Thursday, November 27, 2008

حكم تاريخي بالغاء الحرس الجامعي

قضت محكمة القضاء الإدارى، بإلغاء قرار وزارة الداخلية بإنشاء الحرس الجامعى داخل جامعة القاهرة، وكلفت الجامعة بإنشاء إدارة أمنية تكون تابعة لرئيس الجامعة، يتولى توجيهها وليس وزارة الداخلية.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها ان الدستور حرص علي استقلال الجامعات فنص في المادة 18 على ان التعليم حق تكفله الدولة وتكفل استقلال الجامعات ومراكز البحث العلمي بما يحققه الربط بينه وحاجات المجتمع والانتاج وتأكيدا علي استقلال الجامعات المقرر بنص صريح في الدستور.
ونصت المادة 317 من اللائحة التنفيذية لقانون الجامعات علي أن تتشأ بكل جامعة وحدة للامن الجامعي تتحدد مهامها في حماية منشآت الجامعة .
وعقب صدور الحكم، قال عبد الجليل مصطفى أحد قيادات حركة كفاية ومقيم الدعوى، "إن هذا الحكم عظيم لأنه لا يسمح لرجال الشرطة التابعين لوزارة الداخلية، بدخول الجامعة، سواء بالزى الرسمى أو المدنى".
وكان عدد من أساتذة الجامعة قد طعنوا فى قرار وزارة الداخلية بإنشاء الحرس الجامعى داخل الجامعات المصرية، وبعد عدة جلسات من
المرافعات تم إلغاء هذا الحرس التابع لوزارة الداخلية
BBC

الإقامة في الماضي

أجدادكم إن عظموا وأنتم لم تعظموا فإن فخرَكم بهـم عارٌ عليكم مبرمُ.
"العقاد.."
علاقتُنا بالماضي" موضوعٌ يمكن أن يفرغ مفكرٌ لدراستِه طيلة حياته دون أن يوفيه حقَه من الدراسةِ المعمقةِ كما ينبغي أن تكون الدراسةُ. لذلك فمن المستحيلِ تقديم تغطية كاملة لهذا الموضوع في فصلٍ مقتضبٍ كهذا الفصل بكتابٍ موجز كهذا الكتاب. ولكن من الممكن تركيز الاهتمام حول عدةِ محاورٍ بشكلٍ يصلح لأن يكون أساساً لمزيدٍ من النظرِ والتفكيرِ.
فمن جهةٍ أولى، فإننا من أكثر شعوبِ العالمِ "فخراً بماضيها"...
ومن جهةٍ ثانية، فإن ملايين المفتخرين بهذا الماضي يكادون أن يكونوا جميعاً من غير العالمين بألف باء هذا الماضي ناهيك عن العلم الواسع والعميق بسائر جوانبه...
ومن جهةٍ ثالثة، فإن هناك "خلطاً دائماً" بين هذا الماضي والحاضر... أما كوننا من أكثرِ شعوبِ العالم فخراً بماضينا، فأمرٌ لا يحتاج للإثبات، إذ أن مطالعةَ جريدة ٍأو مجلةٍ أو مشاهدةِ أي برنامج تليفزيوني تنبئ بهذا القدر الهائل من الفخرِ بالماضي، فنحن في حالةِ تذكيرٍ مستمرةٍ للدنيا وللآخرين ولأنفسِنا بأن ماضينا أعظمُ وأمجدُ وأفخمُ من أي ماضٍ لأية أمةٍ أخرى
. ومن المؤكد، أن ماضينا "متميزٌ" و "خاصُ" ولكن من المؤكد، أن هذا الماضي يضم صفحات بيضاء كما أنه يضم أيضاً صفحاتٍ سوداء. والوقوف على الصفحاتِ البيضاءِ والسوداء في ماضينا من الأمور التي تستغرق أعماراً كاملة لأشخاص وقفوا أَنفسَهم على دراسةِ ذلك. وبالتالي، فإن حديثنا الذي لا يتوقف عن ماضينا يعيبه -من الناحية الموضوعية- أنه يفترض أن صفحاتِ هذا الماضي كانت كلها بيضاءً ناصعةً- وهذا غير صحيح. كذلك فإن ظاهرةَ التغني المستمر بالماضي تحتاجُ للتفكير والدراسة. فمن غير الطبيعي ألاَّ يكون هناك توازنٌ بين "الفخر بالماضي" و"الانشغال بصنع حاضر ومستقبل مجيدين".
ولاشك أن هناك خللا في تفكيرنا في هذه المسألة إذ أن الانشغال بصنع الحاضر والمستقبل يعتبر متواضعاً إلى جانب الإنشغال بالتفاخر بالماضي. كذلك فإن افتراضَنا (الضمني) أننا الوحيدون الذين يملكون ماضياً مجيداً هو الآخر أمرٌ مخالفٌ للواقعِ والثابتِ. فكما أن من حقنا أن نفخر بتاريخنا المصري القديم فإن أبناء اليونان وإيطاليا (أحفاد الإغريق والرومان) هم أيضاً أصحاب حضارة وماضٍ مجيد لا يحق لمن يحترم الحقائق التاريخية أن يستهين بهما.
وفى اعتقادي أن "فقرَ مكوناتِ الواقع" هو ما يدفعنا باستمرار للتغني والتفاخر بالماضي، كأننا نشعر أنه بدون ذلك الماضي فإن المعادلةَ ستكون مختلةً وفى غير صالحنا. والمنطقي، أن نفتخر بجوانب عديدة من ماضينا افتخاراً متزناً غير مشوبٍ بالحماسةِ الزائدة والتعصب وعدم إعطاء الآخرين حقوقهم، على أن يكون هناك "فخر متوازن" بمعطياتِ الحاضرِ ومكونات المستقبل. وإذا كان العربُ هم الذين نحتوا المقولة الشهيرة والصائبة والتي تقول: (ليس الفتى من يقول كان أبى، وإنما الفتى من يقول هأَنذا) فإن الأمرَ هنا يكون بغيرِ حاجةٍ منى لمزيد من الشرحِ والتبيانِ. ومن جهةٍ ثانيةٍ، فإن افتخارَ معظمنا بماضينا يعطى الإحساس بأننا نعلم الكثير عن هذا الماضي. والحقيقة أن السوادَ الأعظم منا لا يعرف أي شيء (إلا الشعارات العامة) عن ماضينا وتاريخنا.
بل أنني أزعم أن الأغلبية العظمى من المتعلمين تعليماً عالياً بمجتمعنا لا يعرفون -مثلاً- أعلام الأسرة الثامنة عشرة في تاريخنا الفرعوني القديم ولا يعرفون -مثلاً- الترتيب الزمن لفراعنة عظماء أمثال سنوسرت وأحمس وتحتمس الثالث وسيتي الأول ورمسيس الثاني، رغم أن معرفة ذلك لا تعنى أي تضلع في تاريخنا القديم.
بل وأزعم أن معظم المتعلمين تعليماً عالياً في مصر لا يعرفون الترتيب الزمني للعهود التالية: العصر الإخشيدي والأيوبي والطولوني والمملوكي في تاريخنا الوسيط. وأكرر، أن معرفة ذلك لا تسمح في حد ذاتها بالاعتقاد بوجود أي تضلعٍ في معرفةِ الموضوعِ محل الحديث، ولكن عدم المعرفة بها يعني الجهل التام بأبسط المعارف التاريخية وهو ما يجعل الافتخار الحماسي بهذا الماضي (ممن لا يعرفون أي شيء عنه) ظاهرةً عقليةً ونفسيةً تحتاجُ للدراسةِ والتحليلِ. وتنطبق هذه الحقيقة (حقيقة جهل السواد الأعظم منا بمفردات وعناصر ماضينا) على تياراتٍ فكريةٍ بأكملِها. فما أكثر الذين يسمّون أنفسَهم بأنصار مصر الفرعونية وهم لا يعرفون ألف باء تاريخ هذه الحقبة. وما أكثر الذين يسمون أنفسهم بالإسلاميين وهم على غير علمٍ بمعظم التاريخ والتراث الذي لا يكتفون بالفخر به، بل ويضفون على عناصره من القداسة ما لا ينبغي أن يقدس لأن معظمه "عمل وفكر بشرى".
وأذكر هنا حواراً مع شابٍ متحمسٍ للتيارِ الذي يُسمي نفسه بالإسلامي وجدته يلحن (أي يخطي في تحريك الكلمات العربية) وهو يستشهد ببعض النصوص. أذكر أنني قلت له إن الفقهاء المسلمين الأوائل كانوا يعتبرون كل علم أصول الفقه عملاً بشرياً ولا أدل على ذلك من أمرين: الأول، تعريف الفقهاء لعلم أصول الفقه بأنه "علم استنباط الأحكام العملية من أدلتها الشرعية" وهو تعريف عبقري ولكنه يثبت "بشرية" هذا العلم. والثاني، كلمة أول وأكبر الفقهاء أبى حنيفة النعمان الشائعة (علمُنا هذا رأي، فمن جاءنا بأفضلَ منه قبلنَاه). ثم ذكرت لذلك المتحمس لما يسمى بالتيار الإسلامي أن هؤلاء الفقهاء الأوائل قد وضعوا ستة شروط لأهلية الإفتاء، كان أولها العلم باللغة العربية علم العرب الأوائل. ثم قلت له، ونظراً لأنك (ومعظم زملائك في الحماس لما يُسمى بالتيار الإسلامي) تلحنون (أي تخطئون في اللغة العربية) فإنكم -وفق الشرط الأول من شروط الإفتاء- قد فقدتم أهلية إبداء الرأي في المسائل التي تتعرضون لها.
كل ذلك كان ضمن حديثي عن غرابةِ أن يفخر أناسٌ بماضٍ لا يعلمون عنه شيئاً يذكر. وهو ما يدل -مرة أخرى- على أننا أمام "ظاهرة عقلية ونفسية" لا علاقة لها -في الحقيقة- بالماضي الذي يتحمسون له.
وأخيراً، فإن الحياةَ المعاصرة في مجتمعنا تجعلنا نشاهد – يومياً - عروضاً متكررةً للخلطِ بين هذا الفخر المتحمس بالماضي وبين الفخر الآني أي الفخر بما نحن عليه الآن. وهذه ظاهرة مفهومة، لأَننا نستشعر في أعماقنا تلك المفارقة المهولة بين "ماض مجيد" نفخر به وحاضر نبحث في جوانبه عن أسباب للفخر فلا نكاد نجد إلا أقل القليل؛ فمعظم إنجازات عصرنا المادية والفكرية من أعمالِ الآخرين
بقلم / طارق حجي
نقلاً عن الحوار المتمدن

المواطنة والأقباط.. وطارق البشرى

المستشار طارق البشرى قاض سابق ومفكر مرموق، تعلم جيلنا على كتاباته العظيمة القيمة، كالحركة السياسية فى مصر، والديمقراطية والناصرية، والمسلمون والأقباط فى إطار الجماعة الوطنية، وغيرها،
اقترب البشرى كثيرا من حركة اليسار المصرى، ولكنه لم ينتم إليهم تنظيميا احتراما لمكانته كقاض مستقل، ومع ذلك فقد كان بيته ملاذا للعديد من الرفاق الماركسيين، الذين استهدفهم النظام الناصرى بالتجويع والتشريد، وقد أخبرنى بذلك المثقف اليسارى الراحل سيد خميس.
غير أنه فى العقدين الأخيرين، أصبح واحدا من دعاة الإسلام السياسى، تثير أفكاره الكثير من الجدل، كما أثار حكمه الشهير بحق الأزهر فى الرقابة على المصنفات الفنية.
كتب البشرى بصحيفة صوت الأمة ( ١٠/١١) مقالا بعنوان «الشريعة الإسلامية والمسألة القبطية» ورد به من الأفكار مايستحق المناقشة. فى بداية المقال يرى البشرى أن «استخدام العلمانيين للمسألة القبطية فى مواجهة الإسلامين بحسبان أن الشريعة الإسلامية لا تضمن المساواة بين مختلفى الديانة، استخدام يصدر عن عدم المسؤولية فى مراعاة موجبات التماسك الوطنى، لأن الإسلام فى مصر ثابت وباق»،
المدهش هنا أن يستخدم القاضى المرموق هذه الألفاظ المحملة بهذا القدر من التعميم والتهديد اللذين اعتدنا عليهما من غلاة المتطرفين. فهل كان سعد زغلول والنحاس وعبدالناصر وغيرهم من الحكام ممن لم يلقوا بالاً إلى مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية، يصدرون فى حكمهم عن عدم المسؤولية فى مراعاة موجبات التماسك الوطنى أم أن العكس هو الصحيح؟
، وهل يهددنا البشرى ويهدد بالمرة الأقباط بضرورة الانصياع لاجتهاداته المتطرفة فى تطبيق الشريعة وإلا كنا ضد موجبات التماسك الوطنى؟
كما يقول فى موضع آخر حول المواطنة «إن الفكر السياسى الإسلامى أعمل اجتهاداته ليضمن من داخله وبمادته الفكرية الشرعية، إمكان بناء تنظيم تقبله المرجعية الشرعية ويحقق المساواة الكاملة بين المواطنين مختلفى الأديان»
وليسمح لى المستشار أن أقول له: «بأمارة إيه؟» ألا يتابع سيادته «دوخة» البهائيين السبع دوخات لمجرد إثبات ديانتهم فى الأوراق الرسمية؟
ألم يعلم بتصريح المرشد الأسبق لكبرى الجماعات الإسلامية «الإخوان» برفض دخول الأقباط للجيش؟
ألم يقرأ برنامج نفس الجماعة الذى لم يخجل من الإعلان عن عدم أهلية الأقباط والمرأة لتولى رئاسة الدولة؟
ويرى البشرى «أن الكنيسة فى عهد الأنبا شنودة تعمل على جذب الأقباط فى مجالات الأنشطة التى ترعاها» ويقول: «وليس أقدر على توحيد البشر من تشاركهم فى أعمال جماعية واحدة»
ونحن نتفق مع البشرى فى ضرورة السعى للعيش المشترك فى مؤسسات الدولة المدنية والسياسية وغيرها بدلا من عزلتهم تحت المظلة الدينية ولكننا لا يمكن أن نعتبر الكنيسة وحدها مسؤولة عن تلك العزلة، فقد بدأت تلك العزلة عندما فتحت الدولة باب الإعلام على مصراعيه لشيوخ الفتنة فراحوا يتناولون عقائد الأقباط بالغمز واللمز، ويقولون علنا بتحريف الإنجيل، وتتوالى فتاواهم عن وجوب عدم مشاركة الأقباط أو مؤاكلتهم أو تهنئتهم بأعيادهم، بل عدم جواز نقل الدم والأعضاء من المسيحيين إلى المسلمين.
ويخشى البشرى «أن يثور لدى المسلم الشعور بأن القبطية هى مما يعوق بلوغه التحقيق الكامل لإسلامه» ومرة ثانية يعود البشرى إلى التهديد، فإما أن يقبل الأقباط والعلمانيون تطبيق الشريعة أو أن يعتبرهم البشرى حجر عثرة فى سبيل التحقيق الكامل للإسلام، وأنا هنا أدعو المستشار الجليل إلى تأمل تاريخنا المصرى المجيد، فعندما تولى الشيخ سليم البشرى – رحمه الله، وهو جد المستشار طارق عبدالفتاح سليم البشرى- مشيخته الثانية للأزهر(١٩٠٩ – ١٩١٦) كان بطرس غالى رئيسا للوزراء، فهل كان وجود مسيحى على رأس الحكومة يعوق الشيخ الجليل عن الشعور بكمال إسلامه.
أيها المستشار الكبير نحن لا نعرف بالتحديد ما هى حقوق المواطنة التى أقرتها الشريعة، ولا نعرف ماهى المؤسسة المسؤولة عن وضعها، ولا من المسؤول عن الترجيح والاختيار بين ماهو ثابت ودائم من النصوص وما هو تاريخى ومتغير، ولا نعرف الآلية التى سنحتكم إليها إذا شجر بيننا خلاف حول المبادئ أو الإجراءات؟
ولا نظن أن من العدل أو من مبادئ المواطنة أن ينتظر الأقباط فى الظل بعيدا، حتى نمنحهم ما نراه مناسبا من حقوق. ولكننا نعرف الدستور ونحن الذين نصنعه ونعرف أنه أقر مبدأ المواطنة فى مادته الأولى، ونعرف أنه وضع العثرات فى طريقها أيضا، ولأننا نعرف الدستور ونعرف كيف تصاغ وتقر مبادئه، وكيف تعدل، وكيف تجد طريقها إلى التطبيق وكيف نحتكم إلى محكمته الدستورية العليا؟
فسنعمل جميعا، بالدستور وبالقانون، مسلمون مستنيرون وأقباط وعلمانيون، على تحقيق المواطنة الكاملة لجميع المصريين فى ظل القانون المدنى والإنسانى
بقلم / د.كمال مغيث
المصري اليوم

Friday, November 07, 2008

من انتخاب زنجي نصف مسلم إلى حلم قبطي

كانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية حدثاً تاريخياً كونياً بكل المعايير. وكان الأمريكيون أنفسهم يدركون ذلك، وهو ما عكسته كل وسائل الإعلام صبيحة يوم الانتخابات (4/9/2008)، وأكدته النسبة العالية وغير المسبوقة التي شاركت في التصويت، وقيل أنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
وحتى قبل ظهور النتيجة، كان الإجماع إن "تاريخية" الحدث تنطوي على ما يحمله من سوابق. فنجاح الحزب الديمقراطي كان يعني انتخاب أول زنجي، من أصول إفريقية مسلمة، كرئيس لأمريكا منذ استقلالها عام 1776 ـ أي قبل مائتين وثلاثين عاماً.
وكان نجاح الحزب الجمهوري ينطوي على انتخاب أكبر مُعمر لمنصب الرئاسة، حيث أن جون ماكين تجاوز الثالثة والسبعين من عمره، وهي سابقة. كما أن انتخاب سارة بالين معه كنائبة رئيس، كانت تنطوي على سابقة وصول أول أمرأة أمريكية لهذا المنصب.
أما أهم السوابق الأخرى لتلك الانتخابات، فهي الدور المحوري الذي لعبه الشباب في السباق الانتخابي لعام 2008 فقد أقبلوا على تسجيل أنفسهم في جداول الانتخابات بنسبة غير مسبوقة. وتبرعوا للحملة الانتخابية لباراك أوباما بنسبة غير مسبوقة. صحيح أن متوسط كل تبرع كان لا يتجاوز خمسين دولار، وهو مبلغ متواضع للغاية بالمعايير الأمريكية، وحيث يصل متوسط الدخل السنوي للفرد إلى حوالي 30.000
دولار.
ولكن لأن عشرات الملايين تبرعوا، وفعلوا ذلك أكثر من مرة، لذلك فإن أوباما حقق أكبر حصيلة لمرشح في التاريخ
الأمريكي، وهي 500 مليون دولار، مما مكّنه من إدارة حملة إعلامية غير مسبوقة أيضاً، واستمرت إلى آخر ساعة للتصويت، يوم 4 نوفمبر. كذلك لعب الشباب الأمريكي دوراً تنظيمياً مُبهراً، لا فقط للمهارة في استخدام أخر فنون الاتصال على الشبكة العنكبوتية الدولية، ولكن أيضاً لتطوع عدة ملايين منهم لإدارة الحملة، من دار إلى دار ـ ومن باب إلى باب، لحث زملائهم والمواطنين الأكبر سناً على الذهاب للتصويت المبكر (طوال الشهر السابق ليوم 4 نوفمبر) أو للتصويت البريدي طوال الشهور الثلاثة السابقة ليوم الاقتراع ـ وكلاهما يسمح به النظام الانتخابي الأمريكي. وقد أخذ مئات الآلاف من هؤلاء المتطوعين الشباب (ذكوراً وإناثاً) إجازات من مدارسهم وجامعاتهم وأعمالهم لهذا الغرض. ولم تعاقب المدارس والجامعات طلابها على ذلك. بل العكس هو الصحيح، حيث اعتبرت ذلك من الخدمة المدنية الرفيعة، التي لا تقل عن التطوع للخدمة العسكرية.
وكما درج المؤرخون على "التأريخ" أحياناً بالأحداث الجسام/ العظام ـ مثل قبل وبعد الميلاد، أو قبل وبعد الهجرة، أو قبل وبعد الحرب الأولى أو الثانية، وما بينهما ـ فكذلك بدأ المؤرخون الأمريكيون يؤرخون لهذه الحقبة بتعبير "ما قبل وما بعد أوباما". ويتوقع المراقبون أن يتوفر المؤرخون وعلماء الاجتماع والسياسة على تحليل وتوثيق هذا الحدث الجلل. من السوابق في هذه الانتخابات أيضاً، وإن تكن مفهومة تماماً، هي النسبة الأعلى للتصويت بين الأمريكيين الأفارقة، في تاريخهم (90%)، فحتى حينما حصلوا على حقوقهم المدنية، بما في ذلك حق التصويت والترشيح منذ مائة عام، ظل الأمريكيون السود من أقل المجموعات العرقية الأمريكية إقبالاً على المشاركة في العملية السياسية. وقد تغير هذا الأمر تدريجياً وببطئ شديد خلال العقود الأربعة الأخيرة. ولكن الذي حدث عام 2008 فهو طفرة في أقبال الأمريكيين الزنوج على المشاركة السياسية. وقد بدأ ذلك مع الانتخابات الأولية التمهيدية ـ من فبراير عام 2008، ووصل إلى الذروة يوم 4 نوفمبر، حتى أن بعضهم أصطف أمام مراكز التصويت، من الثالثة صباحاً، أي قبل الافتتاح الرسمي بأربع ساعات. وكان يملأ هؤلاء السود مشاعر طاغية من الفخر والفرحة لوجود مرشح منهم لأعلى منصب في بلد عاملهم "كعبيد"، لثلاثة قرون، ثم كمواطنين من الدرجة الثانية لقرن إضافي. لقد غمرهم شعور جماعي بأن هذه "لحظتهم"، التي لم يجرؤا حتى أن يحلموا بها، حتى بداية هذا العام مع ظهور نجم باراك أوباما. ومن السوابق أيضاً الإقبال الملحوظ لكبار السن على المشاركة،وكان ذلك ظاهراً من عشرات الكراسي المتحركة أمام مراكز الاقتراع. وهذه المجموعة العمرية لديها هموم حقيقية بسبب الأزمة المالية الطارئة منذ صيف 2008، والتي تؤثر على أموال التأمينات الاجتماعية وعلى معاشاتهم. وهكذا فإن هذه الانتخابات يبدو أن الشباب والشيوخ هم الذين اختاروا فيها الرئيس الأمريكي الجدي الرابع والأربعين، باراك أوباما. إن
هذا هو المقال الخامس الذي يظهر لي في الصحافة العربية، خلال هذا العام (2008) عن الانتخابات الأمريكية، والتي كان وما يزال نجمها باراك أوباما. ومن ذلك مقالنا السابق "ماذا لو كان أوباما مسلماً؟". ومن كل المقالات التي ظهرت لي هذا العام، حظيت هذه الأخيرة بأكبر عدد من التعليقات الآتية من القراء على البريد الإلكتروني. وكان ثلثي من علقوا يتمنون أن يكون أوباما مسلماً بالفعل، رغم أنه هو نفسه قال أنه "مسيحي"، حيث عمدته أمه المسيحية، ومارس تدينة المسيحي، بل وكان من المقربين من رجال الدين المسيحي الزنوج طوال حياته، وفي مقدمتهم، القس رتشارد رايت. وأنه لا يُعيبه أن يكون مسيحياً أو يهودياً. فالعبرة في السياسة هي بمواقف وسلوكيات أصحابها. ورغم أن ذلك كان صُلب المقال المذكور، إلا أن أصحاب "البوصلة الإسلاموية"، ظلوا يحلمون بأن يكون أوباما "مسلماً" ـ كما لو أن ذلك في حد ذاته سيحل كل مشكلات المسلمين، وسيحرر لهم القدس وفلسطين وكشمير، ويعيد لهم الأندلس، وكل فردوس مفقود.
ولهؤلاء اقول: حتى لو كان باراك أوباما مسلماً، فإنه أمريكي أولاً، والذين انتخبوه هم الأمريكيون. وبالتالي، فإن ولائه وقراراته وسياساته ستكون أولاً وأخيراً لصالحهم، وأقصى إيجابية يمكن توقعها منه كرئيس هو أن يكون أكثر إنصافاً وتعاطفاً مع قضايا العرب والمسلمين والعالم ـ على طريقة رؤساء أمريكيين سابقين مثل ولسون، وأيرزنهاور، وكيندي، وكارتر، وكلينتون. أما الثلث الآخر من البريد الإلكتروني، فقد جاء من الأخوة الأقباط. ورغم أن معظمهم كان ممتناً لتنويهي بأن نصل في بلادنا إلى يوم يختفي فيه التعصب والتفرقة ضد غير المسلمين السُنة وغير العرب ـ من الأقباط والأكراد والشيعة والبهائيين. ولكن بعض الأخوة الأقباط ما يزال غاضباً لما يلاقيه أبناء طائفتهم من عنت وتفرقة في المعاملة. وكلما جأروا بالشكوى جاء الرد من بعض المسلمين، بأن "الأقباط يحصلون على حقوقهم وزيادة... وأن أغنى أغنياء مصر منهم، ويشيرون تحديداً إلى آل ساويرس...". وجاءني تعليق من الأخ القبطي سعد سليمان، يعاتبني فيه لأنني لا أعير تعليقاته، التي يرسلها ليّ إلكترونياً، ما تستحق من أهمية. وحقيقة الأمر أنه يردني ما بين 20 و50 تعليقاً في المتوسط على كل مقال يُنشر لي. ومعظم هذه التعليقات تُنشر بالفعل في نفس الصحيفة، ويعلق عليها قراء آخرون. ولا يتسع المجال في مقالي الأسبوعي للرد على كل هذه التعليقات، خاصة إذا كانت الأحداث قد تجاوزت الموضوع. ومع ذلك فقد ذكر أو تساءل سعد سليمان سؤالين يستحقان التنويه. أحدهما تعليق لقارئ آخر، يستنكر أن يفكر الأقباط، مجرد تفكير، أن يُنتخب منهم رئيس لمصر، وهم لا يتجاوزون 5 % من سكان مصر. وتعليق مستفز آخر هو "يكفيكم فخراً أن السيدة مريم ذُكرت في القرآن..." وطبعاً، لا أقر مثل هذه التعيلقات المستفزة والتي تنم عن جهل مُطلق. من ذلك أن نسبة الأقباط في مصر هي حوالي 10%. ومن ذلك أن السيدة مريم لم تكن قبطية أو حتى مسيحية، ولكنها كانت حينما أنجبت السيد المسيح، يهودية من بني إسرائيل. وفي كل الأحوال إن من حق كل قبطي أن يحلم بأن يكون رئيساً لمصر. أو مثلما قال الجنرال كولين باول "إن من حق أي طفل أمريكي مسلم أن يحلم أن يكون رئيساً لأمريكا. وكل تطور إنساني يبدأ كحلم وكفكرة!... ومن الثمانية مليون قبطي مصري آلاف مُهيّئون لرئاسة مصر، ولا يقلّون كفاءة ووطنية وتفانياً عن أي رئيس مسلم، بما في ذلك الرئيس الحالي. والله أعلم
بقلم/ د. سعد الدين إبراهيم
نقلاً عن الشفاف

عقاباً على المظاهرات .. نقل القيادات العمالية تعسفاً و التحرش الجنسي بالعاملات

رداً على الوقفة الإحتجاجية التي قام بها عمال وعاملات شركة "مصر لغزل المحلة" يوم الخميس والسبت الماضيين، للمطالبة بمحاسبة مجلس الإدارة الذي تسبب في خسائر تقدر بـ 145 مليون جنيه خلال العام الحالي، وعلى أثر ذلك قام بعض العمال التابعين لإدارة الشركة مساء السبت الموافق 1 نوفمبر الحالي بالتعدي بالضرب على العاملتين وداد الدمرداش وامل السعيد – اللواتي كان لهما دوراًَ بارزاًَ في إشعال حماس العمال للمظاهرات - والتحرش الجنسي بهما وخلع سترة إحداهما التي كانت ترتديها عنها بالقوة وكذلك سبهما بألفاظ نابية وخادشة للحياء، وتهديدهما بهتك عرضهما داخل إسرتهما وأمام أبنائهما، كما تم الإعتداء بالضرب والسب على العامل محمد العطار. وعندما توجه العمال إلى قسم ثان المحلة لتحرير محضر بالواقعة رفض ضباط القسم تحرير محضر وتعاملوا مع المتضريين بإستهانة، ولذلك تقدم محامو مركز هشام مبارك للقانون ببلاغ للنيابة العامة حول الواقعة متهمين ضباط القسم بالإمتناع عن تحرير محضر بالواقعة، فيما أمرت النيابة بتحرير المحضر فوراًَ والتحقيق في الوقائع والسماع إلى أقوال العمال والعاملات والشهود أمس الأول، وما أن علمت الشركة أن العمال إتهموا المفوض العام للشركة بالتحريض للتعدي عليهم وتهديدهم، أصدرت الشركة قرارات نقل تعسفية بحق أربعة عمال هم .. محمد العطار وكريم البحيري ووداد الدمرادش وامل سعيد ،
وذلك بالرغم من عدم تسلمهم صور قرارات النقل إلا أن إدارة الشركة إمتنعت عن تمكين العمال الأربعة من دخول الشركة مستعينة في ذلك بقوات من الشرطة ومباحث أمن الدولة.
وعلى اثر تلك الإنتهاكات الجسيمة التي يمارسها مجلس إدارة شركة مصر لغزل المحلة بحق العمال، أصدرت اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية بمركز هشام مبارك للقانون بياناًَ أمس حصلت "الأقباط متحدون" على نسخة منه، يدين هذه الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق العمال والعاملات ويعلن عن تضامن محامو المركز مع حقوق العمال وتبني قضيتهم، مطالباًَ بسرعة الإنتهاء من تحقيقات النائب العام وتحويل المتهمين بالضرب والسب والتحرش للمحاكمة الجنائية . كما طالب البيان المنظمات العمالية والسياسية والحقوقية بإعلان تضامنها مع العمال والمطالبة بإلغاء قرارات النقل التعسفي ومحاكمة مرتكبي الجرائم الجنائية
. ومن جانبه إتهم محمد العطار، أحد العمال المتضريين من قرارات النقل التعسفي، النظام بتفريغ الحركة العمالية في مصر، من خلال تسخير قوات الأمن لضرب وسحل العمال المتظاهرين وكذلك التحرش الجنسي بالنساء العاملات لتلويث سمعتهن ومواجهة إحتجاجهن
تقرير- فيولا فهمي

السيرة الذاتية لباراك أوباما

لم يبالغ السيناتور باراك أوباما كثيرا وهو يقول لمؤيديه في سانت بول الليلة الماضية إنهم يصنعون التاريخ، فالحقيقة أن السيناتور الديمقراطي الشاب هو الذي يصنع التاريخ عندما يصبح أول أمريكي أسود يفوز بترشيح أحد الحزبين الكبيرين لمنصب الرئاسة.
تكتب واشنطن بوست على صفحتها الأولى اليوم مقالا بعنوان " رئيس أسود" وتقول: كان من المستحيل أن تأتي هاتان الكلمتان في جملة واحدة أو سياق واحد في بلد واحد دون أن تتبعهما علامة الاستفهام، (إذ كيف يكون الرئيس الأمريكي أسود )؟. لكن ذلك المستحيل أصبح ممكنا بينما يسير السيناتور أوباما بخطى واسعة كمرشح رئاسي.
حضور أوباما القوي يبعث موجة كهربائية في الجسد الأمريكي، وكأنه يفاجئ أمريكا ببساطته وأحلامه، معيدا إليها صورة هي مزيج من الواقعية و الرومانسية عما يمكن أن يحققه ابن مهاجر أفريقي في بلد تصف نفسها بأنها أرض الأحلام وأرض الفرص.
وهو حضور يؤكد أن صورة أمريكا في تعاملها مع الأعراق المختلفة في تطور متواصل، بدءا من استعباد السود والتمييز ضدهم مرورا بحركة الحقوق المدنية والبرامج التمييزية لصالحهم، ووصولا بسعي أمريكي أسود للحصول على أعلى منصب في الدولة، وهو تطور لم تحققه أي ديمقراطية غربية أخرى.
لكنه يضع في الوقت ذاته التجربة الأمريكية على المحك بمن معه وبمن ضده.
يقول عن نفسه إنه نتاج موجة الغضب التي عاشتها أمريكا إبان الستينات، عندما خرج جيل شاب متحديا كل المؤسسات والأسس العتيقة والحرب على فيتنام، وقتها تزوج طالب كيني مسلم يدرس في هاواي من أمريكية بيضاء قادمة من كنساس وأنجبا أوباما الذي يصف والدته بأنها "كانت مخلصة لقيمها الليبرالية ولم تغيرها حتى رحيلها".
عاد والده حسين أوباما إلى كينيا وانفصل عن والدته آن التي تزوجت مسلما إندونيسيا وانتقلت للحياة معه إلى إندونيسيا حيث قضى أوباما هناك أربع سنوات من طفولته، قبل أن يعود ليعيش مع جديه في هاواي.
تصفه النيويورك تايمز (مدحا أو قدحا) بأنه نتاج "الأوفشور" - أو الأراضي البعيدة عن المركز- لأن والدته نقلته إلى إندونيسيا طفلا ليعيش في بلد مسلم ومع زوج أمه المسلم، ولأنه تربى في هاواي الجزيرة البعيدة عن أرض قلب أمريكا، لكن ربما موقعه البعيد هو ما سمح له برؤية أمريكا بشكل أوضح، تقول الصحيفة.
درس العلوم السياسية في جامعة كولومبيا بنيويورك لمدة ثلاث سنوات، بعدها عمل في الخدمة الاجتماعية بشيكاغو قبل أن يلتحق بجامعة هارفارد لدراسة القانون مجددا، ويصبح أول رئيس اسود لمجلة القانون التي تصدرها الجامعة
يبدو أوباما في اقتحامه للسياسة الأمريكية مباليا كثيرا بالقواعد التقليدية، فعندما يحين موعد الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل سيكون قد مر أربع سنوات فقط على وصوله العاصمة واشنطن دي سي، ليمارس السياسة على الصعيد الوطني كعضو في مجلس الشيوخ.
قبلها كان عضوا في مجلس شيوخ ولاية إلينوي وسطع نجمه السياسي عندما ألقى كلمة رئيسية في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام 2004، لم يضيع وقتا للتطلع إلى أعلى المناصب، فبعد عامين فقط من فوزه بعضوية مجلس الشيوخ بدأ يتحدث عن نيته الترشح للرئاسة.
أصدر كتابا عن سيرته الذاتية وعمره 33 عاما ثم أصدر كتابه الثاني "جرأة الأمل" بعدها بأحد عشر عاما وحقق الكتابان مبيعات قياسية على قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعا.
شعاره الأبرز في حملته الانتخابية "حان أوان التغيير" ، يتمسك بليبراليته على الطريقة الأمريكية، التي لا تمنعه من حضور القداس والمشاركة في الأنشطة الكنسية، لكنه أيضا لا يخجل من ماضيه، إذ أقر بتعاطي الماريجوانا وقال إنه استنشق دخانها، على عكس ما قاله كلينتون (أحد ابناء جيل الغضب) الذي قال إنه دخن الماريجوانا ولم يستنشقها.
يضع ليبراليته في مواجهة جيل الستينات الذي حولوا مواقفهم فصاروا محافظين جددا أو ليبراليين بشروط مثل هيلاري كلينتون أو زوجها الرئيس السابق.
فهو يؤمن بدور رئيسي للدولة في حماية الفئات الضعيفة وبزيادة الضرائب على الشركات الكبرى وبتقنين وول ستريت وتوفيرالرعاية الصحية للأمريكيين.
يطالب بضرورة الانسحاب من العراق واتباع سياسة الحوار بين أمريكا وخصومها وبدون شروط مسبقة، وعندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط يؤكد التزامه المطلق بالتحالف الأمريكي الإسرائيلي، ملمحا في الوقت نفسه إلى أن السلام من مصلحة إسرائيل

HISTORY IS MADE BEFORE OUR EYES



باراك اوباما الذي اعلن عن فوزه في سباق البيت الابيض الامريكي فوزا كاسحا على منافسه الجمهوري جون ماكين يدخل التاريخ من بابه الواسع ويؤشر الى دخول الولايات المتحدة حقبة سياسية جديدة.
فأوباما كان اول امريكي من اصول افريقية فاز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الامريكية بعد منافسة شرسة مع السناتور هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون، وعندما فاز بترشيح الحزب كان ذلك حدثا سياسيا كبيرا في الولايات المتحدة.
اوباما، المولود عام 1961 في هاواي الامريكية من اب كيني افريقي وام امريكية بيضاء، لفت الانظار اليه عام 2004 عندما القى كلمة امام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.
تحدث اوباما في كلمته عن نفسه كمثال للقيم الامريكية المبنية على الطموح والعصامية وقال "ان والدي حصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة التي مثلت له ولكثيرين قبله بلد الحرية والفرص عبر العمل الدؤوب والمثابرة".
وكان والد باراك يرعى الماعز في صغره الى جانب الدراسة وبعد الحصول على اجازة جامعية نال منحة دراسية وانتقل للدراسة في ولاية هاواي الامريكية
وخلال دراسته التقى الاب مع آنا، والدة اوباما، وتزوجا وانجبا اوباما الابن عام 1961.
حاول الاب الدراسة في جامعة هارفارد المرموقة لكنه لم يكمل الدراسة بسبب ضيق ذات اليد وعاد الى كينيا وعمل مستشارا لدى الحكومة الكينية وطلق والدة اوباما.
عند بلوغ اوباما السادسة من العمر تزوجت والدته رجلا اندونيسيا مسلما وانتقلت العائلة الى اندونيسيا وعاش اوباما هناك اربع سنوات درس خلالها في مدارس كاثوليكية
بعدها عاد مع والدته الى ولاية هاواي للعيش مع جده وجدته الامريكيين واكمل دراسته ودخل جامعة كولومبيا في نيويورك حيث درس العلوم السياسية وبعدها انتقل الى مدينة شيكاجو وعمل باحدى الهيئات المحلية لمدة ثلاث سنوات ونصف.
عام 1988 انتقل الى جامعة هارفارد المرموقة لدراسة القانون وبعد التخرج كان اول افريقي يتولى منصبا مرموقا في الجامعة.
عاد بعد ذلك الى مدينة شيكاجو وتمرس في مهنة المحاماة وتخصص في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية. وكان اغلب زبائنه من ضحايا التمييز في العمل والسكن كما تولى منصب السناتور في مجلس ولاية الينوي ما بين 1996 و2004.
وبعد اشهر قليلة من فوزه بمقعد في مجلس الشيوخ الامريكي عن ولاية الينوي اصبح نجما اعلاميا وواحد من اكثر الشخصيات شعبية في العاصمة واشنطن وصاحب كتابين من اكثر الكتب مبيعا في الولايات المتحدة.
وكان أوباما الأفريقي الوحيد بين أعضاء مجلس الشيوخ المئة، وخامس أمريكي من اصول افريقية يدخل إلى مجلس الشيوخ.
وتزوج أوباما من محامية، اسمها ميشيل، ولديه الآن ابنتان هما ساشا وماليا.
وكان أوباما يعمل في المحاماة حتى فترة قريبة، كما انه يلقي بعض المحاضرات في كلية القانون في جامعة شيكاغو، وهي المحاضرات التي يقول إنها تبقي ذهنه حاضرا في موضوعات كالإجهاض وحقوق المثليين جنسيا
وكان أوباما من أوائل المناهضين للحرب على العراق عام 2003. وعندما تحدث أوباما أمام جماهير الحزب الديمقراطي في مؤتمر بوسطن، أشاد بالجنود الأمريكيين الذين يخدمون في العراق، وقال إنه يجب إعطاء عائلات الجنود الذين يقتلون في العراق المزيد من الدعم المالي.
وقال: "عندما نرسل أبناءنا وبناتنا إلى مواقع الخطر، يقع على عاتقنا التزام أن نذكر الأرقام الحقيقية وألا نخفي حقيقة ما يمرون به، وعلينا التزام بأن نرعى عائلاتهم التي غابوا عنها، وعلينا ألا نذهب إلى الحرب بعدد من الجنود أقل من أن يحسموا هذه الحرب، ويؤمنوا السلام، ويحصلوا على احترام العالم".
ويمزح أوباما كثيرا من خطأ الناس في نطق اسمه، حيث ينطقه البعض "ألاباما" كما ينطقه البعض "يوماما".
وهاقد جاء اليوم الذي لن يخطأ اي شخص في العالم نطق اسمه بشكل صحيح
BBC