داخل أسرة بدوية تحمل قيم وصفات لا تقيم وزناً كبيراً لثقافة المجتمع المفتوح كانت نشأتها و فى صفوف الفكر السياسي الإسلامي وتحديداً مع جماعة الإخوان المسلمين كان توجهها الفكري وهي شابة جامعية، لكن بعد اختبارها لثقافة المجتمع المغلق والفكر السياسي الديني تمردت على القوالب الفكرية الجامدة التي كانت قناعتها يوماً ما لتكون إبداع روائي متميز حصدت من خلاله الجوائز حيث حصلت على جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها " الباذنجانة الزرقاء" كما حصلت على جائزة أفضل رواية من معرض الكتاب عام 2002 عن
روايتها " نقرات الظباء " أنها الروائية ميرال الطحاوي
الأسرة البدوية وجماعة الإخوان المسلمين كيف أثروا بداخلك كمحفزات إبداعية ؟
جماعة الإخوان وأسرتي البدوية هم أجزاء من تاريخي الشخصي والإنساني تعايشت من خلالهم مع التقاليد والأفكار التي أرفضها الآن ، فالفرد عندما ينشأ في واقع ليس بمثالي يدفعه هذا إما أن يكون محارب لواقعه متسائلاً بما يساعده على تجاوز سلبيات هذا الواقع أو يكون منسجم وراضي بكل ما يحمله هذا الواقع وأنا كنت من النوع الأول دوماً ما أسأل لماذا ؟؟ رافضة التابوهات الثابتة في حياتي الاجتماعية وفكري السياسي لذلك تمردت على ظروف نشأتي وما رسخته في من قناعات كما تمردت على الفكر السياسي الديني الذي عجز أصحابه أن يفهموني أسسه بطريقة يرضى عنها عقلي .
لكن أصحاب الفكر السياسي الديني " جماعة الإخوان " هم الأعلى صوتاً وتأثيراً في الشارع المصري فهل معنى هذا أن المصري لا يسأل أو يناقش ؟
أنا هنا لا أحاكم الفكر السياسي للإسلاميين فهم لهم أيدلوجيتهم التي يرونها مناسبة لهم لكن لماذا الجموع الغفيرة حولهم؟ فذلك لحدوث ظروف اجتماعية واقتصادية بعينها جعلت العقلية المصرية تقبل أطروحاتهم كما أنه لا ينبغي أن ننكر أن الأخوان يملكون الأموال ووسائل الإعلام كما أنهم الحركة الوحيدة الموجودة كتيار سياسي منافس للنظام الحاكم والذي يراه الناس رمزاً للسلطة والسبب في مشكلاتهم.
الصحراء دوماً مكان يحتل جانباً أساسياً من إبداعاتك الروائية دعينا نسأل لماذا الصحراء ؟
أنا لا أقصد الصحراء كمكان وإنما أعبر من خلالها عن أشكال ونظم الحياة الموجودة داخل عالمنا العربي أقصد بالصحراء الثقافة الصحراوية القبلية التي تنكر فردية وتميز الإنسان لصالح رئيس القبيلة وتحت هذا يندرج عدد ليس بقليل من السلوكيات . مجتمعاتنا العربية تمدينت بشكل زائف فنحن نركب العربات ونسافر ونعيش بالعمارات الفخمة لكن عقولنا تسير بنمط الصحراء والعرف .
تستخدمين دوماً الحكم والأمثال البدوية في لغة أبطال رواياتك قد يرى البعض أن هذا محاولة منك لتمجيد التراث العربي ... ما تعقيبك ؟
لكي تتعرفي على شعب ما أو فئة داخل المجتمع عليك فهم لغتهم فاللغة هي أحد مفردات الثقافة وعندما أقدم شخصيات بدوية حتماً لابد أن أجعلهم يتحدثون بطريقتهم ومفراداتهم الطبيعية . وهذا لا يعني أنني أعيد الترويج لتراث بعينه فأنا أرغب دوماً أن يشعر القارىء بالحالة التي يفهمها من النص دون أن أحاول أنا توصيل حالة بعينها له فالنص الثري هو الذي تقرأيه وتعيدي خلق مفرداته وفق توجهاتك أنتي وليس وفق توجهات الكاتب.
لكن هل الترجمة تحقق ذات الإمكانية للقاريء أم لا ؟
النص الثري يحتمل عند الترجمة حتماً أن يجعل القاريء يشعر وكأنه يقرأ من اللغة الأصلية لكن أحياناً يفتقد المترجم القدرة على إيصال روح النص فيضطر بالاتفاق مع الكاتب أن يجمل الهدف الرئيسي والمتن الأساسي للترجمة. المشكلة أن بعض المترجمين يطلقون أحكاماً عامة على الأدب العربي المترجم بأنه أدب عاطفي لا يناسب القارىء الغربي العملي العقلية وهذا اتهام غير منطقي لان المترجم حتى الآن من الأدب العربي لا يناسب أن يكون نسبة للحكم على مدى نجاح تجربة الترجمة.
هناك اتهام يوجه غالباً للأدب المترجم أنه أدب يظهر فشل المجتمعات العربية ؟
تلك نظرية غريبة جدا واتهام لا أفهمه فهل من يترجم أجهزة المخابرات ؟؟ من يقوم بالترجمة أفراد عاديين في الغالب تجمعهم مع الكتاب صداقات أي أن الترجمة تتم بشكل ودي خالي من وجود أي مؤسسات داعمة لكن الكتاب الذي يتناول أوضاع قد يحتاج القارىء الغربي معرفة المزيد عنها حتماً يوزع أكثر ويكون ناجح وينال شهرة إعلامية كبيرة .
لماذ خلعت الحجاب فالحجاب أمر ديني واجب عليك كامرأة مسلمة ؟
خلعت الحجاب لأنني لست عورة ولا أرغب في الاختفاء
أجرت الحوار باسنت موسى
No comments:
Post a Comment