بيروت (رويترز) - الاعمال الكاملة للمؤرخ والباحث الراحل نقولا زيادة التي جاءت في 23 كتابا في موضوعات شتى جاءت لتكريم ذكرى الراحل وشكلت تتويجا لحيوية ثقافية امتدت معظم حياة بلغت قرنا من الزمن.
الراحل الدكتور زيادة الفلسطيني واللبناني كان استاذ شرف في التاريخ في الجامعة الامريكية في بيروت وعضو شرف في جمعية المستشرقين الالمان وولد سنة 1907 في دمشق من ابوين اصلهما من الناصرة في فلسطين.
تلقى علومه في القدس ثم درس في كلية الجامعة في لندن وفي معهد العلوم الشرقية والافريقية في جامعة لندن. وقام بالتدريس في فلسطين وكيمبردج في بريطانيا وليبيا وفي جامعة هارفارد الامريكية وفي نيجيريا والهند والاردن والجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف (اليسوعية) في بيروت.
وهو عضو في عدة جمعيات علمية عالمية. وقد قام نجلاه رائد وباسم زيادة بإعادة نشر اعماله الكاملة التي جاءت في 23 كتابا وصدرت عن ( الاهلية للنشر والتوزيع) في بيروت.
عناوين الكتب الثلاثة والعشرين تشكل عناوين لما تناوله فيها زيادة المؤرخ الشهير والباحث المميز. ومنها على سبيل المثال لا الحصر " المقدمة: في سبيل البحث عن الله" و"الجغرافيا والرحلات عند العرب " و"عالم العرب" و"من رحلات العرب. رواد الشرق العربي في العصور الوسطى. الرحالة العرب" و"الحسبة والمحتسب في الاسلام" و"لمحات في تاريخ العرب" و"اعلام عرب" و"تونس في عهد الحماية".
وكان زيادة العالم المدقق ظريفا وصاحب نشاط لا يفتر فقد بقي يعمل في سنه المتقدمة وبمعنويات عالية تنقل العدوى الى من حوله. ولعل بعض ما جاء في "المقدمة. في سبيل البحث عن الله" يلقي اضواء على كثير من شخصيته وتجاربه ونظرته الى الحياة. كان نقولا زيادة يقدم لا في مؤلفاته فحسب بل من خلال حياته المديدة وتجاربه "علما" وحكمة مميزين.
كتب زيادة سنة 2001 يقول "في السنة 1991 توقفت عن التدريس وكان اخر عهدي به في الجامعات التي ورد ذكرها في هذا الكتاب. لكن اود ان اطمئن القاريء انني لم اخلد بعدها الى الراحة على ما جرى عليه المتقاعدون في بلدي فالفترة التي مرت علي من يومها... الفت فيها كتابين ... وترجمت عن الانجليزية كتاب "بيزنطة والفتوح الاسلامية المبكرة" تأليف ولتر كاجي ونشرت عشرات المقالات في المجلات العربية والانجليزية وشاركت في ثلاثين مؤتمرا وندوة في لبنان وسوريا والمملكة العربية السعودية ومصر ودولة الامارات العربية المتحدة وفلسطين المحتلة والضفة الغربية وبريطانيا وفرنسا والمانيا.. وألقيت نحو خمسين محاضرة في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين المحتلة والضفة الغربية/1993/ وبريطانيا والمانيا."
وتحدث عن اعمال بين يديه يعدّها للنشر
الراحل الدكتور زيادة الفلسطيني واللبناني كان استاذ شرف في التاريخ في الجامعة الامريكية في بيروت وعضو شرف في جمعية المستشرقين الالمان وولد سنة 1907 في دمشق من ابوين اصلهما من الناصرة في فلسطين.
تلقى علومه في القدس ثم درس في كلية الجامعة في لندن وفي معهد العلوم الشرقية والافريقية في جامعة لندن. وقام بالتدريس في فلسطين وكيمبردج في بريطانيا وليبيا وفي جامعة هارفارد الامريكية وفي نيجيريا والهند والاردن والجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف (اليسوعية) في بيروت.
وهو عضو في عدة جمعيات علمية عالمية. وقد قام نجلاه رائد وباسم زيادة بإعادة نشر اعماله الكاملة التي جاءت في 23 كتابا وصدرت عن ( الاهلية للنشر والتوزيع) في بيروت.
عناوين الكتب الثلاثة والعشرين تشكل عناوين لما تناوله فيها زيادة المؤرخ الشهير والباحث المميز. ومنها على سبيل المثال لا الحصر " المقدمة: في سبيل البحث عن الله" و"الجغرافيا والرحلات عند العرب " و"عالم العرب" و"من رحلات العرب. رواد الشرق العربي في العصور الوسطى. الرحالة العرب" و"الحسبة والمحتسب في الاسلام" و"لمحات في تاريخ العرب" و"اعلام عرب" و"تونس في عهد الحماية".
وكان زيادة العالم المدقق ظريفا وصاحب نشاط لا يفتر فقد بقي يعمل في سنه المتقدمة وبمعنويات عالية تنقل العدوى الى من حوله. ولعل بعض ما جاء في "المقدمة. في سبيل البحث عن الله" يلقي اضواء على كثير من شخصيته وتجاربه ونظرته الى الحياة. كان نقولا زيادة يقدم لا في مؤلفاته فحسب بل من خلال حياته المديدة وتجاربه "علما" وحكمة مميزين.
كتب زيادة سنة 2001 يقول "في السنة 1991 توقفت عن التدريس وكان اخر عهدي به في الجامعات التي ورد ذكرها في هذا الكتاب. لكن اود ان اطمئن القاريء انني لم اخلد بعدها الى الراحة على ما جرى عليه المتقاعدون في بلدي فالفترة التي مرت علي من يومها... الفت فيها كتابين ... وترجمت عن الانجليزية كتاب "بيزنطة والفتوح الاسلامية المبكرة" تأليف ولتر كاجي ونشرت عشرات المقالات في المجلات العربية والانجليزية وشاركت في ثلاثين مؤتمرا وندوة في لبنان وسوريا والمملكة العربية السعودية ومصر ودولة الامارات العربية المتحدة وفلسطين المحتلة والضفة الغربية وبريطانيا وفرنسا والمانيا.. وألقيت نحو خمسين محاضرة في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين المحتلة والضفة الغربية/1993/ وبريطانيا والمانيا."
وتحدث عن اعمال بين يديه يعدّها للنشر
. وأضاف "اما وقد قاربت من ان اختم السنة الرابعة والتسعين من عمري وقد كنت شاهدا على قرن طحنت العالم فيه حربان عالميتان فضلا عن عشرات الحروب والثورات الكبيرة والصغيرة منها ومنها ما خص موطنيّ فلسطين ولبنان وانتقل فيه الانسان من التنقل على الدواب الى الطيران في الفضاء...حسبت ان من حق قرائي علي ان اشاركهم بعض ما نالني من ذلك كله.
"كان اول ما ادركته الحرب العالمية الاولى. فقد اغتالت والدي وانا في اوائل الثامنة من عمري وتركت امي مسؤولة عن اربعة اطفال انا الاكبر فيهم سنا. كان لي خالة اسمها صوفيا وخال اسمه سامي. فلما عدنا من دمشق الى الناصرة تعهد الاثنان بان يقفا الى جانب امي ومساعدتها على تحمل المسؤولية الجديدة. لكن الحرب عادت فاغتالت خالي. كانت الطائرات البريطانية قد القت قنابل على العفولة في شمال فلسطين وظلت واحدة لم تنفجر. وقيض لها ان تنفجر ويكون خالي احد ضحاياها. وماتت خالتي بالكوليرا التي مرت بفلسطين اثناء تلك الحرب فعاد الهم يركبنا وقد جاهدت امي سنوات طويلة حتى تخرجت انا من دارالمعلمين بالقدس (1924) فشعرت انا اني ساريحها لكنها توفيت في السنة التالية".
ويقول متحدثا عن صفة عرفها فيه من عرفوه حتى في اواخر ايامه " لعلي في هذه الفترة بدأت التصالح مع نفسي ومن ثم التصالح مع اسرتي واخيرا التصالح مع الغير."
وتحدث عن تحقيق اماله تدريجيا بان يحصل على ثقافة جامعية وقال "لا اقصد من هذا القول انني كنت كل الوقت متصالحا نعم لقد حملت سلاح الاسف غير مرة ومرت في نفسي ايام كنت احسب ان الامور جميعها تقف ضدي فاسفت وغضبت وحتى لعلني لعنت. ولكن الغالب كان التصالح مع النفس. وهذا قادني بطبيعة الحال الى التصالح مع الناس زملاء وطلابا وجيرانا واصحابا واصدقاء اساسها هذا التصالح النفسي ومن ثم فقد كان احبائي كثرا ومعارفي اكثر وابتسامتي تغلب على الكشرة".
من جورج جحا
"كان اول ما ادركته الحرب العالمية الاولى. فقد اغتالت والدي وانا في اوائل الثامنة من عمري وتركت امي مسؤولة عن اربعة اطفال انا الاكبر فيهم سنا. كان لي خالة اسمها صوفيا وخال اسمه سامي. فلما عدنا من دمشق الى الناصرة تعهد الاثنان بان يقفا الى جانب امي ومساعدتها على تحمل المسؤولية الجديدة. لكن الحرب عادت فاغتالت خالي. كانت الطائرات البريطانية قد القت قنابل على العفولة في شمال فلسطين وظلت واحدة لم تنفجر. وقيض لها ان تنفجر ويكون خالي احد ضحاياها. وماتت خالتي بالكوليرا التي مرت بفلسطين اثناء تلك الحرب فعاد الهم يركبنا وقد جاهدت امي سنوات طويلة حتى تخرجت انا من دارالمعلمين بالقدس (1924) فشعرت انا اني ساريحها لكنها توفيت في السنة التالية".
ويقول متحدثا عن صفة عرفها فيه من عرفوه حتى في اواخر ايامه " لعلي في هذه الفترة بدأت التصالح مع نفسي ومن ثم التصالح مع اسرتي واخيرا التصالح مع الغير."
وتحدث عن تحقيق اماله تدريجيا بان يحصل على ثقافة جامعية وقال "لا اقصد من هذا القول انني كنت كل الوقت متصالحا نعم لقد حملت سلاح الاسف غير مرة ومرت في نفسي ايام كنت احسب ان الامور جميعها تقف ضدي فاسفت وغضبت وحتى لعلني لعنت. ولكن الغالب كان التصالح مع النفس. وهذا قادني بطبيعة الحال الى التصالح مع الناس زملاء وطلابا وجيرانا واصحابا واصدقاء اساسها هذا التصالح النفسي ومن ثم فقد كان احبائي كثرا ومعارفي اكثر وابتسامتي تغلب على الكشرة".
من جورج جحا
No comments:
Post a Comment