Thursday, September 23, 2010

علماء مصريون: رضوان علام

الدكتور المصري رضوان علام سالم الطيار أستاذ الفيزياء الكونية، وهو حاصل على درجة الدكتوراه قي الفيزياء الكونية، وهو أول من حصل على هذه الدرجة قي الشرق الأوسط، والثالث على مستوى العالم.

الدكتور رضوان علام من مواليد قرية وردان التابعة لمحافظة الجيزة بمصر، وقد سافر إلى اليابان بعد أنهى دراسته الثانوية وأكمل تعليمه بها، وقد تزوج من ابنة وزير ياباني.

كان لدى الدكتور رضوان شغف وعشق دائم للحضارة المصرية القديمة حتى أصبح من الرواد المهتمين بهذه الحضارة ودرسها طوال مدة 25 عاما، واهتم بتاريخ الحضارة الفرعونية في تنقية المياه، وأجرى العديد من التجارب العلمية في هذا المجال حتى توصل إلى الاكتشاف المذهل وهو بكتيريا تستخدم لتنقية مياه الصرف الصحى قي ٧ دقائق.

استطاع الدكتور رضوان اكتشاف نوعاً من البكتيريا يسمى Mostivit تستطيع تنقية مياه الصرف الصحى قي ٧ دقائق فقط، وهو الاختراع الذي لا تعلمه أى دولة قي العالم ولا تطبقه سوى اليابان، وهذه البكتيريا ثبت أنها ليس لها آثار ضارة على البشر.

وهذا الاكتشاف أبهر الحكومة المصرية ليقرر مجلس الوزراء المصري الأستعانة بخبراته العلمية لتنفيذ أكتشافه كمشروع قومى لا يهدف إلى الربح، وقد فرضت الحكومة على الأمر سياجاً من السرية منعاً لاستغلال المشروع تجارياً، ووصلت السرية إلى درجة أن وسائل الإعلام المختلفة لم تستطع الوصول إلى الدكتور رضوان علام.

ويرجع توصل الدكتور علام إلى هذه البكتريا لدراسته تاريخ الفراعنة في الصرف الصحي، وتوجد هذه البكتريا قي باطن الصحراء التي كانت تغمرها محيطات قي عصور سحيقة، وكذلك قي الأهرامات ومراكب الشمس، مؤكداً أنه عندما توضع كمية صغيرة من هذه البكتيريا على مياه الصرف الصحى فإنها تستطيع قي غضون ٧ دقائق فقط تنقية المياه بنسبة ١٠٠%، كما أن لديها قدرة خارقة على اختزال المواد العضوية قي دقائق معدودة.

مشيرا إلى ان الفراعنة كانوا يستخدمون هذه البكتيريا من قديم الأزل، لكن لم يلتفت إليها أحد قي العصر الحالى، لافتاً إلى أن اليابان تستخدم هذه البكتيريا وتحظر تصديرها وخروجها نهائياً من البلد لأى دولة أخرى.

واستمرارا لعشقه للحضارة المصرية القديمة أسس الدكتور رضوان قرية فرعونية قي مزرعته التي أنشأها قي مسقط رأسه قرية وردان، قي محاولة لإعادة أمجاد المصريين القدماء، ويكثف كل جهوده حالياً للانتهاء من هذه القرية قي الوقت القريب ليتم افتتاحها كمزار سياحى لا يسعى للربح.

كما يستعد لدخول موسوعة جنس بأضخم 4 مسلات مصرية حيث سيبلغ الارتفاع الكلى للمسلات الأربع حوالى 32 متراً ارتفاع لكل مسلة على حده، ويبلغ وزن المسلة الواحدة تقديرياً حوالى 1650 طناً بدون القاعدة وأبعادها من القاعدة 2,25 لكل ضلع من أضلاعها الأربعة، وتنتهى بقمة هرمية الشكل أبعادها 2,03 والهرم الصغير الموجود على القمة سيبلغ ارتفاعه 4 أمتار، والأرقام هنا لها دلالة مهمة، حيث تمثل مجموع أرقام القاعدة 9 وهو عدد الأقواس التسعة الممثلة للشر وأعداء مصر الذي يضعها الفرعون تحت أقدامه وتنتهى المسلات بالرقم خمسة رمز حورس إلهة الخير، ويمثل انتصار الخير قي النهاية على الشر.

http://ar.wikipedia.org/wiki/

Wednesday, September 22, 2010

أحفاد أحمد عرابى الرائعون

حلوة اللقطة.. شباب معظمهم فى العشرينات من العمر يخرجون بشكل متحضر للغاية متوجهين إلى قصر عابدين ورأس التين على طريقة جدهم أحمد عرابى رافعين شعار «لن نورث بعد اليوم». إذن هناك أمل فى مصر أخرى غير تلك المنكوبة بمن أفقروها وأصابوها بالعجز والهرم المبكر، المنهوبة من هؤلاء المغامرين المحترفين، المسلوبة بواسطة هؤلاء المدججين بالثروة، الذين تزوجوا من السلطة فانفتحت أمامهم ممالك النفوذ والسيطرة على البلاد والعباد.

غير صحيح إذن أن شبابنا منقطع الصلة بهموم بلده وقضاياه الحقيقية، وثبت أن نظريات العجائز المعلبة عن أن الأجيال الجديدة لا تشارك فى الهم العام هى نظريات هشة ومهترئة.

هؤلاء فتية وفتيات آمنوا ببلدهم وعرفوا تاريخه واستلهموا أنصع ما فيه ورفعوا أصواتهم بمطالبهم وأحلامهم.. مشهد خروج هؤلاء يدعو للفخر وليس إلى تجييش الآلاف المؤلفة من الهراوات والعصى المكهربة وصفوف البطش الأعمى.

ماذا كان سيحدث لو قابلت قوات الأمن التحضر بتحضر وتركت الوقفة السلمية تتم دونما اشتباكات واعتداءات واعتقالات واحتجازات للعشرات؟

ولأن الشىء بالشىء يذكر فإنك لابد ستقارن بين ما جرى فى عابدين إحياء لذكرى الزعيم أحمد عرابى، وبين ما وقع فى شارع البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين فى التوقيت ذاته تقريبا.. القصة كما رواها موقع «اليوم السابع» أن حشودا هائلة من شباب الألتراس الزمالكاوى والأهلاوى اشتبكوا فى أحد أكبر وأخطر شوارع القاهرة مستخدمين قنابل المولوتوف والأسلحة البيضاء فتكسرت واجهات وأحرقت سيارات نقل عام، بمنتهى الحرية وفى ظل مساحة شاسعة من التسهيلات الأمنية لكى يحظى المخربون بأوقات تخريب وترويع هادئة، إذ لم تهرع قوات الأمن إلى المكان ولم تتدخل تاركة المواطنين والسيارات العابرة عرضة للحرق والإصابة.

لن نضيف جديدا لو قلنا إن مظاهرة أو وقفة ينظمها خمسة أنفار تشم فيها الأجهزة رائحة سياسة خفيفة، هى كفيلة بتحريك المدرعات والمجنزرات والحشود الغفيرة من الأفراد المسلحين لحصارها وإخمادها وتلقين منظميها طريحة معتبرة من الضرب والإهانة.

وفى المقابل يمكن لأى مجموعة من البلطجية أن يهبطوا على أى حى، ويمارسوا الإرهاب والترويع على الجميع دون أن تقول لهم الشرطة «بم» وإن حضرت يكون ذلك متأخرا جدا.

ولا ريب أنك تسأل نفسك عن هذه الصرامة والشدة والغلظة الأمنية فى التعامل مع الشارع السياسى، بينما الشارع العادى يتحول شيئا فشيئا إلى غابة تحكمها وحوش البلطجة والنفوذ، ولكم فى معركة عزبة أبوقرن وموقعة كريازى النموذج والدليل.

لماذا الاستئساد على نشطاء محترمين متحضرين والاستنعام أمام قطعان الإجرام الجنائى وبلطجة وإرهاب هؤلاء المنتفخين بالثروة والنفوذ؟
يبقى فى مسيرة عابدين أنها تؤكد خصوبة مصر السياسية، ففى اللحظة التى تدخل فيها تلك التى تسمى أحزاب معارضة بيت الطاعة الحكومى وترضى بفتات المقاعد وبقايا المائدة، يدفع الشعب المصرى بمجموعات شبابية تشق الظلام وتعوضنا عن بلابل التمرد، التى قبلت أن تحبس فى أقفاص حزبية فاخرة.

بقلم:وائل قنديل - الشروق

استقووا فكشفوا ضعفهم

الذى حدث مع المتظاهرين ضد التوريث فى القاهرة والإسكندرية أمس الأول يدل على أن نظامنا فقد أعصابه ولم يعد يحتمل صوتا معارضا يخرج إلى الشارع. حتى إذا كان المتظاهرون بضع عشرات. ذلك أن الحشود الأمنية الكبيرة التى أعدت لمواجهة مظاهرات الشوارع، والقسوة المفرطة التى تم التعامل بها معهم، وعمليات الاعتقال التى تعرض لها الذين يرفعون اللافتات أو يرددون الشعارات، ذلك كله يبعث إلى المجتمع برسالة تخويف وترويع مطلوب أن تبقى حية فى الذاكرة طوال الوقت.

ولو أن الذين حشدوا تلك الحشود ووضعوا الخطط لسد منافذ الشوارع وحصار المتظاهرين وأعدوا فرق الكاراتيه لمتطلبات الاشتباك والضرب والسحل، لو أنهم تصرفوا بصورة أكثر عقلانية وتحضرا لكسبوا احترام الناس وتعاطفهم، بدلا من توسيع دائرة السخط والنقمة عليهم. إذ ما الذى يفزع النظام فى مصر بسكانها الذين يزيد عددهم على ثمانين مليونا، حين يخرج بضع عشرات من المواطنين فى مظاهرة ترفض التوريث أو تحتج على سياسة الحكومة؟ علما بأن أولئك العشرات يقاربون عدد الجالسين على مقاعد أى مقهى، أو الواقفين فى انتظار حافلة الركاب أو المترو، ومن الذى ثبت بحقه الخوف فى هذه الحالة، المتظاهرون الذين خرجوا إلى الشارع ورفعوا صوت الاحتجاج ضد السلطة، أم جهاز الشرطة الذى استنفر واهتز فسارع إلى تطويق المتظاهرين وقمعهم. بكلام آخر فإن الذين أرادوا استعراض القوة قدموا دليلا على شدة الضعف.

ذلك ان القوى فى الشأن العام ليس من يلوح للناس بهراوته فى كل حين. (العرب تقول إن من طالت عصاه قلَّت هيبته)، لكنه من يثبت فى مكانه واثقا من قدرته ومستعليا فوق انفعالاته، ومقدما الحكمة والسياسة على المناطحة والتياسة.

فى اليوم الذى عمدت الشرطة إلى سحق المتظاهرين ضد التوريث تلقيت اتصالا هاتفيا من محامٍ كبير صديق لى، أبلغنى بصوت منفعل أن ابنه ذهب إلى أحد أقسام الشرطة فى القاهرة لاستخراج صحيفة الحالة الجنائية (فيش وتشبيه)، وبينما هو واقف فى الطابور ينتظر دوره مر أحد الأشخاص إلى جانبه بسرعة محدثا صدمة قوية بكتفه، فما كان من الشاب إلا أن قال للشخص المار، «يا أخى خذ بالك»، فما كان من صاحبنا إلا أن استدار ووجه صفعة قوية إلى شاب آخر كان يقف خلفه، ظنا منه أنه من صدرت عنه الملاحظة. ولم يكتف بذلك، ولكنه انهال عليه بالضرب وسط ذهول الواقفين، ثم واصل سيره إلى داخل المبنى. وتبين بعد ذلك أن الشخص المار ضابط شرطة فى القسم، لم يعجبه تعليق الشاب و«تطاوله» بالملاحظة التى أبداها.

قال صاحبى إن ابنه أصيب بالهلع من المنظر، فلم يجرؤ ان يخبر الضابط بأنه هو من صدرت عنه الملاحظة وليس الشخص الآخر، خصوصا أن الخوف انتابه حين رآه ينهال بالضرب على ذلك الشخص، فآثر الخروج من الطابور وانخرط فى البكاء تأثرا بما حدث.

فى اليوم نفسه، قرأت فى إحدى الصحف الصباحية ان المحامى العام لنيابات غرب الإسكندرية أصدر أمر بالتحقيق مع 6 من ضباط الشرطة، قتلوا أحد أرباب السوابق أثناء محاولة القبض عليه، بأن اطلقوا عليه 80 رصاصة اثبتها الطب الشرعى، فى حين ان الضباط ذكروا انهم لم يستخدموا الرصاص ضده، عندئذ تذكرت قصة الشاب خالد سعيد ابن الإسكندرية، الذى اتهمت الشرطة بقتله أثناء محاولة القبض عليه، ونفت الداخلية ذلك فى بيان رسمى، ثم تاهت أوراق القضية وجرى التسويف فيها، فى حين ظل اتهام الشرطة بالمسئولية فى الحادث متداولا على الألسنة ومستقرا فى الأذهان.

حين وجدت ان الشرطة سحقت المتظاهرين ضد التوريث، وانها لم تتردد فى سحق غيرهم رغم انهم لا علاقة لهم بالتوريث أو بأى شىء فى السياسة، قلت ان الشرطة بهذا الأداء أصبحت جزءا من المشكلة، بحيث إن الازدراء بالشعب وتحقيره، لم يعودا مقصورين على رجال السلطة والسياسة وحدهم، وان ذلك أصبح دأب رجال الشرطة أيضا، ووجدت أن عبدالرحمن الكواكبى قالها فى كتاب طبائع الاستبداد، حين ذكر ان الحكومة المستبدة تكون مستبدة فى كل فروعها، من المستبد الأعضم إلى الشرطى. وان الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم فى الأمة ثم من دونه لؤما.

بقلم:فهمي هويدي - الشروق

وينَك رايح يا شادى؟

لم يكن أكثرنا قد سمع عن شادى طارق الغزالى حرب حتى صباح يوم الأربعاء الخامس عشر من هذا الشهر عندما علمنا بخبر اختفائه من مطار القاهرة فيما كان ينهى إجراءات سفره إلى عاصمة الضباب. أما اليوم فاكتب اسم شادى على شاشة الكمبيوتر واضغط على محرك جوجل وسوف تطالعك عشرات العناوين التى تخصه التى تدور فى مجملها حول أمرين اثنين: تفوقه العلمى ونشاطه فى حملة دعم البرادعى.

هو شىء عادى جدا أن يكون لواحد من آل الغزالى حرب نشاط سياسى، فالأسرة بكاملها تحترف الاهتمام بالشأن العام من الجد إلى الأب إلى الأعمام، واهتمامها يعكس مروحة واسعة من الاتجاهات السياسية فيها انتماء للإخوان واليمين واليسار، انتماء يختلف من جيل لجيل ومن شخص لآخر وعلى مدى عُمر الشخص نفسه.

انضم شادى إلى الجمعية الوطنية للتغيير التى أسسها عمه أسامة، وشكل هو نفسه مجموعة «مصريون فى لندن من أجل التغيير»، وتفاعل مع أحداث الوطن بأشكال مختلفة. ففى أحد العناوين التى يدلك عليها محرك جوجل ستقرأ له تعليقا نشره المصرى اليوم فى العشرين من يوليو 2009 يسأل فيه إن كان الرئيس مبارك يقبل بالسباب الذى وجههه أحد كبار كُتاب الأهرام لقادة ثورة يوليو حين وصفهم بأنهم «مجموعة من المتآمرين صغار السن محدودى الخبرة والتعليم والمعارف». فورا تكتشف أنك أمام شخص مختلف، شخص لا تحرفه اتجاهاته الليبرالية عن القراءة المنصفة لتاريخ مصر السياسى، يداخلك تجاهه شعور بالارتياح والفضول معا.

فى السيرة الذاتية لشادى يتواءم نشاطه العام مع تفوقه العلمى، فهو من أوائل دفعته فى كلية الطب جامعة القاهرة ويشغل وظيفة مدرس مساعد بها. اختار التخصص فى جراحة زراعة الكبد، وأعد فيها رسالته للماجستير، ويعد حاليا رسالته للدكتوراه فى التخصص نفسه.

وعندما اختفى شادى من المطار كان فى طريقه لأداء الامتحان للحصول على زمالة الدكتوراه فى جراحة الكبد بإحدى جامعات بريطانيا. يلفتك أنه حين تعذر تمويل الجامعة لإشراف مصرى ـ بريطانى مشترك على رسالة شادى لأسباب ليس هذا مقام شرحها قرر أن يمول سفره من ماله الخاص. استفاد من منحة قدمها الاتحاد الأوروبى لشباب الباحثين لكن حدها الأقصى كان ستة أشهر.

شاب هذا هو سجله وهذا هو تاريخه، ما الذى يمكن أن يخشاه منه النظام برب السماء؟ سؤال مستفز ألح علىّ من أول لحظة قرأت فيها خبر اختفائه. شاب له وظيفة جامعية محترمة، ومستقبل عملى واعد، وسمعة طيبة، وحياة أسرية مستقرة، وانتماء وطنى يحميه من الشطط، أى تهديد يمكن أن يمثله هو أو من على شاكلته؟ إنه المفهوم الواسع جدا جدا لأمن النظام، مفهوم يعتبر أن توزيع صور البرادعى أو التوقيع له أو الخروج لاستقباله يهز الاستقرار أو حتى يقوضه. شادى فرد من بين نصف مليون مواطن وقعوا حتى الآن لترشيح البرادعى للرئاسة أما التسعة وسبعون وخمسائة ألف مواطن الآخرون فلم يوقعوا، ومع ذلك تعصب عينا شادى، ويُعرَّىَ، ويُحقق معه، ويفوت موعد أدائه امتحان الزمالة، وتعيش أسرته ساعات قلق عصيبة لا يكابدها إلا من يعرف معنى الاختفاء القسرى.

لا يلغى الإفراج عن شادى سواء بعد ثلاثين ساعة أو خمس وثلاثين، لا يلغى أبدا المعنى الخطير وراء اختفائه، فالقضية لا تكمن فى عدد ساعات الغياب بل فى حدود مفهوم أمن النظام.

عندما اختفى شادى كان قد مر يوم واحد على عودة الموظفين إلى أعمالهم بعد إجازة عيد الفطر. عيد مورس فيه التحرش على نطاق واسع، أبشعه كان فى حديقة الفسطاط عندما أحاط خمسون غلاما بفتاتين على مرأى من الكل ومسمعهم. صاح متحرش ـ ويالسخف الوصف وسماجته ـ «هجوم يا رجالة بنت حلوة» فهجم الصغار وطوقوا الفتاتين، تصدى لهم أمن الحديقة فتحرشوا بالأمن نفسه كما نشر اليوم السابع فى الرابع عشر من هذا الشهر.

يا الله، أى ظلم يحيق بالفتاة المصرية فى أيامنا هذه، يروعها الغلمان الهائمون على وجوههم حتى يرغموها على هجران الشارع حفظا لكرامتها، ويحاصرها المتشددون بفتاوى تحبسها فى دارها لأن كل ناظر لها مفتون.

لكن الأمر برمته لا يهم كبار مسئولينا ببساطة لأنه يخص أمن المجتمع، وشتان ما بين الحرص على أمن النظام «من خطر» أمثال الدكتور شادى من خيرة شباب هذا البلد، والاستخفاف فى المقابل بأمن المجتمع وإن يكن المتربصون به من المتحرشين والألتراس ومشعلى الفتنة والمدمنين والمتعاركين بالسيوف والجنازير والمولوتوف.

ويكفى أن نعلم أنه بينما تم احتجاز شادى لما يزيد على ثلاثين ساعة تم احتجاز المتحرشين لما لا يزيد على خمس ساعات، مع أنه لا صلة البتة بين فعل وفعل وأداء وأداء.
اختفاء شادى يرمز لاختفاء الوطن كما عرفناه وأحببناه وغنينا له وتباهينا به واخترناه مقرا فلم نغترب عنه أو نهاجر. ومع ذلك فقَد عاد شادى لأهله وصحبه وناسه أو أعيد لهم ولو بعد حين، لكن ترى متى عساه هذا الوطن يعود؟

الديمقراطية لا تنقذ الدول الفاشلة

اعتمد تعبير الدولة الفاشلة Stat Failure منذ تسعينيات القرن الماضى، وحدد ١٢ مؤشرا اجتماعيا، اقتصاديا، سياسيا، وعسكريا، للحكم على ما إذا كانت هذه الدولة فاشلة أم لا، وتضمن مؤشرات مثل الزيادة فى عدد السكان، وسوء توزيعهم، الحركة السلبية للهجرات والميراث العدائى بين الطوائف والقبائل والأعراق، غياب التنمية، مستوى الفقر، وانعدام المساواة. فقدان شرعية الدولة، وغياب القانون، تدخل دول خارجية فى شؤون الدولة بما فى ذلك التدخلات العسكرية، كما يحدث فى العراق وأفغانستان.

وقد وضع هذا المصطلح أسساً جديدة للمقارنة بين الدول المختلفة تتجاوز الفارق بين دول ديمقراطية وغير ديمقراطية لتصل إلى مفهوم أكثر شمولاً وعمقاً سمى بالدولة الفاشلة وتضمن رصداً لأداء مؤسسات الدولة وشرعيتها وقدرتها على فرض هيبة القانون، وحجم إنجازها السياسى والاقتصادى.

وأصبحت هناك دول تعرف انتخابات ديمقراطية، وبعضها تفتح أفقاً لتداول السلطة، ومع ذلك اعتبرت دول فاشلة من حيث المعايير السابقة، ولعل المثل الكاريكاتورى المضحك المبكى هو الصومال، التى احتلت المركز الأول بين الدول الأكثر فشلا فى العالم رغم أن فيها رئيساً جديداً قيل إنه منتخب وأحل مكان رئيس سابق، وبها برلمان يقال إنه يجتمع، كل ذلك لم يخف أو يوقف انهيار مؤسسات الدولة الكامل وغيابها العملى عن حياة المواطنين فى ظل حرب أهلية عصفت بكل شىء: الدولة والبشر، ونساه العرب والعالم حتى بات مهددا بخطر التحلل والفناء.

والعراق بدوره نموذج آخر للدولة الفاشلة فهو يحتل المركز الخامس وسط ترتيب يضم ١٧٧ دولة فى تقرير أصدرته مجلة «السياسة الخارجية» Foreign Policy الأمريكية الشهيرة، وجاء الثالث عربيا بعد الصومال والسودان، رغم أنه يعرف انتخابات ديمقراطية أكثر نزاهة من مصر وكثير من دول التعددية المقيدة، ولكن نتيجة جريمة «بريمر» الحاكم الأمريكى لعراق ما بعد صدام حسين، حين قام بحل الجيش ومؤسسات الدولة، رغم نصائح الغالبية العظمى من خبراء مراكز الأبحاث الأمريكية بعدم الإقدام على هذه الخطوة وهدم الدولة العراقية، إلا أن إدارة بوش تعاملت على طريقة النظم العربية بأن هذا كلام خبراء لا يعرفون، وذهبوا بعيدا فى تدمير الدولة والمجتمع العراقى الذى لم تفلح حتى الآن الانتخابات الديمقراطية فى مواجهته.

وهناك أيضا خبرات أخرى ذهبت فى هذا الاتجاه، مثل تجربة باكستان التى عرفت منذ انفصالها عن الهند نظماً ديمقراطية وقادة سياسيين كباراً مع انقلابات عسكرية وجنرلات لعبوا على مثالب السياسيين وأخطائهم. ورغم أن القوى والأحزاب السياسية فى باكستان نجحت فى إسقاط الحكم الديكتاتورى لبرويز مشرف وتأسيس ديمقراطية جديدة سرعان ما اكتشف الجميع أنها ورثت دولة فاشلة مليئة بالفساد أداؤها متدهور لدرجة كبيرة، وبدلا من أن تواجه الحكومة المنتخبة ديمقراطيا تداعيات الدولة الفاشلة كرستها وانفضح أمرها أثناء تخبطها فى التعامل مع ضحايا الفيضانات الأخيرة.

أما بلد مثل المكسيك فقد عرف تحولا ديمقراطيا من داخل النظام ومن قلب الحزب الحاكم، بعد أن ظل فى الحكم ما يقرب من ٧٠ عاما إلى أن قرر منذ نهاية الألفية الثانية أن يحول البلاد نحو النظام الديمقراطى، وخسر موقعه فى الحكم بعد انتخابات ديمقراطية أشرف على إدارتها بنزاهة نسبية، ليستلم النظام الديمقراطى دولة فاشلة غاب عنها القانون وانهارت مؤسسات الدولة، حتى عمت فيها الرشوة والفساد وانعدام الكفاءة، واضطرت الحكومة الحالية أن تفصل الشهر الماضى ما يقرب من ١٠% من رجال الشرطة نتيجة دورهم النشط فى خدمة المافيا وعصابات الجريمة المنظمة، وهى نسبة لم تحدث فى تاريخ أى دولة فى العالم، وهناك شكوك حقيقية فى قدره الحكومة الديمقراطية على تطهير جهاز الشرطة الذى لا يغمض عينه على عصابات الجريمة المنظمة إنما يشارك فيها بحيوية وفاعلية مشهود له بها فى كل أمريكا اللاتينية.

ولعل هذا ما جعل تحول المكسيك نحو الديمقراطية بفضل جناح إصلاحى فى الحزب الحاكم لا يضعها فى مصاف الدول اللاتينية المتقدمة أو الناهضة مثل البرازيل والأرجنتين وحتى فنزويلا، وبقيت المكسيك رغم تاريخها العريق وثقلها السكانى ومساحتها الشاسعة تعانى من أزمات مزمنة بسبب وراثة النظام الديمقراطى الجديد لدولة فاشلة.

أما الحالة المصرية فقد احتلت مركزا مقلقا وسط هذه القائمة وهو الـ٤٠، حيث اكتست الدول الـ٣٥ الأولى باللون الأحمر فى إشارة إلى أن هذه الدول دخلت المرحلة الحرجة، ثم الدول من ٣٦ إلى ١٣٧ حيث تقع مصر اكتست باللون البرتقالى وهى مرحلة الخطر، ثم الدول من ١٢٨ إلى ١٦٢ وهى المرحلة المتوسطة، ومن الدول ١٦٣ حتى ١٧٧ باللون الأخضر وهى مرحلة الأمان. والحقيقة أن مصر دخلت فعلا مرحلة الخطر، وخطورة هذه المرحلة أن أى إصلاحات سياسية وديمقراطية لن تأتى بثمارها إذا أصبحت مصر دولة فاشلة وانتقلت من المرحلة الخطرة إلى الحرجة التى يشكك كثير من الخبراء فى إمكانية خروجها من دوامة الفشل، وباتت مصر بفصلها عن هذه الحالة أربع دول فقط.

والحقيقة أن مصر عرفت تدهورا غير مسبوق فى أداء مؤسساتها العامة فى الثلاثين عاما الأخيرة وشهدنا تصاعدا فى كل صور الصراعات الطائفية والمذهبية والفئوية، ورأينا ماجرى بين المسلمين والأقباط والمحامين والقضاة وشهدنا التدهور الهائل فى كل مرافق الدولة وفى تغيب دولة القانون والمواطنة.

وسنشهد انتخابات ستكون الأسوأ فى تاريخ مصر الحديث من حيث التزوير والبلطجة وشراء الأصوات وغياب الدولة والقانون. ولعل الفارق بين ما نشاهده الآن، وما عرفته مصر منذ تأسيس محمد على للدولة الوطنية الحديثة، يكمن أساسا فى اقتراب مصر من الدول الفاشلة بشكل كامل، فمصر لم تعرف طوال تاريخها المعاصر نظاما ديمقراطيا حقيقيا لا فى العهد الملكى رغم ليبراليته النسبية، ولا فى العهد الناصرى رغم ثوريته، ولا فى عهد السادات رغم حنكته، إنما عرفت مؤسسات دولة تعمل بكفاءة معقولة، وقانوناً يطبق فى كل المجالات إلا المجال الديمقراطى والسياسى.

وعلى خلاف مصر الحالية التى فقدت كفاءة مؤسساتها غير السياسية، وبريق جامعتها، نجد بلدان أوروبا الشرقية حين تحولت نحو الديمقراطية كانت فيها جامعات تُخرّج علماء ومهنيين، وكانت بها مستشفيات عامة متقدمة، ومسارح وسينما وفنون رفيعة، وبالتالى كان التحول نحو الديمقراطية أمرا سهلا نسبيا، لأن النظام الديمقراطى الجديد تسلم دولة تعمل، على عكس التجارب التى ورثت فيها القوى الديمقراطية دولاً فاشلة أو شبه فاشلة، حيث تعثر الاثنان معا فلا الحكم الديمقراطى نجح ولا الدولة عادت.

والحقيقة أننا فى مصر اقتربنا من مرحلة حرجة وسنشهد فى المستقبل المنظور مزيداً من الصراع على السلطة، بعضها سيخصم من رصيد الدولة وهيبتها واستقلالها، وسيدور خارج الأطر القانونية بما يعنى أنه فى حال أصبح التوريث هو البديل، فإن هذا سيعنى انتقالنا الكامل إلى مصاف الدول الفاشلة بامتياز مع مرتبة الشرف، أما إذا كان البديل هو فى الإصلاح والديمقراطية فإن هذا يتطلب جهداً وعرفاً وكوادر تبنى وتبدع وتعمل لا فقط تتظاهر وتحتج حتى يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

د. عمرو الشوبكى

amr.elshobaki@gmail.com

Sunday, September 19, 2010

وقفه احتجاجيه أمام سفارة سوريا للمطالبة بالإفراج عن المُدوِّنة طل الملوحي

نظم نشطاء سياسيون، من حركة 6 أبريل والشبكة العربية لحقوق الإنسان واتحاد معاقين مصر، وقفه احتجاجية أمام السفارة السورية للمطالبة بالإفراج عن المدونة السورية الطالبة طل الملوحي، البالغة من العمر 19 عامًا، وتم احتجازها منذ نهاية ديسمبر ٢٠٠٩.

ورفع المتظاهرون لافتات: "افرجوا عن طل الملوحي"، و"لا للاختفاء القسري"، "من القاهرة ألف تحيه لطل والحرية"، و"قانون الطوارئ: اعتقال اختفاء قسري.. لا للطوارئ"، وتجمعت قوات الأمن بكثافة كبيرة بقوة بلغت أكثر من 200 ضابط شرطة وعسكري أمن مركزي، بسبب قيام المتظاهرين بطلب مقابلة السفير السوري.

وأصدر النشطاء بيانًا أكدوا فيه أن هناك تجاوزًا من قِبَل أجهزة الأمن السورية والمصرية في خطف المدونين والنشطاء السياسيين، وطالب المتظاهرون في بيانهم بالإفراج عن سجناء الرأي، أمثال: نور يوسف وهيثم المالح، وغيرهم من النشطاء الذين تم اعتقالهم، وطالبوا بالكشف عن مكان طل الملوحي، مؤكدين أنها جريمة ضد حرية الرأي تضاف إلى السجل السوري في مصادرة حرية التعبير.

باهي حسن - الشروق

هانى عازر مواطن مصرى يتحــدث عنه العالم

أرجوك أن تنتبه، احتفظ بدرجة تركيزك فلا نزال فى حضرة المهندس المصرى هانى عازر فى برلين، حيث لا مكان للسهو أو الخطأ فى العمل، وحيث يمكنك الاستفادة من حكمة رجل يردد دوماً أنه لا يستحق كل هذا الاهتمام لأنه مجرد إنسان مصرى فعل ما عليه.

واليوم يواصل حكيه عن محطة برلين، وكيفية اهتمامه بكل تفاصيلها.. كاميرات المراقبة بمختلف الأنواع تملأ طوابق المحطة، بلاطات بارزة لعبور المكفوفين تسهل عليهم الوصول لقطاراتهم، أماكن يسهل من خلالها صيانة المحطة دون هدم أى جزء فيها، مع التأكيد على جزئية مهمة، مفادها أنه هناك فى ألمانيا لا مجال للخطأ أو للسهو البشرى، حتى إن تأخر القطارات أمر نادر الحدوث ولا يتجاوز حدوثه حاجز ١%.

وبقدر ما يمنح هذا الأمر هانى عازر مكانة فى ألمانيا، بقدر ما يزيد الإحساس بالخوف بداخله من مجرد ارتكاب خطأ مهما كان صغيراً. فإلى نص الجزء الثانى من الحوار الذى يحكى فيه المزيد من التفاصيل

■ كم تبلغ مساحة محطة برلين؟

- ٢٥٠ ألف متر مربع، وهى محطة مركزية بين محطات القطارات فى أوروبا تلتقى بها قطارات الشمال والجنوب مع قطارات الشرق والغرب، ويزورها يوميا نحو ٧٠٠ ألف راكب.

■ وكيف يتم تأمين محطة بهذه المساحة الكبيرة؟

- راعينا الجانب الأمنى من خلال وحدة كاميرات للمراقبة تتنوع أشكالها ومهامها، فهناك كاميرات ٣٦٠ درجة تتابع المحطة على مدار ٢٤ ساعة ومن كل الزوايا عبر متخصصين لهذا الغرض فقط، وهناك كاميرات أحادية الجانب لإطلاق صافرات الإنذار فى حالة انبعاث أى دخان يمر أمامها حتى ولو دخان سيجارة، لأن التدخين ممنوع داخل المحطة، ويتم التصدى لأى سلوك ممنوع أو إرهابى بسرعة عبر وحدة شرطة متخصصة داخل المحطة. حتى الناحية الجمالية تمت مراعاتها من خلال تصميم رائع للمحطة ونوع الإضاءة بها ولون الطلاء المتماشى مع ألوان القطارات والأرضيات التى تم استيرادها من الصين.

■ هل يوجد فى طوابق المحطة الخمسة خطوط قطارات؟

- لا، فى الطابق الأسفل، وتسير به القطارات المتجهة من الشمال للجنوب وتصل لروسيا وإيطاليا، وخطوط الطابق الأعلى وتسير بها قطارات من الشرق للغرب وتصل بين هولندا وبولندا. وفى المنتصف الأدوار التى تقودك إلى مترو الأنفاق داخل برلين والشوارع وموقف انتظار السيارات والميناء. هذا غير المحال التجارية التى يبلغ عددها نحو ٧٠ محلاً تتنوع بين المطاعم المختلفة التى تقدم أطعمة من شتى بقاع العالم ومحال الهدايا والكتب وتأجير السيارات والملابس، بحيث لا يحتاج الراكب للخروج لبرلين العاصمة للشراء وفقد الوقت.. يمكنه فى المحطة أن يجد كل شىء حتى الدواء.

■ كيف ومتى تتم صيانة المحطة وتنظيفها؟

- المحطة مفتوحة على مدار ٢٤ ساعة وتتواصل حركة مرور القطارات بها على مدار اليوم ما عدا قطارات شديدة السرعة التى تعمل حتى الواحدة صباحاً وتبدأ عملها فى الرابعة صباحاً، وخلال تلك الـ ٣ ساعات يتم تنظيف المحطة وصيانة أى جزء بها. وراعينا فى تصميم المحطة أن يتم ذلك بهدوء، ودون أى إضرار بالشكل الجمالى لها. هناك على سبيل المثال بلاطات مربعة مثبتة بمسامير فى حال لو احتجنا تغيير سلك كهرباء أو ماسورة مياه فلا نقوم بهدم الأرض ولكن نفك البلاطات فى الجزء المعنى ونغير ما نشاء ثم يعود الحال لسابق عهده، فالهدم وتشويه الشكل العام ممنوعان، مسموح بالبناء فقط.

■ لاحظنا فى المحطة أعمدة تمتد من الأرض إلى الطابق الأعلى.. ما هى تلك الأعمدة؟

- تلك الأعمدة حديدية بداخلها خرسانة وتشبه نبات اللوتس، تحمل الكوبرى الذى تسير عليه قطارات الشرق والغرب ووزنه ٨٠٠٠ طن. وراعيت فى تصميمها إمكانية صيانتها من خلال إحاطتها بدوائر وضعنا تحتها حديداً يتم رفعه مثل كوريك السيارة فى حالة حدوث أى هبوط أرضى.

■ كيف تتم حركة سير القطارات؟

- هناك أرصفة لقطارات فائقة السرعة وأخرى لقطارات متوسطة السرعة، ولكل منها قضبان ومسارات لا تتعارض مع الأخرى ولدينا ١٤ شريط قطار تتجه لكل أوروبا. وتلاحظين فى بعض الأرصفة انحناءات يفرضها شكل المحطة وطول القطار الذى قد يصل إلى ٣٠٠ متر، ولذا زودنا كل رصيف بشاشات كمبيوتر توضح لرئيس المحطة كل أبواب القطار والعربات وحركة الركاب صعوداً وهبوطاً، فلا يعطى شارة انطلاق القطار إلا بعد ملاحظة جيدة لهذه الشاشات، كما أن تسيير القطارات فى المحطة يتم عبر شبكة كمبيوتر لأن أى تأخير فى موعد أى قطار يؤثر على ألمانيا كلها. ولذا فدقة مواعيد القطارات هنا ٩٩% وتتحرك فى مواعيد بالدقيقة والثانية. حتى قيادة القطار تتم بالكمبيوتر ويتم ضبط سرعة القطار ويسير بعدها بمفرده، وعلى السائق منح غرفة التحكم المركزية تقريراً عن الرحلة بصوته كل ١٠ دقائق حتى لا ينام، وإذا تعرض السائق لأى أزمة قلبية فإن غرفة التحكم المركزية تستطيع وقف القطار فوراً.. ليس هذا فحسب فلو لاحظت الغرفة أن القطار يسير بسرعة أكبر من المقررة له تقلل السرعة لمعدلها.

■ ألم يحدث يوما هنا حادث قطار نتيجة مرور بقرة أو جاموسة أو أى حيوان أمام القطار؟

- لم يحدث، لأن مسارات القطارات محددة ومعروفة ومغلقة سواء فوق سطح الأرض أو من خلال الأنفاق، ولو حدث ما تتكلمين عنه يقف القطار فوراً ويسارع للمكان مدير الأمن العام للتحقيق فى الحادث ومعرفة المتسبب فى موت الحيوان ومحاسبته!

■ عرفنا أنه تم استخدام ٩١١٧ لوحاً زجاجياً لتغطية سقف محطة برلين وأرصفة القطارات بها. ولكن لماذا توجد فى بعض الألواح نقاط مستديرة؟

- تلك خلايا ضوئية تم وضعها فى بعض ألواح الزجاج المعرض لضوء الشمس، وهو يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية التى تستخدم فى إنارة المحطة ليلاً، وتعطينا ٧٥٠ كيلو وات فى الساعة، وقد صممها المهندس المصرى العبقرى إبراهيم سمك. أما بقية ألواح الزجاج التى تغطى المحطة فهى كما تلاحظين مثبتة فى إطارات من المعدن ويحملها قضيبان من الحديد على شكل حرف X بالإنجليزية خوفاً من تمدد أطر الحديد واتساعها على الزجاج فيسقط مكسوراً أو يصيب أحداً، وهناك بعض ألواح الزجاج التى تفتح «أتوماتيك» فى حال تصاعد أى دخان لتنقية الهواء داخل المحطة.

■ ولماذا لا نرى الزلط فى الأرض بين قضبان الحديد وهناك حديد كأنه سجادة أسفل القضبان؟

- هذا الحديد عبارة عن مادة خام تشبه الأسمنت تمت معالجتها بطريقة ومواد خاصة لتمتص أصوات القطارات العالية وتمنحها درجة أعلى من الثبات، ولم نعد نستخدم الزلط بين القضبان فى المحطات الآن.

■ لماذا لا توجد مكاتب لبيع التذاكر للجمهور؟

- لأنه يمكنك شراء التذاكر عبر ماكينات آلية تحددين فيها نوع التذكرة وفئتها، ومدتها الزمنية إذا كانت أسبوعاً أو شهراً أو سنة أو يوماً أو مجرد رحلة واحدة، وتدفعين قيمتها وتحصلين عليها، ولو واجه أى مسافر مشكلة هناك الموظفون المنتشرون داخل المحطة فى مكاتب مخصصة.

■ خبرنى بماذا تشعر الآن وأنت تسير معى فى محطة برلين؟

- أشعر بالتعب الذى مر علىّ وكم الضغط الذى عانيته للانتهاء منها فى الوقت المحدد الذى أعلنته الحكومة الألمانية وهو يوم ٢٦ مايو عام ٢٠٠٦ قبل استضافة ألمانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم وقتها، انظرى خارج بوابة أوروبا، هناك تجدين مبانى من خلف الزجاج، تلك هى مبانى مكتب المستشارة الألمانية والبوندستاج «البرلمان الألمانى» ومعظم مكاتب الحكومة، وهى كما ترين فى مواجهة المحطة، وعندما كان العمل يتوقف هنا لحل أى مشكلة أو لتعديل شىء فى مساره، كانت المستشارة «أنجيلا ميركل» تحدث رئيسى المسؤول عن سكك حديد ألمانيا كلها لتعرف سبب التوقف، فيكلمنى فى الهاتف ويعرف ويبلغها. كنت أعمل تحت ضغط الوقت وضغط أننى مراقب وضغط المشاكل الطارئة التى تبرز هنا فجأة فى موقع العمل، وضغط الخوف من حدوث أى خطأ قد يضيع سمعتى. كل تلك الأمور تمر على بالى عندما أحضر هنا لمحطة برلين، ولكنها فى النهاية صفحة طويت وانتهت ووضعت عليها علامة «صح». تفكيرى الآن منصب على مشروع شتوتجارت لأنه هو المستقبل وبرلين هى الماضى، يجب علينا ألا نقف كثيرا أمام ما تم إنجازه مهما كان حجمه لأنه بات ملكاً للتاريخ، علينا دوما النظر للجديد. وكثيرا ما أضرب مثلاً للعاملين معى بالقول إن سائق القطار لا يمتلك مرايا جانبية ينظر فيها على الخلف، وذلك لأن انطلاقته دوماً للأمام وعلينا أن نكون مثله.

■ رائع ولكن ألم يكن ينتابك الشعور بالفخر وأنت حديث الصحف والمجلات والمسؤولين الألمان؟

- كلا، صدقينى كان شعورى مختلفاً، شعوراً بالخوف والخطر لأن أى خطأ معناه ضياع ما سبق أن بنيته على مدار تاريخى هنا فى ألمانيا. وبخاصة أنهم ظلوا يعملون فى هذا المشروع منذ نحو عام ١٩٩٤ وصادفهم الكثير من المشكلات التى لم يستطيعوا حلها وتأخروا فى التنفيذ فقررت الحكومة الألمانية عام ٢٠٠١ شرائى من الشركة التى أعمل بها لأنهم سمعوا عنى، وأوكلت لى سرعة انجاز مهمة تطوير محطة برلين وأربع محطات أخرى معها لا تقل عن روعتها شيئا، خلال ٥ سنوات فقط وتسليم المشروع وافتتاحه يوم ٢٦ مايو ٢٠٠٦. وكان هذا تحدياً صعباً ولذا كنت أشعر بالخطر والمغامرة كل يوم، خاصة مع ما صادفنى من مشكلات فى التنفيذ، كنت أتنفس الصعداء كلما تجاوزت إحداها.

■ كان افتتاح محطة سكك حديد برلين حدثاً أسطورياً فى ألمانيا تناقلته وكالات الأنباء، ولكن ماذا عنك أنت؟ وكيف تم تكريمك؟

- نعم كان يوماً تاريخياً بمعنى الكلمة، وكان الألمان مبهورين بحجم الإنجاز وسرعة الانتهاء منه فى الوقت المحدد، وأذكر كلمات حاكم ألمانيا يومها فى الحفل، حين قال فى كلمته إنه ليس لديه المال الذى يوازى ما قام به العبقرى المصرى حفيد بناة الأهرام ولكنه سيقدم لى ما لا يمكن شراؤه بالمال، وأرفع ما لديه، وأعلن يومها - رغم مخالفة ذلك للتقاليد الألمانية - عن منحى فى الأول من أكتوبر، الذى يوافق ذكرى الاحتفال بوضع الدستور الألمانى عام ١٩٥٠، وسام الدولة وهو أرفع وسام فى ألمانيا ويسلمه رئيس الدولة لمن يمنح لهم. كما منحونى يومها وسام الجمهورية وهو أيضاً من أرفع الأوسمة الألمانية وأهمها، ولا يمنح إلا لعدد معين من الأحياء، وإذا تقرر حصول شخص آخر عليه ونفدت الأوسمة الموجودة فعليه الانتظار لحين وفاة أحد الحاصلين عليه. وكرمتنى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأشادت بى، وقالت فى كلمتها التى ألقتها يومها إنها سمعت عنى الكثير وقرأت عنى أكثر منى.

■ لا تقل لى إنك يومها لم تشعر بالفخر والعظمة؟

- أكيد كان هناك إحساس بالسعادة والرضا، ولكن، وبطريقة تلقائية، وجدتنى أنظر للسماء وأتحدث لوالدى وأقول له: «كنت تتصور يا بابا إن هانى ابنك يعمل كل ده؟» كان الشعور المسيطر علىّ هو افتقادى وجود والدى بجوارى فى تلك اللحظة التى كان هو السبب فيها منذ سنوات بعيدة، بعطائه وصبره وتفانيه وتعاليمه التى ربانا عليها.

حاورته فى برلين نشوى الحوفى - Almasry Alyoum

Wednesday, September 15, 2010

دير شبيجل: دعوة البرادعي لمقاطعة الانتخابات قد تمحو شرعية مبارك

اعتبرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن دعوة محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة قد تهدد سيطرة الرئيس على مقاليد الحكم.

وقالت المجلة إن دعوة البرادعي ربما تمحو شرعية الرئيس مبارك، مشيرة إلى أن البلاد كانت مقبلة على موسم "بيزنس انتخابي" خلال الدورة المقبلة، مضيفة أن الحزب الوطني الديمقراطي سوف يؤمن كمية كبيرة من الأصوات الانتخابية، فضلا عن حفاظه على المؤسسات، التي يقبض عليها "الفرعون" منذ 29 عاما، مضيفة أن ثمة صراع على السلطة يحتدم على ضفاف النيل وستكون الانتخابات البرلمانية مجرد بداية له.

وتابعت المجلة أن الحفاظ على السلطة أمرا مشكوك فيه، سواء كان ذلك للرئيس مبارك أو لنجل جمال، الذي يخضع لتجهيزات اعتلاء عرش مصر، كما أكدت أن دعوة البرادعي لمقاطعة الانتخابات، جعلته أكثر خطورة على الرئيس مبارك من أي وقت مضى.

دكتاتورية وراثية

ورأت "دير شبيجل" أن دعوة البرادعي مثلت الظهور الأكثر جرأة له منذ عودته إلى مصر في فبراير الماضي، وأنها قد تكون كافية لتوحيد المصريين التعساء وإيصال ضربة خطيرة للنظام الحاكم، وعليه أكدت المجلة أن المقاطعة من شأنها حرمان النظام من شرعيته، بينما يمكنها على المدى الطويل، حرمان نجل مبارك من الاستيلاء على السلطة من والده المريض، بجانب الإطاحة بفرص إنشاء ديكتاتورية مصرية وراثية.

كما توقعت المجلة أن تنخفض نسبة المشاركة إلى أكثر 25% من تعداد السكان، والذي كان يعتبر أقصى نسبة مشاركة حققها المصريين على الإطلاق في الانتخابات البرلمانية السابقة، ليصبح ذلك علامة واضحة على الاستياء المتنامي وسط الشعب.

وختاما، قالت المجلة إن مقاطعة المعارضة للانتخابات من المحتمل أن تمثل الخطوة الأولى تجاه العصيان المدني أو احتجاجات يمكنها التأثير أيضا على الانتخابات الرئاسية في نهاية المطاف

إعداد: دينا أبوالمعارف - الشروق

Tuesday, September 14, 2010

النصر المهزوم

النصر المهزومنجحت أجهزة الأمن خلال السنوات الماضية في تحقيق نصر فعلا، لكنه نصر مهزوم!

فقد استطاعت الأجهزة أن تقضي علي جماعات الإرهاب المسلح حتي انسحب سن الرمح المغروس في عنق البلد لكنها شجعت ودعمت وتحالفت بل خلقت أحيانًا جماعات التطرف والتعصب الديني الذي ظل موجودًا وباقيًا بل زاهرًا ومزدهرًا.

كيف حدث هذا؟

اصبر لأشرح!

وهي كذلك نجحت في السيطرة الكاملة علي أحزاب المعارضة، وبرعت في تجنيد معظم قياداتها، واستطاعت أن تحكم من مكتب إدارة الأحزاب في أمن الدولة معظم أحزاب المعارضة الرسمية، فتعين أمناءها وتلف رؤوس رجالها وتصنع انشقاقاتها، لكنها في الوقت نفسه وهي تضعضع هذه الأحزاب كانت تفتح الملعب واسعًا ورحبًا لجماعة الإخوان المسلمين لتبدو المعارض الحقيقي الوحيد وتستفرد بتعاطف الشعب الذي اكتشف أن أحزاب المعارضة متباعة ومجندة!

متي جري ذلك؟

تأمل لتدرك!

الدولة لا تري أمامها إلا استقرار الكرسي والإبقاء علي مقعد الحكم بعيدًا عن التهديد ولهذا فقد تركت لأجهزة الأمن مهمة إدارة الحياة السياسية في مصر، ومهما كان رجل الأمن فهو رجل أمن وهذا ما دفعه إلي أن ينهي مشكلة الإرهاب بأي ثمن بما فيه ثمن استمرار الإرهاب الفكري مقابل نزع خطر الإرهاب المسلح، فكان أن شجع الأمن الجماعات الإسلامية علي المراجعة الفكرية فيما يخص بندًا واحدًا وهو مواجهة الدولة بالسلاح وتغيير الحكم بالعنف بينما بقيت خميرة التطرف قوية وأساسية، ثم ركزت الدولة جهودها في دعم ورعاية التيار السلفي وجماعات السلفيين ودعاتهم في الجوامع والفضائيات لأنهم يسكتون عن الدولة ويوجهون حمولتهم الدعائية والتحريضية خارجها، لكن الذي يبدو أنه لا يهم الدولة أن هذا التطرف تحول من التوجه للحكومة إلي استهداف الأقباط وأصحاب المذاهب والأديان الأخري، وانتشرت حرائق الكنائس وبيوت البهائيين في القري، وتحول إسلام قبطيات إلي معارك دينية، وتناثرت علي خريطة مصر نقاط متفجرة من الفتنة الطائفية تهدد الاستقرار فعلا، خصوصًا أن علاجها يتم بالطريقة الأمنية التقليدية التي جعلت الجماعات والسلفيين يتهمون الحكومة صراحة بالانحياز للكنيسة، ويبدو أن الدولة التي تسعد جدًا بأن السلفيين لا ينظمون مظاهرات ووقفات تطالب بالإصلاح السياسي أو تهاجم الحزب الوطني ورموزه إذا بها تري وقفات ومظاهرات ضد الكنيسة.

أقول إن ما فعله الأمن نصر مهزوم لأن المظاهرات السياسية طبيعية بل مطلوبة وحتي بالمفهوم الأمني أرحم ألف مرة من المظاهرات الطائفية!

علي الناحية الأخري فإن الدولة التي دفنت أحزاب المعارضة وباتت فخورة جدًا وتهلل لضباط أمن الدولة أنهم أكرموا مثواها قد سلمت أرض السياسة لخصمها اللدود وهو جماعة الإخوان وحين عادت الدولة لتحاول استخدام أحزاب المعارضة كان معظمها قد فقد مصداقيته بل فقد شرفه بحيث لم يعد قادرًا علي تمثيل دوره في المسرحية!

مشكلة النظام أنه ينجح في الفشل ويخسر في كل المعارك التي يظن أنه يكسبها!

إبراهيم عيسى - الدستور

نباء عن مقتل المدوِّنة طل الملوحي البالغة من العمر 19 عاما بالمعتقل بسوريا

نشر موقع إخوان سورية خبرا عن ورود أنباء عن مقتل المدوِّنة السورية "طل الملوحي" داخل المعتقل.

كما تواترت الأنباء على المدونات السورية والعربية المختلفة حول خبر وفاة المدونة ذات الـ19 عاما، التي قام جهاز أمن الدولة السوري باستدعائها نهاية ديسمبر، لسؤالها عن مقال كانت قد كتبته ووزعته على شبكة الإنترنت، وبعد أيام حضر إلى منزلها عدد من عناصر الجهاز وأخذوا جهاز الحاسوب الخاص بها، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم تعد إلى منزلها ولم يبلغ ذووها عن مكانها .

وكانت الشبكة العربية لحقوق الإنسان قد طالبت بالإفراج عن الملوحي في أكثر من بيان، وقالت الشبكة في بيانها الأخير إن التغييب القسري لمواطنة شابة مريضة في التاسعة عشر من عمرها ومنعها من أداء امتحاناتها ومنع عائلتها من الوقوف على مكان اعتقالها أو زيارتها هو جريمة توجب مساءلة مرتكبيها أمام القضاء.

وأضافت الشبكة أنه من المخزي أن يكون ما تكتبه الفتاة الصغيرة على مدوناتها الثلاثة من خواطر وأشعار بالغة الحس الإنساني في التعاطف مع المقهورين في المنطقة والعالم كله هي السبب في التنكيل بها خلف القضبان.

وطالبت الشبكة العربية السلطات السورية بالإفراج الفوري عن الفتاة وضمان سلامتها وعائلتها، وتوقعت أيضا من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية ذات الصلة في المنطقة والعالم تنسيق وتكثيف جهودهم لدفع النظام الحاكم في سوريا للإفراج عن هذه الفتاة وغيرها من المعتقلين تعسفيا هناك.

كما قام أكثر من 300 فنان عربي وشخصية عامة بالتوقيع على بيان للمطالبة بالإفراج عن "طل الملوحي"، وشاركت 13 هيئة ومنظمة مدنية وحقوقية عربية ودولية في التوقيع على البيان.
وكان من المقرر دعوة الحركات الحقوقية بالمنطقة والعالم بتسيير وقفات احتجاجية أمام مقار التمثيل الدبلوماسي السوري، وإرسال استنكار لجريمة اعتقال الفتاة طل الملوحي لكل الهيئات السورية في الداخل والخارج، وعدم تفويت أي فرصة لتذكير المجتمع الإنساني بفتاة لا حول لها ولا قوة، ولكن جاء خبر وفاتها في المعتقل ليضفي مزيدا من ظلال الشك حول مصير الملوحي وحالتها، ولم يتم التأكد من أي جهة أخرى من صحة الخبر

سالي مشال - الشروق

Friday, September 10, 2010

ليتهـــــــــا كانـــــــت عِزبــــــــة

لم يسترح بعض القراء لتكرار تشبيه إدارة الدولة فى مصر بما يحدث للعزبة. وكنت أحد الذين استخدموا ذلك التشبيه فى نقدى لفكرة التوريث، حين قلت إنها إذا جازت فى حالة العزبة فلا ينبغى أن تجوز فى حالة أى دولة، خصوصا دولة كبيرة مثل مصر. وفعلها زميلنا الأستاذ حمدى قنديل، الذى كان عنوان مقالته التى نشرتها «الشروق» يوم الاثنين الماضى 6/9، دولة هذه أم عزبة؟.. (للعلم: العزبة فى أصلها اللغوى هى المكان البعيد عن العمران).


الذين لم يرق لهم التشبيه قالوا إنه لا اعتراض على الدفاع عن الدولة، فذلك حق وواجب على كل الغيورين عليها، ولكن ليس من حق أحد أن يسىء إلى العزبة ويهينها فى مقارنة من هذا القبيل، لأن لها مقومات وتقاليد حفظت لها كرامتها، وصانتها من العبث والابتذال على مر العصور.


قالوا إن العزبة لها صاحب يبقى فيها ويسهر عليها ويحافظ على كل مكوناتها فضلا عن مكانتها وسمعتها. وغالبا ما يختار لها «ناظرًا» من أكفأ الناس يدير أمورها، ولا يقبل منه عذر عن أى خلل يقع فيها. ناهيك عن أنه لا يحتمل أى عبث بأرضها أو محصولها أو حتى ماشيتها. وصاحب العزبة يغار عليها، ولا يقبل مساسا بحدودها، ولا وصاية من أحد عليها. وهو يسعى جاهدا لتوفير مستلزمات النهوض بكل شىء فيها. ثم إنه يتطلع دائما إلى توسيع نطاقها وتكبير زمامها، ويعتبر تصغيرها عارا عليه وإهانة لشخصه، هو يضيف إليها ولا يأخذ، وينفق عليها من فلوسه وعرقه.


صحيح أنه يظل يدير العزبة بإرادته الفردية حتى آخر نفس فى حياته. ومن ثم يبقى صاحب الأمر والنهى فيها، وصحيح أيضا أن العاملين فيها يخضعون لسلطانه ومصائرهم تظل فى يده، وأهم من ذلك أنه يورث العزبة لأولاده وسلالته من بعده. إلا أن ذلك مما يعد من القواسم المشتركة بينها وبين الدولة المستبدة. إضافة إلى ذلك فثمة فارق أساسى يتعين ألا نغفله فى المقارنة بين الاثنين، ذلك أن العزبة عادة ما تئول إلى صاحبها عن أحد طريقين، فإما أن يرثها عن أبيه وعائلته، وإما أن يشتريها بحر ماله. لكن شأن الدولة المستبدة مختلف، إذ تئول إلى صاحب الأمر فيها إما بمقتضى الصدفة السعيدة، التى تقع خارج النواميس، وإما من خلال الاحتيال والتزوير والتلاعب بإرادة المجتمع أو باستخدام القوة والغلبة. بسبب من ذلك فإن صاحب العزبة يعتبر نفسه حلقة فى سلسلة الأسرة، ومن ثم صفحة فى سجل تاريخها، أما صاحب الأمر فى الدولة المستبدة، فإن التاريخ لا يعنيه، وفى أحسن فروضه فإنه يتصرف بحسبانه لحظة حظ فى التاريخ، ليس لها ما قبلها أو ما بعدها.


الذين ناقشوا الفكرة معى، وقارنوا بين وضع العزبة كما عرضوه وبين ظروف الدولة فى حالتها الراهنة، أرادوا أن يخلصوا إلى أن وضع العزبة أفضل، وأن تصنيفها بحسبانها حالة أدنى أو أسوأ من الدولة المذكورة فيه تهوين من شأنها وافتئات على حقها. وهم يدللون على ذلك قائلين: إن صاحب الأمر فى الدولة نأى عنها واختار مقاما له فى أطرافها، وأوكل أمرها إلى أناس تراوحوا بين من نهبوا مالها وباعوا أرضها وروعوا شعبها واقتسموا خيراتها فيما بينهم. فأشاعوا فيها الفساد وأرهقوا جل العباد. ولم يجدوا من يحاسبهم على تدهور المرافق والخدمات، حتى القمامة فشلوا فى إزاحتها من الطرقات. فحل الفقر بالناس، وتزايدت النقمة بينهم، حتى كرهوا معيشتهم وفقدوا الأمل فى تحسين أوضاعهم، ومن ثم اسودت الدنيا فى وجوههم، ومنهم من اعتبر أن الانتحار هو الحل.
قال لى أحدهم: انظر كيف صغرت البلد وهان أمرها. وأصبح قرارها بيد غيرها، فصارت موالاة أعدائها مقدمة على شد أزر أشقائها، وانقلب حالها حتى صار حليفها الاستراتيجى هو عدوها الاستراتيجى، كما قيل بحق، وانظر أيضا كيف سبقها من كانوا أقرانها فتقدموا، وأثبتوا حضورا مشرفا فى ساحات هجرناها منذ انكفأنا على أنفسنا، فلا بقينا كما كنا ولا لحقنا بهم.


بعد ذلك سألنى صاحبنا: هل يمكن أن يحدث ذلك فى أى عزبة؟.. لم يترك لى فرصة للإجابة، ربما لأنه يعرف الرد، ثم واصل كلامه قائلا: إن العزبة ظلمت فى هذه المقابلة. وإذا كان لابد من المقارنة فلتكن بين الدولة و«الوِسِيَّة»، التى هى فى الأصل أراضٍ منحت تعويضا للملتزمين، الذين كانوا يتولون جباية الضرائب، قبل أن تقوم السلطة بهذه المهمة فى عهد الوالى محمد على باشا (أوائل القرن التاسع عشر). وكان الملتزمون وأسرهم يتعيشون منها وسمح بتوريثها فى وقت لاحق. وبمضى الوقت اصطلح المصريون على اعتبار الوسية أقرب إلى التكية. وهو تصويب جدير بالملاحظة. وأرجو ألا تسوء أحوالها أكثر، بحيث يخرج علينا يوما ما من يعاتبنا لأننا أساءنا أيضا إلى سمعة «الوِسية».

بقلم:فهمي هويدي - الدستور

إفطــــار تحــــت التهديـــــد

كل عام وأنتم بخير
(هذا المقال كنت قد كتبته منذ ثلاثة أسابيع، ولم أتحمس لنشره حينها ظاناًَّ أننى ربما أكون مُبالِغا، لكن حملة التشهير القذرة التى تعرَّض لها الدكتور البرادعى أخيرا، كإنسان وأب ومواطن مصرى، طيب وشجاع ومتميز وصادق ومحترم، جعلتنى استعيد المقال، وأود لو أستزيده، وأدفع به للنشر الآن).


مع أوائل النفحات العاطرة لشهر رمضان الكريم، كنت قد نويت بموازاة صومنا الروحى صوما عن الكلام السياسى المباشر الذى لا تحبه نفسى ولا أجد فيه نفسى، وأن أيمم شطر كتابة ذات طموح تنويرى ونقدى ومستقبلى وقابل للتطبيق على حالات متعددة لا حالة بعينها، كتابة تدير ظهرها لتدنيات التناحة السياسية الحاكمة التى يبدو أن ممارسيها لا يدركون خطورة التمادى فى غيها، فهى بما تصر عليه من الاستمرار بالحيلة والاستقواء بالقوة برغم أخطائها وخطاياها التى تُوالى الأقدار، بعد الأحرار، كشْفها، هذه التدنيات السياسية إن استمرت، ويبدو أنها مصرة على الاستمرار، ستستدعى منطقيا وبالتأثير، وفى مواجهة شططها المدعوم بقوة القهر وغدر التحايل، قوة أخرى مضادة، لن تكون إلا عشوائية الانفجار وانتقامية وبلا عقل، ولن يركب موجتها إلا الغوغائية والتعصُّب، وبذلك تدخل مصر فى ثقب أسود من العنف والفوضى يعلم الله مداه. هذا سيناريو لا أميل لتصديقه، ولا أتمناه أبدا، أبدا!


السيناريو الآخر الذى أرجِّحه وأميل إليه، هو الحل السماوى لمعضلتنا الأرضية، وما ميلى لهذا السيناريو إلا تقديرى لواقعية الموقف، فثمة حكم متشبث بمواقعه ومدجج بكل أسلحة الاستمرار بالقوة الخشنة والحيل الفجة، ومعارضة أو قوى تغيير مشتتة ولا حيلة ناجزة لديها، ناهيك عن القوة، ثم إننى بالفعل وبالعقل وبالروح ضد العنف، وهناك عبارة أحبها لفيلسوف لا أحبه، تقول «مجرم من لا يتحاشى حربا يمكن تحاشيها»، وبالطبع أتجاهل الجزء المُكمِّل من العبارة التى تقول «ومجرم من يتحاشى حربا لا يمكن تحاشيها»، لأننى أرى أنه لا خير ولا ضرورة لأى حرب فى شأننا الداخلى، فلن يكون كاسبا فيها غير الشيطان لأن مشعليها لن يكونوا وقودها، بل نحن الناس العاديين، ثم إن الله الذى أَبتهِلُ إليه أن يحلها من عنده، منحنا لمسة رحمة عندما شاء أن نصل إلى ما وصلنا إليه بينما من أوصلونا إلى ما وصلنا إليه يوشكون جميعا على الانصياع مجبرين لحكم الزمن الذى تستحيل رشوته أو خداعه أو الالتفاف طويلا حول أحكامه، وكلها بضع سنوات كثرت أم قلت، وسنواجَه بمصر أخرى مكشوفة، ستلعننا سواء كنا فى رحبة الدنيا أو فى رحاب الله، إن لم نكن أعددنا الرؤية والفكرة لنهوض مصرى جديد وممكن مهما كانت صعوباته. وهذا ما كنت أفكر فى الانعطاف إليه فى الكتابة، والصوم عن الاشتباك السياسى مع اليومى والمباشر الذى يجيده رائعون عديدون، ويصبرون عليه أكثر من صبرى. لكننى الآن أكسر صومى وأُفطر إفطار المضطر.


لقد انتزعنى من نية الصوم عن الكتابة التى حلمت وأحلم بتغيير نهجها فى نفسى، رسالة متفرج لمقدم برنامج «مانشيت» الأستاذ جابر القرموطى، تتهمه بما معناه أنه هو وأمثاله من الإعلاميين والصحفيين وغيرهم من الكُتّاب وأصحاب الرأى الذين لا يراهم صاحب الرسالة إلا مُعارضين، يتجاهلون الإنجازات ويركزون على السلبيات، إلى هنا والمسألة وجهة نظر، واضح أن صاحبها من تابعية الحزب الوطنى بشكل أو بآخر، أما الأخطر، فكان التهديد الذى تضمنته رسالة هذا الكظيم، وقال فيها متوعدا، إن «يوم الحساب قريب، قريب، قريب»! وهنا بالضبط وجدت نفسى أفطر كاسرا الصوم الذى انتويته فى الكتابة، وأعود إلى ما يتوجب قوله من خلال هذه الكتابة، مهما كانت خشونته التى لا أحب خشونتها، فهذا التهديد الذى يبدو أنه انفعال أحد الموالين لحزب فاشل ومكروه، ليس إلا فلتة لسان تدل على أشياء متوارية فى الخافية، أو اللا شعور، لدى كثيرين من تابعى ومنتفعى ذلك الحزب، إن لم يكن لدى معظمهم، وهى طوايا ونوايا أخطر ما تكون!


لاحِظوا التعبير الجنونى فى التهديد والوعيد الذى وجهه هذا التابع لمقدم البرنامج وأمثاله من الإعلاميين والصحفيين والكتاب وأصحاب الرأى الحر: «يوم الحساب»، فكأن صاحبه يستعير مكانة رب العالمين ويهدد المخالفين لذلك الحزب وسياساته بالحساب العسير عن خطاياهم فى اليوم الموعود، يوم دينونة الحزب الحاكم! هذه ليست صدفة تعبيرية استعان فيها المتوعِّد بتعبير قريب المنال، بل هى كاشفة عن فظاعة جدِّية تماما، لأنها منفوخة بالغل والتلمُّظ للتنكيل بالمعارضين وطالبى التغيير وأصحاب الرأى الناقد، ولا تقِلُّ أبدا عن «فلتة لسان» نائب الوطنى الذى طالب تحت قبة «مجلس الشعب» بإطلاق الرصاص على أبناء الشعب من شبان مصريين يعبِّرون عن آرائهم بالطرق السلمية، ولم يكن ذلك «النائب» إلا جادا فى تحريضه الدموى، لولا أن الأجهزة التى أراد تحريضها كانت أعقل منه ومن أمثاله وأكثر حِنكة. أما عن توقيت يوم الحساب القريب، فهو واضح التحديد لدى أمثال صاحب تلك الرسالة المشئومة، ممن يسنون أسنانهم ويطيلون مخالبهم استعدادا لليوم الموعود، عندما يعبُر هذا الحزب جسر الفترة الانتخابية القريبة القادمة بكل الوسائل والحيل التى فى جعبته، وتستقر له سلطة تشريعية مليئة كالعادة المكررة المُعادة بنواب الطوارئ والرصاص والفساد والتهريب ونهب المال العام وصناعة الفتنة، وسلطة تنفيذية مُرصّعة بوزراء الجباية وتسهيل الفساد وتقنين القمع، وربما يُضيفون إلى ذلك محاكم التفتيش السياسية والانتقام الاقتصادى والاجتماعى لغير الموالين، وساحات ضربهم بالنار فى المليان إن رأت هذه السلطة فى ذلك ضرورة لمزيد من الاستقرار، والاستمرار، ومنع البلبلة!


بالأمانة، لا أتصور أن يجنح الجنون بالحكم إلى هذا المدى الذى تنحرف إليه أحلام وتمنيات كثيرين من تابعيه ومُشايعيه من حثالات المنافقين والمنتفعين والفاسدين خاصة، فالأجهزة ذات الخبرة الأمنية تحديدا، تعرف إنه فى ظل واقع متأزم اقتصاديا واجتماعيا، حيث ما من رشوة يستطيع الحُكم أن يغلق بها أفواه الصارخين والجائعين والعاطلين والرافضين والزهقانين فى الحر والقر والظلمة، فإن أى عنف من الحكم لن يكون إلا زر تفجير لعنف مُضاعَف عشرات الأضعاف من ملايين المحكومين، لا من النخبة الطامحة للتغيير بالطرق السلمية والحضارية والتى يتوعدها هؤلاء بالويل والثبور وعظائم الأمور، بل من جحافل المهمشين واليائسين والأكثر فقرا والذين يفوق عددهم فى القاهرة وحدها عشرة ملايين ضائع، منهم أكثر من سبعة ملايين يعيشون فى عشوائيات النطاق المحيط بقاهرة المعز فى ذُل لا يجعلهم إلا هشيما ينتظر شرارة الحريق. شرارة أى عنف يوحى بالعنف أو يُغرى به. وهذه ليست تنظيرة شخصية بل رؤية فى متن علم النفس الاجتماعى وسيكلوجية الجماهير المقهورة!


ثم، ثم إن الأمور ستكون واضحة، فالرعيل الأول والأخير من أدعياء وأدهياء ودهاقنة عصر الاستقرار والاستمرار سيكونون مشغولين، لا بتسليم الراية لأىٍ كان، بل بتجهيز لوازم السفر إلى وادى ظلال العمر الآفل، أو وادى الظلام والصمت. فهى فسحة من الزمن لإعادة ترتيب لوازم الرحيل، لا لتثبيت المقاعد التى لن تثبت أبدا فوق حطام السنين وأنقاض أبنية التحايل المنهارة. هكذا أتصور، وأتصور أن العقلاء فى أجهزة هذا الحكم الحساسة يتصورونه، وهو تصور يلفتنى وينبغى أن يلفت كثيرين غيرى، إلى ضرورة الانتباه إلى المستقل الذى لا أراه بعيدا، والذى أهفو للكتابة عن الحلم به، بمعاونة أهل العلم والفكر وأصحاب البصيرة، مستقبلا مستنيرا، عادلا، عقلانيا، جماليا، مقتحِما بالإبداع فى كل اتجاه، قائما على القانون الحق لا أباطيل التشريع الفاسد، ومُحترِما لحقوق الإنسان كإنسان، ومُعليا حق المواطنة الذى يتساوى تحت رايته الجميع، ومفعما بالتسامح، وواعدا بخير الحلول الأخلاقية والمُستدامة فيما أخفق فيه بالتلفيقات العابرة هؤلاء السائرون نياما والسائرون إلى زوال.
وعيدكم سعيد. يارب

بقلم:محمد المخزنجي - الدستور

Tuesday, September 07, 2010

البرادعي محذرًا: نزولنا للشارع سيكون الأول والأخير.. ''ودي نهاية النظام''



إيدي في إيدك ياللا يا شعب .. بالتغيير هنعدي الصعب"، " آه يا نظام ظالم ظالم.. التغيير قادم قادم"، " كفاية كفاية.. كل ظالم وليه نهاية". كانت تلك الهتافات المعارضة للنظام، هي أول ما أذهب ظمأ الصائمين، وابتلت بها عروقهم، في إفطار الحملة الشعبية المستقلة لدعمالبرادعي ومطالب التغيير، الذي عقد، في حضور الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة، بأحد المطاعم بالسيدة زينب، الاثنين.

حذر الدكتور البرادعي، النظام الحاكم والحزب الوطني، بأنه في حالة عدم استجابتهما لرغبة الشعب المصري، المتمثلة في المطالب السبعة للتغيير، ستخرج الأمور عن السيطرة، وسيتم دعوة كل الجماهير للنزول للشارع، وهو " النزول الأول والأخير"، - حسبما قال - وهو ما سيمثل نهاية النظام"

وقال البرادعي في كلمة ألقاها أمام ما يزيد عن 300 عضو من أعضاء الحملة الشعبية المستقلة لدعمه، بينهما عبد الرحمن يوسف، المنسق العام للحملة، وشقيق البرادعي، الدكتور علي البرادعي، وفي حضور مكثف من قبل وسائل الإعلام العالمية، مُقل لوسائل الإعلام المحلية، قال: "إن الحزب الوطني يجب أن يعرف أنه ليس ممثلا حقيقيًا عن الشعب، ويجب أن يعرف أيضًا أن أمر التغيير ليس صعبًا، وإننا شعب مسالم، نحكم عقلنا ونعرف كيف نتصرف".

وأضاف محمد البرادعي، بأنه كان يوجد أنظمة أبشع من النظام الحالي في مصر، وكان مصيرها إلى زوال، مستشهدًا بسقوط النظام الاستبدادي في جنوب أفريقيا، الذي تبعته عملية مصارحة ومصالحة.

وصعد المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من وسائل التغيير المتاحة لدى الجمعية، وقال "إن العصيان المدني سيكون الورقة الاخيرة، بالنسبة لنا، وإن كنت أود ألا نصل لهذه المرحلة".

لسنا عبيدًا أو قطيعًا من الأغنام

وحول مشروع التغيير، وأخر التطورات التي يمر بها، أشار البرادعي، إبى انه خلال 6 شهور فقط استطاعت حملة جمع التوقيعات للتغيير، جمع ما يزيد عن مليون توقيع، وهو ما سيعد ورقة ضغط كبرى على تحقيق تلك المطالب، لا سميا بعدما قرر القضاء الإداري بالإسكندرية، في 24 يونيو الماضي، بإلزام موظفي الشهر العقاري بتوثيق توكيلاتهم.

واستكمل المرشح المحتمل للرئاسة، " نحن نطالب كأفراد في الأسرة الإنسانية، ومطالبنا تضمن لنا حرية الرأي والعقدية، كما نطالب بأن يحكم الشعب نفسه، وأن يكون النظام وكيلاً لنا، وليس وصيًا علينا".

فالحملة كانت مشروع حلم، لكي تأخذ مصر للحداثة والتعددية والوسطية، لا أن نعامل "كالعبيد أو مثل قطيع الأغنام"، ويستطرد البرادعي، إنا مطالبنا تعمل على أن تعود مصر إلى مكانتها بين الدول العربية، لا أن تكون دولة مهمشة بين العالم.

ماذا بعد ..؟

السؤال الذي طرحه البرادعي أثناء كلمته، هو ماذا بعد..؟، وأجاب بأن حملة التوقيعات سوف تستمر، وسيتم تحدي وكسر حاجز الخوف، لكي يتم الوصول لكل مصري، وأن النظام لن يستطيع أن يكمم أفواه شعب بأسره.

وعن تقييم آداء الحملة، قال إن المرحلة الماضية كان بها العديد من السلبيات والإيجابيات، وسيتم الاستفادة منهما، وأشار إلى أنه بنهاية العام الجاري، سيتم الحصول على 2 أو 3 مليون توقيع، وهو مثل العدد الذي وافق على التعديلات الدستورية الأخيرة.

واعتبر البرادعي أن التوقيعات تعبر عن إرادة الشعب، وأن الشباب المشاركون في جمع تلك التوقيعات، سيقود مرحلة تاريخية من العمل الوطني، وسط ظروف لم تعش مصر أسوأ منها، بلغ فيها دخل الفرد أقل من 5 جنيهات يوميًا.

الهجوم على الوطني

وشن الدكتور البرادعي هجومًا كبيرًا على الحزب الوطني الحاكم، قائلا بأنه لو كان لديهم أي حس وطني، ما دخلوا الانتخابات، وكان الأفضل لهد أن يتركوا الميدان لغيرهم، لكي ينتشلوا من مصر من المستنقع الذي هي فيه.

واستكمل هجومه، مؤكدًا أن أي نظام سياسي لم يات وفقًا لإرادة الشعب لا يحترم، واستنكر مطالبة البعض له بالدخول لأحد الأحزاب للتمكن من الترشح، واصفًا الحالة السياسية في مصر الآن بالمعبد المتهالك الآيل للسقوط عاجلا قبل آجلاً.

وقال البرادعي: "إن ما لدينا ليست قوانين ولا دساتير، وأنا أعرف جيدًا كيف تكون القوانين"، واصفًا الدستور الذي يسلب قيم العدالة، الحرية، والمساواة، لن يتم التعامل معه كدستور، مطالبًا بهدم المعبد بأسلوب سلمي وحضاري.

وشدد الدكتور محمد البرادعي، بأن المطالب السبعة للتغيير، هي مطالب للتنفيذ وليس مطالب للتفاوض، مشيرًا إلى أنه لا توجد في مصر سياسة، في ظل وجود نظام قمعي، قائم على التعامل أمنيا مع كل الأمور.

الديمقراطية هي جوهر التغيير

وحول الاتهامات التي تم توجيهها للبرادعي، بشأن عدم امتلاكه رؤية كاملة حول الإصلاح في التعليم والصحة، وغيرها من القطاعات الحيوية، قال إن الديمقراطية هي جوهر التغيير والإصلاح، وأن أي نظام قائم على الديمقراطية، سيكون قادرًا على الاستجابة لاحتياجات الشعب المصري.

وطالب البرادعي الحضور وأعضاء حملته، بضرورة العمل على التغيير الجيد، ومراعاة التوقيت المناسب في تحركاته، لافتًا إلى أن الشهور المقبلة، ستكون حاسمة في مستقبل مصر، مشيرًا إلى ضرورة إحداث حالة من التعاطف الجماهيري مع التغيير، والعمل بجدية في الحصول على المطالب السبعة، حتى يتولى الشعب زمام أموره.

واختتم كلمته، بقوله أنه سعيد بحضوره الإفطار مع الأعضاء، على الرغم من أن الاجتماع يُعد مخالفًا لقانون الطوارئ، فالنظام يمنع حق التجمع وإبداء الرأي، وقال أنه لا توجد دولة في العالم أبقت قانون الطوارئ لديها لمدة 28 عامًا.

ودعا الحضور إلى الحديث عن الحرية مع الآخرين، وعدم الرجوع عن مطالبهم إلا أن تعود مصر التي يعرفها، ويعرفها الجميع، قائلا التغيير قادم.. والنصر قادم.

عبدالرحمن يوسف منسق الحملة

ومن جانبه، قال عبدالرحمن يوسف، المنسق العام للحملة الشعبية المستقلة لدعم البرادعي ومطالب التغيير، إنه يجب الفخر بما حققته الحملة حتى الآن من انجازات، حققها الشباب بصحبة كوكبة من شرفاء مصر، والتي أثبتت أن هناك بديلا ثالثًا غير الوطني والإخوان، مع احترامي للإخوان - حسب تعبيره - .

وأضاف الشاعر الشاب أن تحركات الشباب كانت أفعال وليست أقوال، كما أنهم ليسوا أشباحا أمام " الفيس بوك"، مشيرًا إلى أن التحركات كانت في كل مكان، وجاءت في عمل سياسي منهجي، قائلا: لم نعد نخف بعد 5 عقود من حكم ظالم ومستبد.

وأشار إلى استمرارية عقد اللقاءات مع الدكتور البرادعي في المرحلة المقبلة، موضحًا أن لقاءاتهم تتم أمام جماهير حقيقية، وليست أمام كراسي فارغة - في إشارة للقاءات الحزب الوطني - .

لقطات من الإفطار

- الإفطار كان في مطعم أبو رامي بمنطقة السيدة زينب امام مستشفى 57357.

- البرادعي أعلن عن إنطلاق موقع " 7amla.net "، بهدف فضح جميع أفعال النظام، وتغطية فعاليات وتحركات حملة التغيير.

- عبدالرحمن يوسف أعلن أن الحملة تمت في 12 محافظة، وقريبًا ستصل إلى رفح والنوبة.

- لم يحضر الإفطار أي شخصيات فاعلة في الجمعية الوطنية للتغيير، أو شخصيات سياسية أو إعلامية معروفة.

- الإفطار حضره ما يزيد عن 300 عضو بحملة دعم البرادعي، وتغطية وسائل الإعلام الخارجية كانت أكثر من المحلية.

- البرادعي طالب الجميع بقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلتين في شكيلها الحالي، مشيرًا إلى أن من سيشارك سواء مرشحًا أو ناخبًا فسيكون ارتكب فعلا ضد رغبة الشعب المصري.

كتب: خالد البرماوي - مصطفى مخلوف - مصراوى