Saturday, October 08, 2011

البرادعى يحذر من «ثورة جياع».. ويؤكد: إدارة الفترة الانتقالية «سيئة».. و«حكومة شرف» مخيبة للآمال

 قال: «أختلف مع المرشحين للرئاسة فى رؤيتى لتسلسل التغيير، حيث إننى مازالت مُصراً على وضع الدستور أولا قبل الانتخابات، ولكنى أحترمهم تماماً».
وأضاف البرادعى: «مشكلتى تتمثل فى كيفية إدارة المرحلة الانتقالية وبناء مصر الجديدة»، مؤكداً: «لا أريد الاستمرار فى مرحلة العشوائية الدستورية، حيث أريد الدستور قبل انتخابات الرئاسة وليس قبل انتخابات مجلسى الشعب والشورى، فلا أريد أن ننتقل من كوننا ترزية قوانين قبل الثورة إلى ترزية دساتير بعد الثورة».
وأشار إلى أن «الدستور هو الضمانة الحقيقية لكل المواطنين وللثورة»، معتبراً أن «غياب الأمن بعد تسعة أشهر من حكم المجلس العسكرى أمر غير مبرر على الإطلاق».
ولفت البرادعى إلى أن الاقتصاد المصرى ينزف بسبب تآكل الاحتياطى النقدى وطول الفترة الانتقالية، مرجعاً سبب المشاكل السياسية التى نعانى منها الآن إلى «سوء إدارة الفترة الانتقالية»، وأشار إلى أن «الجميع سيخسر إذا فقدنا الثقة فى المجلس العسكرى».
ووصف البرادعى حكومة شرف بأنها «مخيبة للآمال» و«ضعيفة وليست لديها صلاحيات، حيث إنها ليست صاحبة القرار»، مشيراً إلى «أنه على المجلس العسكرى إعطاء مزيد من الصلاحيات لهذه الحكومة».
وتابع: «الثورة ستنجح وتكمل طريقها رغم (المطبات) لأن المصاعب التى نمر بها الآن هى أمر طبيعى نتيجة لـ٣٠ عاماً من الفساد»، مؤكداً أنه «ليست لديه مخاوف على الإطلاق من بقاء العسكرى واستحواذه على السلطة»، مشدداً: «أنا متأكد من كلامى هذا من خلال اتصالاتى بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة».
ولفت إلى أن «الأزهر هو أكبر قوة ناعمة لمصر فى العالم الإسلامى»، وتوقع حصول التيارات الإسلامية على ٢٥% من جملة المقاعد فى البرلمان المقبل.
وحذر من قيام ثورة جياع إذا استمر الوضعان الأمنى والاقتصادى بهذا الشكل الحالى، معرباً عن قبوله تطبيق قانون العزل السياسى على أعضاء الحزب الوطنى المنحل.
وقال: «لو كان مبارك غادر البلاد يوم ١١ فبراير لكان أراح واستراح»، مضيفاً: «كان يجب قطع الاتصال عن مبارك وعائلته يوم التنحى ووضعهم فى الحبس الاحتياطى».
ووصف البرادعى قانون الطوارئ بأنه «سيىء السمعة»، ولن يساهم فى استرداد الأمان بالشارع المصرى كما يعتقد المجلس العسكرى، معتبراً أن «الكلام عن إسقاط الداخلية أو القوات المسلحة أمر عبثى».


«البرادعى» يفتح النار: الأحزاب فقدت مصداقيتها بعد لقاء «العسكرى».. وثقة الشباب فى «المجلس» تضاءلت

كشف الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، عن لقاءات جمعته مع الرئيس السابق حسنى مبارك فى القصر الرئاسى، وعدد من مسؤولى نظامه بعد عام ٢٠٠٥، لمناقشة القضايا السياسية على المستويين الداخلى والخارجى، وكانت أولى القضايا التى ناقشها مع مبارك سجن أيمن نور، وكان عمر سليمان، المدير السابق للمخابرات، الأكثر تفهما لما يطرحه من قضايا، لكنه اكتشف فى نهاية الأمر أنه كان «ينفخ فى قربة مقطوعة».
ونفى البرادعى خلال حواره فى برنامج «الحياة اليوم»، أمس الأول، ما تردد بشأن استضافة سوزان مبارك له بعد حصوله على جائزة نوبل للسؤال عن مسألة ترشحه لرئاسته للجمهورية، وقال إن حديثه مع مبارك وقتها دار حول «الإصلاح السياسى والعمل على تطوير التعليم، وإحقاقاً للحق، كان مبارك يستمع لى فى تلك النقاط».
وفى رده على سبب مطاردة الحزب الوطنى المنحل له قال البرادعى: «لأنى لم أخرج من رحم النظام وما أخدتش منهم حتة أرض ولم يجدوا لديهم ملفات ضدى»، وأكد أن الأحزاب التى التقت المجلس العسكرى فقدت مصداقيتها، وأغلب الشعب بدأ يفقد ثقته فى الطبقة السياسية، والثورة للأسف، وتضاءلت الثقة بين الشباب والمجلس لغياب الشفافية، فالمجلس يتلقى دائما استشارات خاطئة تؤدى لنتائج سلبية، والمليونيات أيضا بدأت تفقد بريقها وتأثيرها على الشعب، لكنه شدد على حق التظاهر السلمى، مطالباً المجلس العسكرى بالاستجابة للمطالب الشعبية.
وأضاف «البرادعى» أن المجلس العسكرى ليس لديه نية فى الاستمرار بالسلطة، وقال: أصدق تصريحات المشير بعدم نية المؤسسة العسكرية تقديم مرشح لها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أنه يختلف مع مرشحى الرئاسة الـ٦ حول تسلسل المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أنه يرى أولوية وضع الدستور قبل إجراء الانتخابات، ومع ذلك فإنه يكنّ لهم كل الاحترام. وحذر من أن الاقتصاد المصرى ينزف بسبب تآكل الاحتياطى النقدى لطول الفترة الانتقالية مع عدم استقرار الأوضاع السياسية وغياب الأمن، لكنه أعرب عن تفاؤله فى استعادته رواجه.
وتوقع «البرادعى» حصول التيار الإسلامى على نسبة ما بين ٢٥ و٣٠% من مقاعد البرلمان القادم، موضحاً أنه أكد سابقاً حق «الإخوان المسلمين» فى الممارسة السياسية لكنه لم يطلب منهم أى شىء عن تأييده كمرشح للرئاسة.

 ابتسام تعلب - المصرى اليوم

كلمة حق أقولها وقلبى حزين


كنت واحدا من الذين أشادوا كثيرا بالمجلس العسكرى وحكومة شرف. واليوم لا مفر من أن أعترف بالخطأ.
لقد أسرتنا من الأعماق الكلمة السحرية: «لم ولن نطلق النار»، وسحرتنا التحية العسكرية لأرواح الشهداء. وصدقنا أن قيادة الجيش رفضت إطاعة أمر إطلاق النار! وأنهم قالوا لمبارك إما أن تتنحى أو ستُجبر على ذلك.
كلها أشياء صدقناها بعظيم الفخر. صدقناها لأننا نحب أن نصدقها. ولأننا لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم. ولأن مسار الأحداث فى بداية الأمر كان يُوحى بذلك. صحيح أنه كانت هناك وقائع متناقضة مع هذه الرؤية الرومانسية. خذ عندك مثلا: لماذا لم يتدخلوا لحماية المتظاهرين أثناء إطلاق النار؟
 ولماذا تركوا بلطجية معركة الجمل يمرون؟ ولماذا تركوهم يذهبون؟ وهل من المعقول أن يلزموا الحياد، وهناك مُعتدٍ مسلح، ومعتدى عليه أعزل! لكننا شطبنا أدوات التعجب وعلامات الاستفهام، وتبارينا كلنا فى الغزل العفيف.
تخلى مبارك عن الحكم للمجلس الأعلى، واستبشرنا خيرا بما هو آت. لكن - لدهشتنا البالغة - ظلت الأمور كما هى لأكثر من شهرين. لم نفهم كيف يمكن أن يظل القطّ وسرايا رئيسى تحرير! لم نفهم كيف يكون بطل البنبون أحمد شفيق، رئيسا للوزراء!
لم نفهم كيف يمارس زكريا عزمى مهامه فى ديوان رئاسة الجمهورية بعد أن استبدل بمبارك المشير؟ لم نفهم كيف يظل مبارك آمنا فى شرم الشيخ يرسل إلينا برسائل التهديد؟! لم نفهم لماذا لم يعد الأمن إلى الشارع المصرى، ولماذا يتركون العنان للبلطجية ليقوموا بالسلب والترويع؟ ولماذا لا تبدو فى الأفق بارقة أمل فى التغيير؟
كلها أشياء كانت تزعجنا، ولكننا كنا نتجاهلها، خوفا من مواجهة الحقيقة! وفى كل مرة كانت التغييرات الإيجابية لا تحدث إلا بعد مظاهرات مليونية وأحداث جسام.
وفجأة، كشفت الحقيقة لثامها وأطلّت علينا بوجهها الصريح. فى البدء وعدونا بأنهم سيسلمون السلطة خلال ستة شهور. واليوم يتحدثون عن عام 2013! حتى قانون الغدر مازالوا يفكرون فيه! وفجأة، أدلى المشير بشهادته أنه لم يصدر أصلا أمرٌ بإطلاق نار! بالطبع نحن نكبر شجاعته ونثمن شهادته أمام الله والتاريخ، لكن الكلام عن حماية الثورة صار يحتاج الآن إلى تدقيق.
الأمر ببساطة أن المجلس الأعلى كان فى وضع ملتبس، فلا هو يشعر بالارتياح تجاه الثورة بحكم عقيدته المحافظة والمرحلة العمرية لأعضائه، وفى نفس الوقت تحكمه مخاوفه وكبرياؤه العسكرية من نفاذ مشروع التوريث! فلما انفجرت الثورة كان لسان حاله يقول: «بركة يا جامع اللى جت منك!».
لكن العقيدة المحافظة انتصرت فى النهاية. لذلك كان دائما ينفر من الشرعية الثورية، ويريد أن يحتكم إلى الدستور الذى سقط بسقوط النظام بعد أن سحب الشعب توكيله، كونه صاحب الحق الوحيد.
أضف إلى ذلك أنهم لما تسلموا السلطة فوجئوا بكمّ الفساد فى النخبة السياسية التى راحت تتصارع على الكعكة الوهمية ما بين علمانى وإسلامى، وكلهم ينهشون لحم الوطن الجريح. لم نشجعهم على احترامنا، فاحتقرونا وصاروا يستكثرون علينا تسليم السلطة، ولسان حالهم يقول: «إن لم نكن نحن، فمن؟ وإن لم يكن الآن، فمتى؟».
والآن نحن بحاجة إلى إعادة التذكرة بالبديهيات:
 1- الجيش مؤسسة وطنية لها عظيم الاحترام.
2- طالما يمارس المجلس الأعلى السياسة فإنه يجوز عليه النقد والمراجعة.
 3- انتهى وقت التسليم الأعمى والتوقيع على بياض، وبقى حساب المصالح والخسائر الذى يقول إن أى مواجهة مع المجلس الأعلى مقامرة بكيان البلد، والحل يكمن فى لمّ الشمل وتأجيل المطالب الفئوية والمراقبة اللصيقة لما ستؤول إليه الأمور
بقلم :د. أيمن الجندى

استفزاز أم ابتزاز؟!


هل يعرف السلفيون الذين أحرقوا كنيسة «المريناب» من هو المهندس الذى بنى جامع أحمد بن طولون.. أجمل تحفة معمارية إسلامية؟ إنه المهندس القبطى سعيد بن كاتب الفرغانى الذى طلب منها بن طولون أن يبنى مسجداً يبقى ويظل شامخاً ولو أحرقت مصر أو أغرقت!! هل قرأ السلفيون عن أبى منصور وأبى مشكور اللذين صمما وبنيا قلعة صلاح الدين؟
إنهما مهندسان قبطيان، هل سمع هؤلاء الذين دمروا وخربوا عن السيل العظيم الذى صدع الكعبة قديماً وأعاد بناءها نجارون وبناءون أقباط؟! وبفضل مهارة الأقباط فى صناعة النسيج كانوا هم أفضل من ينسج كسوة الكعبة المهداة للسعودية من مصر أرض الفن الرفيع الذى صنعه مسلمون وأقباط، ويا ليت هؤلاء الكارهين الحارقين المخربين يعرفون ويفقهون أصل كلمة «قباطى»، هل لم يصلهم كتاب البلاذرى عن فتوح البلدان الذى ذكر فيه أن الوليد استعان بأقباط مصر لإعادة بناء مسجد المدينة؟!!
ما جرى من جلسات صلح عرفى بين أقباط القرية الذين لديهم رخصة إعادة ترميم كنيسة وسلفييها الرافضين للترميم، أو فلنقل بصراحة أكثر الرافضين بناءها من الأصل، يستحق لقب المهزلة الكبرى أو الكوميديا السوداء، فوسط حضور الجيش والشرطة وبرعاية المحافظ تم إملاء شروط غريبة وعجيبة ومجحفة على خادم الكنيسة لتمرير الموافقة المبدئية، منها عدم وضع صلبان وبناء قباب لأن هذا يستفز مشاعر مسلمى القرية!!
ولم يجب أحد من الحاضرين لماذا ومنذ سنة 1940 كانت هذه المشاهد لا تستفز أحداً، وكان الكل جيراناً، وكانت قيمة المواطنة وسلطة القانون هى الفيصل والحكم والمعيار، لم يكن هناك خطيب جامع يحرض ويشعل الفتنة ويلهب مشاعر الشارع بخطبه النارية من على المنبر، ويترك هكذا بدون عقاب قانونى، لم يكن هناك محافظ يبرر ما حدث بفورة وحماس الشباب! لم يكن هناك تواطؤ أو «طناش» أو «تعامى» أو غفلة، لم تكن هناك قنوات فضائية تحريضية تحتضن قتلة تنتفخ جيوبهم برائحة الريالات الوهابية لقاء صب الزيت على النار وتمزيق نسيج الوطن.
حكاية استفزاز الصليب لمشاعر أهل إدفو ذكرتنى بقصة قصيرة كتبتها فى بداية دراستى فى كلية الطب ونشرتها على مجلة حائط، ومزقها لى قطب الإخوان الكبير دكتور عصام العريان بصفته المشرف الثقافى باتحاد الكلية! عندما حملت قصاصاتى إلى حيث مكان اللجنة الثقافية، كان الرد لأن القصة بها كلمة الصليب! القصة عنوانها «مأساة عباس بن فرناس»، وكنت قد تخيلت فيها أن عباس بن فرناس طار ليدهش أهل مدينته المغيبين، طار ليحدث صدمة لسباتهم ولامبالاتهم،
فقد كان يقرأ كشاعر وعالم أن لحظة انهيار الأندلس قد اقتربت، القصة القصيرة فن، والفن خيال وتحليق، ذكرت فى القصة أن هذا المجتمع القاسى كان يريد صلبه لأنه متمرد وصادم، قامت القيامة ضدى وتم تمزيق القصة عدة مرات كلما حاولت تعليقها على حائط بعيد على أطراف الكلية، انتهت المطاردة بالمصادرة، ولكنى أيقنت فى ذلك الحين أن تكتيك الكلمات المعسولة والوعود الوردية لتيار الإسلام السياسى لابد ألا يعمينا عن استراتيجية الفاشية الفكرية التى يتبناها هؤلاء والتى تستدعى إلى الذاكرة بيت المتنبى الشهير:
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
احرقوا عربات الإسعاف التى تحمل علامة الصليب الأحمر للوقاية من الاستفزاز، امنعوا علوم الحساب واشطبوا علامة الزائد فى كل عمليات الجمع لأنها تستفز المشاعر، اقتلوا الأطفال الذين يلعبون بالطائرات الورقية لأنها تبدأ برسم صليب من البوص والغاب.
لا أستبعد أن تصل مصر إلى هذا المستنقع إذا ظللنا على هذا الحال من نوبات الغيبوبة والهستيريا التى حتماً ستدفننا مع نفايات التاريخ.
 خالد منتصر - مصراوى

Friday, October 07, 2011




هل انعدم الوطن من أبنائه من يذود عن حماه و يرعى مصالحه و يدافع عن ثورته و

يضع رؤية مخلصة لمستقبله و يقدم الوطن عن المصالح الضيقة للأفراد و الجماعات و

يتحرر من سيطرة الذات ...... لن ننتظر من يحملنا الى ما يريد فسوف نجد أمثال

شهداء الحرية و الكرامة من يتقدم الصفوف مدفوعا بحب ثورى نقى لمصر و أهلها

ليحمل جذوة النضال ضد الانتهازيين و المزيفين ...... أنا أثق فى الله و فى مصر و

المستقبل




أعداد المحترمين و العقلاء فى وزارة الداخلية المصرية يمكن حصرها و تحييدها و استبعادها و

تهميشها بأقل مجهود و بذلك تكون لمنصور العيسوى بصمة يمكن تذكرها به ...... رغم ما

سمعته شخصيا ممن عملوا مع هذا الوزير أثناء فترة خدمته من فضائل الا أنه فشل فى ترك

أى ذكرى جيدة تنبأ عنه كوزير مجدد مبدع أو حتى ذو شخصية قوية ... كان يمكن فى ظل

هذه الظروف العصيبة أن يصبح شخصية تاريخية بوضع أسس شفافة عادلة قوية

لوزارة سقطت بدوى فاضح بعد أن نخرها سوس الفاسدين و البلهاء و حثالة المجتمع الذين

تسلطوا و استشروا كالسرطان حتى وجب على كل شريف اما النأى بنفسه عن منظومة

الفساد و الرشوة و الانبطاح أو محاربتها و بترها و كانت تلك فرصة ذهبية لمنصور العيسوى

لكنها تغافل عنها و استثقلها و ارتكن فى أحضان المفسدين و الظالمين المسئولين عن كراهية

المجتمع لها حين ارتضوا أن يكونوا سوط الفاسد الظالم المخلوع الذى لطالما الهب أجساد

المظلومين و المناضلين و الأبرياء ..... مازالت فئران المخلوع تسيطر على الداخلية تنتظر ظالما

آخر تتذلل له و تتمسح بأرديته و تقنع بفتات موائده و بقايا سرقاته





يحترف الكثيرون الخلط بين خصوصيات مصر و ما يجرى فى بلدان الربيع العربى متجاهلين

حقائق التاريخ و الجغرافيا البشرية .... أدمن هؤلاء التذكير بفضائل الجيش المصرى على ثورة

الشعب المصرى الطاهرة و التأكيد أنه لا نجاة للثورة دون حماية و نصرة الجيش لها ..... يتجاهل

هؤلاء الجهلة لو توافرت النوايا الحسنة أو المغرضين .. أن الجيش المصرى ليس هو المجلس

العسكرى ....

الجيش المصرى العظيم هو جزء أصيل من الشعب المصرى على مر العصور منذ نشأة الدولة

المصرية الموحدة من مصر العليا (صعيد مصر) و امتدادها الى الوجه البحرى و ظهور الدولة

الفرعونية القديمة على يد مينا أو نعرمر مؤسس الأسرة الاولى عام 3200 قبل الميلادتقريبا و

قيام جيش مصرى قوى من فلاحى الأرض السوداء الطيبة التى امدتهم بالقوة و الصمود و

التحمل و القناعة و الشجاعة و الأمل و مرورا بالامبراطورية المصرية القوية بجيشها الذى تسيد

الشرق الأوسط و افريقيا الشمالية حتى منابع النيل العظيم ...... و وصولا الى الدولة الفرعونية

الحديثة حتى سقوط الدولة الفرعونية و خفوت الروح المصرية فى عهود سيطرة الفرس و

الاغريق و البطالمة و الرومانيين حتى ابتعاث الروح الوطنية المصرية بصبغة اسلامية ضد

الصليبيين و المغول فلولا بطولات المصريين العملاقة فى حطين 1187م و عين جالوت 1260م

لما قامت قائمة للعرب فى مصر و الشام و أسيا بأكملها و عادت تلك الروح للكمون حينا

لتنطلق ضد الحملة الفرنسية 1798م و الانجليزية 1807م و استغل محمد على مقومات

الشخصية المصرية و سخرها لمصلحته فوصل بجيش مصرى وطنى الى برقة و طرابلس فى

الغرب و الى دافور و كردفان و الخرطوم فى الجنوب و الى ابتلاع شبه الجزية العربية فى

الشرق و دمج الشام فى الامبراطورية المصرية و الوصول الى حدود القسطنطينية فى

الشمال

عام 1832م و الاستيلاء على اليونان بعد سحق ثورة المورة 1822م و حتى بطولات الجيش

المصرى فى الثورة على ظلم و تسلط الخديوى توفيق بقيادة أحمد عرابى 1881م و فى حرب

فلسطين 1948 و الثورة ضد الحكم الملكى و ضد الاستعمار الانجليزى و ضد العدوان الثلاثى

1956م و فى اليمن 1962م حرب الاستنزاف 1967- 1970م و حرب تحرير سيناء 1973م

............ فى استعراض هذا التاريخ المجيد لا نجد أبدا انفصالا بين الجيش و الشعب ..اذ كيف

ينفصل الفرع عن الاصل ..فلا حياة لليد أو القدم بعيدا عن الجسم فالشعب هو معين القوة

البشرية و الروح الوطنية و الامداد المادى


باختصار الجيش المصرى هو أبى و أخى و صديقى و جارى .... لاحياة له بدوننا و لا استقلال و

هيبة لنا بغيره

أما المجلس العسكرى فهو مكون من 18 شخصا هم قادة أفرع القوات المسلحة و قادة

المناطق و الجيش الثانى و الثالث و مساعدى وزير الدفاع الى جانب القائد العام و رئيس الأركان

و جميعهم ترقوا بموافقة مبارك و تدرجوا الى مناصبهم الحالية تحت رقابة لصيقة من نظامه

الاستبدادى و تربوا على مبادىء نظامه المتسلط الفاسد الذى أعلى من شأن الفاسدين و

المنبطحين و الأغبياء و المتعامين عن الحقائق و اطاح بالأكفاء و المبدعين و المجددين و

الشرفاء و كان جزاؤهم الأغداق عليهم بمئات الملايين من الرشاوى المجتزئة من أقوات

الشعب و بالتالى انفصل هؤلاء مبكرا عن نسيج الوطن و باعوا مصلحته و قبضوا الثمن و مازالوا

يعلم الجميع كم الفساد الرهيب المستشرى بالجيش و الظلم الذى يمارس على كل ضباط

الجيش من جانب قياداتهم و الكراهية العميقة التى يكنها الضباط تجاه قادة الجيش فكأن الظلم

الجبروت و الغباء و كراهية الأخرين و مهارة التسلق على أجساد الشرفاء و الضعفاء هى شروط

أساسية للاستمرار و الترقى و الانضواء فى عصبة الفسدة

يخطىء كثيرا من يختزل جيش مصر الاصيل العظيم الذى يستمد قوته و روحه من الوطن منبع

السمو و الانتماء فى شخوص المجلس العسكرى فكأنه يساوى بين الشمس و ضوء خافت

لبقايا سيجارة ملقاة ... ليس فى أبدا هذا تحقيرا لشأن أعضاء المجلس بل توصيفا

لم يمن الجيش علينا بحماية الثورة بل لقد انضم الفرع للاصل فى رفض الانكفاء و الذل و الظلم

و الطغيان و لم يجد قادة المجلس مفرا الا الاستجابة لذلك حماية لأنفسهم و لكراسيهم و

ثرواتهم و محاولة لطمس جرائمهم و التماهى مع القوة الثورية و محاولة تطويعها و ترويضها

لعلها تنخدع فتنضوى تحت قيادته و تقنع برغباته و تكتفى بخلع الرأس الفاسدة فكانها هيرا

السوداء تقطع رأسا فتنطلق عشرات الرؤوس الخبيثة المتلهفة لقضم جسد الوطن الذى ما

برحت جروحه تندمل

التاريخ ينبأ بأصل ما يحدث فى سوريا و اليمن و ليبيا ....

لم تعرف سوريا فى عصر الأسد الأب و الابن جيشا وطنيا بل تجمعا عسكريا طبقيا فئويا لا مكان

فيه الا للمنضوين تحت لواء أسرة الأسد من العلويين و هم فى مجموعهم لا يزيدون عن 11%

من تعداد سوريا و لامكان فى قيادات الجيش و كبار الضباط و رجال الدولة لغير العلويين و

بالتالى فالجيش لا ينتمى للشعب بل يناصبه العداء و يخشى انتقامه جراء عهود طويلة من

الظلم و التهميش و التعذيب و الطغيان

أما ليبيا فهى دولة حديثة التكوين تفتقد مفهوم الدولة الوطنية المدنية و ترتكن فى قيامها على

تفاهمات قبلية عشائرية تقتسم بموجبها ثروات الدولة و تقنع بموائمات تفى بمصالح متبادلة

ومن هنا ظهرت كتيبة سيف الاسلام و كتيبة المعتصم و كتيبة خميس و هم من استطاع أبناء

القذافى شراء جهودهم من المرتزقة

اليمن دولة شديدة القبلية لا سيطرة للدولة الا على المدن الرئيسية فقط بينما تخضع غالبية

الدولة لسيطرة القبائل و تقتسم القبائل السيطرة على الأرض و الثروة طبقا لمنطق القوة لذا

تحظى اليمن بأكبر نسبة تسلح بالنسبة لعدد السكان اذ تملك القبائل الكبيرة أسلحة ثقيلة و


مدافع مضادة للطيران و من هنا اصبحت الدولة اللاعب الأضعف على الساحة فترتضى بجزء

من الأرض و السلطة مقابل التسليم بنفوذ القبائل و اقتسام دخل البلاد معها و الانتماء هناك


ليس للدولة بل عشائرى بحت


من هنا كانت مصر مختلفة و كانت ثورتها متفردة و كان اتحاد الجيش مع ثورة الشعب نتاجا

طبيعيا