Sunday, July 16, 2006

باقة ورد

حمدي قناوي
الحركة المصرية للتغيير
فى ليلة صيفية خانقة أيقظنى العطش وقلق الحبس مبكراً، فوجئت به ممدداً على (النمرة) التى أمامى مباشرةً، هرب النوم من عينى وسكنت الدهشة مكانها لم أكن أتصور أبداً أن أراه مرة أخرى داخل السجن وبهذه السرعة،
فقلت لنفسى (دا لسه خارج من السجن أول أمس
مش ممكن..!! الشرقاوى؟ تانى؟!)
هممت بإيقاظه لاستقباله..
(حاسب اوعى تلمسه دا جاى الفجر مضروب جامد )
جائنى تحذير وائل حاسماً.
إنحسرت عن (نمرتى) وتراجعت زحفاً حتى جلست على بطانيتى المطوية كمخدة وسندت ظهرى إلى الحائط، وبدأت أتأمله..
كان ينام أمامى بين وائل وعلاء فى الوضع الجنينى وكأنه يولد من جديد، فارداً كفه على ضلوعه وكأنه يكتم أناتها حتى لا تفضح آلامه المبرحة، ولم تمنعنى شفتاه المتورمتان ولا خدوش الوجه الحمراء ولا السواد تحت العيون من أن أتعرف على قسمات وجه محارب حاد الطباع. وتذكرت آخر مرة رأيت فيها الشرقاوى (فى الخارج) كان فى (فرح القضاة) كنا ندق سوياً أوتاد خيمة الاعتصام فرأيته يغرز الأوتاد بأظافره ويربط الحبال بأسنانه وكان يهتم بالتفاصيل كمن يشيدها لحبيبته
و حتى لا تتوه عنها كتب عليها العنوان
(المنطقة المحررة – شارع عبد الخالق ثروت)
لم ينم لمدة ثلاثة أيام متوالية قام فيها هو وشباب مصر الجدعان برفع الأعلام على عمدان الإنارة وكتابة الشعارات على الأسفلت ولصق الصور على الحوائط و توزيع البيانات على المارة. تأملته جيداً وقلت لنفسى هذا جيل لم تقلم أظافره بعد.. فمازالت أظافره حجرية،
ولم تسدل نظارات النظريات المقعرة على عيونهم، فبصرهم اليوم حديد. ولكنى لاحظت أن الثلاثة أمامى استشعروا الفراغ الذى تركته بانسحابى عن نمرتى وأنه ليس هناك أقدام مقابلة تصد تقدم سيقانهم فتوغلت حثيثاً حتى تمـددت وتلامست وكانت رؤوسهم متباعدة على مخداتهم فبدوا لى كباقة ورد.
لم أعرف بالضبط ما الذى أستطيع أن أقدمه له –هو و زملائة- لقلة حيلتى وكبر سنى –
فأنا من الجيل الذى عايش الهزيمة -
ولم تطل حيرتى لأنى سرعان ما تأكدت إن أكثر ما أستطيع أن أقدمه له هو وزملاؤه هو أن أظل منحسراً عن (نمرتى) ليظلوا هم هكذا بادين
(كباقة ورد)

Friday, July 14, 2006

هوامش حرة

من قال أن العار يمحوه الغضب
و امامنا عرض الصبايا يغتصب
صور الصبايا العاريات تفجرت
بين العيون نزيف دم من لهب
عار على التاريخ كيف تخونه
همم الرجال و يستباح لمن سلب ؟
عار على الأوطان كيف يسودها
خزى الرجال و بطش جلاد كذب
الخيل ماتت ... و الذئاب توحشت
تيجاننا عار ... و سيف من خشب
العار أن يقع الرجال فريسة للعجز
من خان الشعوب .... و من نهب
لا تسألوا الأيام عن ماض ذهب
فالأمس ولى .. و البقاء لمن غلب


شعر فاروق جويدة
الأهرام 7\7\2006