Tuesday, July 31, 2007

العلمانية المفترى عليها

لم تكن العلمانية في يوم من الأيام ضد الدين ، وهي في جوهرها الصحيح تنطلق بالأساس من احترام الدين وتقديس رسالته وتدعو لحمايته من أي مس أو اعتداء.
العلمانية الحقة تعلي من شأن الدين في حياة الفرد وتحفظ للدين مكانة عظيمة في ضمير الأمة. إلا أن العلمانية تم تشويهها - في المنطقة العربية والإسلامية - إما من داخلها بشطحات التطرف أو المغالاة التي تغذي طروحات إقصاء الدين عن جوانب الحياة كافة وذلك - برأينا - توجه سقيم خاطئ، أو من خارجها بقصد منع مبادئ العلمانية التحديثية الخلاقة من التكرس في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وذلك لأغراض كثيرة
. العلمانية لا تؤخذ فقط بمعناها المبسط أو السائد الذاهب لفصل الدولة عن الدين أو السلطة السياسية عن السلطة الدينية. مصطلح العلمانية قادم من اللفظة اللاتينية «سيكيولاريزم» وتعني الدنيوية أي الحياة الدنيا بكل ما يطرأ عليها من تغيرات وما تتطلبه عبر الزمن من استحقاقات. في هذا الإطار وعلى مستوى لغتنا العربية ينحى المفهوم منحى الحياة الدنيوية، الدنيا والعالم في شموليتهما فقيل عَلمانية بفتح العين من عَالَم. وينحى المفهوم منحى الأخذ بالعلم واعتماد معطياته فقيل عِلمانية بكسر العين من عِلم. والمفهوم وفقاً لما يذهب له المعنى في حالتي كسر العين وفتحها صحيح ووارد ويتضح ذلك من تفكيك المفهوم وتحليله. فالعلم في عالم اليوم هو سيد الموقف ورسُّ تطور وتحديث المجتمعات، ولم ينل المجتمع الغربي ما ناله من تقدم اقتصادي وصناعي وتقني وحضاري إلا باعتماده بوصلة العلم ومعطياته. وذلك يعني أننا إن تطلعنا إلى التطور والتقدم فليس سوى طريق العلم مسارا. من جانب ثان فالحياة في عالم اليوم المتغير بالعلم المفعم بالكشوف العلمية هي حياة واحدة مترابطة وشاملة. وكل بقعة على وجه الأرض لا بد مشمولة بالتغير كاستحقاق للمتطلبات في كل مرحلة تاريخية من غير ناموس ثابت ولا تابو مسيطر يمنع التغيير.
والعلمانية بهذا المعنى مفهوم عام لا تختص به دول الغرب بل هو قابل للتطبيق في أي مجتمع إنساني مهما كان نمط هذا المجتمع ودينه وثقافته. المطلوب فقط اختيار كل مجتمع الصيغة الأكثر ملاءمة لظروفه.
ما موقع الدين هنا؟! وهل في ذلك مساس بمكانته؟
قطعاً لا، فالدين يظل في مكانته القدسية لدى الأمة وأفراد المجتمع، يظل النبراس الروحي الذي يهدي الإنسان في حياته. تظل المبادئ والقيم الدينية علامات الطريق التي يتبع الإنسان مسارها ليتعزز مسلكه الأخلاقي ويتسامى وجوده الإنساني بها. بهذا المعنى تنطوي الحياة الإنسانية على جانبين أحدهما هو الحياة المادية المعاشة بمتطلباتها المتغيرة وثانيهما هو الحياة الروحية وجوهرها العلاقة الخاصة بين الإنسان وربه. ولكلٍ من هاتين الحياتين نظمها وأسسها ولا تداخل بينهما يفسد النظام الكوني المنطقي. وكون الإنسان يملك التفكير وحسن التقدير والتدبير، فبإمكانه أن يدرك كنه جانبي حياته المادية والروحية ويعرف حقوقه وواجباته في كل منهما. وهنا ينتفي اعتبار بعض علماء أو رجال الدين أنفسهم ممثلين لله على الأرض والمختصين من دون غيرهم بتفسير كلامه. دور هؤلاء يتركز في مهمة تبيان الجانب الروحي من الحياة وتفسير معطياته لأولئك الأفراد الذين لا يسعفهم مستواهم المعرفي أو الذين تنقصهم القدرات العقلية أو ينقصهم حسن التقدير والتدبير ليفهموا معنى وأهمية الجانب الروحي في الحياة وقيمة الأخذ بجوهر المبادئ والأخلاق الدينية السامية لتحقيق توازن الحياة الإنسانية وتلبية ثبات الشخصيات البشرية. ذلك - فحسب - هو دور علماء ورجال الدين. وبذا يكون مجال السياسة وإدارة الدولة بعيداً عن مهمات رجل الدين الذي إن شاء أن يكون فاعلاً على مستوى الحقل السياسي فعليه أولاً أن يتبحر في هذا الحقل، وعليه ثانياً أن يغادر دوره الديني(قلنا دوره الديني وليس دينه)، والعكس صحيح فيما يتعلق بالسياسي. والعلمانية إذ تتحدث عن حياتين خاصة بين الإنسان وربه وعامة تتناول أنماط حياته وأساليبها وقوانينها وضرورة الفصل بينهما، فهي تتحدث عن كل الأديان ولا تخص الإسلام دون غيره. والعلمانية بهذا المعنى رديف للديمقراطية التي جوهرها التعدد بكل تجلياته الديني والثقافي والاجتماعي والسياسي. الديمقراطية تعني دولة المؤسسات والقانون، والعلمانية تدعو للدولة القائمة أساساً على المؤسسات والقانون التي يُعامل فيها الفرد كمواطن يتمتع بحقوق المواطنة ويؤدي واجباتها. والمواطنة تحميها المؤسسات والقانون فإن قصّر المواطن وأساء السلوك فدولة المؤسسات والقانون تقتص منه بغض النظر عن دينه أو مذهبه. الفصل بين السلطتين السياسية والدينية يمنح الدين - أي دين - والمذهب - أي مذهب - ورجاله ومتدينيه مطلق الحرية والاستقلالية في معتقداتهم وفي ممارسة شعائرهم. أما ما يسري على الجميع فهو القانون من دون اعتبار لدين أو مذهب أو طائفة أو أصل أو فصل. الدولة هنا تغدو فعلاً دولة المواطن الذي ينتمي لها.
لقد ارتبط ظهور العلمانية بدول الغرب الأوروبي مطلع عصر النهضة ببدايات التحرر المجتمعي من هيمنة الكنيسة. فقد شكلت الكنيسة طوال عصور الانحطاط الوسطى الحليف الرئيسي للأنظمة الملكية المطلقة والمستبدة التي احتمت بالمؤسسة الدينية واستمدت قوتها من سطوة وتأثير الكنيسة على عامة الناس. ومع بدء عصر النهضة تواتر تطور الحياة والعلم في المجتمعات الغربية وانبلج عصر الاكتشافات العلمية وبدأت مسيرة الثورة الصناعية والمغادرة التدريجية في تلك المجتمعات لعصر الإقطاع. وقد تطلب ذلك مستويات من الحرية المجتمعية تفسح للعلماء والمفكرين والمشرعين والسياسيين الانطلاق في فضاءات رحبة لصوغ مكونات ورؤى واحتياجات وقوانين مجتمعات النهضة الحديثة. وعلى المستوى الاقتصادي تبلورت الرأسمالية حقبة اقتصادية جديدة تمضي فيها عجلة تلك المجتمعات نحو مزيد من التطور الرأسمالي يوماً بعد يوم. وقد تعارض تدخل المؤسسة الدينية ممثلة في الكنيسة في مجالات تسيير المجتمع مع الآفاق الجديدة التي فتحها التطور الحادث على غير صعيد. وأصبح تدخل الكنيسة عائقاً لمفردات التطور المجتمعي الجديدة وخاضت قوى المجتمع نضالاً طويلاً لفك ارتباط الكنيسة عن مؤسسة الحكم. وهكذا لم تتعزز نهضة الغرب ولم يصل لما وصل إليه من تقدم اقتصادي علمي صناعي تقني وحضاري إلا بعدما تحرر من هيمنة المؤسسة الدينية وأفسح الحقل السياسي للسياسيين والديني للدينيين ومنع تعديات كل منهما على مجال الآخر.
أما على مستوى منطقتنا العربية فمنذ الحملة الفرنسية أواخر القرن الثامن عشر ودخول رقعتنا العربية عصر الخضوع للمستعمر جاءت مفردات العلمانية وكانت على رأس عوامل التحولات السياسية والاجتماعية والفكرية التي جرت بالمنطقة. على اثر ذلك ظهرت أصوات وجدت في مظاهر التطور المدني والإداري والسياسي التي جاء بها المستعمر عوامل تتهدد الدين ومكانته وتأثيره في المجتمع وشرعت في مهاجمتها، في حين رأى فيها آخرون قيماً وأفكاراً وأساليب حياة تأخذ بيد مجتمعاتنا لبلوغ التقدم والتحضر وتضعها على طريق المستقبل. ونظراً لارتباط تعرُف المنطقة المبكر على المفهوم بمجيء الاستعمار إليها، فقد تم التصدي له ومعاداته مما شوهه وقيّد النقاش الحر بشأنه. أضف إلى ذلك أن أوائل من بشّروا للعلمانية على مستوى الوطن العربي كانوا من المسيحيين في الغالب، ما كان له الدور البارز في تبلور الفهم الخاطئ للعلمانية واتساع ما سمي بالهبّة الإسلامية للدفاع عن الدين والتي انصب جهدها على إظهار أن التوجه العلماني في الحياة ونمط إدارتها هو توجه معاد للإسلام وساع لمحاربته. وعليه انطلق واتسع الهجوم على العلمانية ذاهبا لأبعد مدى حتى بلغ لدى البعض حد مساواتها بالكفر والإلحاد. وتلقف هذا الفهم الخاطئ والمشوه سُذج الرأي وبسطائه فاعتبروا العلمانية رديفاً للكفر والفسق والانحلال والتغريب من دون إمعان الفكر والاجتهاد في البحث ومن دون إيراد ما يثبت ويدعم ما ذهبوا إليه. لقد طال المصطلح تشويه كبير وصل في المنطقة العربية لمستوى الخشية من الحديث عن العلمانية أو الدفاع عنها. أصبح المصطلح في عداد المصطلحات شبه المحرمة التي يُرمى صاحبها أو حتى من يروم مناقشتها بالكفر والإلحاد كالماركسية والوجودية والمادية والشيوعية وغيرها. وبالنتيجة فالهجوم الذي يتعرض له مفهوم العلمانية في المنطقة العربية لم يفسح المجال لحوار عقلاني وبحث جاد هدفه الإدراك الفعلي للمفهوم والوقوف على جوهره. كما أنه هجوم يناقض القيم السامية والرفيعة للدين كالعدل والمساواة واحترام الغير والإخاء والتسامح ونبذ التعصب. وتلك قيم ومبادئ تؤكد عليها العلمانية خصوصاً حين تدعو لفصل المؤسسة الدينية عن المؤسسة السياسية. والعلمانية حين تدعو لهذا الفصل فهي لا تلغي الدين على الإطلاق بل تسمو به وتحفظه من استثماره والمتاجرة به في أغراض السياسة ومصالحها. وهي - في هذا الإطار - ترى أن تداخل الديني مع السياسي يعزز الطائفية في المجتمع ويدفع بالتمييز ويخرّب العلاقات بين المواطنين ويلحق الضرر بكليهما. أما الفصل بين المؤسستين فمن جهة يحقق صون الدين كعلاقة خاصة بين الإنسان وربه ويحفظ للمؤسسة الدينية مكانتها وهيبتها ومنعتها واحترامها. فهي منزهة عن أوحال السياسة وأوساخها وتنازلاتها وتغيرات قواعد لعبتها التي تخضع في كل الحالات لمتغيرات المصالح والظروف والأشخاص. ومن الجانب الآخر فالفصل بين المؤسستين يفسح مجالات رحبة لتأصيل أفكار التطوير والتحديث والأخذ بالعلم واللحاق بركب التحضر العالمي. كما أنه يسهم في تكريس دور المؤسسات ويعزز مكانة القانون في كل جوانب الحياة وأنماط السلوك والنشاط والفعل الإنساني. وذلك خير ضامن - في المحصلة النهائية - لتجسيد مبادئ العدل والمساواة بتحجيم الظلم ونيل الحقوق
فوزية مطر
العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1

العراقيون أبطال اسيا ............ اعجاز على هامش المأساة









عن البى بى سى

Saturday, July 28, 2007

استطلاع رأي أمريكي: ٨٧% من المصريين ساخطون علي حكومتهم

أظهر استطلاع للرأي لمؤسسة أمريكية بارزة أجري في ٤٧ دولة في العالم أن المصريين هم أكثر شعوب العالم سخطاً علي حكومتهم.
وقال الاستطلاع المطول لمؤسسة «بيو بول» الأمريكية الشهيرة، الذي كشف عنه مساء الأربعاء إن ١٣% فقط من الشعب المصري أجاب بالإيجاب علي سؤال: هل أنت راض عن حكومتك؟، وقالت المؤسسة إنها استطلعت آراء ١٠٠٠ شخص في مصر للوصول إلي هذه النتيجة، التي كشفت أن ٨٧% ساخطون علي حكومتهم.
ولم تجيء دولة في المرتبة الثانية في السخط علي الحكومات إلا إسرائيل التي قال ٢٣% فقط من مواطنيها إنهم راضون عن حكومتهم، بمعني أن اثنين فقط من كل عشرة إسرائيليين راضون عن حكومتهم، وجاءت في المرتبة التالية أوكرانيا بنسبة رضا بلغت ٣١% فقط ثم كوريا الجنوبية بنسبة ٣٢%.
كانت أعلي نسبة رضا بين الشعوب في العالم عن حكومتها هي في ماليزيا إذ قال ٩٢% منهم إنهم راضون عن حكومتهم وجاء رضا الشعب الصيني في المرتبة الثانية بنسبة ٨٩% ثم بنجلاديش بنسبة ٨٧% ثم تنزانيا بنسبة ٨٦%.
أما عن باقي الشعوب العربية التي تم استطلاعها فجاءت نسبة رضا الشعب الكويتي في المقدمة علي الدول العربية المستطلعة إذ قال ٧٩% من الكويت إنهم راضون عن حكومتهم ثم لبنان بنسبة ٦١% ثم ٥٢% في فلسطين ثم ٤٧% في المغرب ثم ٤٥% في الأردن، ولم يتم الاستطلاع في باقي دول المنطقة.
ورغم النسبة الأسوأ لمصر من ناحية الحكومة فإن مصر كانت ثاني أعلي دولة قال فيها السكان إنهم يشعرون بالأمان وأنهم لا يخافون من السير ليلاً بمفردهم في أماكن مظلمة قريبة من مساكنهم ، إذ جاءت مصر بنسبة خوف ١٦% فقط بعد فلسطين التي شعر ٨% منهم بالخوف فقط لتكون فلسطين أكبر شعوب العالم شعوراً بالأمن من الجريمة تليها مصر.
ومن الحقائق المثيرة التي وجدها استطلاع الرأي هي أن الكويت هي الدولة الثانية في العالم بعد إسرائيل قلقاً من إيران.
وكان الكويتيون والفلسطينيون ثم المصريون ـ بنفس هذا الترتيب ـ الأكثر تشاؤماً في المنطقة العربية بشأن مستقبل أولادهم إذ قال ٤٤% من الفلسطينيين إن مستقبل أبنائهم سيكون أسوأ في حين قالت الشيء نفسه النسبة ذاتها في الكويت لتشترك الكويت وفلسطين في المركز الأول في العالم العربي في القلق علي مستقبل الأولاد،
وجاءت مصر في المرتبة الثانية إذ قال ٤٣% إن مستقبل أبنائهم سيكون أسوأ، وجاء اللبنانيون في المركز الثالث بنسبة ٣٥% ثم إسرائيل بنسبة ٢٨% ثم الأردن بنسبة ٢٧% وجاء المغاربة كأفضل المنطقة تفاؤلاً إذ توقع ١٣% فقط منهم مستقبلاً أسوأ لأولادهم.
أما عن الناحية المالية فقد كان الكويتيون الأكثر رضا في المنطقة العربية عن مستوي دخل الأسرة إذ قال ٨٥% منهم إن دخولهم جيدة في حين اقتسمت مصر والأردن مؤخرة الدول جميعاً بنسبة رضا عن دخل الأسرة هي ٢٣% فقط لكليهما.
وفي سؤال عن نسبة الرشوة في البلاد جاءت لبنان الأسوأ إذ قال ٢٦% منهم إنهم يضطرون دائماً إلي رشوة المسؤولين الحكوميين وجاءت الرشوة في مصر في المرتبة الثانية بنسبة ٢٠% والمغرب بنسبة ١٦% والأردن والكويت بنسبة ١٠% فقط وفلسطين الأقل رشوة بنسبة ٩% فقط، غير أن مصر كانت نسبتها الأعلي بمقدار ٣٠% في الرد علي سؤال هل تضطر للرشوة في بعض الأحيان، فقال ٣٠% نعم في حين قال ٢٨% من لبنان نعم ثم ٢٠% نعم في المغرب.
وتفوقت الدول الإسلامية تفوقاً ساحقاً في مقدار رضا شعوبها عن قادة الدين، فسجل الاستطلاع أكبر نسب الرضا عن القادة الدينيين في الدول الإسلامية، إذ كانت نسبة الرضا عنها هي ٩٥% في إندونيسيا و٩٢% في السنغال و٩٠% في غانا و٨٨% في نيجيريا و٨٤% في ماليزيا.
وكانت نسبة الرضا عن علماء الدين والقادة الدينيين في المنطقة العربية الأعلي في مصر إذ بلغت النسبة ٧٧% من المصريين الراضين عن علماء الدين و٦٩% في الأردن ثم ٦٦% في الكويت و٦٤% في لبنان و٥٦% في فلسطين في حين كان ٤٦% من الإسرائيليين راضين عن قياداتهم الدينية وحلت المغرب في المرتبة الأخيرة بنسبة رضا هي ٤٣% فقط.
وقد وجد الاستطلاع أن صورة أمريكا في العالم قد انخفضت بنسبة كبيرة عن مستوياتها المنخفضة أصلاً، تقريباً في كل مناطق العالم ما
عدا إسرائيل وفي المناطق الفقيرة من أفريقيا
كتب واشنطن ـ وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك ٢٦/٧/٢٠٠٧

عمال مصر يطالبون بالحقوق وزيادة الاجور

تظاهر حوالي 100 من عمال هيئة البريد المصرية في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم حاملين عددا كبيرا من اللافتات.
وشهدت مصر مظاهرات من قبل عمال صناعة النسيج ومن بعدهم عمال الاسمنت، ثم سائقي القطارات، وغيرهم في الاشهر الاخيرة.
وفي دولة تتعرض فيها المعارضة السياسية للقمع الشديد ولا ينهض بها إلى حد كبير سوى قلة من النخبة المثقفة، تمثل هذه السلسلة من المظاهرات والاعتصامات احتجاجا غير عادي يتم على نطاق واسع في أوساط شعب يتسم عادة بالامبالاة السياسية.
ويقول جويل بينن، رئيس قسم دراسات الشرق الاوسط في الجامعة الامريكية بالقاهرة، إن مؤيدي الاصلاح الديمقراطي في مصر يجب أن يكونوا أكثر اهتماما بموجة الاضطرابات في أوساط العمل منهم بالاحتجاجات المناهضة للحكومة في الشارع من قبل أعضاء حركة كفاية المعارضة لدى انطلاقها عام 2005.
وتدور معظم هذه الاضرابات حول مطالب بزيادة الاجور في ظل ظروف اقتصادية ليس من المستغرب فيها ان يعمل حتى المهنيون في وظيفتين من أجل أن يتمكنوا من إطعام ذويهم.
لكن بعض الاحتجاجات أخذت منحى سياسي حيث طالب تظاهر العمال ضد سياسة الخصخصة التي تنتهجها حكومة الرئيس المصري حسني مبارك ضمن برنامج إصلاح اقتصادي شامل.
وبدأ عدد قليل من العمال بالمطالبة بشيء لم تعهده مصر لعقود، وهو تأسيس نقابات عمالية مستقلة.
اتساع دائرة الاضرابات
محمد العطار ، عامل نسيج من مدينة المحلة الكبرى، وهو أحد منظمي أحد الاضرابات الناجحة
في هذا الاضراب قام حوالي 20 ألف عامل بالتوقف عن العمل واحتلال مصنعهم في ديسمبر/كانون الاول، حيث ألهموا عمالا آخرين على القيام بإضرابات مماثلة بعد الوفاء بمطالبهم بدفع الحوافز المستحقة للعمال في جميع أنحاء البلاد.
وكان محمد، وهو أب لثلاثة أبناء، في حالة مزاجية رائعة وهو يتحدث إلينا بالهاتف.
وقد أدت تهديدات بالقيام بالمزيد من الاضرابات إلى نتائج إيجابية حيث زادت مرتبات محمد وزملاؤه من العمال من 320 جنيه مصري إلى 370 جنيه، بالاضافة إلى وعود بزيادة سنوية قدرها سبعة بالمئة.
وقال محمد إن نشاطاته أدت إلى استدعائه عدة مرات من قبل أجهزة الامن.
لكنه، ولاول مرة، يقوله إنه ليس خائفا ويضيف "أقف أمامهم كند، بل إننا في الواقع أفضل منهم، لاننا في قطاع منتج وهم في قطاع خدمي. نحن عصب الاقتصاد الوطني".
وخلال أربعة أشهر من إضراب المحلة نظم العمال في ثلاثة مصانع كبرى ومصنعين للاسمنت اضرابات عن العمل، وأوقف عمال السكك الحديدية خط القطارات بين القاهرة والاسكندرية.
ويعتبر اعتصام عمال هيئة البريد، الذين يطالبون بمنحهم عقودا دائمة، واحدا من مئات التحركات الاصغر التي نظمها عمال من مختلف القطاعات من جامعي القمامة إلى الخبازين وعمال الدواجن وموظفي قناة السويس، والتي تحدثت عنها وسائل الاعلام المصرية.
مخاوف الخصخصة
في بعض الحالات يخشى العمال من أن تؤيد عمليات الخصخصة إلى فقدان الكثير من الوظائف والحوافز.
من جانبها تشير الحكومة إلى تحقيق برنامج الخصخصة فوائد عديدة منها ارتفاع معدل النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الاجنبية، وتؤكد على أن تدريب العمال وخلق الوظائف الجديدة من أولويات برامجها الاقتصادية.
لكن مع ارتفاع معدل التضخم على 12.3 بالمئة، وفقا لصندوق النقد الدولي، واتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء، يعتقد الكثيرون ممن يقبعون في أسفل هرم الوضع المعيشي أنهم لم يشعروا بأي تحسن بعد في أوضاعهم.
كما تركزت أنظار العمال في المحلة على الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وهو هيئة يهيمن عليها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، ويفترض منها أن تمثل مصالح عمال مصر.
لكن العمال شعروا بالغضب لرفض الاتحاد دعم اضرابهم، فقدموا استقالاتهم وبدأوا في الدعوة إلى تأسيس اتحاد عمال مستقل.
هيذر شارب
بي بي سي - القاهرة

أعمال نقولا زيادة.. قرن من الزمن ونتاج غزير ومصالحة للنفس

بيروت (رويترز) - الاعمال الكاملة للمؤرخ والباحث الراحل نقولا زيادة التي جاءت في 23 كتابا في موضوعات شتى جاءت لتكريم ذكرى الراحل وشكلت تتويجا لحيوية ثقافية امتدت معظم حياة بلغت قرنا من الزمن.
الراحل الدكتور زيادة الفلسطيني واللبناني كان استاذ شرف في التاريخ في الجامعة الامريكية في بيروت وعضو شرف في جمعية المستشرقين الالمان وولد سنة 1907 في دمشق من ابوين اصلهما من الناصرة في فلسطين.
تلقى علومه في القدس ثم درس في كلية الجامعة في لندن وفي معهد العلوم الشرقية والافريقية في جامعة لندن. وقام بالتدريس في فلسطين وكيمبردج في بريطانيا وليبيا وفي جامعة هارفارد الامريكية وفي نيجيريا والهند والاردن والجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف (اليسوعية) في بيروت.
وهو عضو في عدة جمعيات علمية عالمية. وقد قام نجلاه رائد وباسم زيادة بإعادة نشر اعماله الكاملة التي جاءت في 23 كتابا وصدرت عن ( الاهلية للنشر والتوزيع) في بيروت.
عناوين الكتب الثلاثة والعشرين تشكل عناوين لما تناوله فيها زيادة المؤرخ الشهير والباحث المميز. ومنها على سبيل المثال لا الحصر " المقدمة: في سبيل البحث عن الله" و"الجغرافيا والرحلات عند العرب " و"عالم العرب" و"من رحلات العرب. رواد الشرق العربي في العصور الوسطى. الرحالة العرب" و"الحسبة والمحتسب في الاسلام" و"لمحات في تاريخ العرب" و"اعلام عرب" و"تونس في عهد الحماية".
وكان زيادة العالم المدقق ظريفا وصاحب نشاط لا يفتر فقد بقي يعمل في سنه المتقدمة وبمعنويات عالية تنقل العدوى الى من حوله. ولعل بعض ما جاء في "المقدمة. في سبيل البحث عن الله" يلقي اضواء على كثير من شخصيته وتجاربه ونظرته الى الحياة. كان نقولا زيادة يقدم لا في مؤلفاته فحسب بل من خلال حياته المديدة وتجاربه "علما" وحكمة مميزين.
كتب زيادة سنة 2001 يقول "في السنة 1991 توقفت عن التدريس وكان اخر عهدي به في الجامعات التي ورد ذكرها في هذا الكتاب. لكن اود ان اطمئن القاريء انني لم اخلد بعدها الى الراحة على ما جرى عليه المتقاعدون في بلدي فالفترة التي مرت علي من يومها... الفت فيها كتابين ... وترجمت عن الانجليزية كتاب "بيزنطة والفتوح الاسلامية المبكرة" تأليف ولتر كاجي ونشرت عشرات المقالات في المجلات العربية والانجليزية وشاركت في ثلاثين مؤتمرا وندوة في لبنان وسوريا والمملكة العربية السعودية ومصر ودولة الامارات العربية المتحدة وفلسطين المحتلة والضفة الغربية وبريطانيا وفرنسا والمانيا.. وألقيت نحو خمسين محاضرة في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين المحتلة والضفة الغربية/1993/ وبريطانيا والمانيا."
وتحدث عن اعمال بين يديه يعدّها للنشر
. وأضاف "اما وقد قاربت من ان اختم السنة الرابعة والتسعين من عمري وقد كنت شاهدا على قرن طحنت العالم فيه حربان عالميتان فضلا عن عشرات الحروب والثورات الكبيرة والصغيرة منها ومنها ما خص موطنيّ فلسطين ولبنان وانتقل فيه الانسان من التنقل على الدواب الى الطيران في الفضاء...حسبت ان من حق قرائي علي ان اشاركهم بعض ما نالني من ذلك كله.
"كان اول ما ادركته الحرب العالمية الاولى. فقد اغتالت والدي وانا في اوائل الثامنة من عمري وتركت امي مسؤولة عن اربعة اطفال انا الاكبر فيهم سنا. كان لي خالة اسمها صوفيا وخال اسمه سامي. فلما عدنا من دمشق الى الناصرة تعهد الاثنان بان يقفا الى جانب امي ومساعدتها على تحمل المسؤولية الجديدة. لكن الحرب عادت فاغتالت خالي. كانت الطائرات البريطانية قد القت قنابل على العفولة في شمال فلسطين وظلت واحدة لم تنفجر. وقيض لها ان تنفجر ويكون خالي احد ضحاياها. وماتت خالتي بالكوليرا التي مرت بفلسطين اثناء تلك الحرب فعاد الهم يركبنا وقد جاهدت امي سنوات طويلة حتى تخرجت انا من دارالمعلمين بالقدس (1924) فشعرت انا اني ساريحها لكنها توفيت في السنة التالية
".
ويقول متحدثا عن صفة عرفها فيه من عرفوه حتى في اواخر ايامه " لعلي في هذه الفترة بدأت التصالح مع نفسي ومن ثم التصالح مع اسرتي واخيرا التصالح مع الغير."
وتحدث عن تحقيق اماله تدريجيا بان يحصل على ثقافة جامعية وقال "لا اقصد من هذا القول انني كنت كل الوقت متصالحا نعم لقد حملت سلاح الاسف غير مرة ومرت في نفسي ايام كنت احسب ان الامور جميعها تقف ضدي فاسفت وغضبت وحتى لعلني لعنت. ولكن الغالب كان التصالح مع النفس. وهذا قادني بطبيعة الحال الى التصالح مع الناس زملاء وطلابا وجيرانا واصحابا واصدقاء اساسها هذا التصالح النفسي ومن ثم فقد كان احبائي كثرا ومعارفي اكثر وابتسامتي تغلب على الكشرة".
من جورج جحا

Friday, July 20, 2007

لم يتبق من «يوليو» إلا وجهها القبيح

أكد الدكتور أسامة الغزالي حرب ، النائب الأول، لرئيس حزب الجبهة الديمقراطية ، أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان شخصية كاريزمية مؤثرة وكانت نواياه طيبة، لكن قدراته ورؤيته وأفكاره كانت محدودة.
وقال الدكتور يحيي الجمل رئيس الحزب في الندوة التي عقدها «الجبهة الديمقراطية» مساء أمس الأول تحت عنوان: «ماذا تبقي من ثورة يوليو؟» إن الثورة لم تحقق شيئا علي المستوي السياسي
، فيما قال الدكتور علي السلمي نائب رئيس الحزب، إنه لم يتبق من يوليو إلا المعتقلات والفساد وغياب الديمقراطية وانعدام المؤسسية والتدخل الأمني.
وأكد د. حسام عيسي، ممثل الحزب الناصري، أنه من الظلم تحميل ثورة يوليو جرائم اليوم، وتساءل: «عبدالناصر مات من كام سنة؟» مؤكدا أنه جاء في عصر «بناء مصر» ونحن الآن في عصر «بيع مصر».
وشهدت الندوة التي أدارها د. يحيي الجمل مناقشات ساخنة خاصة بعد إصرار د. حسام عيسي علي أن البناء لا يحدث بالديمقراطية مشيرا إلي أن أي ادعاء آخر يكشف عن «غلط تاريخي» مشددا علي أن الديمقراطية ليست شرطا للبناء ومستندا لتجارب الصين والاتحاد السوفيتي.
وقال أسامة الغزالي حرب: إن أخطر ما تبقي من يوليو هو النظام السلطواي الذي رسخ للسيطرة المطلقة للفرد الحاكم سواء كان اسمه جمال عبدالناصر أو السادات أو مبارك.
وأضاف: إن ملامح هذا النظام تتجلي في إحكام سيطرة الأمن و كبت الحريات والمجتمع المدني، ولفت إلي أن الثورة بقي منها بعض الإنجازات المادية كالسد العالي علاوة علي بعض المكتسبات المعنوية للعمال والفلاحين فيما تسربت منهم إنجازاتهم المادية مع الوقت.
وانتقد حرب ما تطرق إليه عيسي من عدم وجود علاقة بين البناء والديمقراطية مشددا علي أن خريطة العالم تؤكد عدم إمكانية الفصل بينهما مستشهدا بتجربة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية.
وقال د. يحيي الجمل إن تاريخ يوليو ليس فقط خطيرا بالنسبة لمصر ولكن بالنسبة للعالم الثالث كله وذهب إلي أن كلا من مصر والهند بدأتا معركة البناء معا ولكن ما تبقي من دولة نهرو هو دولة نووية ودولة ديمقراطية تمارس البحث العلمي وهو ما لم يلتفت إليه عبدالناصر معتمدا علي حواره المباشر مع الجماهير فاستطاعت الثورة تحقيق نتائج اجتماعية واقتصادية ولم تحقق شيئا علي المستوي السياسي.
واعتبر د. علي السلمي أن ما تبقي من ثورة يوليو هو سلبياتها واختفي منها دور مصر الإقليمي والقومي والدولي ومكتسبات الفلاح والعامل ودور القطاع العام، وأضاف أن الآفة الكبري لنظام يوليو كانت القضاء علي المؤسسية والأحزاب وضرب القوي الطبيعية بقوي مصطنعة.
وتدخل حضور الندوة بالتصفيق الحاد للسلمي
فيما وجه أحدهم حديثه محتدا لممثل الحزب الناصري حسام عيسي بقوله: «إنتوا بتتكلموا بعدما خربتوا البلد..؟» وهو ما لم يطقه عيسي الذي انسحب علي الفور من الندوة وأعاده د. السلمي.
وقال عبدالغفار شكر عضو المكتب السياسي لحزب التجمع إن ثورة يوليو لم تكن نبتا شيطانيا حتي لو جاءت بشكل انقلاب عسكري وأنها استطاعت نقل المجتمع المصري من حالة ركود إلي نمو علي مستوي الاصلاح الزراعي وبناء السد العالي وتغيير التركيب الطبقي للمجتمع وقدمت للشعب مجموعة من المعايير للحكم علي نظام الحكم.
وانتقد شكر عدم إدراك عبدالناصر أهمية التوجه الديمقراطي مؤكدا أنه بعد هزيمة يونيو وفي اجتماع اللجنة التنفيذية العليا اقترح عبدالناصر قيام حزبين وهو ما رفضته اللجنة وهو دليل علي أن عبدالناصر أدرك بعد الهزيمة أهمية التعددية ولفت إلي أننا مازلنا نناضل ضد قوانين وضعت في عهد الثورة كقانون الجمعيات الأهلية مشددا علي أن تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة المقاومة من أجل استكمال البناء الديمقراطي وتداول السلطة وحرية الإعلام
مني أبوالنصر ٢٠/٧/٢٠٠٧
المصرى اليوم

الجارديان: مصر في أزمة.. ورئيسها يقمع التعددية الحزبية بسبب الإخوان

وصفت صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر أمس مصر بأنها دولة في أزمة وأن مخاوف الحكومة المصرية تجعلها تقمع المعارضة الإسلامية
وقالت: «إن هاجس الرئيس حسني مبارك من الإخوان المسلمين جعله يقمع التعددية الحزبية السياسية».
وأضافت أن المواجهة بين الإخوان المسلمين والحكومة تثير رعب ٧٩ مليون نسمة في أكبر دولة عربية ورعب أي مواطن يأمل في تحقيق تغيير ديمقراطي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واصفة هذه المواجهة بأنها تشبه لعبة القط والفأر.
وأشارت الصحيفة إلي أن الولايات المتحدة تسعي الآن لتحقيق الاستقرار في المنطقة، أما الإصلاح خاصة أي شيء يتعلق بالإسلاميين فهو خارج الأجندة السياسية لواشنطن.
واستطردت الصحيفة أن انتصار حماس في فلسطين وفوز الإخوان المسلمين في انتخابات البرلمان المصري بـ٨٨ مقعدا، عندما تم التصويت دون تزوير، يؤكدان أن الإسلاميين في طريقهم لتحقيق سلسلة من الانتصارات، مما يفسر موجات القمع الحالية والتعديلات الدستورية الأخيرة التي تسعي جميعها إلي وقف تقدم الإخوان المسلمين.
وأضافت أن المظاهرات علي نقص المياه والإضرابات العمالية تؤكد أن مصر في أزمة ، واستطردت حتي مؤيدو الحكومة يؤكدون هذه الانتقادات. ونقلت عن الدكتور مصطفي الفقي قوله: «هذا حقيقي، هناك فساد في هذه البلاد وهناك ارتباط بين الثروة والسلطة، لكن الارتباط بين الدين والسياسة أكثر خطرا».
وقالت الصحيفة إن الحكومة المصرية تشتبه في حصول الإخوان المسلمين علي تمويل خارجي كما أنها قلقة من نظرة الإخوان المتعصبة تجاه إسرائيل، إضافة إلي أن حوالي عشرة ملايين قبطي في مصر قلقون من وضعهم في ظل حكم إسلامي.
وأضافت الصحيفة أن أكبر الانتقادات الموجهة للجماعة تتعلق بمدي امتلاكها لبرنامج سياسي واضح خلف شعارها «الإسلام هو الحل».
وأشارت الصحيفة إلي أن الرئيس حسني مبارك يعارض ويقاوم إنشاء تعددية حزبية قوية
ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله: «نظريا هو يرغب في نظام حزبي قوي لكن الممارسة العملية تؤكد أنه يدمر ويقمع أي شخص يبدو قويا
عن الجارديان
فتحية الدخاخني ٢٠/٧/٢٠٠٧
المصرى اليوم

A country in crisis as fearful government cracks down on Islamist opposition

Mubarak's obsession with Muslim Brotherhood deals blow to multiparty politics
It was 3 am when armed security agents hammered on the door of Khairat al-Shater's flat in Nasser City; his daughter Zahra could only watch and comfort her distraught children while her father and husband, Ayman, were detained as Hosni Mubarak's latest crackdown on the Muslim Brotherhood got under way.
"The Brotherhood are good people,"
insisted Zahra, in a hijab of the kind increasingly seen on the streets of Cairo.
"We believe in peaceful change and the regime is crushing us. Ordinary criminals are freed quickly and are treated better than political prisoners in Egypt."
Seven months on, the two men were up before a military court again this week on charges of money-laundering and membership of a proscribed organisation.
Mr Shater, a wealthy businessman, is No 3 in the Brotherhood hierarchy.
Some 450 activists remain locked up under emergency laws. In one sense, November's "dawn visitors" to Nasser City were rounding up the usual suspects in a decades-long cat-and-mouse game between the Egyptian state and the world's oldest Islamist organisation. But the confrontation is deepening - alarming for the 79 million people of the most populous Arab country and for anyone who hopes for democratic change in the Middle East and North Africa.
Egyptians laugh wryly when they recall the US secretary of state Condoleezza Rice's bold talk two years ago of a post-Saddam "forward strategy of freedom" for promoting democracy instead of bolstering the authoritarian status quo.
In the blowback from Iraq, America's watchword today is "stability". Reform, especially anything involving Islamists, is off the agenda.
None of this seems to have affected morale at the Brotherhood's HQ, a shabby flat decorated with posters saying: "Allah is our goal, the Messenger is our leader, the Qur'an is our constitution, Jihad is our path and death in the service of Allah our highest hope."
"The Americans are allowing Mubarak to oppress us in return for him doing what they want over Palestine, Iraq, Sudan and Lebanon," said Dr Mohammed Habib, the deputy leader, a geologist. "The government is using security to further suppress the people. It is getting dangerous."
Mr Mubarak is said to be obsessed by the Brotherhood. It is easy to see why: without vote-rigging it would have won even more than the 88 seats (20% of the total) it took in the 2005 parliamentary elections - its candidates running as independents to evade the constitutional ban on religion-based parties. The Hamas victory in the Palestinian elections shortly afterwards confirmed that Islamists were on a winning streak.
That was the trigger for the current wave of repression, including constitutional amendments billed as reforms but largely intended to stop the Brotherhood advancing any further.
But its popularity is based on a reputation for not being corrupt and extensive charity work in clinics, nurseries and after-school tutoring. Its volunteers fill the gaps left by a state system that has seen illiteracy rise and services fail as liberal economic reforms enrich businesses close to the regime.
Protests over water supplies and industrial strikes have sharpened the sense of a country in crisis. "Egypt is on the edge of a volcano," said the editor of al-Usbua, an opposition magazine.
Even government loyalists agree with much of the criticism. "It is true there is corruption in this country, and that there is a link between wealth and power," said Mustafa al-Feki, of the ruling National Democratic party. "But the link between politics and religion is more dangerous."
The government plays on long-standing suspicions that the Brotherhood gets financial support from abroad. It is troubled too by its hardline views on Israel, and Egypt's 10 million Coptic Christians worry about safeguarding their minority status under Islamist rule.
Nor, charge critics, does the Brotherhood have a political programme beyond its simplistic slogan that "Islam is the solution". "They talk about the hijab, and not wanting women judges, but not about the economy or privatisation and issues that matter to millions of ordinary people," said George Ishaq of the grassroots Kifaya movement, which came from nowhere in 2004 to campaign against another presidential term for Mr Mubarak. "I think they have a hidden agenda. They don't say what they want exactly."
Members of Kifaya and other opposition secularists, such as Gassar Abdel-Razzak from the Egyptian Association of Human Rights, worry about the Brotherhood's views but insist it must have the right to take part in a viable democratic system. Yet the only way to do it would be by becoming a normal party - the subject of scepticism within the Brotherhood. "Even if we did decide to become a party they wouldn't let us," said Zahra al-Shater. "It's not a matter of being religious - it's being against Hosni Mubarak."
And genuine multiparty politics is exactly what the 79-year-old president is resisting. "In theory they do want a stronger party system," said a senior western diplomat. "But in practice the knee-jerk reaction is to diminish anyone who looks strong."
"I wonder if the regime wants to give the impression that the choice is between the status quo or the unacceptable alternative - the Islamists," said Munir Abdel-Nour, deputy leader of the Wafd party.
"The secular parties are prevented from doing any real political work - they are groups of demagogues besieged in their headquarters by thuggery and harassment," is the brutal summary of Hisham Qassem, a former newspaper editor. "The Brotherhood can function because they operate out of mosques and the government can't close the mosques. If this continues into the next elections - unless there is a massacre - the Brotherhood will win a majority. At the moment there is no other alternative to it."
Backstory
The Muslim Brotherhood, founded in Egypt in 1928 by Hassan al-Banna is the world's largest Islamist organisation, with branches in many Arab countries. It now eschews violence but was banned in Egypt and thousands of its members were detained and tortured in 1954 after an attempt to assassinate President Gamal Abdel Nasser. Sayyid Qutb, hanged in 1966, was a radical Brotherhood thinker who greatly influenced later fundamentalist theory. Despite repression, the Brotherhood is still by far Egypt's most popular opposition group, advocating reform, a multiparty system, free elections - and strengthened sharia law. But the Egyptian government rejects calls for dialogue with it from western experts who see it as a moderate group which should be supported in order to weaken violent extremists. Ayman al-Zawahiri, al-Qaida's No 2, castigated it for urging young Muslims to vote in elections instead of taking up jihad. The Brotherhood failed to win any seats in June's elections for the upper house of the Egyptian parliament amid widespread charges of vote-rigging and harassment.

Ian Black in Cairo
Thursday July 19, 2007
The Guardian

Thursday, July 19, 2007

تخفيض أسعار خطوط دى اس ال الى النصف

وافق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات علي تخفيض أسعار «الإنترنت» فائق السرعة الى النصف

«ADSL» من أول سبتمبر المقبل لسرعة ٢٥٦ ك بت/ ثانية مع إطلاق حرية تسعير باقي السرعات.
أعلن الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تخفيض سعر الخدمة من ٩٥ جنيه حاليا إلي ٤٥ جنيه شهريا كحد أقصي لسرعة ٢٥٦ ك بت/ ثانية مع تحديد طاقة التنزيل بطاقة تحميل ٢ جيجا شهريا أو تحديد ساعات الربط حسب طلب المشترك.
أضاف كامل في تصريحات أمس أن الإطار الجديد يلزم المشترك بسداد مقابل شهري إضافي في حال طلبه طاقة تنزيل أو ساعات ربط إضافية.
قال الدكتور عمرو بدوي، الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات إن صندوق دعم الخدمات التابع للجهاز سيقدم دعما للشركة المصرية للاتصالات علي أن تقوم الأخيرة بتخفيض بعض الخدمات التي تقدمها لشركات الإنترنت.
أضاف في تصريح خاص لـ«المصري اليوم» أن الدعم سيقدم لمدة قد تزيد علي العام الواحد علي سبيل التجربة، لكنه لن يكون دعما دائما لأن هناك ميزانية محددة لها حد أقصي لرفض الكشف عن حجم الدعم المقدم لهذا الغرض،
مشيرا إلي أنه في حالة عدم تحقيق النجاح المرجو من تلك الخطوة سيتم البحث عن أساليب بديلة بالنسبة لسرعة ٢ ميجا يظل سعرها استرشاديا ٧٦٠ جنيها شهريا بطاقة تنزيل مفتوحة كأنها مخصصة للشركات والمؤسسات.
وتوقع الرئيس التنفيذي للجهاز تحسين مستوي الخدمة وتخفيض الأسعار بالنسبة لمختلف السرعات لتكون في متناول أكبر قدر ممكن من المواطنين.
من المتوقع أن تقوم الشركات بتقديم عروض مبتكرة ومتنوعة تتناسب مع الاحتياجات المختلفة للمستخدمين علي مستوي ساعات الربط أو طاقة التنزيل

محمد مجاهد ١٩/٧/٢٠٠٧

المصرى اليوم

Wednesday, July 18, 2007

يعيش الجيش اللبناني

حرب التخلف والحداثة العربية تدور رحاها على ارض شمال لبنان ,
وفي غمرة اشتداد المعارك ووضوح الضوء في نهاية النفق , نستطيع فعلا القول وفي اللحظة الراهنة إن القوى الوطنية المضحية للجيش اللبناني تقود وبوعي معركة القرن الواحد والعشرين للأجيال العربية المتطلعة نحو مستقبل التقدم والأمن والحرية ووضوح الرؤيا , رغم الحيز الضيق لموقع المعركة وطبيعة القوى المشاركة فيها والاهم من هم ورائها
. منذ ان سطر قلم عبد الرحمن الكواكبي ( طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ) نهاية القرن التاسع عشر وبداية الوعي الليبرالي العربي الشرق أوسطي , بضرورة الخلاص مما أوصلتنا إليه قرون السيطرة والحكم المطلق الظلامية العثمانية وما تردت فيه مجتمعاتنا من تخلف وجهالة قياسا لما عليه العالم من حولنا , وما أصاب الفرد منا من أمراض عضوية ونفسية جعلته يتقبل الجور واستبداد الحاكم وكأنه أمر واقع أو قدر الهي منزل .
قاوم مثقفوا الأمة وتعالت أصواتهم . كما انتفض العنصر الوطني التركي الواعي ضد الرجل العثماني المريض . وتمضي السنون والأحداث ويسوق الوالي جمال الدين السفاح عام 1916 خيرة أبناء الأمة نحو المشانق لمطالبتهم بالحرية والمساواة مع شعوب ودول العالم المتمدن . ويبدأ بذلك من ارض لبنان والشام أول صراع ينسبه السفاح شخصيا إلى التدخل الأجنبي في شؤون إمبراطوريته المريضة المنحلة حاملة أختام الشريعة والإسلام , رغم انه وأمثاله من قوميوا الطورانية يفضلون تركيا علمانية لها صلات واسعة بالغرب وعلومه أي انه يحلل لنفسه مايحرمه علينا نحن رعاياه
. ذهبت إلى غير رجعة الإمبراطورية العثمانية , وبقيت أدواتها وأشكالها في مرآة التخلف العربي , التربة الخصبة من فئات تعتاش على كراهية الآخر , والغزو في القرن العشرين , وصولا إلى أحداث معارك نهر البارد
. الجيش اللبناني أكثر قوة عسكرية عربية استقامة ووعيا ومحاولة الوقوف بعيدا عن المناورات والاستغلال السياسي من جانب أهل الحكم أو الراغبين فيه ورغم كل ما مر به لبنان من ظروف ومحن وحروب أهلية وخارجية بقيت الأكثرية والنواة الصلبة للجيش صامدة متوحدة ملتفة حول العلم اللبناني لاتغريها لذة كراسي الحكم أو الانقلابات ولا تفرق وحدتها خلافات طوائف لبنان وتنوع الثقافات فيه .
فتح الإسلام شوكة هجينة من نبت الصحراء القاحلة العربية , زرعوها في سهول وجبال لبنان الخضراء لتتوالد وتنمو ليس أول جنين غير شرعي ترميه الأنظمة العربية في وجه الحضارة التي علمت الإنسانية الكلمة والحرف سواء في لبنان او العراق , ليجري من بعدها الإنكار , والتبروء من الخلق والأبوة , ويكبر اللقيط متحولا إلى ورم سرطاني مدمرا أول من احتواه وهو مخيم اللاجئين الفلسطينيين حيث شعب لاحول له ولا قوة إلا من معاندة الظروف القاسية , ومحاولة تجاوز الواقع المؤلم , والعيش بكرامة , ثم الحلم , رغبة وإرادة العودة إلى ارض لهم ووطن ملكهم , لا مخيم مؤقت استكثرته عليهم قوى الغيب التي أنجبت فتح الإسلام من رحم قديم انشق عن فتح الأصالة العائدة إلى ارض الوطن رغم الاحتلال لتؤسس من جديد ,
ويبني المنشق مع السوري الشقيق فتح الانتفاضة ويبدأ الدخول في مسرح اللامعقول , فالانتفاضة على من ؟ مادامت المكاتب في الشام وطرابلس بدل رام الله والقدس ! هنا تتوضح حكمة المرحوم ياسر عرفات وهو يدور بين العواصم طالبا ومتوسلا بشرف أي بقعة من ارض الوطن يرفع فيها علمه الوطني بعيدا عن محبة وأحضان الأشقاء ,
دخل الإسلام على الخط ! الاسم لا المعنى وكأنه تعويذة أو موضة تتستر بها الفاشية لتمرير مخططاتها بعد أن جف الضرع القديم العروبة والقومية وتجمع الخليط الجديد , ليقول للاجئين في شمال لبنان ليست فلسطين هي الحلم والخلاص بل فرع الإمارة الإسلامية في عكار وطرابلس , والعدو المباشر المتواجد هو الجيش اللبناني , ومن حولكم وليس منا ومنكم هم الأعداء , وأموالهم وبنوكهم هي غنائم لكم تحصلونها بالغزو والنصر لنا
. وهذه الحكاية ليست للتسلية في العام 2007 ولكنها واقع أرادوا له أن يحرق لبنان وتنتشر النار من الشمال إلى الوسط والجنوب كما يحدث الآن في العراق ولكن الفرق بين الحالتين هي في تواجد الجيش اللبناني ونوعية بنائه التي رفضت دوما الانحلال ويعود الجيش صلبا ويحمي الوطن , كما إن لا محتل قد تدعي فتح الإسلام محاربته وإسرائيل هي إلى الجنوب حيث جيش لبنان وحزب الله واليونفيل يحاسبونها على الشاردة والواردة .
فلماذا قتل وذبح إذا مقاتلوا فتح الإسلام أفراد من الجيش اللبناني يتولون الحراسة على أرضهم وفي وطنهم ووسط أهلهم ؟
حيث لا أمريكان ولا إسرائيليون ولا حتى عملاء للمحتل !
التسليح حديث من الرشاشة إلى الاربي جي إلى الهاونات إلى الكاتيوشا . ومختلف أنواع العتاد , وأنفاق احتماء وهروب تحت المخيم بدل خدمات تقدم للساكنين في المخيم .
سعوديون سوريون سودانيون عراقيون فلسطينيون ولبنانيون , تناوبوا قتل الجنود ,
والسؤال هو عن ماكان سيحدث بعدها لو تساهل أو تمهل أو تخاذل الجيش اللبناني عن أداء واجبه . كم ذبيحة بشرية كانت ستسمع نداء الله اكبر قبل قطع رأسها وتصوير المشهد تلفزيونيا ؟ ياخسارتك ياقناة الجزيرة .
عندما انتقل الجيش اللبناني إلى الفعل توارد رد الفعل . بين المبدئي والانتهازي والمسئول والمنتظر والمندهش والمستغرب .
فلسطينيا وكالعادة فتح أبو عمار تلقت الرسالة وهي مستوعبة الدرس وكان ردها مبسطا ومركزا وسريعا فلسطين ولبنان شعبا ومسئولين معا ضد الإرهاب . وهذا ماتفهمه كما اعتقد أكثرية الفلسطينيين من سكنه مخيمات لبنان .
باقي التنظيمات انتظرت سقوط التفاحة وكلها تدعي الثورية أكثر من فتح وتعيب عليها المساومة .
حاولت حماس التوسط ولكن بين من ومن ؟ ومن يتبنى رسالة فتح الإسلام وهي محاصرة غير الظواهري ومجاهدي كهوف تورا بورا ! .
منظمات اليسار الفلسطيني تصمت ثانية وهي تعلم ! ولكنها التحالفات المفروضة !
لبنانيا قائد الجيش السابق ورئيس الجمهورية الحالي أميل لحود أحس بها (حسكة) سورية اكبر من قدرته على ابتلاعها فنطق عسكريا لبنانيا ثم سكت .
رئيس مجلس النواب نبيه بري يخاطب الجيش اللبناني بين الخوف والتخويف بأنه يتخوف من انتقال حال نهر البارد إلى أماكن أخرى والعاقل يفهم .
جنرال وقائد سابق آخر للجيش هو العماد عون اخرج نفس الحسكة من زوره وصمت بانتظار تسقط الأخطاء
. السيد حسن نصر الله التقط الخيط بتصريح سابق لأوانه يساوي بين القاتل والقتيل في الخطوط الحمراء وكل الحق على التمويل والدعم . أهل السلطة والحكومة لامشكلة لديهم والصورة واضحة وراء الجيش حتى النصر المحسوب من بعد لبنان الوطن وبقائه للقوى اللبرالية حتما . التي عرفت تماما إن ديمقراطيتها هي المستهدفة ولا يستطيع احد بعد الآن اتهام تيار الحريري وأغلبيته السنية بالطائفية حيث إن المعركة تدور على ارض سنية وضد مقاتلين يصلون إلى درجة التكفير علنا لمن هو غير سني ,
إذا هي معركة تمدن وتخلف لا ديانة وطائفة
كيف تستطيع المخابرات السورية كمقاول ثانوي وبواسطة أدوات واضحة المعالم مثل شاكر العيسى تجنيد وخداع شباب سلفي جهادي سعودي سوداني لبناني فلسطيني وسوقه نحو الموت والانتحار أحيانا بلا سبب واضح (لو استثنينا الأهداف الإيرانية السورية ) كما هي حال أحداث نهر البارد ؟
الفاشية السورية وقوى المجتمع المساندة لها لا تستطيع أبدا ترك لبنان يذهب بعيدا ومنفردا بديمقراطيته . نعود إلى البطل الحقيقي للأحداث الجيش اللبناني وهو يسير رافعا علم بلاده يعلقه على كل قطعة ارض أفلتت لأسباب شتى من تواجده وليرى العرب قبل غيرهم النتيجة . مايرفع من درجة التقدير للجيش اللبناني ليس فقط وعيه وتضحياته وهي كبيرة , ولكن الهم هو تكتيكه العسكري وخبرته وسعة اطلاعه وحسن تقدير قيادته لسير المعارك , فقد تعود الحكام العرب أن يزجوا بالجنود مهما بلغت أعدادها لتقتل او تؤسر او تنتصر أو تنهزم , والإنسان هو الضحية الأول والحاكم هو الرابح الأول ولكن خطة الكثافة النارية والصبر كانت هي الحل الأمثل لهزيمة أناس امتهنوا الموت والانتحار من اجل صكوك غفران من نوع جديد , وحتى لا تزحق مجانا أو رخيصة أرواح شباب لبناني يحب الحياة كما يحب وطنه , ولتدمر المباني ولتحرق الآلات ويبقى الإنسان أثمن رأسمال يعيد بناء ماتهدم ويستعيد اللاجئ الفلسطيني مقره المؤقت ويفهم آخرون إنها تجربة بلا جدوى .
ختاما نتمنى أن لا تلعب دهاليز السياسة لعبتها وتتميع وتتسرب وتختفي الأدلة والأهداف الحقيقية على مذبح المنافع الشخصية
. ألا يستحق الجيش اللبناني التحية والهتاف له لان قدره وضعه كما لبنان لخوض معركة مفصلية بين التقدم والتأخر العربي
باكستان تغلى .......... هل الانفجار قريب

فاروق الباز: بحيرة هائلة تحت الأرض قد تجلب السلام الى دارفور

بوسطن (رويترز) - قال الخبير الجيولوجي الأمريكي الجنسية المصري الأصل فاروق الباز إن آثارا عثر عليها حديثا لبحيرة ضخمة قديمة تحت الأرض في إقليم دارفور بالسودان يمكن أن تعيد السلام إلى الإقليم من خلال توفير مصدر مياه محتمل لمنطقة تعاني من الجفاف.
وقال الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن "الشيء الذي لا يعرفه معظم الناس هو أن الحرب وعدم الاستقرار في دارفور يرجعان كليا الى نقص المياه."
وعثر على خزانات المياه الجوفية المحتملة باستخدام أجهزة رادار سمحت للباحثين بأن يروا ما بداخل أعماق رمال الصحراء. وقال الباز إن الصور كشفت عن "بحيرة ضخمة" مساحتها 30750 كيلومترا مربعا وهو ما يعادل ثلاثة أمثال لبنان.
ويقدر خبراء دوليون بأن 200 ألف شخص ماتوا على مدى أربع سنوات شهدت أعمال اغتصاب وقتل وإصابة بالأمراض في دارفور وهو عنف تصفه الولايات المتحدة بأنه إبادة جماعية. ويرفض السودان هذا الوصف ويقول إن عدد الذين لقوا حتفهم هو تسعة آلاف شخص
وقال برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة في تقرير الشهر الماضي إن المشاكل البيئية الواسعة النطاق هي السبب الرئيسي للعنف في السودان مشيرا إلى ان الصحراء امتدت جنوبا بمعدل 100 كيلومتر خلال الأربعين عاما الماضية.
وقال الباز إن العديد من اللاجئين من دارفور استقروا في مناطق كانت في وقت من الأوقات تخضع لسيطرة البدو مما أدى الى نفاد مصادر المياه ووضع بذور الصراعات بين المزارعين والبدو.
وقال الباز لرويترز في مقابلة "ولذلك الآن اذا وجدت مياه للمزارعين ... بالإضافة الى مياه للبدو ... للإنتاج الزراعي وإطعامهم وتوفير حبوب لهم فإنك بذلك تحل المشكلة تماما."
وحصلت مبادرته التي يطلق عليها 1000 بئر في دارفور على تأييد الحكومة المصرية التي تعهدت ببدء إنشاء 20 بئرا في البداية.
ويأمل الباز الذي يتوقع وجود خزانات مياه جوفية أسفل سطح الأرض يمكن حفرها لاستخراج مياه في الحصول على دعم من الحكومات الاقليمية وحث المنظمات غير الحكومية على المشاركة.
وقال "عندما بدأنا نبحث ذلك أدركنا أننا نتعامل مع منطقة منخفض شاسعة.. مع منخفض. ثم بدأنا نبحث تفاصيل المنخفض وعثرنا بالفعل على ... ما يشير الى أطراف بحيرة .."
وقال "لذلك نطلق عليها بحيرة شاسعة لأنها بحيرة ضخمة بدرجة غير معقولة. إنها في حجم ولاية ماساتشوستس."
وقال باحثون إن البحيرة القديمة كان من شأنها أن تحوي 2530 كيلومترا مكعبا من المياه عند امتلائها بالكامل في عصور سابقة.
وقال الباز في تقرير "هناك شيء مؤكد وهو ان معظم مياه البحيرة تسربت عبر الطبقة الرملية وتراكمت كمياه جوفية."
وأجرى الباز الذي عمل في برنامج أبولو التابع لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) مشرفا على التخطيط العلمي لرحلات القمر بحثا مماثلا في مصر أدى إلى إنشاء 500 بئر في منطقة قاحلة في وطنه الأم.
وساعد المشروع في ري 150 ألف فدان من الأراضي تزرع بالقمح والحبوب الأخرى.
وقال الباز "كما ثبت في وقت سابق في جنوب غرب مصر الى الشمال الشرقي من دارفور توجد بحيرة سابقة مماثلة ممتلئة بكميات هائلة من المياه الجوفية."

من تانزينا فيجا

الجماجم تؤكد أن الجنس البشري خرج من رحم افريقيا

لندن (رويترز) - قال علماء بريطانيون إن تحليل آلاف الجماجم أظهر أن الإنسان المعاصر نشأ في نقطة بعينها في افريقيا متخلين أخيرا عن فكرة الأصول المتعددة.
ويتفق معظم الباحثين على أن الجنس البشري نشأ في افريقيا ثم انتشر منها قبل نحو 50 ألف سنة ليؤسس على وجه السرعة ثقافات العصر الحجري في أنحاء اوروبا واسيا واستراليا.
لكن أقلية فقط من العلماء هي التي جادلت واستخدمت بيانات عن الجماجم لتثبت أن الأجناس المختلفة نشأت وتطورت في مناطق مختلفة من العالم.
ودعم الدليل الجيني الوراثي دوما نظرية الأصل الواحد التي تساندها الآن نتائج دراسة ما يزيد على ستة آلاف جمجمة أجريت في مجموعة معاهد أكاديمية من شتى أنحاء العالم.
وقال اندريا مانيكا الباحث في إدارة علم الحيوان بجامعة كيمبردج "جمعنا بياناتنا الجينية بقياسات جديدة لعينات كبيرة من الجماجم لنظهر بشكل قاطع أن الإنسان المعاصر نشأ في منطقة واحدة من افريقيا جنوب الصحراء."
وكتب مانيكا وزملاؤه يقولون في دورية (نيتشر) إن الاختلافات في حجم الجمجمة وشكلها كالاختلافات في الحمض النووي (دي.إن.إيه).
وإنه بينما كان سكان افريقيا الأصليون مستقرون ومتنوعون كان عدد قليل من الناس فقط هم الذي يقدمون في كل مرحلة على الهجرة الى خارج افريقيا. وهذا خلق بشكل فعلي سلسلة من "العوائق" التي قللت التنوع.
وكان أعلى مستوى للتنوع في مجموعة من نماذج الجماجم التي عثر عليها في جنوب شرق افريقيا مهد الجنس البشري المقبول عادة لدى جموع العلماء

Medical Billing Software

Torture kit found at Egypt police station

Cairo - Egyptian officials have found torture gear including a whip, clubs and a barbed wire-studded stick at a police station in the Mediterranean city of Alexandria, a security source said on Tuesday.An investigating team found that 40 people had been kept in custody "illegally" at the Montaza police station, after receiving complaints from the families of those detained, the source told AFP.The prosecutor promptly ordered the release of the detainees, confiscated the torture equipment and launched an inquiry into the matter, calling the police officers in charge in for questioning, the source said.In a statement, nine Egyptian rights organisations condemned the detentions and called on authorities to announce the results of the probe at Montaza and launch inquiries into all violations in other Egyptian police stations.
In January, the London-based rights watchdog Amnesty International called on the Egyptian government to investigate all torture claims, after a series of videos of alleged torture in police stations were leaked on the Internet."Our organisation urges the Egyptian authorities to secure guarantees so that detainees are not subject to torture or mistreatment, to seriously investigate all allegations of torture and mistreatment, to protect victims against intimidation or reprisal," the group said.

AFP

حوار مع الكاتبة الروائية ميرال الطحاوى


داخل أسرة بدوية تحمل قيم وصفات لا تقيم وزناً كبيراً لثقافة المجتمع المفتوح كانت نشأتها و فى صفوف الفكر السياسي الإسلامي وتحديداً مع جماعة الإخوان المسلمين كان توجهها الفكري وهي شابة جامعية، لكن بعد اختبارها لثقافة المجتمع المغلق والفكر السياسي الديني تمردت على القوالب الفكرية الجامدة التي كانت قناعتها يوماً ما لتكون إبداع روائي متميز حصدت من خلاله الجوائز حيث حصلت على جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها " الباذنجانة الزرقاء" كما حصلت على جائزة أفضل رواية من معرض الكتاب عام 2002 عن

روايتها " نقرات الظباء " أنها الروائية ميرال الطحاوي


الأسرة البدوية وجماعة الإخوان المسلمين كيف أثروا بداخلك كمحفزات إبداعية ؟

جماعة الإخوان وأسرتي البدوية هم أجزاء من تاريخي الشخصي والإنساني تعايشت من خلالهم مع التقاليد والأفكار التي أرفضها الآن ، فالفرد عندما ينشأ في واقع ليس بمثالي يدفعه هذا إما أن يكون محارب لواقعه متسائلاً بما يساعده على تجاوز سلبيات هذا الواقع أو يكون منسجم وراضي بكل ما يحمله هذا الواقع وأنا كنت من النوع الأول دوماً ما أسأل لماذا ؟؟ رافضة التابوهات الثابتة في حياتي الاجتماعية وفكري السياسي لذلك تمردت على ظروف نشأتي وما رسخته في من قناعات كما تمردت على الفكر السياسي الديني الذي عجز أصحابه أن يفهموني أسسه بطريقة يرضى عنها عقلي .


لكن أصحاب الفكر السياسي الديني " جماعة الإخوان " هم الأعلى صوتاً وتأثيراً في الشارع المصري فهل معنى هذا أن المصري لا يسأل أو يناقش ؟

أنا هنا لا أحاكم الفكر السياسي للإسلاميين فهم لهم أيدلوجيتهم التي يرونها مناسبة لهم لكن لماذا الجموع الغفيرة حولهم؟ فذلك لحدوث ظروف اجتماعية واقتصادية بعينها جعلت العقلية المصرية تقبل أطروحاتهم كما أنه لا ينبغي أن ننكر أن الأخوان يملكون الأموال ووسائل الإعلام كما أنهم الحركة الوحيدة الموجودة كتيار سياسي منافس للنظام الحاكم والذي يراه الناس رمزاً للسلطة والسبب في مشكلاتهم.


الصحراء دوماً مكان يحتل جانباً أساسياً من إبداعاتك الروائية دعينا نسأل لماذا الصحراء ؟

أنا لا أقصد الصحراء كمكان وإنما أعبر من خلالها عن أشكال ونظم الحياة الموجودة داخل عالمنا العربي أقصد بالصحراء الثقافة الصحراوية القبلية التي تنكر فردية وتميز الإنسان لصالح رئيس القبيلة وتحت هذا يندرج عدد ليس بقليل من السلوكيات . مجتمعاتنا العربية تمدينت بشكل زائف فنحن نركب العربات ونسافر ونعيش بالعمارات الفخمة لكن عقولنا تسير بنمط الصحراء والعرف .


تستخدمين دوماً الحكم والأمثال البدوية في لغة أبطال رواياتك قد يرى البعض أن هذا محاولة منك لتمجيد التراث العربي ... ما تعقيبك ؟

لكي تتعرفي على شعب ما أو فئة داخل المجتمع عليك فهم لغتهم فاللغة هي أحد مفردات الثقافة وعندما أقدم شخصيات بدوية حتماً لابد أن أجعلهم يتحدثون بطريقتهم ومفراداتهم الطبيعية . وهذا لا يعني أنني أعيد الترويج لتراث بعينه فأنا أرغب دوماً أن يشعر القارىء بالحالة التي يفهمها من النص دون أن أحاول أنا توصيل حالة بعينها له فالنص الثري هو الذي تقرأيه وتعيدي خلق مفرداته وفق توجهاتك أنتي وليس وفق توجهات الكاتب.


لكن هل الترجمة تحقق ذات الإمكانية للقاريء أم لا ؟

النص الثري يحتمل عند الترجمة حتماً أن يجعل القاريء يشعر وكأنه يقرأ من اللغة الأصلية لكن أحياناً يفتقد المترجم القدرة على إيصال روح النص فيضطر بالاتفاق مع الكاتب أن يجمل الهدف الرئيسي والمتن الأساسي للترجمة. المشكلة أن بعض المترجمين يطلقون أحكاماً عامة على الأدب العربي المترجم بأنه أدب عاطفي لا يناسب القارىء الغربي العملي العقلية وهذا اتهام غير منطقي لان المترجم حتى الآن من الأدب العربي لا يناسب أن يكون نسبة للحكم على مدى نجاح تجربة الترجمة.


هناك اتهام يوجه غالباً للأدب المترجم أنه أدب يظهر فشل المجتمعات العربية ؟

تلك نظرية غريبة جدا واتهام لا أفهمه فهل من يترجم أجهزة المخابرات ؟؟ من يقوم بالترجمة أفراد عاديين في الغالب تجمعهم مع الكتاب صداقات أي أن الترجمة تتم بشكل ودي خالي من وجود أي مؤسسات داعمة لكن الكتاب الذي يتناول أوضاع قد يحتاج القارىء الغربي معرفة المزيد عنها حتماً يوزع أكثر ويكون ناجح وينال شهرة إعلامية كبيرة .


لماذ خلعت الحجاب فالحجاب أمر ديني واجب عليك كامرأة مسلمة ؟

خلعت الحجاب لأنني لست عورة ولا أرغب في الاختفاء


أجرت الحوار باسنت موسى

وتظل بغداد اغنيتي الحزينة

بغداد يانبضي
وعنفوان شبابي
يادار اهلي
وجيرتي وصحابي
بغداد ياسكني
وحديقتي
وترابي
"أحببت فيك كل" شي
جنتي
وعذابى
اواه يابغداد
ياسلوايَ.. يا
أمي.. ويا
أترابي
هل ترجعين كما عودتنا
عنقاء
تنفض غبرة التخريب والارهاب
بغداد يانغم الهوى
ياعزف دجلة عالرباب
قد غنت الاطيار في الدنيا لها
من لحن موصللٍ وزريابِ
وتمايلت شمس الاصيل بهاِ
وعانقتها نخلة السياب
وتألقت عبر المدى أيقونة
بوابة التاريخ والاحقابِ
!أتحرقين
تدنسين
وتصلبين على الابواب
تتالمين
َبصمتٍ
يمزقُ
أضلعي.
.وتطعنين بخنجر الاقراب
.الله يابغداد
يا أهزوجة الدنيا
ويا.. .
.ترنيمة العشاق والاحباب
سيظل حضن الام فيك مرتعا
وتظلي انت الحب والاحباب

العرب عادة يتبعون مصر

أعتقد أن جورج برنارد شو هو الذي قال ان الاغتيال أقصى درجات الرقابة
، وعلى هذا الأساس فالرقابة الصحافية في العراق هي الأشد في الشرق الأوسط والعالم، فمنذ بدء الحرب الأميركية على العراق في آذار مارس 2003، وحتى حزيران يونيو الماضي قتل في العراق حوالى 120 صحافياً ، أو ما يزيد في تقديري على الذين قتلوا في بقية العالم مجتمعاً. ومثل العراقيون أكثر من ثلاثة أرباع جميع الصحافيين الذين قتلوا في العراق.
القتل في العراق هو البضاعة الرائجة الوحيدة ، ولا أعرف ان كان الصحافيون قتلوا هناك لأنهم صحافيون، وهذا سبب كافٍ، أو انهم راحوا ضحية المقاومة والارهاب وقوات التحالف، أي القوات الأميركية، فلجنة حماية الصحافيين قالت في تقرير أخير لها ان القوات الأميركية قتلت 14 صحافياً في العراق، الا انها لم تجزم بأن القتل كان متعمداً. في حين أنني لا أجزم بدوري، الا أنني أرجح ان القوات الأميركية استهدفت «الجزيرة» وبعض محطات التلفزيون المحلية المعارضة للاحتلال.
ويعود أكبر عدد من الضحايا الى شبكة الميديا الحكومية العراقية نفسها، فحتى الشهر الماضي قتل 14 صحافياً من العاملين فيها، وعشرة موظفين آخرين يساندون عمل الصحافيين.
ولعل أسوأ ما في موضوع قتل الصحافيين العراقيين انه سيستمر ما استمرت كارثة الحرب وذيولها، فالأرقام السابقة ليست كاملة، وكنت وأنا أجمعها قرأت أن أربعة صحافيين عراقيين قتلوا في الأسبوع الأخير من أيار مايو ، فلم يبدأ حزيران حتى قتل اثنان آخران. وأخشى ألا تنشر هذه السطور إلا ونكون سمعنا عن ضحايا آخرين من بين الصحافيين العراقيين. ولا أنسى أن أزيد على أرقامهم حوالى 40 ضحية من العاملين في مساعدة الصحافيين أقدر أنهم قتلوا منذ احتلال العراق.
يفترض ألا تكون الصحافة في العراق خاضعة لرقابة حكومية، ويفترض أن تحمي القوانين حرية العمل الصحافي، غير أن حكومة نوري المالكي أغلقت محطتي تلفزيون السنة الماضية لنشرهما صور تظاهرات احتجاج على اعدام صدام حسين، وهددت بإغلاق محطات تلفزيون أخرى وصحف بتهمة التحريض على العنف، أو عرض مشاهد عن أعمال عنف، أي ان الحكومة تريد منع العراقيين من رؤية التدمير اليومي لبلدهم. وتستطيع الحكومة العراقية التوكؤ على قوانين من أيام صدام حسين، لم تلغ بعد، تمنع إهانة المسؤولين وكشف أسرار الدولة.
ربما كان العراق يمثل أسوأ مظاهر معاناة الإعلام العربي، وقد بدأت به بسبب القتل، غير أن الحريات الصحافية ناقصة الى معدومة في جميع البلدان العربية.
آخر تقرير سنوي شامل لدار الحرية، وهي مؤسسة اميركية تعنى بشؤون الحرية حول العالم، يعود الى عام 2005، وقد صدر السنة الماضية، وهناك تقارير دورية لاحقة، تظهر استمرار الوضع على حاله في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، فالتقرير العام يشمل 194 دولة منها 19 دولة في الشرق الأوسط (ليست بينها تركيا)، وهو يظهر ان دولة واحدة حرة هي اسرائيل ، وان دولتين حرتان جزئياً هما لبنان والكويت ، وان 16 دولة غير حرة . وهكذا تمثل إسرائيل خمسة في المئة من منطقة تضم 350 مليون نسمة، ولبنان والكويت 11 في المئة، والبقية 84 في المئة، أي 84 في المئة من دون حرية.
أستطيع أن أغلف ما سبق ببعض السكر، من دون أن أتجاوز الحقيقة، فالتقرير يظهر أن جميع الدول العربية في النصف الأول من القائمة كلها، والدولة العربية الأخيرة في قائمة الشرق الأوسط هي ليبيا، ومركزها التاسع عشر، الا انها تحتل الرقم 96 من أصل القائمة الكاملة التي تمثل 194 دولة، واذا شئت أن أزيد فهناك ست دول عربية أخرى تحتل مراكز في الثلث الأول من القائمة العالمية.
وكما يرى القارئ فإنني أحاول أن أخرج من جلدي الصحافي لأتحدث بموضوعية عن الحكومات، فأزيد نقطة هامشية على سبيل تخفيف الوطأة هي أن على الفلسطينيين أن يشكروا الأخ العقيد ونظامه في ليبيا شكراً كثيراً على خدمة غير مقصودة لهم، فاحتلال النظام الليبي المرتبة التاسعة عشرة والأخيرة في قائمة الحريات الصحافية في الشرق الأوسط، أعفى الفلسطينيين من هذا «الشرف»، لأن الأراضي الفلسطينية تحتل المرتبة الثامنة عشرة، ولولا ليبيا لكانت الأخيرة أو «الطّشْ» كما كنا نقول للطلاب المقصرين في المدرسة.
العراق في قائمة الشرق الأوسط يحتل المرتبة الحادية عشرة، وهذا جيد لولا أن دماء الصحافيين تلطخ المرتبة الوسطية هذه، فدار الحرية تعنى بالممارسة الصحافية، ومدى الحرية المتاحة، وهنا لا يبدو العراق أسوأ من غيره.
التضييق على الصحافة يعني أن عـند الحكومة، ما تريد اخفــاءه، غير ان هـذا شبه مسـتحيل في زمن ثورة الاتصالات والانتـرنت والمدونات والفضائيات. والتضييق في هذا العصر لم يعد يكـتم المعلومات وانما يؤدي الى نشرها مشوهة أو مبالغاً فيها، ويوقع بالحكومة المعنية ضرراً أكبر مما لو سمحت بنشرها.
أرجو أن تعي الحكومات العربية هذه الحقيقة،
وأرجو أن تقود مصر، أم الدنيا، حملة اطلاق الحريات الصحافية كاملة، فالعرب عادة يتبعون مصر، وقد تبعوها في خطأ تأميم الصحافة، فلعلها تعوض عن أخطاء الجميع بتحرير الصحافة من قيودها وتتبعها الدول العربية مرة أخرى
جهاد الخازن
الحياة - 18/07/2007

الفلسطينيون العالقون في رفح بانتظار نهاية الكابوس

يوم اخر مع المعاناة يعيشه قرابة خمسة آلاف فلسطيني عند الحدود المصرية مع قطاع غزة، بعد أن منعت الشرطة بمطار العريش شمال سيناء نحو مئة فلسطيني عالقين بالمطار من الخروج منه.
وكان معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة قد أغلق منذ سيطرة حركة حماس على القطاع فى منتصف يونيو/ حزيران مما تسبب في منع آلاف الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم بعد رحلاتهم خارج القطاع.
و قد سعت السلطات المصرية إلى تقديم بعض الخدمات الطبية وغير الطبية لتخفيف معاناتهم. لكن مصادمات وقعت اثر حالة هياج انتابت احد العالقين دفعت الآخرين للتجمهر محاولين الخروج بالقوة من المطار ما ادى الى اصابة ثلاثة فلسطينيين أحدهم إصابته بالغة. وكان بعضهم قد اضرب سابقا عن الطعام وتدخلت السلطات لاثناءهم عن ذلك بوعود لحل ازمتهم. لكن يبدو ان الحل لم يأت بعد
معظم المحتجزين بالمطار دون الأربعين، وهم عائدون من الخارج الى قطاع غزة عبر الموانئ المصرية، ولا يحق لهم البقاء في مصر الا لساعات محدودة. وكانوا قبل اغلاق المعبر ينتقلون من العريش الى رفح مباشرة فى حراسة الأمن المصري الذي يخشى تسلل عناصر غير مرغوب فيها إلى داخل الأراضي المصرية.
ووقعت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين رجال الأمن المصري والفلسطينيين المحتجزين في مطار العريش، والذين كانوا يحتجون علي بقائهم قيد الاحتجاز مع استمرار إغلاق معبر رفح الذي يفصل بين مصر وقطاع غزة.
ويقول الفلسطيني ابوالعبد لـ بي بي سي انه ورفاقه بفترشون ارض المطار منذ شهر تقريبا دون أغطية كافية، وان الحالة الصحية لبعضهم تدهورت للغاية لان الكثير منهم مرضى بالأساس وكانوا فى رحلات علاج قبل احتجازهم فى مطار العريش
وكان الفلسطينيون المحتجزون بالمطار قد أضربوا عن الطعام في الخامس من الشهر الحالي لمدة خمسة أيام احتجاجا علي احتجازهم بسبب استمرار إغلاق معبر رفح
وشكا اخرون من انهم اضطروا لبيع متعلقاتهم لشراء الطعام والشراب والدواء.
ويضيف أبو العبد أنهم تلقوا مئة دولار لكل واحد جاءت من حكومة حماس في غزة، لكن وضعهم البائس لم يتغير، كما أن وفدا من حكومة سلام فياض الفلسطينية زار العالقين ووعدهم بحل المشكلة دون أن يتحقق شيء، كما ذكر بعضهم.
بقية العالقين وهم بالآلاف استأجروا مساكن فى مدن رفح والشيخ زويد والعريش ، بينما لجأ بعضهم الى بيوت الاهالي بعد ان تقطعت بهم السبل.
والآن نفدت نقود كثيرين منهم فامتنعوا عن دفع الايجارات، الامر الذى دفع ملاك الوحدات السكنية للشكوى للمسؤولين، فتولت المحافظة إيواءهم فى معسكرات الشباب والمدارس وغيرها دون مقابل.
وفى اتصال باحد العالقين بمدينة العريش قال ان كل ثلاثين او اربعين شخصا يشتركون فى تأجير الشاليه الواحد. وحمل فتح وحماس المسؤولية عن مأساتهم وطالب الفصيلين بحلها فى أسرع وقت ممكن. جوهر المشكلة
وتحدث محافظ شمال سيناء، احمد عبدالحميد، لبي بي سي العربية عن إجراءات احتواء الموقف خارج وداخل مطار العريش.
وقال عبدالحميد إن المحافظة فتحت المعسكرات والمدارس أمام العالقين دون مقابل كما صدرت تعليمات بعلاج المرضى منهم بمستشفيات المحافظة مجانا حتى وان طالت مدة بقائهم بالمحافظة.
وبخصوص المحتجزين بمطار العريش قال المحافظ ان هؤلاء لايحق لهم البقاء نهائيا داخل الأراضي المصرية حسب المتبع فى الأحوال العادية، ولكنهم يحصلون على وجبات يومية ويقيمون بصالات المطار المجهزة بشكل جيد كما هو الحال فى كل المطارات.
ويضيف ان مشكلتهم ليست فى المأكل او المشرب ولكنها تكمن فى اصرارهم على الخروج من المطار للعودة الى قطاع غزة وهو امر صعب الان فى ظل القيود الحالية عند معبر رفح المغلق.
ويرى ان الامر "ليس سهلا"، مشيرا إلى ان وفودا من هيئات اغاثة دولية وامريكية واوربية زارت العريش لتفقد وضع العالقين دون تقديم مساعدات.
ومن الاقتراحات التي قدمت استخدام معبر كرم ابوسالم الذى يبعد نحو اربعة كيلومترات جنوب معبر رفح بديلا عن المعبر الرئيسي، لكنه قوبل بالرفض من غالبية الفلسطينيين العالقين الذين يخشون تعرضهم للاعتقال من قبل القوات الاسرائيلية.
وبينما لا يزال العالقون يعيشون كابوس الانتظار، يخشى كثيرون بينهم من أن يتحولوا إلى رقم جديد في الشتات الفلسطيني
عبد البصير حسن
بي بي سي، القاهرة

Saturday, July 14, 2007

ماذا حل بحزب الله بعد عام واحد فقط؟


صار طائفيا لا عربيا، تخريبيا لا تحريريا.
بيروت ترزح منذ نصف عام تحت أسوأ حصار عرفته بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، وحزب الله هو بطل المعركة. يحاصر وسط العاصمة دون ان يستطيع أحد ان يفكك خيامه خوفا من معركة تقود الى حرب اهلية.
والمفارقة ان حزب الله، الذي يحتفل بما سماه الوعد الصادق، ارتضى إيقاف معركته مع الاسرائيليين، وباشر بمحاصرة اللبنانيين في معارك نجحت حتى الآن في تخريب وسط العاصمة ردا على هدم اسرائيل وسط الضاحية مقر الحزب وأتباعه.
عشرات الشركات اغلقت ابوابها، وغادرت الوسط البيروتي الى خارج البلاد، كما هرب منه عشرات الآلاف من اللبنانيين. تركوا مدنهم وقراهم بسبب مظاهر التخويف الشوارعية، والتصريحات التهديدية، والتفجيرات التي استهدفت فريق 14 آذار المعارض لحزب الله.
بعد عام فقط نزعت صور السيد حسن نصر الله من سيارات الأجرة في القاهرة، وانقلبت عليه الكثير من الأقلام التي كانت تحييه، وتخلت عن أعلامه الصفراء، بعد ما رفعتها مبتهجة بما سمته مجازا انتصارا على اسرائيل.
لماذا هذا الانقلاب السريع؟
الكثير حدث خلال الاشهر القليلة الماضية في علاقة حزب الله مع المحيط العربي العريض لأسباب بعضها من فعله، وكثير منها احتسبت عليه، او اضطر اليها.
فقد كانت صور الهتافات الطائفية في الاحتفال بشنق الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين صادمة للسنة الذين لم يسمعوا من قبل في حياتهم خطبا اعتبروها موجهة ضدهم لا المجرم صدام.
ومع ان الحزب التزم الصمت إلا ان الصور تشابهت عند الاكثرية السنية الساحقة. وصدمت أقاويل الحزب عامة الناس الذين ساندوه وهم يسمعونه يفاخر بأموال الايرانيين ويصم معونات العرب الآخرين بالقذرة.
وبعد هجوم حسن نصر الله على حكومة السنيورة بدا للكثيرين ان حزب الله في الشتاء لا يشبه حزب الله الذي اعتقدوا به في الصيف الماضي.
فقد توقف الحزب عن مقاتلة الاسرائيليين، الورقة التي اكسبته التصفيق، لتتكسر على أخبار وتعليقات قادة الحزب ضد الفرقاء اللبنانيين. المعركة صارت طائفية، السيد ضد المفتي، ووسط بيروت بدل شبعا،
وتصريحات ايران تناصر الحزب ضد أكثرية السنة.
قد يبدو هذا التفسير الطائفي مزعجا، وهو بالفعل كذلك، فالحقيقة انه خرج من حالة الهمس الى القناعة الشعبية، ربما هندس الصورة السيئة فريق 14 آذار الذي أخرج المفتي من صومعته ليرد على السيد بدلا من الحريري.
لكن الجمهور العربي يريد المزيد من الحروب، ومر عام ولم يطلق حزب الله رصاصة واحدة ضد الاسرائيليين في وقت استمر النواب اللبنانيون يسقطون واحدا تلو الآخر.
كيف خسر حزب الله أكبر نصر دعائي في العالم العربي منذ ايام عبد الناصر وانكمش الى مجرد فريق في الملاججة المحلية؟
لا أظن أن حزب الله أرادها أن تنتهي هكذا، لكنه متورط بسبب استحقاقات العلاقة الخارجية، ولم يجد بدّا من المشاركة في المعركة الداخلية التي جعلته طرفا، وطرفا سلبيا.
ولم تنفعه كثيرا محاولة اختراع قوى جديدة مثل «فتح الاسلام» السني للتأكيد على ان الساحة ليست مقسومة طائفيا. كما فشل الغطاء اللبناني حتى بتحالفه مع الجنرال عون ودفع العونيين للحديث عبر وسائل الإعلام للتعبير عن حزب الله.
عبد الرحمن الراشد - الشرق الأوسط
alrashed@asharqalawsat.com

Friday, July 13, 2007

الناس دائما مخالفون للمنطق، والعقل، ومتمركزون حول أنفسهم، فاغفر لهم، مهما حدث!!.. إذا كنت عطوفا حنونا، اتهمك الناس بأن وراء ذلك منافع، ومصالح، وأنك أناني، فكن عطوفا مهما حدث!!.. إذا كنت ناجحاً فسوف تكسب أصدقاء مزيفين، وأعداء حقيقيين، فكن ناجحاً مهما حدث!!.. إذا كنت صريحاً، وصادقاً، فلا مناص من أن تكون صيداً للخديعة، فكن صادقا، وصريحا، مهما حدث!!.. إذا قضيت سنوات في البناء، فقد يأتي شخص ما، ثم يهدم ما بنيته في ليلة واحدة، فاستمر في البناء، مهما حدث!!.. إذا صادفت الصفاء والسعادة فسوف يحسدك الناس،
فكن سعيداً مهما حدث!!.. العمل الصالح الذي تقوم به اليوم، لن يتذكره أحد غداً، فلا مفر مع ذلك من أن تقوم به مهما حدث!!.. عليك أن تعطي العالم أفضل ما عندك، ويحتمل ألا يكون ذلك كافيا، فابذل للإنسانية أفضل ما عندك مهما حدث!!.. لأنه في خاتمة المطاف سوف يظل الأمر دوما بينك وبين الله.. ولن يكون أبداً بينك وبين الناس
الأم تريز

الرئيس

الى الأشقاء والأصدقاء والذين يريدون الخير للبنان ومساعدة شعبه المغلوب على أمره لمغادرة جب الافاعي، وبحر الظلمات، وحقل الالغام والاغتيالات،

هذه الوصفة الشافية الوافية التي لا بديل منها ولا غنى عنها: الانتخابات الرئاسية المبكرة.

قد ينطّ اليوم او غداً من يقول اننا لا نخترع البارود ولا نجترح المعجزات في هذه الوصفة، التي طالما تداولها السياسيون والنواب والمرجعيون من اشهر ولكنها لم تنتقل من التمنيات والكلمات الى حيّز التنفيذ.وهذا صحيح.

فلو نفّذت الوصفة، وجرت الانتخابات الرئاسية على غرار ما حصل اواخر عهد الرئيس سليمان فرنجية، وبرغبة منه، لما وصل لبنان الى هذه المواصيل، وهذا الدرك، وهذه الكوارث والمآسي المتتالية.

لكن الاخطار المحدقة بلبنان من كل حدب وصوب، والانهيار الذي يتهدد وحدة المؤسسات والسلطات الدستورية، بعد الانهيار الاقتصادي والضائقة المعيشية والشلل الذي يعم البلد، تحتم على كبار المسؤولين والقياديين ان يتحركوا في هذا الاتجاه، وصوب هذا العلاج – الحل – الاوحد.وليكمل الرئيس الحالي ولايته الممددة الى آخر دقيقة، فيما تكون الطمأنينة قد دخلت نفوس الناس واشاعت الارتياح داخل لبنان وخارجه، وفيما يكون الرئيس المنتخب قد انجز استعداداته وجهّز فريق عمله في انتظار لحظة التسليم والتسلّم.كل الغيوم الداكنة المتجمعة في سماء لبنان تنجلي قبل طلوع الضوء، وتنجلي عن الصدور هذه الرزمة من الهموم والمخاوف، كما تنجلي الازمات والاضطرابات و"فبارك" الاشاعات والفتن والسجالات

.وفي مثل هذه الحال يصبح من السهل طرح مشروع حكومة وحدة وطنية، تتمثل فيها كل الفئات والتيارات، وتتولى حالاً وسريعاً اعادة اللحمة بين اللبنانيين واعادة الثقة بلبنان، واعادة محبي وطن النجوم ومريديه والمعجبين به الى ربوعه وافيائه ونواحيه

.ولم لا؟ جميعهم، معارضين وموالين، يصرحون ويعلنون انهم مع انتخابات رئاسية مبكرة اذا امكن، والا ففي موعدها الدستوري. بل في اليوم الاول من سريان المهلة...اذاً، اين المشكلة؟ ولم لا تكون هذه الانتخابات غداً او خلال فترة قصيرة، وعلى اساس خير البرعاجله؟

وليكن الرئيس العتيد توافقياً بشخصيته، وما يتمتع به من صفات، ومزايا، وسمعة عطرة، ونصاعة كف وجبين.رئيس من اولئك الرؤساء النادرين الذين يعتز بهم لبنان ولا يخجل حاضرهم من ماضيهم، ولا يحتاجون الى من يقدمهم للعرب او العجم او العالم.فسجلهم كفيل بذلك.رئيس أكل من خبز العروبة، وخبرته القضايا العربية باعتزاز وتقدير، ويحظى باحترام الاشقاء والاصدقاء على حد سواء. ولكونه يصون مصلحة وطنه وشعبه، ويقدمها على كل ما عداها...رئيس مستقيم في الكلمة والموقف، شجاع في قول لا ونعم، منصف قوي في وجه الظالمين والخارجين على القانون، ومتواضع امام مصلحة الوطن وواجبات مقام الرئاسة.

رئيس يقول لبنان لدى انتخابه: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت

.ورئيس كهذا وصفة دقيقة لمستقبل لبنان

زيّان - النهار

elias.dairy@annahar.com.lb

Thursday, July 12, 2007

ماذا يحدث في سورية , واين هي الدولة ؟! 2

ماذا يحدث في سورية , وأين هي ( الدولة )؟!.(2)
لاجدال ولاسجال عن ماهية (الدولة ) في سورية , ولاخلاف حول طبيعة من يحكم سورية , ولانقاش حول الشرعية التي يعطيها النظام لنفسه عبر نسبة 97 - 99و99% وهي وحدها كافية لشرح وتعرية طبيعة (الدولة) , وآلية عملها ودورها في تشويه البنى السياسية والإجتماعية
,إذ هكذا نسبة لم يتمتع بها حتى الأنبياء (صلوات الله عليهم) ولامصلحي وعباقرة التاريخ البشري كله ولاالعظماء بناة الحضارة الإنسانية , فمابالكم بمجموعة فاشلة (رثة) بكل المواصفات الأهلية والإجتماعية والإنسانية ,وعاجزة عن أداء مسؤوليتها القانونية في كل مجالات الحياة وباحترام كرامة المواطنين وحقهم الطبيعي في حياة حرة آمنة شريفة وبالحد الأدنى الذي يحفظ إنسانية الإنسان وآدميته , وأي وصف (لدولة ) مشروعها الطموح هو زيادة عدد السجون والمعتقلين , ونصف عدد السكان فيها تحت خط الفقر ؟!, ونسبة البطالة فيها بين الشباب 40% !, وتحكم بفرد واحد بالحديد والنار , وتحرم التعددية التي هي صفة الحياة البشرية , ويلغى الرأي الآخر , وتسرق الثروة الوطنية والمال العام من قبل النظام والأجهزة السرية والمخبرين الذين يعدون أنفاس المواطن ويحصون عدد كلماته
, وأي ( دولة ) هذه التي لم يستطع عباقرة السياسة والإقتصاد فيها لنصف قرن من إنتاج معادلة للتنمية والقضاء على البطالة والفقر؟!, ونجحوا في براءة اختراع معدل دخل للفرد السوري هو الأدنى في العالم كله ( أقل من مائة دولار في الشهر) , وأي (دولة ) تسرق مواطنيها وتذلهم وتسجنهم وتخفيهم في زنازين لايعرف عددها ومستوى الخدمة "الوطنية " فيها سوى الضحية والجلاد نفسه؟!
.لكن السؤال يطرح نفسه هو مادور المفكرين والمثفقين والسياسيين في توضيح مفهوم (الدولة ) وتعرية حالها السوري ؟! وتبديد الإلتباس واستبعاد الغموض ووصف حقيقة (الدولة ) في سورية ,بدلالاتها الواقعية على الأرض وليس برمزيتها السلطوية التي يضخها النظام وآلته الأمنية والإعلامية بالحديث عن (دولة ) في سورية , وبعيداً عن المقاربة الفلسفية والمدرسية التي تزيد الطين بلة لفهم من يحكم سورية وماهي تركيبة السلطة فيها , وماهو مشروعها السياسي ؟, وماهو برنامجها للحفاظ على الثوابت العامة للمجتمع ومصالح الناس ؟, وماهو دورها في صيانة وحدة المجتمع وهيكلية الدولة ؟, وماهو تطبيقها على المستوى العملي في احترام القانون والمؤسسات ؟وماهي شرعيتها؟
,والشعب السوري أصابته التخمة من الكذب والنفاق والظلم من نظام لم يفلح بشيء سوى القمع والفساد والتضليل , ومن تحليلات نظرية لبعض الأبرياء الذين يرون في عصابة تقمع المواطنين وتسرقهم وتزيف وعيهم وتنفيهم وتلغي وجودهم وتحشرهم في سراديب التخلف والخوف واليأس والتطرف (دولة) ! ناهيك عن العلاقات غير الطبيعية التي أنتجتها وهي ماقبل وطنية وأدنى من مدنية , بل وجردت المواطنين من إنسانيتهم , وحصرتهم في دائرة خطيرة من الفساد والنفاق والرشوة وكل التداعيات المخزية المخلة بالطبيعة البشرية
.ببساطة شديدة سورية ليست هي الأولى ولاالأخيرة التي خضعت لنظام ديكتاتوري شمولي بكل ماتحمله الكلمة من دلالات
, لكنها الوحيدة التي تخضع لنظام غريب , وغرابته أنه هجين , وهو ليس له وصف قانوني ولافكري ولاسياسي ولاحتى طائفي
,و هناك العديد من المجتمعات التي تتعايش فيها طوائف مختلفة ,لكنها استطاعت أن تنقل الوعي الطائفي من مستواه الأهلي إلى المستوى المؤسسي المدني الذي يحافظ على كرامة المجموع وينظم حياتهم وفعالياتهم وعلاقاتهم على قاعدة القانون الواضح الصريح الذي يحترمه الجميع ,
حقيقة الأمر أن مايدعى (الدولة ) في سورية هي استثناء الإستثناء بشرعيتها وتركيبتها وبأهدافها وبفعلها وبأخلاقها وبآلية عملها , نظام يعمل بطقوس ملكية لكنه (جمهوري )! ويتبع نظرياً نظام انتخابي برلماني ,لكنه عملياً ملكي وراثي متخلف ! وفيه نظرياً سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية ! لكنه يعمل بصمام واحد هو الديكتاتور القابع فوق جميع السلطات ! ومؤسسات الدولة أصبحت هي أجهزته ومخابراته السرية والعلنية ,منتجة القرارات وناظمة عمل النظام كله ,وباتت مهمة السلطات الثلاث التي هي ركائز الدولة , التسبيح بحمد الديكتاتور وتبرير عجزه وتغطية فساده وتعظيم شخصه ووصف عبقريته وتعداد مكتسباته وانتصاراته في واقع بائس يائس ومهزوم في كل شيء , مهزوم في السياسة والإقتصاد والعلم والصحة ,وفي كل الفعاليات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والإنسانية التي تعبر عن وجود (الدولة ) !
.وإذا كانت الدولة تعني فيما تعنيه أنها مؤسسة فوق الجميع وأعلى منهم وأكثر حكمة وعقل ومسؤولية , أي في صورتها الواقعية هي خلاصة عقل الشعب وتاريخه وثقافته وتطوره ,تعبر في اللحظة الراهنة عن شكل قانوني يضمن تفاعل مجموع عناصرها وإنتاج صيغة مدنية حضارية تلزم المجموع باحترامها والعمل في حدودها , ولانريد تعقيد المسألة والخوض في الصراعات الإقتصادية والإجتماعية والفكرية وعبر مراحل من التاريخ دفعت البشرية ومنها سكان سورية الكثير من التضحيات والصراعات الداخلية والخارجية وأنتجت هذه المنظومة من العلاقات التي تحافظ على السلم الأهلي ومصالح المواطنين ضمن حاضنة مشتركة هي الدولة, لكن بشكل عابر نقارن بين ماهو معلن في أدبيات النظام وبين مايجري على أرض الواقع , والمقارنة لاتحتاج مختصين وعلماء ومختبرات ,بل هي في وصف المواطن العادي الذي سئم الدولة وسئم نفسه لكثرة القمع والذل ومحاصرته في أبسط جزئيات حياته , يطغى عليه إحساس العيش فقط ليكون مادة حية يستهلكها النظام في رهاناته ومقامراته الخاسرة داخلياً وخارجياً
, الدولة في سورية هي في علاقة المواطن بالسلطات فيها , فهو بعيد عن المشاركة في التشريع ,ومنتقى على أسس معينة ليكون في الجهاز التنفيذي وحتى ضمن أصغر حلقة فيها , إذ أن الإنتساب إلى أي دائرة يحتاج موافقة السلطة المشرعة وهي المخابرات , وهناك مؤسسات بأكملها مغلقة لحساب طائفي معين , وحكماً لايستطيع المراقبة والمحاسبة ,لأنه ممنوع من ممارسة أبسط مظاهرحقوق الرأي , والقضاء بدوره أصبح سوط بيد السلطة تجلد فيه المواطن صبح مساء.
خلاصة القول وبساطته : هو أن الدولة هي مؤسسات وقانون وسلطات وشعب تعمل في مجموعها بحرية وبالتكامل والتوازي للتعبير عن مصالح مجموعة من البشر تعرف أنها الشعب , ويشتركون في مساحة جغرافية بشكل متساوي وبدون تمييز ديني أو عرقي أو طائفي أو قومي أو سياسي وتقف على مسافة واحدة من الجميع تعرف أنها الوطن , وهذا المثلث( شعب - أرض - دولة ) هو صورة الحياة الراهنة , لكن في سورية فقد هذا المثلث أحد أضلاعه ( الدولة ) وبالتالي توازنه ,لأن التوازن الحقيقي يحدد مظاهره في الواقع العملي النظام السياسي وسلطته التنفيذية وطريقة تعامله مع المواطنين
, وفي حال النظام السوري بواقعه العملي نرى أنه متشابك بشكل معقد مع آلية عمل الدولة , تشابك أقرب إلى تفريغ مفهوم الدولة من عناصر قوتها الأساسية وهي حرية التشريع واحترام القانون واستقلال القضاء ومراقبة أداء السلطة التنفيذية ومحاسبتها , ومن المضحك الكلام عن سلطات دولة في سورية , والمضحك أكثر أن السلطة التنفيذية تعمل بعقد ملكي وضعته لنفسها ,مفتوح زمنياً وأجرائياً وانتقائي وصارخ في انتهاكه لحقوق المواطنين ,
وفي نظام اخطبوطي أحد وجوهه هو الآلة الإعلامية التي تغطي طبيعة عمله وتحجب عن المواطنين حقيقة الأمور , تغيب المحاسبة ويزداد الشطط في القمع والفساد , وعليه هذا النظام الأخطبوط عشعش وفرخ في كل مواخير الدولة وأوهنها وفتت روابطها وعلاقاتها , بدل تقويتها وتطويرها إلى مستوى قانوني وأخلاقي إنساني أعلى , وحصرها كلها في فرد يشرع وينفذ ويحاسب ويحيي ويميت من يشاء من المواطنين دون رقيب أو حسيب.....يتبع

المسكنات القاتلة

لم تعرف مصر عهدا امتلك مهارة تسكين الأزمات وترحيل المشكلات، مثلما جري في العصر الحالي ، فعلي مدار أكثر من ربع قرن امتلك الحكم مهارات نادرة في تمييع كل شيء وفي عدم حسم أي أمر، ورحل ببراعة نادرة مشكلات متراكمة، حتي تفاقمت وصارت مستعصية علي الحل، وتحولت أخطاؤه إلي خطايا حين تجاهل مشكلات الحاضر، لتخصم من رصيد المستقبل.
وعلينا أن نقر منذ البداية ببراعته في تسكين أحوال البلاد والعباد، بصورة جعلت نظاما محدود الكفاءة منعدم الخيال يستمر كل هذه الفترة بدون أن يتعرض لتحديات حقيقية من داخله أو خارجه، ونجح عبر هذه المسكنات أن يصمد أكثر من ربع قرن
، ولكن علي ما يبدو أنه لن يستطيع الفكاك من خطر النهاية، وسيعلن قريبا عن فشل سياسة المسكنات هي الحل
والحقيقة أن الحكم اعتمد في استمراره علي لا مشروع ولا نظام ، بحيث إنه لم يخلق بناء سياسياً متماسكاً يدفع الآخرين إلي مواجهته أو الاتفاق معه وفق معايير واضحة ، ولكنه رتب لمشروع وحيد هو مشروع التوريث يجري في الظلام ، ولم يعرف النور معتمدا علي سياسة التمويه والخداع ، وروج للرأي العام علي اعتبار أنه لا يوجد مشروع للتوريث، مستخدما نفس الطريقة التي تقوم علي عدم المواجهة والحسم، متصورا أن التقدم الذي حققه ببطء علي أرض الواقع يمكن أن يصل إلي الهدف المنشود وهو السلطة.
وقد حقق هذا المشروع تقدما وراء الكواليس، ولكن بثمن باهظ قام علي دفع المجتمع المصري «بهدوء» نحو الجمود والعجز عن الفعل والحركة والانشغال في المعارك الصغيرة، وترك المجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بدون أي محاسبة ولحالة فوضي عشوائية لا يحكمها أي رقيب، واستخدمت سياسة المسكنات في التعامل مع ملفات ساخنة، كالقضاة والطلاب وأساتذة الجامعات والأطباء والصحفيين وموظفي الدولة، وحققت قدراً من النجاح، ولكنها تعثرت في حل مشكلات العمال، وستتعثر أكثر لأنها مشكلات تطلب ثمنا حقيقيا لا يقدر النظام علي دفعه ولا تقدر سياسة المسكنات علي حله.
و«بهت» هذا الوضع الساكن علي كل الكيانات السياسية والنقابية ومؤسسات الدولة، فالجميع في حالة صراع داخلي، لأنه لا يوجد خصم خارجي واضح المعالم ولا أمل في التغيير، إنما حالة من السيولة جعلت كل المبادرات المنظمة في موقع الدفاع بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، وتحولت الأحزاب إلي كيانات فارغة، وصار النظام يمتلك حصانة داخلية بفضل الواقع السياسي الذي خلقه، ونجح في أن يحول كل كيان منظم إلي كيان مترهل، ومنشغل بمشاكله الداخلية وعاجز عن الفعل.
وبالتالي نجح عبر سياسة المسكنات في أن يكون في منأي عن أي تهديد من هذه الكيانات
ولكنه أصبح يعاني من خطر التحلل والانهيار من الداخل، بحكم قوانين الطبيعة والبيولوجيا قبل أن تكون قوانين علم الاجتماع ، لأنه نظام لا يمتلك أي ديناميكية داخلية، وهو يركض في مكانه، ويصرخ أحيانا ويطنطن بشعارات وطنية أحياناً أخري، ولكنه عمليا ثابت في نفس مكانه لا يتحرك.
فلا مانع أن يتصارع المواطنون حتي الموت في الانتخابات أو في الطرقات وفي الأزقة ، وليست هناك مشكلة كبيرة في أن يموت الناس من العطش في كفر الشيخ ، أو يصابوا بكل الأمراض المزمنة ، وأن يتركوا في عرض البحر يغرقون ضحايا للإهمال والفساد ، وأن تختفي السياسة، وتتفكك دولة القانون وتنهار المؤسسات، فالنظام لن يحاسب موظفاً أخطأ ، لأنه لا يحاسب مسؤواًل أجرم ، ويمكنه أن يحاسب الاثنين في حال إذا ما أراد أن يقدم كبش فداء ، أو رسالة سياسة.
لقد عاشت مصر عهدا مديدا عرف كل أشكال المسكنات الطبية المعروفة وغير المعروفة ، حتي في الحالات التي كانت تطلب بتراً أو عمليات جراحية، استخدمت فيها أيضا سياسة المسكنات حتي تدهور الحال إلي ما وصلنا إليه.
فالتعامل بالمسكنات لم يكن فقط سياسة إنما كان ثقافة شاملة امتدت لكل المجالات ، فلم تعرف مصر إصلاحا جذريا لمؤسسة واحدة ، وتركت كل شيء رهنا بسياسة «المسكنات القاتلة»، فهل يعقل أن يستمر نظام التعليم أسير هذه السياسة ونتاجها، بعد أن بات طاردا لكل العقول النابهة في هذا البلد، هل من المنطقي أن نتعامل مع أزمة المرور بهذه الطريقة حتي سيأتي اليوم وتتوقف حركة السير في القاهرة تماما، بفضل الغزو العشوائي للميكروباص، وانطلاق الناس في نهر الشارع بعد أن هدمت الدولة الأرصفة، وألغت أماكن عبور المشاة الآمنة في طرق ممتدة لعشرات الكيلومترات، لصالح الطرف الأقوي أي أصحاب السيارات.
الحقيقة أن عصر «المسكنات هي الحل» لم يقتصر فقط علي المجال السياسي ، إنما امتد لكل مجالات الحياة ، وإذا كانت السياسة هي مربط الفرس والتي من خلالها يتفرع ما يعرف بالسياسات العامة التفصيلية والمعاشة ، فإن سياسة إدارة الدولة المصرية بطريقة المسكنات جعلت هناك إحساسا عاما وغير مسبوق بأن النظام ليس له صاحب ، وأن معظم من في النظام يؤيدون الحكم في العلن وينتقدونه في السر، لأنه بلا ملامح سياسية واضحة ولا يتحرك إلا في اللحظة الأخيرة حين تتحول المشكلة إلي مصيبة، أما ما دون ذلك فهو يستعمل قفاز التسكين الناعم في مظهره الخارجي ، فتتعقد المشكلة وتتفاقم، حتي تصبح معضلة وأزمة مستعصية علي الحل.
ولم تمنع هذه البلادة من أن يتحرك الحكم بجدية وإصرار في مجال واحد فقط، هو ترتيب البيت الداخلي من أجل تمرير مشروع التوريث ، وهنا استفاد من مناخ المسكنات، ومن انقسام المعارضة، وعجز الكيانات السياسية المنظمة علي الفعل والمبادرة، ولكن هذا المناخ سيكون في الحقيقة العقبة الرئيسية أمام نجاح هذا المشروع، لأنه خلق حالة من السيولة والميوعة جعلت المؤيدين لهذا المشروع منقسمين بين أقلية لا تتعدي أصابع اليد مؤمنة به ومؤيدة له في العلن والسر، أما غالبية «المؤيدين»، فهم يؤيدونه باعتباره المشروع الذي يحكم الآن، الذي مازال في السلطة، ولا يبدو أنه توجد معارضة حقيقية له، وهم علي استعداد للتخلي عنه عند أول منعطف أو تحد أو ثمن يضطرون إلي دفعه.
إن نجاح الحكم في نزع نفس المقاومة والرفض السلمي المنظم من الشارع المصري، وإنهاء دور الكيانات السياسية المنظمة، أدي أيضا إلي أن يحمل الحكم نفس تلك الحالة من غياب المناعة الداخلية والقدرة علي الصمود، والهشاشة والضعف، متصورا أن تلك الحالة المتبلدة ضحية سياسة المسكنات، يمكنها أن تقبل عملية جراحية كبيرة من نوع «انقلاب التوريث»، وهو أمر لن ينجح لأنه يتطلب نمطا من المؤيدين له في الحكم، يختلف عن هؤلاء الذين ترعرعوا في عصر المسكنات، ولأن مقاومته ستأتي من خارج هذا الجسد المرئي والظاهر، سواء كان في الحكم أو المعارضة وقتلته سياسة المسكنات
د.عمرو الشوبكى ١٢/٧/٢٠٠٧
المصرى اليوم

Wednesday, July 11, 2007

ليلة القبض على سوريا

عندما أزمع الكتابةَ عن سوريا وقضاياها وهمومها ومشاكلها وأحزانها وأفراحِها تقف اللغةُ مترددةً قبل أن تسعفني بمفرداتها، وكلما أمدّتني ضادُنا الجميلة بألفاظ أخشى على قلب العروبة النابض منها، ينتقل الترددُ من اللغةِ إلى أصابعي، فما كرهتُ شيئاً مثلما كرهت قطعَ شعرةِ معاوية مع دمشق.
شرحتُ كثيراً في السنوات العشر الماضية قصةَ حبي لسوريا التي بدأت عام الوحدة بين الاقليمين الشمالي والجنوبي وظلت دمشق في قلبي لا تبرحه فهي جزء من دعاء الشرق، وجبهة الصمود، وآخر المقاومين المحترَمين!
لكن الواقع يُكَذّب تلك الصورةَ الورديةَ في ذهني، ويُخرْجني من عالم الحُلم إلى عالَم الواقع المرير.تهكمتُ على نفسي مؤخرا قبيل اعلان نتيجة الاستفتاء على الرئاسة السورية، وقلت لها ربما تكون النتيجةُ أقل من ثمانين بالمئة فالرئيس الشاب الذي تعلّم في الغرب يعرف أن نسبة التسعين في المئة تثير الاحتقارَ لدىَ الشعب، وكل صور الازدراء لدىَ المثقفين ومنظمات حقوق الانسان.قلت لنفسي أيضا بأن الرئيسَ الشابَ لن يجعل ضيوفَه الكبارَ من زعماء ورؤساء وفود وغيرهم ينظرون إليه تلك النظرةَ الدونية التي لا نخطئها جميعاً عندما نقرأ نتيجةَ الاستفتاء
فصدام حسين حصل على مئة في المئة، وزين العابدين بن علي اقترب كثيرا منها، أما مبارك فقد وافق على المسرحية الأمريكية للانتخابات وجعل النسبة المئوية لنجاحه كأنها حقيقية، ثم قام بتأديب منافسه الدكتور أيمن نور، وألقاه في بيوت الأشباح المصرية.
كان المشهد من طبيب العيون مؤذياً للعيون، فسوريا العظيمة ذات التاريخ النضالي، والتي يسكن في كل بيت منها قائد انقلاب عسكري ينتظر الفرصة المناسبة ليثِبَ على الحُكم يجعلها الرئيس الشاب أضحوكة أمام العالم كله، ويجعل شعبنا السوري يلطم وجهه في المرآة، فأجهزة استخبارات بشار الأسد جعلت النسبة أكثر قليلا من سبعة وتسعين بالمئة.إنه الاستبدادُ بكل ما فيه من عنف ودماء وقسوة إلا أن هناك أيضا مشاهد كوميدية ليست مقتصرة فقط على الأخ العقيد قائد ثورة الفاتح، لكنها تنسحب على كل الطغاة والمستبدين وهم يزيّفون إرادة الشعب، ثم يعيدون صناعة الأيدي المرتعشة والأسنان المصطكة لتكملة الصورة النهائية للعلاقة بين الشعب والسلطة، بين الرعية والحاكم، بين الماشية وراعيها.
كانت النتيجة صفعةً على أقفية أبناء أكثر شعوب المنطقة تمرّدا ووعياً وطنياً وانخراطاً في العمل السياسي وفهما لتشابكات المنطقة وصراعاتها الخفية.كانت النتيجة شبيهة بيوم أنْ وقف أعضاءُ مجلس الشعب وقد تلقى كل منهم أوامر من سيد القصر أن يشتموا، ويلعنوا، ويسبّوا عبد الحليم خدّام الرجل الذي تولى تربية الرئيس الشاب.ووقف ممثلو الشعب يرتعشون، ولا تستطيع رُكَبُهُم أن تحملهم، وتكاد تسمع صراخَ لغة أهل الجنة وهم يفككونها، ويعجّمونها، ويطلقونها في آذاننا كأنهم غاضبون عليها لأنها قامت بتعريتهم.
أربعون عاما وجيشنا السوري تأكل مشتريات أسلحته ثلث ميزانية الدولة ، ويقف على أبوابه عدو لا مندوحة عن نزاله يوما ما، وتحتل جولانَه فرقٌ رمزيةٌ من الجيشِ الاسرائيلي لو كانوا على حدود الجزائر أو تشاد أو الصومال أو إرتيريا لما زار النومُ عيونَهم.ومع ذلك فهذا الجيش لا يستطيع أن يتصدى لطائرات إسرائيلية تحلق فوق قصر السيد الرئيس، وتعطي إشارةً بأنها قادرة على اصابة هدفها حتى لو كان طبيب العيون في فراشه.ويصمت جيشنا البطل، وتسكت كل المدافع، وتصُمّ أجهزةُ الاستخبارات من الحدود التركية والفلسطينية واللبنانية آذانها، وتصُكّ وجهَها كأنها عجوزٌ عقيم
.فالمعركة الحقيقية هي مع المواطن السوري ، والخوف الحقيقي يعرف طريقَه إلى السلطة عندما يتنفس أبناءُ البلد، وأقبيةُ السجون قادرةٌ على تذكير السوريين بأنَّ كرامتَهم هي آخر اهتمامات السيد الرئيس.
عندما يتم توقيف شاب صغير في الثالثة والعشرين من عمره ( محمد نافع الصايل من دير الزور ) وتتم محاكمته بعد عامين من الاعتقال فتلك لعمري كارثة إنسانية تتنافى مع كل القيم والمباديء والأعراف.إن التعامل مع حيوات الناس وسنوات أعمارهم وعدم الاكتراث بقضائها في داخل السجون انتظارا لمحاكمات قد لا تأتي أبدا، هو غاية الامتهان لكرامة المواطن.
عندما يقوم صحفيان( مهند عبد الرحمن وعلاء الدين حمدون ) بالاستعداد لعمل تحقيق صحفي عن النقابات في سوريا، فإنه من الطبيعي أن يطرحا أسألتهما على النقابيين.لكن أجهزة الاستخبارات البارعة في انزال الرعب في قلوب السوريين تقرر احالتهما للمحاكمة بتهمة طرح أسئلة على نقابيين عن موضوع صحفي لم يتم نشره بعد، وأن مضمون الأسئلة ينال من هيبة الدولة!أي اذلال هذا يريده الوطن من المواطن ثم يطالَب بعد ذلك بالدفاع عنه؟قلنا عشرات المرات ونكرر مثلها أضعافا مضاعفة ولن نملّ الحديثَ عنها فهي لُب الموضوع، وصُلب القضية، بأن المواطن الذي تطلب منه الدولة الخنوعَ والمسكنةَ، وتطُعمه خوفاً، وتسقيه رعباً، وتلقي به في زنزانات قذرة بدون محاكمة لعدة سنوات هو مشروع تعاون مع أعداء الوطن. إنها صناعة نُسخ جديدة من إيلي كوهين وهؤلاء سيرشدون عن عناوين وأسماء ضباط التعذيب في أجهزة الاستخبارات إذا سقطت سوريا، لا قدر الله، في براثن خصومها وأعدائها، وهم كُثر.
المواطنُ الحرُّ هو الضمان الوحيد لوطنٍ حر ، وهو الذي تفكر كل القوى المعادية فيه قبل إلحاق الأذىَ ببلده أو نظامه.والمواطن السوري الحُرّ الذي يجلس أمام ضابط استخبارات ويضع ساقا فوق ساق، ويرتشف قدحا من القهوة دون أن يرفّ له جفن أو تتسارع نبضات قلبه هو القادر على حماية سوريا.والمواطن السوري الذي يقدم جواز سفره في مطار دمشق لضابط الأمن، وينظر في عينيه، ويؤكد لمنتظريه في الخارج بأنه قادم إليهم بإذن الله دون أي تأخير، هو نفس المواطن الذي سيستثمر في بلده، وسيدافع عنها في كل المحافل، وسيمنحها روحه وأمواله ودعمه، وسيساهم في افشال أي مؤامرة ضد النظام.
أنا لا أفهم كيف تفكر أجهزة الأمن في مستقبل طالب يتم اعتقاله، ثم تتأخر محاكمته عاما أو اثنين أو أكثر وكأن مستقبله ودراسته وحياته لا تعني أحدا في الدولة كلها!تهمةٌ فيها من اللاعقلانية والظلم والغباء ما يجعلها بصقة في وجه كل من يؤمن بحقوق إنسان خلقه العلي الكريم، ونفخ فيه من روحه.التهمة هي ( تعريض البلاد لأعمال عدائية )، وهي فضفاضة، وواسعة، وزئبقية، أينما نظرت إليها لا تصطدم إلا بوجه غليظ سادي لضابط مخابرات لا يعبء لاسرائيل، ولا يكترث لنشاطات الطابور الخامس، إنما المهم أن يقول كما قال قائد الاحتلال في العراق بعد القبض على صدام حسين: سيداتي سادتي .. لقد قبضنا عليه!
آه أيها الشهامة والنخوة والرجولة العربية التي حتى عندما جاء الاسلام برسالة خاتم الانبياء تركها كما هي: إنها نجدة الملهوف، ونخوة رجال كانوا يخجلون من اطلاق السهم في ظهر الخصم.
يونس خضر يونس يتم الحكم عليه بثلاث سنوات لأنه نشر أخبارا من شأنها أن توهن نفسية الأمة!
هل صحيح أن بلادنا أصبحت هشة وتحتاج لأجهزة استخبارات قوية تحاكم المواطنين الذين يقتربون من ( نفسية الأمة ) خشية أن تسقط، وتتحطم كما تتحطم لعبة طفل رخيصة مصنوعة في تايوان؟
الاختفاء القسري هو نتيجة طبيعية لاختطاف مواطن كان عائدا إلى منزله، وفجأة تتوقف سيارة، وينزل منها رجلان كما في الأفلام الأمريكية، ويصطحباه إلى مكان مجهول.أي امتهان هذا لكرامة ابن البلد وأهله وأبناء وطنه عندما يتم منعه من أن يتصل بوالدته أو شقيقه ولا نقول المحامي فتلك رفاهية في عالم الاستبداد.وتبدأ عملية العقاب الجماعي عندما تقوم الأسرة بالمرور على أقسام الشرطة، والاتصال بالمستشفيات، ودفع ( إكراميات ) للصغار والكبار من الأمن على حد سواء من أجل معرفة مصير ابنهم.
الصحفي سالار أوسي من القامشلي كان متوجها في بدايات شهر يونيو إلى نادي الصحفيين.ثم اختفى كما اختفى من قبله الكثيرون، فأمريكا اللاتينية في ظل حُكم العسكر كانت هكذا. يختفي المواطنُ كحشرة سقطت تحت حذاء عسكري، وقد لا يعود أبداً إلى أهله.
في العاشر من يناير 2005 تقوم المخابرات العسكرية بمدينة حلب باعتقال الطالب محمد عبد القادر طالب وهو يدرس في كلية الهندسة. يختفي كما اختفى غيره، وأسرته تستجدي أعلى سلطة في البلاد، لكن أهله نسوّا في غمرة اللهفة على ابنهم أن قانون الطواريء المعمول به منذ عام 1964 يسمح للدولة أن تُلقي القبض على أي مواطن، ولو تم توجيه تهمة النظر إلى ضابط الأمن بطريقة تهدد رخاء واقتصاد وسلام الدولة فإن القاضي قادر على أن يستخرج من اللاقانون مواد شبحية تُثَبّت التهمة على المواطن المسكين.
فؤاد الشغري يتم الحكم عليه بالاعدام بموجب القانون 49/1980الخاص باعدام كل من ينتسب لجماعة الاخوان المسلمين. ثم يتم تخفيف الحكم إلى 12 عاما، وهي أيضا تعني الاعدام ولكن في خلال فترة العقوبة.
أما فارس نقور فهو حالة من الظلم لا مثيل لها في كل الأحكام التي أصدرها طغاة وحافظ عليها زبانية التعذيب.حاول أن يجتاز الحدود لأهله المقيمين في الجولان، لكن سلطات الحدود التي تصمت صمت القبور عندما تعلن اسرائيل عن مناورة في الجولان، تقرر القبض على المواطن الذي يريد أن يعيش مع أهله أو يعمل معهم.الحكم عليه يصدر من حُماة العدالة بالسجن 12 عاما، وما أدراك ما السجن في سوريا؟
سيقول قائل بأنه أرحم من سجون المغرب والجزائر والأردن ومصر وليبيا وتونس واليمن وغيرها.
الكاتب عادل محفوظ كان محظوظا فالذي حَكم عليه امرأةٌ، وهي قاضيةٌ في مَحكمة مدنية في مدينة طرطوس. ستة اشهر فقط بتهمة تعكير صفو الأمة!
كل منا شاهد ولو مرّة في حياته بلطجياً من قبضايات الحي، يجلس على المقهى والكل يتملقه، ثم يجيء صبي صاحب المقهي ويهمس في أذن الفتوة قائلا: إن هذا الرجل ينظر إليك!يضرب البلطجي المنضدة بقبضة يده فتهتز لها كل الكؤوس والأقداح، ثم يتوجه إلى المسكين سائلا إياه عن سبب النظر إليه!إنه ليس قانون القبضايات فقط إنما دستور الطغاة، ولكل قاض أو ضابط أمن أن يفسر قوانين الدولة وفقا لمزاجه أو شجاره مع زوجته أو اكتشافه أن ابنه الوحيد أصبح مُدمنا، فيخرج الغضبُ قابضاً على عنق المواطن في عهد فخامة الرئيس.
لا تزال الضجة مثارة حول اختفاء 73 مصريا في سوريا حتى ظهرت قضية اختفاء عمرو أحمد المواطن المصري الحاصل على الدكتوراة في جامعة سانت بيترسبرج الروسية.دعاه أحد أصدقائه السوريين، وقضى في ربوع سوريا الحبيبة 26 يوما، ثم اختفى في اليوم السابع والعشرين من مايو 2007.قام بزيارة حلب لمدة يومين، وفي الطريق إلى دمشق بعدما اتصل بزوجته الروسية وأبلغها أنه سيحصل على تأشيرة دخول روسيا من السفارة في العاصمة السورية، اختفى فجأة.
أغلب الظن أن الأمن قام باعتقاله من الفندق، كما قال شهود عيان، وكانت حملة اعتقالات بمناسبة الاستفتاء على رئاسة الجمهورية قد شملت كل شبر من قلب العروبة النابض.أرسل والد الشاب رسالة خاصة إلى الرئيس بشار الأسد ولم يتلق عليها ردّاً، ولن يتلقى أبدا، فالرئيس ليس لديه الوقت لهذا العبث، وكرامة المواطن وحياته وحقوقه وحريته آخر ما يفكر فيه القائد الشاب، فكيف بمواطن مصري تسحله حكومته، ويعتقل مبارك ثلاثين ألف شخص لم يُعرض أكثرهم على العدالة، أن تدافع عن مصري في الخارج أو 73 مصريا اختفوا في الاقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة؟
جناية أخرى يصدر فيها الحكم بتهمة ( إضعاف الشعور القومي ) وتلك لا يزيد الحكم فيها عن ثلاث سنوات مع كل المستلزمات الواجبة والمرافقة للحكم من ضرب وركل وتعذيب حتى يصرخ المواطن ويقول لنفسه دون أن يسمعه الآخرون بأن هذه ليست بلدي
.ليلة القبض على سوريا نترك تحديدها لكل عاشق لهذا البلد الطارد لأبنائه، ولا أظن أن مليون رسالة ستقنع الرئيس بشار الأسد بأن للسوريين حقوقا في بلادهم أكثر من حقوق العبيد
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج