واخيرا التصالح مع الغير."
وتحدث عن تحقيق اماله تدريجيا بان يحصل على ثقافة جامعية وقال "لا اقصد من هذا القول انني كنت كل الوقت متصالحا نعم لقد حملت سلاح الاسف غير مرة ومرت في نفسي ايام كنت احسب ان الامور جميعها تقف ضدي فاسفت وغضبت وحتى لعلني لعنت. ولكن الغالب كان التصالح مع النفس. وهذا قادني بطبيعة الحال الى التصالح مع الناس زملاء وطلابا وجيرانا واصحابا واصدقاء اساسها هذا التصالح النفسي ومن ثم فقد كان احبائي كثرا ومعارفي اكثر وابتسامتي تغلب على الكشرة".
من جورج جحا
Friday, July 20, 2007
لم يتبق من «يوليو» إلا وجهها القبيح
وقال الدكتور يحيي الجمل رئيس الحزب في الندوة التي عقدها «الجبهة الديمقراطية» مساء أمس الأول تحت عنوان: «ماذا تبقي من ثورة يوليو؟» إن الثورة لم تحقق شيئا علي المستوي السياسي
وأكد د. حسام عيسي، ممثل الحزب الناصري، أنه من الظلم تحميل ثورة يوليو جرائم اليوم، وتساءل: «عبدالناصر مات من كام سنة؟» مؤكدا أنه جاء في عصر «بناء مصر» ونحن الآن في عصر «بيع مصر».
وشهدت الندوة التي أدارها د. يحيي الجمل مناقشات ساخنة خاصة بعد إصرار د. حسام عيسي علي أن البناء لا يحدث بالديمقراطية مشيرا إلي أن أي ادعاء آخر يكشف عن «غلط تاريخي» مشددا علي أن الديمقراطية ليست شرطا للبناء ومستندا لتجارب الصين والاتحاد السوفيتي.
وقال أسامة الغزالي حرب: إن أخطر ما تبقي من يوليو هو النظام السلطواي الذي رسخ للسيطرة المطلقة للفرد الحاكم سواء كان اسمه جمال عبدالناصر أو السادات أو مبارك.
وأضاف: إن ملامح هذا النظام تتجلي في إحكام سيطرة الأمن و كبت الحريات والمجتمع المدني، ولفت إلي أن الثورة بقي منها بعض الإنجازات المادية كالسد العالي علاوة علي بعض المكتسبات المعنوية للعمال والفلاحين فيما تسربت منهم إنجازاتهم المادية مع الوقت.
وانتقد حرب ما تطرق إليه عيسي من عدم وجود علاقة بين البناء والديمقراطية مشددا علي أن خريطة العالم تؤكد عدم إمكانية الفصل بينهما مستشهدا بتجربة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية.
وقال د. يحيي الجمل إن تاريخ يوليو ليس فقط خطيرا بالنسبة لمصر ولكن بالنسبة للعالم الثالث كله وذهب إلي أن كلا من مصر والهند بدأتا معركة البناء معا ولكن ما تبقي من دولة نهرو هو دولة نووية ودولة ديمقراطية تمارس البحث العلمي وهو ما لم يلتفت إليه عبدالناصر معتمدا علي حواره المباشر مع الجماهير فاستطاعت الثورة تحقيق نتائج اجتماعية واقتصادية ولم تحقق شيئا علي المستوي السياسي.
واعتبر د. علي السلمي أن ما تبقي من ثورة يوليو هو سلبياتها واختفي منها دور مصر الإقليمي والقومي والدولي ومكتسبات الفلاح والعامل ودور القطاع العام، وأضاف أن الآفة الكبري لنظام يوليو كانت القضاء علي المؤسسية والأحزاب وضرب القوي الطبيعية بقوي مصطنعة.
وتدخل حضور الندوة بالتصفيق الحاد للسلمي
وقال عبدالغفار شكر عضو المكتب السياسي لحزب التجمع إن ثورة يوليو لم تكن نبتا شيطانيا حتي لو جاءت بشكل انقلاب عسكري وأنها استطاعت نقل المجتمع المصري من حالة ركود إلي نمو علي مستوي الاصلاح الزراعي وبناء السد العالي وتغيير التركيب الطبقي للمجتمع وقدمت للشعب مجموعة من المعايير للحكم علي نظام الحكم.
وانتقد شكر عدم إدراك عبدالناصر أهمية التوجه الديمقراطي مؤكدا أنه بعد هزيمة يونيو وفي اجتماع اللجنة التنفيذية العليا اقترح عبدالناصر قيام حزبين وهو ما رفضته اللجنة وهو دليل علي أن عبدالناصر أدرك بعد الهزيمة أهمية التعددية ولفت إلي أننا مازلنا نناضل ضد قوانين وضعت في عهد الثورة كقانون الجمعيات الأهلية مشددا علي أن تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة المقاومة من أجل استكمال البناء الديمقراطي وتداول السلطة وحرية الإعلام
الجارديان: مصر في أزمة.. ورئيسها يقمع التعددية الحزبية بسبب الإخوان
وأضافت أن المواجهة بين الإخوان المسلمين والحكومة تثير رعب ٧٩ مليون نسمة في أكبر دولة عربية ورعب أي مواطن يأمل في تحقيق تغيير ديمقراطي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واصفة هذه المواجهة بأنها تشبه لعبة القط والفأر.
واستطردت الصحيفة أن انتصار حماس في فلسطين وفوز الإخوان المسلمين في انتخابات البرلمان المصري بـ٨٨ مقعدا، عندما تم التصويت دون تزوير، يؤكدان أن الإسلاميين في طريقهم لتحقيق سلسلة من الانتصارات، مما يفسر موجات القمع الحالية والتعديلات الدستورية الأخيرة التي تسعي جميعها إلي وقف تقدم الإخوان المسلمين.
وأضافت أن المظاهرات علي نقص المياه والإضرابات العمالية تؤكد أن مصر في أزمة ، واستطردت حتي مؤيدو الحكومة يؤكدون هذه الانتقادات. ونقلت عن الدكتور مصطفي الفقي قوله: «هذا حقيقي، هناك فساد في هذه البلاد وهناك ارتباط بين الثروة والسلطة، لكن الارتباط بين الدين والسياسة أكثر خطرا».
وقالت الصحيفة إن الحكومة المصرية تشتبه في حصول الإخوان المسلمين علي تمويل خارجي كما أنها قلقة من نظرة الإخوان المتعصبة تجاه إسرائيل، إضافة إلي أن حوالي عشرة ملايين قبطي في مصر قلقون من وضعهم في ظل حكم إسلامي.
وأضافت الصحيفة أن أكبر الانتقادات الموجهة للجماعة تتعلق بمدي امتلاكها لبرنامج سياسي واضح خلف شعارها «الإسلام هو الحل».
وأشارت الصحيفة إلي أن الرئيس حسني مبارك يعارض ويقاوم إنشاء تعددية حزبية قوية
A country in crisis as fearful government cracks down on Islamist opposition
It was 3 am when armed security agents hammered on the door of Khairat al-Shater's flat in Nasser City; his daughter Zahra could only watch and comfort her distraught children while her father and husband, Ayman, were detained as Hosni Mubarak's latest crackdown on the Muslim Brotherhood got under way.
"The Brotherhood are good people,"
insisted Zahra, in a hijab of the kind increasingly seen on the streets of Cairo.
"We believe in peaceful change and the regime is crushing us. Ordinary criminals are freed quickly and are treated better than political prisoners in Egypt."
Seven months on, the two men were up before a military court again this week on charges of money-laundering and membership of a proscribed organisation.
Mr Shater, a wealthy businessman, is No 3 in the Brotherhood hierarchy.
Some 450 activists remain locked up under emergency laws. In one sense, November's "dawn visitors" to Nasser City were rounding up the usual suspects in a decades-long cat-and-mouse game between the Egyptian state and the world's oldest Islamist organisation. But the confrontation is deepening - alarming for the 79 million people of the most populous Arab country and for anyone who hopes for democratic change in the Middle East and North Africa.
Egyptians laugh wryly when they recall the US secretary of state Condoleezza Rice's bold talk two years ago of a post-Saddam "forward strategy of freedom" for promoting democracy instead of bolstering the authoritarian status quo.
In the blowback from Iraq, America's watchword today is "stability". Reform, especially anything involving Islamists, is off the agenda.
None of this seems to have affected morale at the Brotherhood's HQ, a shabby flat decorated with posters saying: "Allah is our goal, the Messenger is our leader, the Qur'an is our constitution, Jihad is our path and death in the service of Allah our highest hope."
"The Americans are allowing Mubarak to oppress us in return for him doing what they want over Palestine, Iraq, Sudan and Lebanon," said Dr Mohammed Habib, the deputy leader, a geologist. "The government is using security to further suppress the people. It is getting dangerous."
Mr Mubarak is said to be obsessed by the Brotherhood. It is easy to see why: without vote-rigging it would have won even more than the 88 seats (20% of the total) it took in the 2005 parliamentary elections - its candidates running as independents to evade the constitutional ban on religion-based parties. The Hamas victory in the Palestinian elections shortly afterwards confirmed that Islamists were on a winning streak.
That was the trigger for the current wave of repression, including constitutional amendments billed as reforms but largely intended to stop the Brotherhood advancing any further.
But its popularity is based on a reputation for not being corrupt and extensive charity work in clinics, nurseries and after-school tutoring. Its volunteers fill the gaps left by a state system that has seen illiteracy rise and services fail as liberal economic reforms enrich businesses close to the regime.
Protests over water supplies and industrial strikes have sharpened the sense of a country in crisis. "Egypt is on the edge of a volcano," said the editor of al-Usbua, an opposition magazine.
Even government loyalists agree with much of the criticism. "It is true there is corruption in this country, and that there is a link between wealth and power," said Mustafa al-Feki, of the ruling National Democratic party. "But the link between politics and religion is more dangerous."
The government plays on long-standing suspicions that the Brotherhood gets financial support from abroad. It is troubled too by its hardline views on Israel, and Egypt's 10 million Coptic Christians worry about safeguarding their minority status under Islamist rule.
Nor, charge critics, does the Brotherhood have a political programme beyond its simplistic slogan that "Islam is the solution". "They talk about the hijab, and not wanting women judges, but not about the economy or privatisation and issues that matter to millions of ordinary people," said George Ishaq of the grassroots Kifaya movement, which came from nowhere in 2004 to campaign against another presidential term for Mr Mubarak. "I think they have a hidden agenda. They don't say what they want exactly."
Members of Kifaya and other opposition secularists, such as Gassar Abdel-Razzak from the Egyptian Association of Human Rights, worry about the Brotherhood's views but insist it must have the right to take part in a viable democratic system. Yet the only way to do it would be by becoming a normal party - the subject of scepticism within the Brotherhood. "Even if we did decide to become a party they wouldn't let us," said Zahra al-Shater. "It's not a matter of being religious - it's being against Hosni Mubarak."
And genuine multiparty politics is exactly what the 79-year-old president is resisting. "In theory they do want a stronger party system," said a senior western diplomat. "But in practice the knee-jerk reaction is to diminish anyone who looks strong."
"I wonder if the regime wants to give the impression that the choice is between the status quo or the unacceptable alternative - the Islamists," said Munir Abdel-Nour, deputy leader of the Wafd party.
"The secular parties are prevented from doing any real political work - they are groups of demagogues besieged in their headquarters by thuggery and harassment," is the brutal summary of Hisham Qassem, a former newspaper editor. "The Brotherhood can function because they operate out of mosques and the government can't close the mosques. If this continues into the next elections - unless there is a massacre - the Brotherhood will win a majority. At the moment there is no other alternative to it."
Backstory
The Muslim Brotherhood, founded in Egypt in 1928 by Hassan al-Banna is the world's largest Islamist organisation, with branches in many Arab countries. It now eschews violence but was banned in Egypt and thousands of its members were detained and tortured in 1954 after an attempt to assassinate President Gamal Abdel Nasser. Sayyid Qutb, hanged in 1966, was a radical Brotherhood thinker who greatly influenced later fundamentalist theory. Despite repression, the Brotherhood is still by far Egypt's most popular opposition group, advocating reform, a multiparty system, free elections - and strengthened sharia law. But the Egyptian government rejects calls for dialogue with it from western experts who see it as a moderate group which should be supported in order to weaken violent extremists. Ayman al-Zawahiri, al-Qaida's No 2, castigated it for urging young Muslims to vote in elections instead of taking up jihad. The Brotherhood failed to win any seats in June's elections for the upper house of the Egyptian parliament amid widespread charges of vote-rigging and harassment.
Ian Black in Cairo
Thursday July 19, 2007
The Guardian
Thursday, July 19, 2007
تخفيض أسعار خطوط دى اس ال الى النصف
وافق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات علي تخفيض أسعار «الإنترنت» فائق السرعة الى النصف
«ADSL» من أول سبتمبر المقبل لسرعة ٢٥٦ ك بت/ ثانية مع إطلاق حرية تسعير باقي السرعات.
أعلن الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تخفيض سعر الخدمة من ٩٥ جنيه حاليا إلي ٤٥ جنيه شهريا كحد أقصي لسرعة ٢٥٦ ك بت/ ثانية مع تحديد طاقة التنزيل بطاقة تحميل ٢ جيجا شهريا أو تحديد ساعات الربط حسب طلب المشترك.
أضاف كامل في تصريحات أمس أن الإطار الجديد يلزم المشترك بسداد مقابل شهري إضافي في حال طلبه طاقة تنزيل أو ساعات ربط إضافية.
قال الدكتور عمرو بدوي، الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات إن صندوق دعم الخدمات التابع للجهاز سيقدم دعما للشركة المصرية للاتصالات علي أن تقوم الأخيرة بتخفيض بعض الخدمات التي تقدمها لشركات الإنترنت.
أضاف في تصريح خاص لـ«المصري اليوم» أن الدعم سيقدم لمدة قد تزيد علي العام الواحد علي سبيل التجربة، لكنه لن يكون دعما دائما لأن هناك ميزانية محددة لها حد أقصي لرفض الكشف عن حجم الدعم المقدم لهذا الغرض،
مشيرا إلي أنه في حالة عدم تحقيق النجاح المرجو من تلك الخطوة سيتم البحث عن أساليب بديلة بالنسبة لسرعة ٢ ميجا يظل سعرها استرشاديا ٧٦٠ جنيها شهريا بطاقة تنزيل مفتوحة كأنها مخصصة للشركات والمؤسسات.
وتوقع الرئيس التنفيذي للجهاز تحسين مستوي الخدمة وتخفيض الأسعار بالنسبة لمختلف السرعات لتكون في متناول أكبر قدر ممكن من المواطنين.
من المتوقع أن تقوم الشركات بتقديم عروض مبتكرة ومتنوعة تتناسب مع الاحتياجات المختلفة للمستخدمين علي مستوي ساعات الربط أو طاقة التنزيل
محمد مجاهد ١٩/٧/٢٠٠٧
المصرى اليوم
Wednesday, July 18, 2007
يعيش الجيش اللبناني
فاروق الباز: بحيرة هائلة تحت الأرض قد تجلب السلام الى دارفور
وقال الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن "الشيء الذي لا يعرفه معظم الناس هو أن الحرب وعدم الاستقرار في دارفور يرجعان كليا الى نقص المياه."
وعثر على خزانات المياه الجوفية المحتملة باستخدام أجهزة رادار سمحت للباحثين بأن يروا ما بداخل أعماق رمال الصحراء. وقال الباز إن الصور كشفت عن "بحيرة ضخمة" مساحتها 30750 كيلومترا مربعا وهو ما يعادل ثلاثة أمثال لبنان.
ويقدر خبراء دوليون بأن 200 ألف شخص ماتوا على مدى أربع سنوات شهدت أعمال اغتصاب وقتل وإصابة بالأمراض في دارفور وهو عنف تصفه الولايات المتحدة بأنه إبادة جماعية. ويرفض السودان هذا الوصف ويقول إن عدد الذين لقوا حتفهم هو تسعة آلاف شخص
وقال برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة في تقرير الشهر الماضي إن المشاكل البيئية الواسعة النطاق هي السبب الرئيسي للعنف في السودان مشيرا إلى ان الصحراء امتدت جنوبا بمعدل 100 كيلومتر خلال الأربعين عاما الماضية.
وقال الباز إن العديد من اللاجئين من دارفور استقروا في مناطق كانت في وقت من الأوقات تخضع لسيطرة البدو مما أدى الى نفاد مصادر المياه ووضع بذور الصراعات بين المزارعين والبدو.
وقال الباز لرويترز في مقابلة "ولذلك الآن اذا وجدت مياه للمزارعين ... بالإضافة الى مياه للبدو ... للإنتاج الزراعي وإطعامهم وتوفير حبوب لهم فإنك بذلك تحل المشكلة تماما."
وحصلت مبادرته التي يطلق عليها 1000 بئر في دارفور على تأييد الحكومة المصرية التي تعهدت ببدء إنشاء 20 بئرا في البداية.
ويأمل الباز الذي يتوقع وجود خزانات مياه جوفية أسفل سطح الأرض يمكن حفرها لاستخراج مياه في الحصول على دعم من الحكومات الاقليمية وحث المنظمات غير الحكومية على المشاركة.
وقال "عندما بدأنا نبحث ذلك أدركنا أننا نتعامل مع منطقة منخفض شاسعة.. مع منخفض. ثم بدأنا نبحث تفاصيل المنخفض وعثرنا بالفعل على ... ما يشير الى أطراف بحيرة .."
وقال "لذلك نطلق عليها بحيرة شاسعة لأنها بحيرة ضخمة بدرجة غير معقولة. إنها في حجم ولاية ماساتشوستس."
وقال باحثون إن البحيرة القديمة كان من شأنها أن تحوي 2530 كيلومترا مكعبا من المياه عند امتلائها بالكامل في عصور سابقة.
وقال الباز في تقرير "هناك شيء مؤكد وهو ان معظم مياه البحيرة تسربت عبر الطبقة الرملية وتراكمت كمياه جوفية."
وأجرى الباز الذي عمل في برنامج أبولو التابع لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) مشرفا على التخطيط العلمي لرحلات القمر بحثا مماثلا في مصر أدى إلى إنشاء 500 بئر في منطقة قاحلة في وطنه الأم.
وساعد المشروع في ري 150 ألف فدان من الأراضي تزرع بالقمح والحبوب الأخرى.
وقال الباز "كما ثبت في وقت سابق في جنوب غرب مصر الى الشمال الشرقي من دارفور توجد بحيرة سابقة مماثلة ممتلئة بكميات هائلة من المياه الجوفية."
من تانزينا فيجا
الجماجم تؤكد أن الجنس البشري خرج من رحم افريقيا
لندن (رويترز) - قال علماء بريطانيون إن تحليل آلاف الجماجم أظهر أن الإنسان المعاصر نشأ في نقطة بعينها في افريقيا متخلين أخيرا عن فكرة الأصول المتعددة.
ويتفق معظم الباحثين على أن الجنس البشري نشأ في افريقيا ثم انتشر منها قبل نحو 50 ألف سنة ليؤسس على وجه السرعة ثقافات العصر الحجري في أنحاء اوروبا واسيا واستراليا.
لكن أقلية فقط من العلماء هي التي جادلت واستخدمت بيانات عن الجماجم لتثبت أن الأجناس المختلفة نشأت وتطورت في مناطق مختلفة من العالم.
ودعم الدليل الجيني الوراثي دوما نظرية الأصل الواحد التي تساندها الآن نتائج دراسة ما يزيد على ستة آلاف جمجمة أجريت في مجموعة معاهد أكاديمية من شتى أنحاء العالم.
وقال اندريا مانيكا الباحث في إدارة علم الحيوان بجامعة كيمبردج "جمعنا بياناتنا الجينية بقياسات جديدة لعينات كبيرة من الجماجم لنظهر بشكل قاطع أن الإنسان المعاصر نشأ في منطقة واحدة من افريقيا جنوب الصحراء."
وكتب مانيكا وزملاؤه يقولون في دورية (نيتشر) إن الاختلافات في حجم الجمجمة وشكلها كالاختلافات في الحمض النووي (دي.إن.إيه).
وإنه بينما كان سكان افريقيا الأصليون مستقرون ومتنوعون كان عدد قليل من الناس فقط هم الذي يقدمون في كل مرحلة على الهجرة الى خارج افريقيا. وهذا خلق بشكل فعلي سلسلة من "العوائق" التي قللت التنوع.
وكان أعلى مستوى للتنوع في مجموعة من نماذج الجماجم التي عثر عليها في جنوب شرق افريقيا مهد الجنس البشري المقبول عادة لدى جموع العلماء
Torture kit found at Egypt police station
In January, the London-based rights watchdog Amnesty International called on the Egyptian government to investigate all torture claims, after a series of videos of alleged torture in police stations were leaked on the Internet."Our organisation urges the Egyptian authorities to secure guarantees so that detainees are not subject to torture or mistreatment, to seriously investigate all allegations of torture and mistreatment, to protect victims against intimidation or reprisal," the group said.
AFP
حوار مع الكاتبة الروائية ميرال الطحاوى
وتظل بغداد اغنيتي الحزينة
العرب عادة يتبعون مصر
القتل في العراق هو البضاعة الرائجة الوحيدة ، ولا أعرف ان كان الصحافيون قتلوا هناك لأنهم صحافيون، وهذا سبب كافٍ، أو انهم راحوا ضحية المقاومة والارهاب وقوات التحالف، أي القوات الأميركية، فلجنة حماية الصحافيين قالت في تقرير أخير لها ان القوات الأميركية قتلت 14 صحافياً في العراق، الا انها لم تجزم بأن القتل كان متعمداً. في حين أنني لا أجزم بدوري، الا أنني أرجح ان القوات الأميركية استهدفت «الجزيرة» وبعض محطات التلفزيون المحلية المعارضة للاحتلال.
ولعل أسوأ ما في موضوع قتل الصحافيين العراقيين انه سيستمر ما استمرت كارثة الحرب وذيولها، فالأرقام السابقة ليست كاملة، وكنت وأنا أجمعها قرأت أن أربعة صحافيين عراقيين قتلوا في الأسبوع الأخير من أيار مايو ، فلم يبدأ حزيران حتى قتل اثنان آخران. وأخشى ألا تنشر هذه السطور إلا ونكون سمعنا عن ضحايا آخرين من بين الصحافيين العراقيين. ولا أنسى أن أزيد على أرقامهم حوالى 40 ضحية من العاملين في مساعدة الصحافيين أقدر أنهم قتلوا منذ احتلال العراق.
يفترض ألا تكون الصحافة في العراق خاضعة لرقابة حكومية، ويفترض أن تحمي القوانين حرية العمل الصحافي، غير أن حكومة نوري المالكي أغلقت محطتي تلفزيون السنة الماضية لنشرهما صور تظاهرات احتجاج على اعدام صدام حسين، وهددت بإغلاق محطات تلفزيون أخرى وصحف بتهمة التحريض على العنف، أو عرض مشاهد عن أعمال عنف، أي ان الحكومة تريد منع العراقيين من رؤية التدمير اليومي لبلدهم. وتستطيع الحكومة العراقية التوكؤ على قوانين من أيام صدام حسين، لم تلغ بعد، تمنع إهانة المسؤولين وكشف أسرار الدولة.
ربما كان العراق يمثل أسوأ مظاهر معاناة الإعلام العربي، وقد بدأت به بسبب القتل، غير أن الحريات الصحافية ناقصة الى معدومة في جميع البلدان العربية.
آخر تقرير سنوي شامل لدار الحرية، وهي مؤسسة اميركية تعنى بشؤون الحرية حول العالم، يعود الى عام 2005، وقد صدر السنة الماضية، وهناك تقارير دورية لاحقة، تظهر استمرار الوضع على حاله في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، فالتقرير العام يشمل 194 دولة منها 19 دولة في الشرق الأوسط (ليست بينها تركيا)، وهو يظهر ان دولة واحدة حرة هي اسرائيل ، وان دولتين حرتان جزئياً هما لبنان والكويت ، وان 16 دولة غير حرة . وهكذا تمثل إسرائيل خمسة في المئة من منطقة تضم 350 مليون نسمة، ولبنان والكويت 11 في المئة، والبقية 84 في المئة، أي 84 في المئة من دون حرية.
أستطيع أن أغلف ما سبق ببعض السكر، من دون أن أتجاوز الحقيقة، فالتقرير يظهر أن جميع الدول العربية في النصف الأول من القائمة كلها، والدولة العربية الأخيرة في قائمة الشرق الأوسط هي ليبيا، ومركزها التاسع عشر، الا انها تحتل الرقم 96 من أصل القائمة الكاملة التي تمثل 194 دولة، واذا شئت أن أزيد فهناك ست دول عربية أخرى تحتل مراكز في الثلث الأول من القائمة العالمية.
وكما يرى القارئ فإنني أحاول أن أخرج من جلدي الصحافي لأتحدث بموضوعية عن الحكومات، فأزيد نقطة هامشية على سبيل تخفيف الوطأة هي أن على الفلسطينيين أن يشكروا الأخ العقيد ونظامه في ليبيا شكراً كثيراً على خدمة غير مقصودة لهم، فاحتلال النظام الليبي المرتبة التاسعة عشرة والأخيرة في قائمة الحريات الصحافية في الشرق الأوسط، أعفى الفلسطينيين من هذا «الشرف»، لأن الأراضي الفلسطينية تحتل المرتبة الثامنة عشرة، ولولا ليبيا لكانت الأخيرة أو «الطّشْ» كما كنا نقول للطلاب المقصرين في المدرسة.
العراق في قائمة الشرق الأوسط يحتل المرتبة الحادية عشرة، وهذا جيد لولا أن دماء الصحافيين تلطخ المرتبة الوسطية هذه، فدار الحرية تعنى بالممارسة الصحافية، ومدى الحرية المتاحة، وهنا لا يبدو العراق أسوأ من غيره.
التضييق على الصحافة يعني أن عـند الحكومة، ما تريد اخفــاءه، غير ان هـذا شبه مسـتحيل في زمن ثورة الاتصالات والانتـرنت والمدونات والفضائيات. والتضييق في هذا العصر لم يعد يكـتم المعلومات وانما يؤدي الى نشرها مشوهة أو مبالغاً فيها، ويوقع بالحكومة المعنية ضرراً أكبر مما لو سمحت بنشرها.
أرجو أن تعي الحكومات العربية هذه الحقيقة،
الفلسطينيون العالقون في رفح بانتظار نهاية الكابوس
وكان معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة قد أغلق منذ سيطرة حركة حماس على القطاع فى منتصف يونيو/ حزيران مما تسبب في منع آلاف الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم بعد رحلاتهم خارج القطاع.
و قد سعت السلطات المصرية إلى تقديم بعض الخدمات الطبية وغير الطبية لتخفيف معاناتهم. لكن مصادمات وقعت اثر حالة هياج انتابت احد العالقين دفعت الآخرين للتجمهر محاولين الخروج بالقوة من المطار ما ادى الى اصابة ثلاثة فلسطينيين أحدهم إصابته بالغة. وكان بعضهم قد اضرب سابقا عن الطعام وتدخلت السلطات لاثناءهم عن ذلك بوعود لحل ازمتهم. لكن يبدو ان الحل لم يأت بعد
معظم المحتجزين بالمطار دون الأربعين، وهم عائدون من الخارج الى قطاع غزة عبر الموانئ المصرية، ولا يحق لهم البقاء في مصر الا لساعات محدودة. وكانوا قبل اغلاق المعبر ينتقلون من العريش الى رفح مباشرة فى حراسة الأمن المصري الذي يخشى تسلل عناصر غير مرغوب فيها إلى داخل الأراضي المصرية.
ووقعت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين رجال الأمن المصري والفلسطينيين المحتجزين في مطار العريش، والذين كانوا يحتجون علي بقائهم قيد الاحتجاز مع استمرار إغلاق معبر رفح الذي يفصل بين مصر وقطاع غزة.
ويقول الفلسطيني ابوالعبد لـ بي بي سي انه ورفاقه بفترشون ارض المطار منذ شهر تقريبا دون أغطية كافية، وان الحالة الصحية لبعضهم تدهورت للغاية لان الكثير منهم مرضى بالأساس وكانوا فى رحلات علاج قبل احتجازهم فى مطار العريش
وشكا اخرون من انهم اضطروا لبيع متعلقاتهم لشراء الطعام والشراب والدواء.
ويضيف أبو العبد أنهم تلقوا مئة دولار لكل واحد جاءت من حكومة حماس في غزة، لكن وضعهم البائس لم يتغير، كما أن وفدا من حكومة سلام فياض الفلسطينية زار العالقين ووعدهم بحل المشكلة دون أن يتحقق شيء، كما ذكر بعضهم.
بقية العالقين وهم بالآلاف استأجروا مساكن فى مدن رفح والشيخ زويد والعريش ، بينما لجأ بعضهم الى بيوت الاهالي بعد ان تقطعت بهم السبل.
والآن نفدت نقود كثيرين منهم فامتنعوا عن دفع الايجارات، الامر الذى دفع ملاك الوحدات السكنية للشكوى للمسؤولين، فتولت المحافظة إيواءهم فى معسكرات الشباب والمدارس وغيرها دون مقابل.
وفى اتصال باحد العالقين بمدينة العريش قال ان كل ثلاثين او اربعين شخصا يشتركون فى تأجير الشاليه الواحد. وحمل فتح وحماس المسؤولية عن مأساتهم وطالب الفصيلين بحلها فى أسرع وقت ممكن. جوهر المشكلة
وتحدث محافظ شمال سيناء، احمد عبدالحميد، لبي بي سي العربية عن إجراءات احتواء الموقف خارج وداخل مطار العريش.
وقال عبدالحميد إن المحافظة فتحت المعسكرات والمدارس أمام العالقين دون مقابل كما صدرت تعليمات بعلاج المرضى منهم بمستشفيات المحافظة مجانا حتى وان طالت مدة بقائهم بالمحافظة.
وبخصوص المحتجزين بمطار العريش قال المحافظ ان هؤلاء لايحق لهم البقاء نهائيا داخل الأراضي المصرية حسب المتبع فى الأحوال العادية، ولكنهم يحصلون على وجبات يومية ويقيمون بصالات المطار المجهزة بشكل جيد كما هو الحال فى كل المطارات.
ويضيف ان مشكلتهم ليست فى المأكل او المشرب ولكنها تكمن فى اصرارهم على الخروج من المطار للعودة الى قطاع غزة وهو امر صعب الان فى ظل القيود الحالية عند معبر رفح المغلق.
ويرى ان الامر "ليس سهلا"، مشيرا إلى ان وفودا من هيئات اغاثة دولية وامريكية واوربية زارت العريش لتفقد وضع العالقين دون تقديم مساعدات.
ومن الاقتراحات التي قدمت استخدام معبر كرم ابوسالم الذى يبعد نحو اربعة كيلومترات جنوب معبر رفح بديلا عن المعبر الرئيسي، لكنه قوبل بالرفض من غالبية الفلسطينيين العالقين الذين يخشون تعرضهم للاعتقال من قبل القوات الاسرائيلية.
وبينما لا يزال العالقون يعيشون كابوس الانتظار، يخشى كثيرون بينهم من أن يتحولوا إلى رقم جديد في الشتات الفلسطيني
Saturday, July 14, 2007
ماذا حل بحزب الله بعد عام واحد فقط؟
صار طائفيا لا عربيا، تخريبيا لا تحريريا.
والمفارقة ان حزب الله، الذي يحتفل بما سماه الوعد الصادق، ارتضى إيقاف معركته مع الاسرائيليين، وباشر بمحاصرة اللبنانيين في معارك نجحت حتى الآن في تخريب وسط العاصمة ردا على هدم اسرائيل وسط الضاحية مقر الحزب وأتباعه.
بعد عام فقط نزعت صور السيد حسن نصر الله من سيارات الأجرة في القاهرة، وانقلبت عليه الكثير من الأقلام التي كانت تحييه، وتخلت عن أعلامه الصفراء، بعد ما رفعتها مبتهجة بما سمته مجازا انتصارا على اسرائيل.
لماذا هذا الانقلاب السريع؟
الكثير حدث خلال الاشهر القليلة الماضية في علاقة حزب الله مع المحيط العربي العريض لأسباب بعضها من فعله، وكثير منها احتسبت عليه، او اضطر اليها.
وبعد هجوم حسن نصر الله على حكومة السنيورة بدا للكثيرين ان حزب الله في الشتاء لا يشبه حزب الله الذي اعتقدوا به في الصيف الماضي.
فقد توقف الحزب عن مقاتلة الاسرائيليين، الورقة التي اكسبته التصفيق، لتتكسر على أخبار وتعليقات قادة الحزب ضد الفرقاء اللبنانيين. المعركة صارت طائفية، السيد ضد المفتي، ووسط بيروت بدل شبعا،
قد يبدو هذا التفسير الطائفي مزعجا، وهو بالفعل كذلك، فالحقيقة انه خرج من حالة الهمس الى القناعة الشعبية، ربما هندس الصورة السيئة فريق 14 آذار الذي أخرج المفتي من صومعته ليرد على السيد بدلا من الحريري.
كيف خسر حزب الله أكبر نصر دعائي في العالم العربي منذ ايام عبد الناصر وانكمش الى مجرد فريق في الملاججة المحلية؟
لا أظن أن حزب الله أرادها أن تنتهي هكذا، لكنه متورط بسبب استحقاقات العلاقة الخارجية، ولم يجد بدّا من المشاركة في المعركة الداخلية التي جعلته طرفا، وطرفا سلبيا.
alrashed@asharqalawsat.com
Friday, July 13, 2007
فكن سعيداً مهما حدث!!.. العمل الصالح الذي تقوم به اليوم، لن يتذكره أحد غداً، فلا مفر مع ذلك من أن تقوم به مهما حدث!!.. عليك أن تعطي العالم أفضل ما عندك، ويحتمل ألا يكون ذلك كافيا، فابذل للإنسانية أفضل ما عندك مهما حدث!!.. لأنه في خاتمة المطاف سوف يظل الأمر دوما بينك وبين الله.. ولن يكون أبداً بينك وبين الناس
الأم تريز
الرئيس
الى الأشقاء والأصدقاء والذين يريدون الخير للبنان ومساعدة شعبه المغلوب على أمره لمغادرة جب الافاعي، وبحر الظلمات، وحقل الالغام والاغتيالات،
هذه الوصفة الشافية الوافية التي لا بديل منها ولا غنى عنها: الانتخابات الرئاسية المبكرة.
قد ينطّ اليوم او غداً من يقول اننا لا نخترع البارود ولا نجترح المعجزات في هذه الوصفة، التي طالما تداولها السياسيون والنواب والمرجعيون من اشهر ولكنها لم تنتقل من التمنيات والكلمات الى حيّز التنفيذ.وهذا صحيح.
فلو نفّذت الوصفة، وجرت الانتخابات الرئاسية على غرار ما حصل اواخر عهد الرئيس سليمان فرنجية، وبرغبة منه، لما وصل لبنان الى هذه المواصيل، وهذا الدرك، وهذه الكوارث والمآسي المتتالية.
لكن الاخطار المحدقة بلبنان من كل حدب وصوب، والانهيار الذي يتهدد وحدة المؤسسات والسلطات الدستورية، بعد الانهيار الاقتصادي والضائقة المعيشية والشلل الذي يعم البلد، تحتم على كبار المسؤولين والقياديين ان يتحركوا في هذا الاتجاه، وصوب هذا العلاج – الحل – الاوحد.وليكمل الرئيس الحالي ولايته الممددة الى آخر دقيقة، فيما تكون الطمأنينة قد دخلت نفوس الناس واشاعت الارتياح داخل لبنان وخارجه، وفيما يكون الرئيس المنتخب قد انجز استعداداته وجهّز فريق عمله في انتظار لحظة التسليم والتسلّم.كل الغيوم الداكنة المتجمعة في سماء لبنان تنجلي قبل طلوع الضوء، وتنجلي عن الصدور هذه الرزمة من الهموم والمخاوف، كما تنجلي الازمات والاضطرابات و"فبارك" الاشاعات والفتن والسجالات
.وفي مثل هذه الحال يصبح من السهل طرح مشروع حكومة وحدة وطنية، تتمثل فيها كل الفئات والتيارات، وتتولى حالاً وسريعاً اعادة اللحمة بين اللبنانيين واعادة الثقة بلبنان، واعادة محبي وطن النجوم ومريديه والمعجبين به الى ربوعه وافيائه ونواحيه
.ولم لا؟ جميعهم، معارضين وموالين، يصرحون ويعلنون انهم مع انتخابات رئاسية مبكرة اذا امكن، والا ففي موعدها الدستوري. بل في اليوم الاول من سريان المهلة...اذاً، اين المشكلة؟ ولم لا تكون هذه الانتخابات غداً او خلال فترة قصيرة، وعلى اساس خير البرعاجله؟
وليكن الرئيس العتيد توافقياً بشخصيته، وما يتمتع به من صفات، ومزايا، وسمعة عطرة، ونصاعة كف وجبين.رئيس من اولئك الرؤساء النادرين الذين يعتز بهم لبنان ولا يخجل حاضرهم من ماضيهم، ولا يحتاجون الى من يقدمهم للعرب او العجم او العالم.فسجلهم كفيل بذلك.رئيس أكل من خبز العروبة، وخبرته القضايا العربية باعتزاز وتقدير، ويحظى باحترام الاشقاء والاصدقاء على حد سواء. ولكونه يصون مصلحة وطنه وشعبه، ويقدمها على كل ما عداها...رئيس مستقيم في الكلمة والموقف، شجاع في قول لا ونعم، منصف قوي في وجه الظالمين والخارجين على القانون، ومتواضع امام مصلحة الوطن وواجبات مقام الرئاسة.
رئيس يقول لبنان لدى انتخابه: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت
.ورئيس كهذا وصفة دقيقة لمستقبل لبنان
زيّان - النهار
elias.dairy@annahar.com.lb
Thursday, July 12, 2007
ماذا يحدث في سورية , واين هي الدولة ؟! 2
المسكنات القاتلة
وعلينا أن نقر منذ البداية ببراعته في تسكين أحوال البلاد والعباد، بصورة جعلت نظاما محدود الكفاءة منعدم الخيال يستمر كل هذه الفترة بدون أن يتعرض لتحديات حقيقية من داخله أو خارجه، ونجح عبر هذه المسكنات أن يصمد أكثر من ربع قرن
وقد حقق هذا المشروع تقدما وراء الكواليس، ولكن بثمن باهظ قام علي دفع المجتمع المصري «بهدوء» نحو الجمود والعجز عن الفعل والحركة والانشغال في المعارك الصغيرة، وترك المجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بدون أي محاسبة ولحالة فوضي عشوائية لا يحكمها أي رقيب، واستخدمت سياسة المسكنات في التعامل مع ملفات ساخنة، كالقضاة والطلاب وأساتذة الجامعات والأطباء والصحفيين وموظفي الدولة، وحققت قدراً من النجاح، ولكنها تعثرت في حل مشكلات العمال، وستتعثر أكثر لأنها مشكلات تطلب ثمنا حقيقيا لا يقدر النظام علي دفعه ولا تقدر سياسة المسكنات علي حله.
و«بهت» هذا الوضع الساكن علي كل الكيانات السياسية والنقابية ومؤسسات الدولة، فالجميع في حالة صراع داخلي، لأنه لا يوجد خصم خارجي واضح المعالم ولا أمل في التغيير، إنما حالة من السيولة جعلت كل المبادرات المنظمة في موقع الدفاع بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، وتحولت الأحزاب إلي كيانات فارغة، وصار النظام يمتلك حصانة داخلية بفضل الواقع السياسي الذي خلقه، ونجح في أن يحول كل كيان منظم إلي كيان مترهل، ومنشغل بمشاكله الداخلية وعاجز عن الفعل.
وبالتالي نجح عبر سياسة المسكنات في أن يكون في منأي عن أي تهديد من هذه الكيانات
فلا مانع أن يتصارع المواطنون حتي الموت في الانتخابات أو في الطرقات وفي الأزقة ، وليست هناك مشكلة كبيرة في أن يموت الناس من العطش في كفر الشيخ ، أو يصابوا بكل الأمراض المزمنة ، وأن يتركوا في عرض البحر يغرقون ضحايا للإهمال والفساد ، وأن تختفي السياسة، وتتفكك دولة القانون وتنهار المؤسسات، فالنظام لن يحاسب موظفاً أخطأ ، لأنه لا يحاسب مسؤواًل أجرم ، ويمكنه أن يحاسب الاثنين في حال إذا ما أراد أن يقدم كبش فداء ، أو رسالة سياسة.
لقد عاشت مصر عهدا مديدا عرف كل أشكال المسكنات الطبية المعروفة وغير المعروفة ، حتي في الحالات التي كانت تطلب بتراً أو عمليات جراحية، استخدمت فيها أيضا سياسة المسكنات حتي تدهور الحال إلي ما وصلنا إليه.
فالتعامل بالمسكنات لم يكن فقط سياسة إنما كان ثقافة شاملة امتدت لكل المجالات ، فلم تعرف مصر إصلاحا جذريا لمؤسسة واحدة ، وتركت كل شيء رهنا بسياسة «المسكنات القاتلة»، فهل يعقل أن يستمر نظام التعليم أسير هذه السياسة ونتاجها، بعد أن بات طاردا لكل العقول النابهة في هذا البلد، هل من المنطقي أن نتعامل مع أزمة المرور بهذه الطريقة حتي سيأتي اليوم وتتوقف حركة السير في القاهرة تماما، بفضل الغزو العشوائي للميكروباص، وانطلاق الناس في نهر الشارع بعد أن هدمت الدولة الأرصفة، وألغت أماكن عبور المشاة الآمنة في طرق ممتدة لعشرات الكيلومترات، لصالح الطرف الأقوي أي أصحاب السيارات.
الحقيقة أن عصر «المسكنات هي الحل» لم يقتصر فقط علي المجال السياسي ، إنما امتد لكل مجالات الحياة ، وإذا كانت السياسة هي مربط الفرس والتي من خلالها يتفرع ما يعرف بالسياسات العامة التفصيلية والمعاشة ، فإن سياسة إدارة الدولة المصرية بطريقة المسكنات جعلت هناك إحساسا عاما وغير مسبوق بأن النظام ليس له صاحب ، وأن معظم من في النظام يؤيدون الحكم في العلن وينتقدونه في السر، لأنه بلا ملامح سياسية واضحة ولا يتحرك إلا في اللحظة الأخيرة حين تتحول المشكلة إلي مصيبة، أما ما دون ذلك فهو يستعمل قفاز التسكين الناعم في مظهره الخارجي ، فتتعقد المشكلة وتتفاقم، حتي تصبح معضلة وأزمة مستعصية علي الحل.
ولم تمنع هذه البلادة من أن يتحرك الحكم بجدية وإصرار في مجال واحد فقط، هو ترتيب البيت الداخلي من أجل تمرير مشروع التوريث ، وهنا استفاد من مناخ المسكنات، ومن انقسام المعارضة، وعجز الكيانات السياسية المنظمة علي الفعل والمبادرة، ولكن هذا المناخ سيكون في الحقيقة العقبة الرئيسية أمام نجاح هذا المشروع، لأنه خلق حالة من السيولة والميوعة جعلت المؤيدين لهذا المشروع منقسمين بين أقلية لا تتعدي أصابع اليد مؤمنة به ومؤيدة له في العلن والسر، أما غالبية «المؤيدين»، فهم يؤيدونه باعتباره المشروع الذي يحكم الآن، الذي مازال في السلطة، ولا يبدو أنه توجد معارضة حقيقية له، وهم علي استعداد للتخلي عنه عند أول منعطف أو تحد أو ثمن يضطرون إلي دفعه.
إن نجاح الحكم في نزع نفس المقاومة والرفض السلمي المنظم من الشارع المصري، وإنهاء دور الكيانات السياسية المنظمة، أدي أيضا إلي أن يحمل الحكم نفس تلك الحالة من غياب المناعة الداخلية والقدرة علي الصمود، والهشاشة والضعف، متصورا أن تلك الحالة المتبلدة ضحية سياسة المسكنات، يمكنها أن تقبل عملية جراحية كبيرة من نوع «انقلاب التوريث»، وهو أمر لن ينجح لأنه يتطلب نمطا من المؤيدين له في الحكم، يختلف عن هؤلاء الذين ترعرعوا في عصر المسكنات، ولأن مقاومته ستأتي من خارج هذا الجسد المرئي والظاهر، سواء كان في الحكم أو المعارضة وقتلته سياسة المسكنات