Monday, August 11, 2008

زيادة التضخم إلي ٢٣.١%.. و«الجهاز المركزي» يحذر من زيادات جديدة للأسعار



أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن قفزة جديدة في معدل التضخم، إذ زاد من ٢١.١% خلال يونيو الماضي إلي ٢٣.١% في يوليو، وقال الجهاز إن تلك الزيادة ترجع إلي استمرار ارتفاع الأسعار، خصوصاً في السلع الأساسية، وحذر من تأثيرات ذلك علي محدودي الدخل، وتوقع ارتفاعات جديدة مع اقتراب شهر رمضان الكريم الذي يتزامن مع بدء العام الدراسي.
واستعرض الجهاز، في بيان أمس، السلع التي زادت أسعارها، إذ بلغت نسبة الزيادة في الأرز ٢٥%، والمكرونة ٣٢% والزيوت ٧٧% والزبد ٧١% والبيض ٣٦% والألبان ٣٨% والجبن ٤١%.
وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل الزيادة السنوية في الطعام والشراب بلغ ٣٢.٥%، فيما بلغت الزيادة في النقل والمواصلات ٢٠.٣%، و١٤% في قطاع الرعاية الصحية، وأشار إلي أن الزيادة شملت أسعار العديد من السلع الأساسية، منها الدقيق والأرز والمكرونة وبعض البقول، منها الفول بنسبة ٦١.٢% والعدس ٨١.١%.

عن المصرى اليوم و موقع مباشر

١٥ منظمة حقوقية تعلن تضامنها مع سعد الدين إبراهيم


أعربت ١٥ منظمة حقوقية مصرية عن قلقها إزاء الحكم الذي أصدرته موخراً محكمة جنح الخليفة ـ غيابياً ـ بحق الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية حيث قضت المحكمة بمعاقبته بالحبس لمدة عامين مع الشغل، وبكفالة قدرها ١٠ آلاف جنيه لإيقاف تنفيذ العقوبة، وذلك لإدانته بتهمة الإساءة لسمعة مصر وهيبتها والإضرار بالمصلحة القومية.
وأكدت المنظمات المصرية في بيان لها أن معاقبة سعد الدين إبراهيم علي آرائه تشكل ملمحاً بارزاً للتوجهات الرامية إلي تقويض هامش الحريات، ومظاهر الحراك السياسي والمجتمعي التي عرفتها مصر قبل عامين، وهو ما يتبدي علي وجه الخصوص فيما شهده العامان الأخيران من النزوح مجدداً لإحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية، ومحاصرة الصحفيين بعقوبات الحبس التي تهدد عدداً من رؤساء التحرير والصحف الحزبية والمستقلة.
واعتبرت المنظمات الحقوقية أن محاكمة سعد الدين إبراهيم أظهرت بشكل واضح توظيف النصوص القانونية المنافية لحقوق الإنسان التي يحفل بها قانون العقوبات، والتي يتم استدعاؤها عند اللزوم للنيل من خصوم النظام الحاكم والمعارضين لسياساته ودعاة حقوق الإنسان والديمقراطية.
وحذرت المنظمات من أن استدعاء المادة ٨٠ من قانون العقوبات ـ التي تعاقب بالحبس كل من أذاع عمداً بالخارج أخباراً، أو بيانات أو شائعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد، وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولة أو هيبتها أو اعتبارها.
وأعلنت المنظمات عن تضامنها مع سعد الدين في مواجهة الإجراءات التعسفية التي تستهدف النيل منه بسبب آرائه المعلنة في الداخل والخارج.
وائل علي ١١/٨/٢٠٠٨
المصرى اليوم

عار التحرش الجنسي في مصر


عندما فكرت في الكتابة للتعليق علي استطلاع الرأي، الذي أجراه المركز المصري لحقوق المرأة عن التحرش الجنسي في مصر، أردت أن أوضح أن الربط بين ارتداء الحجاب وتغطية جسد المرأة وقلة التعرض للتحرش الجنسي غير صحيح، بدليل أن النساء المحجبات أكثر عرضة للتحرش من قِبل الرجال عن غيرهن ؛ وذلك لاستخفاف الرجال في مصر بمسؤوليتهم تجاه سلوكياتهم، وإلقاء اللوم المستمر علي السيدات باعتبارهن سبب التحرش.
ولقد جال بخاطري عرض تجربتي مع التحرش الجنسي خلال هذا المقال، وقبل أن أرسل المقال سألت أحمد الصاوي، رئيس قسم الرأي بالجريدة، إن كانت «المصري اليوم» ستسمح بنشر مقال كهذا.. وفي هذا التوقيت؟ وكان رده مشجعاً.
كل ما أردت أن أؤكد عليه أن الحجاب لا يحمي المرأة من التحرش بل علي العكس. فلقد كنت محجبة لتسع سنوات وأعرف معني ذلك، فما عانيته من التحرش وأنا محجبة في مصر لم أشهد له مثيلاً حتي أثناء إقامتي في الولايات المتحدة الأمريكية ثماني سنوات متتالية.
فعندما كنت في الرابعة من عمري ، وكنت لا أزال وقتها أقيم في بيت العائلة بالقاهرة، تعرض لي رجل أثناء وقوفي في شرفة المنزل وحاول إغوائي لكي أنزل له. وفي عمر ١٥، فوجئت برجل يحاول أن يلمسني أثناء تأدية شعائر فريضة الحج في مكة ـ أقدس مكان عند المسلمين ـ وكان كل جزء في جسدي مغطي تماما، ماعدا وجهي وكفي.. وكنت وقتها لم أعش بعد تجربة تحرش جسدي، أو محاولة رجل لمس جزء من جسدي، مما جعلني أنفطر في البكاء، لدرجة أنني أحسست بالعار من شرح ماحدث لعائلتي.
وفي العشرينيات من عمري عند عودتي إلي القاهرة وارتدائي الحجاب، الذي يغطي كل شيء ماعدا الوجه والكفين، تم التعرض لي عدة مرات في الأماكن التي بها حشد من الرجال، مما كان يدفعني لوضع حقيبتي دائما بيني وبينهم، ولولا سماعات الهاتف المحمول لما استطاعت أذني أن تتحمل الألفاظ النابية، التي كان الرجال، وحتي الأولاد في سن المراهقة، يهمسون لي بها.
ومع الوقت تعلمت كيف أدافع عن نفسي، وألكم تلك الأيدي التي اعتقدت أن جسدي بمثابة لعبة جميلة، إلا أنني لم أجد أبدا أي شيء يهدئ من الألم النفسي، الذي أشعر به عند وقوع اعتداء علي، لذلك تخيلوا معي كم كان قاسيا التعايش مع صدمة الاعتداء، عندما حاولت أن أستنجد بالشرطة لكي تبعدهم عني فقط، أو عندما كانت أياديهم تقترب مني، وتحاول أن تلمسني، وكانت أحياناً تنجح في ذلك.
وذات مرة.. تحرش بي رجل أمن وحاول تحسس صدري، بينما يدَّعي أمام رئيسه أنه يدفعني وأنا وسط مجموعة من الصحفيين أثناء محاولتنا المشاركة في مظاهرة سياسية، فصرخت فيه واشتكيت إلي الضابط المشرف عليه، الذي لم يفعل شيئاً سوي أنه أمره بالتحرك من مكانه لآخر الصف، وقال لي: «ماتخديش في بالك»!
لذا لم أفاجأ، أو أندهش، عندما علمت أن نسبة ٩٨% من النساء الأجانب اللاتي يزرن مصر، ونسبة ٨٣% من النساء المصريات من اللاتي تم إجراء الاستطلاع عليهن أكدن أنهن أيضا تعرضن للتحرش الجنسي، وسردن نفس مسلسل الاشمئزاز الذي عشت فيه، فكم هو واقع مرير، أن تعيش كامرأة في مصر.
وحين أعلن المركز المصري لحقوق المرأة، في استطلاعه، أن نسبة ٦٢% من الرجال المصريين اعترفوا بأنهم يتحرشون بالنساء
، ارتعدت من كثرة المقبلين علي هذا الأمر بين الرجال المصريين، بل الأسوأ بالنسبة لي كان عندما قرأت أن الغالبية بما يفوق ٢٠٠٠، رجل وسيدة مصرية، من عينة استطلاع المركز المصري لحقوق المرأة، يلقون باللوم علي المرأة لتعرضها للتحرش الجنسي بسبب طريقة لبسها، مما جعلني صراحة أعتقد أن رجال ونساء بلدي فقدوا عقولهم!
دائما ما أتساءل: لماذا تسوقنا مثل هذه الرغبة العنيدة في إسقاط المرأة ؟... والإجابة ربما تكمن في أن مستجدات الحقبة الساداتية، جعلت المصريات ـ علي عكس المرأة الأجنبية ـ يعتقدن أن المرأة عليها أن تُبقي ما يحدث لها من تحرش بينها وبين نفسها، حتي لا يلحق بها العار أو الخوف الذي يلوث سمعتها، مما أعادني بالذاكرة إلي الوقت الذي تعرضت فيه للتحرش بينما أؤدي فريضة الحج.
ولاشك أن ما نسميه «العار» مزود بمجموعة من الرسائل الدينية والسياسية، منيت بها الحياة المصرية العامة، التي حوّلت المرأة إلي مجرد «عنصر» جنسي، مع إعطاء الرجال حق التحكم التام في أجسادهن.
في عام ٢٠٠٦، نُشرت حلقة كاملة مع مفتي أستراليا، الذي شبه المرأة التي لا ترتدي الحجاب بقطع اللحم غير المغطاة، والمتروكة لتلتهما القطط البرية. هذا المفتي تلقي تعليمه في الأزهر، المؤسسة الدينية في مصر، التي يتخرج فيها رجال الدين في جميع أنحاء العالم الإسلامي السني. صحيح أنه تم إيقافه وتعطيل فتواه، إلا أن آراءه الشاجبة والمتزمتة لها صداها بشكل كبير عند غيره من رجال الدين.
واليوم.. بدأت مدونتان في مصر مؤخرا في إطلاق رسائل بريد إلكترونية، وحملات بوسترات تحتوي علي رسالة تشبه المرأة بالحلوي أو قطعة الشوكولا، ولذا عليها أن تغطي نفسها لتكون آمنة من التحرش، كما نفعل مع الحلوي عندما نغطيها لنحميها من الحشرات الطائرة.
فلا يوجد قانون يجرّم التحرش الجنسي في مصر، كما أن الشرطة في الأغلب ترفض تسجيل شكاوي السيدات، بل إن هناك بعض رجال الشرطة أنفسهم الذين يتحرشون بالنساء، ومن ثم أصبح واضحا أن أمان المرأة بعيد عن دائرة الأولوية في مصر، حتي إن الدولة بنفسها لقنت المصريين أكثر الدروس إثارة في النظام الأبوي الاجتماعي المؤسسي، عندما استأجرت قوات الأمن والحكومة بلطجية وقطاع طرق ليعتدوا علي المتظاهرين، خاصة النساء منهم، أثناء التظاهر ضد النظام في عام ٢٠٠٥، حيث أعطت الدولة «الضوء الأخضر» للتحرش الجنسي بالمتظاهرات.
لذا لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي ما حدث أثناء الاحتفال بالعيد في عام ٢٠٠٦، عندما هاج حشد من الرجال، ذاهبين إلي منطقة وسط البلد للتحرش بأي امرأة تمر من هناك، تحت مرأي ومسمع رجال الشرطة الذين لم يفعلوا أي شيء!!، ولولا السبق الإعلامي الذي حققته المدونات بنشر أخبار التحرش لظل النظام المصري حتي الآن ليس لديه أدني معرفة بما حدث!
ومن المثير للدهشة أن المظاهرة التي تم تنظيمها ضد التحرش الجنسي في القاهرة، وشاركت فيها منذ أيام قليلة ماضية، كانت مليئة برجال الشرطة المشاغبين أكثر من المتظاهرين أنفسهم ، فلقد شاركت أختي نورا _ وهي في العشرينيات من عمرها_ مع عدد من زميلاتها في المظاهرة، ولم يكن قد سبق لها الانضمام لأي احتجاج من قبل، إلا أنها كانت ساخطة بشدة عندما سمعت أن الدولة تنكر شيئاً حدث لها بالفعل عدة مرات.
نحن، للأسف، نتعامل مع قصصنا عن التحرش الجنسي كما كان يتعامل المحاربون القدامي مع أبواق الحرب، كما أننا لا نريد كسر «التابوه» الذي يتستر علي جرائم حقيقية للتحرش الجنسي، بل إننا نحرص علي إخفائها خوفا من العار، ولذلك بدأت هنا أروي قصصي لأحرر نفسي من هاجس هذا العار.
مني الطحاوي - المصرى اليوم
كاتبة مصرية مقيمة في نيويورك
www. monaeltahawy .com

Saturday, August 09, 2008




المخرج يوسف شاهين ينتمى إلى الذين دفعتهم السينما إلى الوعى بأبعاد مجتمعه والاحساس بنبض الشارع ومشاكله، حاملا الكاميرا معه إلى عالمه الخاص "الشارع" ليصور ما يجرى فيه ويخرج منه بسينما، و أبطال من لحم ودم فى رؤية بصرية باهرة وفانتازيا، ممتزجة بذات شاهين وتفاصيله الشخصية
.بداية عمله فى السينما لم يكن يعنيه الوعى الاجتماعى أو السياسى كثيرا، وخاصة فى فيلم "بابا أمين"، وظهرت أولى صور تضامنه مع الفلاح المصرى فى فيلم "ابن النيل" عام 1952، حيث سافر بنفسه إلى أحد قرى الصعيد، وصور هناك الفيضان، وهو يجتاح قرى بأكملها، وخلط التسجيلى بالدرامى ليخلق ويؤرخ لتاريخ مصر، ما يزيد على الخمسين عاما، ويؤكد على وعيه الاجتماعى وانحيازه الواضح لطبقة الفلاحين وإيمانه بمبادئ ثورة يوليو.
أكمل الدرب ليسافر متطوعا إلى احتفال جمع الرئيس جمال عبد الناصر والزعيم السوفييتى الراحل نيكيتا خورتشوف، وهما يضغطان على زر تفجير الجبل الجرانيتى فى أسوان، إيذانا بتحويل مجرى النيل "1964"، حيث سمح له عبد الناصر بالتصوير الحى. وحين جاء موعد ضغط الزر، فوجئ حرس الرئيس الراحل بشاهين يقتحمهم ليصل إلى أذن الرئيس هامسا: "لو سمحت، لا تضغط على الزر إلا بعد أن أقول لك أوكى.."! فابتسم عبد الناصر موافقا، وبعدها بثوان قال شاهين أوكيه يا ريس، فضغط عبد الناصر على زر التفجير وليكلف بعدها بسنوات بإخراج فيلم "الناس والنيل".كانت هزيمة يونيه هى الكابوس الأكثر أثرا على فكر شاهين، ليشارك فى تظاهرات يونيه1967، التى خرجت تطالب الرئيس عبد الناصر بالتراجع عن قراره بالتنحى، لتظهر مشاعره جلية فى فيلم "العصفور"، لم يكن حزنه على رحيل عبد الناصر الذى شارك ككل المصريين فى جنازته، أكبر من تخوفه من القادم الجديد، بكل ما تعنيه رياح التغيير ليرصدها فى فيلم "عودة الابن الضال". للحرية معنى خاص جدا عند شاهين، حين خرج من بيته ليشارك فى اعتصام نقابى ضخم عام 1988 يطالب بتغيير اللوائح النقابية، وهو ما ظهر جليا فى فيلم "إسكندرية كمان وكمان" .تضامنه مع أهالى جزيرة الدهب ضد تحويل الجزيرة إلى منتجع سياحى والتصدى لقرار إخلائها، شارك تظاهرات الطلاب والمثقفين أمام جامعة القاهرة ضد غزو العراق عام 2003، ليظهر مدى الغضب العربى المتصاعد ضد الغطرسة الأمريكية، ويجسد هذا الواقع فى فيملى " الآخر" و"إسكندرية نيويورك"، وتحمل قرار منعه من العرض فى مهرجان نيويورك للسينما، بحجة تأجيج العداء بين العرب وأمريكا
.بالرغم من بلوغه الثمانيين إلا أنه شارك فى إحدى مظاهرات حركة كفاية، وكاد يموت اختناقا من القنابل المسيلة للدموع، ووجه انتقادات حادة للرئيس مبارك والانتخابات الرئاسية، وأعلن أنه لن ينتخبه ولن ينتخب نجله، وأن هذه الانتخابات مزورة، منددا بالقبضة الحديدية للشرطة التى أرهبت الشعب المصرى
.أخرج فيلم "هى فوضى" معبرا عن الحالة القمعية والفوضى، التى يعيشها المجتمع المصرى، والذى خرج اسمه تلقائيا عقب سماعه لخطاب الرئيس مبارك، واتخاذه قرارت التعديلات الدستورية، ومنعه المرض من استكمال كتابة سيناريو "الشارع لمين" والذى كان سيستخدم فيه ما صوره من مظاهرات واعتصامات ضد التعديلات الدستورية وانتخابات الرئاسة، وامتدت روح المقاومة لدى شاهين إلى الجزائر ضد المستعمر بفيلمه "جميلة"، وفى أبريل 2005 سافر إلى لبنان ليحيى مع اللبنانين ذكرى مرور 30 عاما على قيام الحرب اللبنانية، ومهنئا بانتفاضة الشباب اللبنانى بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريرى، وسجل كل تلك اللحظات.

هاملت .. حلم الأستاذ المراوغ

شخصية "هاملت" لويليام شكسبير من أكثر الشخصيات التى عشقها يوسف شاهين، وكان يحلم بتجسيدها، وتحولت إلى ظل لمعظم شخصيات أبطاله، ليس ذلك فقط، بل إنه كتب سيناريو عنه برؤية معاصرة وهو السيناريو الذى أعاد شاهين كتابته أكثر من 20 مرة، وكان يحلم أن يجسدها محسن محيى الدين نجمه المفضل، ومن بعده أحمد يحيى الذى جسد دور البطولة فى "إسكندرية نيو يورك" والمفارقة أنه رغم كل هذا العشق لهاملت إلا أن شاهين كان يؤجل تنفيذ المشروع، فهل كان يخشى من مواجهة هاملت؟ خصوصاً وإنه يملك نفس التركيبة النفسية المعقدة، حسبما صرح شاهين بنفسه فى حواره مع الناقد السورى قصى صالح درويش إذ قال "أنا 14 شخصية فى بعض"
.الناقد المسرحى الدكتور أحمد سخسوخ أكد لليوم السابع أن شاهين كان مغرما بشخصية "هاملت"، وتجلى ذلك فى بعض أفلامه مثل "إسكندرية ليه" و"إسكندرية كمان"، لأنه بدأ حياته ممثلاً وعشق التمثيل خاصة أداء دور هاملت، الذى كان يؤديه دائما فى "جامعة فيكتوريا" فى الإسكندرية، والتشابه بين شخصية هاملت وشاهين أن الاثنين يتميزان بالعقلانية، لذلك حفرت شخصية هاملت داخل وجدان شاهين، وظل يجسدها سنوات طويلة
.استشارى علم النفس أحمد عبدالله، يقول إن وجه التشابه بين شخصية يوسف شاهين و"هاملت" هى العلاقة المركبة والصراع الدائم مع رمز الأب والأم وهذا ما قدمه فى أفلامه "حدوتة مصرية" و"إسكندرية ليه" و"إسكندرية كمان وكمان" وهذا الصراع موجود فى شخصية "هاملت" وأعتقد أن هذا هو السبب فى اهتمام شاهين بهاملت، حيث كان دائم الصراع مع شخصية والده والتى كانت متمثلة فى جميع أفلامه عن السيرة الذاتية فى شخصية محمود المليجى، فهو كان دائماً الأب الذى ينتقده أحياناً ويفتقده أحياناً أخرى.
هنا حسين - اليوم السابع

خدعوك فقالوا: أفلامه ليست مفهومة


أفلامه ليست مفهومة.. مقولة شائعة يتبادلها الكثيرون عن أفلام يوسف شاهين، بل إن البعض تهكم على الأفلام "الشاهينية" بأنها مجرد طلاسم ورموز، مثل التى كانت موجودة على حجر رشيد وتحتاج إلى شمبليون آخر ليفكها.لكن بكثير من التروى نجد أن الغالبية العظمى من أفلام شاهين لا ينطبق عليها هذا القول، وأن الادعاء بأن أفلامه ليست مفهومة هو قول من قبيل المبالغة، حيث أنجز شاهين 35 فيلماً روائياً طويلاً معظمها "سهلة الهضم" وتقترب من حياة المواطن العادى.ويبدو أن جراءة يوسف شاهين فى تناوله لظروف الواقع السياسى فى مصر، دفعت بعض وسائل الإعلام الحكومية لترويج فكرة أن أفلام شاهين غامضة، خاصة أن أفلامه جريئة مثل "عودة الابن الضال"، و"الآخر" و"العصفور" الذى لاقى اعتراضات رقابية عديد ومنع عرضه قبل حرب 6 أكتوبر، لأنه تناول غضب المواطنين من الفساد فى المؤسسات الحكومية بعد نكسة 76.وبعيداً عن الجراءة فى تناوله للأحداث السياسية والاجتماعية فى مصر، نجد أن أحد أسباب انتشار مقولة إن أفلام شاهين غامضة، يتمثل فى أن شاهين حاول فى بعض أفلامه الحديث عن نفسه وهواجسه الذاتية وخلط ذلك بهموم الوطن، ليؤلف خلطة فنية اجتماعية سياسية ذاتية.
يدعم هذا القول المخرج رأفت الميهى ويقول إنه من الظلم الادعاء بأن جميع أفلام شاهين غير مفهومة، بل إنه يرى عكس ذلك تماماً، ويعتبر شاهين مبدعا حقيقيا وعلامة فى تاريخ السينما المصرية، فهو أستاذه الذى استفاد منه كثيراً، ومن يهاجمه يبحث فقط عن الصيت والشهرة، وعليه أن يحاول إنجاز نصف ما أنجزه شاهين حتى يستطيع أن يهاجمه. الميهى يقف ضد كل الاتهامات التى تطال يوسف شاهين، ليس فقط حباً فى "جو" ولكن تقديراً وعشقاً للفن، ومحاولة لإعطاء المبدع حقه، ويرى الميهى أن حال شاهين هو حال معظم الفنانين الكبار، الذين يواجهون اعتراضات جمة وهجوماً متواصلاً فلا نستطيع أن ننسى أفلامه "الأرض" و"الناصر صلاح الدين" و"سيدة القطار" و"نساء بلا رجال" و"صراع فى الوادى".
وعن عدم فهم الجمهور لبعض أفلام شاهين، يرى الميهى أن هذه الأفلام قليلة جداً ومعظمها التى يسرد فيها شاهين سيرته الذاتية وهذا من حقه، لأن شاهين مخرج مبدع وفنان ذو إحساس عالٍ
.ماجى الحلوانى عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ترى أن الإعلام يتحمل جزءا كبيرا من مسئولية اتهام أفلام شاهين بالغموض، حيث إن بعض النقاد والأقلام تأتى أراؤهم شخصية وبعيدة عن الموضوعية، موضحة أن شاهين لديه رؤية مستقبلية، وبعد عشرات السنين ستصبح أفلامه مفهومة أكثر لدى الجمهور، بدليل فيلم مثل "باب الحديد" الذى يعد حالياً من أهم أفلام السينما المصرية، رغم أنه وقتها لم يلق النجاح الجماهيرى المتوقع.الحلوانى تشير أيضاً إلى وجود الكثير من النقاد التى أشادت بأفلام شاهين، واجمعوا على أنه يمتلك رؤية متقدمة، وبعض أفلامه تخاطب شريحة معينة من المثقفين، ولكن غالبيتها أفلام جيدة وقريبة من الجمهور، ولا ننسى مثلاً أن له أفلاماً كوميدية ورومانسية مثل "صراع فى الوادى"، و"بابا أمين"، و"أنت حبيبى"، وتطرق لتقديم نوعيات مختلفة من الأفلام التى حققت نجاحاً جماهيرياً لا يمكن إغفاله
.الأجدر بنا أن نقول إن أفلام يوسف شاهين تتميز بالعمق، بدلاً من الادعاء بأنها "ليست مفهومة" وشتان بين الوصفين، لأن الوصف الأول يعبر عن أن شاهين تعمق فى نفوس شخصياته الدرامية، وقدم نماذج غريبة وغير مركبة فى بعض أعماله.
محمود التركى - اليوم السابع

تاريخ مصر فى سينما يوسف شاهين

لو تأملنا سينما يوسف شاهين منذ فيلمه الأول "بابا أمين" وحتى فيلمه الأخير "هى فوضى" سنجد أنفسنا أمام قراءة تحليلية لتاريخ مصر بأحداثه وأزماته وثوراته من منظور "شاهينى" بحت، ففيلمه الأول "بابا أمين" عام 1950 كان عملاً رائعا به جرأة درامية ورؤية تأملية فلسفية فى الحياة والموت، وكان بطله الفنان حسين رياض، وهذا الفيلم أكد أن هزيمة 48 أو النكبة كان لها فوائد، فقد أيقظت الوعى القومى والإسلامى بخطورة ما يجرى على أرض فلسطين، وانعكس ذلك إيجابيا على مصر بثورة القائد الخالد جمال عبدالناصر، التى جرفت المنطقة بعيدا عن الأحلاف العسكرية، والنظم الملكية الفاسدة والمتحالفة مع الاستعمار. أما فيلمه "صراع فى الوادى" الذى أنتج وعرض عام1954 فهو بحق فيلم حلل مجتمع الإقطاع والطبقية الصارخة قبل ثورة 1952، وفيه يتم تنفيذ إعدام شخص برئ لأول مرة فى السينما العربية، وكان المقصود هنا هو براءة فلسطين من مؤامرات الاستعمار الغربى، والتأكيد على أن التحالف الإقطاعى الرأسمالى العربى لن يحل قضية العرب فى التقدم، ولن يحسم الصراع العربى الصهيونى، وإنما الفلاحون والعمال وصغار المنتجين هم أصحاب المصلحة فى تحرير الوطن كله. ويتفق مع ذلك الناقد السينمائى الدكتور رفيق الصبان مضيفا: "أفلام يوسف شاهين تأريخ لأحداث مصر والوطن العربى، وهى تنقسم إلى تاريخ ما قبل الثورة وتاريخ ما بعد الثورة داخل الأفلام ذاتها، فمرحلة ما قبل الثورة شملت الإقطاع الزراعى والإنجليز والقضية الفلسطينية وفساد الملك وحاشيته، ونجد ذلك فى أفلام "الناس والنيل والأرض وإسكندرية ليه وصراع فى الوادى". أما أفلام ما بعد الثورة فركزت على أحداث التأميم والاشتراكية "فجر يوم جديد" ثم النكسة والقمع السياسى وزوار الفجر فى "العصفور والاختيار وعودة الابن الضال" وانهيار الطبقة الارستقراطية فى مصر ومرحلة الانفتاح فى عهد السادات حتى التحولات فى عهد مبارك وسيطرة رأس المال فى "الآخر".واستكمالا لرأى الناقد رفيق الصبان، سنجد أنه حتى فيلمه "جميلة بوحريد" عام 1958 برغم أن أحداثه تدور فى الجزائر، لكنه عكس ما كان يحدث داخل مصر وكان شاهدا توثيقيا لمعركة المليون شهيد ضد الاحتلال الفرنسى البغيض بكل وحشيته، وبطبيعته الاستيطانية "الإحلالية". وإذا انتقلنا إلى مرحلة النكسة والبحث عن أسبابها، سنجد أربعة أفلام بحثت عن ذلك هى (الأرض) و(الاختيار) و(العصفور) و(عودة الابن الضال) .. وقد فتش شاهين فى أفلامه الأربعة هذه، تحديداً عن أسباب نكسة 67 وأوضح تأثره الشديد بها. ففى (الأرض) تجلت الروعة كاملة عندما ناقش الفكرة نفسها مجردة .. فكرة تمسك الفلاح بأرضه واستبساله واستماتته فى الدفاع عنها ونيل حقه.أما فيلمه (الاختيار) فهو المواجهة المباشرة مع الهزيمة، والطرح الواضح لمسئولية المثقفين عن هذه الهزيمة، ومسئولية المجتمع ككل. أما فيلم (العصفور) فقد حظى بنصيب وافر من الجرأة، وكان محملاً بمضامين فكرية مختلفة كلها تتمركز حول غضب الشعب من المؤسسات الحكومية المرتشية المخربة بعد النكسة.. وقد تم منع عرض الفيلم إلى ما بعد حرب أكتوبر، مما أصاب (شاهين) ببعض اليأس، وبدأت تدور فى ذهنه فكرة فيلمه المميز (عودة الابن الضال).واستمر شاهين فى ذلك الفيلم رحلته فى البحث المتواصل عن أسباب هزيمتنا فى نكسة 67، وطرح شاهين فى الفيلم أفكار كثيرة تتشعب لمستويات شتى.. أفكار كلها تدور حول ضرورة العلم، وتحقيق الحلم، والاغتصاب، والطمع، وحب المال، والإيمان بدور الشباب، وأهمية البناء، والثورة على المغتصب، والأمل فى المستقبل.أما أفلامه التى حملت سيرته الذاتية (إسكندرية ليه عام 1979، وحدوتة مصرية عام1982 وإسكندرية كمان وكمان 1990 وإسكندرية نيويورك عام 2004، كلها تناول فيها حياته من خلال تاريخ مصر وهذا ما أكدته الناقدة خيرية البشلاوى، وأضافت: علاقة شاهين بأمريكا تشبه علاقة مصر بها، فقد صور أمريكا كامرأة ساقطة عندما صبغ وجه تمثال الحرية بمساحيق التجميل الفجة، وصنع فلقة بين أسنان وجه التمثال، وألصق بالوجه ابتسامة سخرية بشعة، ووصف أمريكا نفسها من قبل بأنها عاهرة. ويستكمل الناقد عصام زكريا الحديث قائلا: يوسف شاهين من أكثر المخرجين الذين قدموا أفلاما، ولديهم "هم" ولم يقدم أفلاما للترفيه وبالفعل تاريخ مصر ومراحله المهمة سنجدها فى أفلامه.
وعلق زكريا على فيلم (المصير)، معتبراً أن الفيلم نقل ومضات من تاريخ فرنسا الملىء بالجهل والظلمات.. فى حين صوّر مصر بلداً للنور والمعرفة.. وقد رسخ أيضاً هذا المفهوم أكثر من مرة فى أفلام أخرى كـ(المهاجر)، و(سكوت ح نصور)
.وعن فيلم "هى فوضى"، قال زكريا إن شاهين اقترب جداً من طرح فكرة خطورة السلطة المطلقة، لأنها مفسدة مطلقة، حيث إن الأزمة لا تكمن فحسب عند فساد حاكم فرد، بل إن هذا الفساد ينتج فسادا أصغر فى كل المستويات والطبقات والمراحل
.اثنان وثمانون عاما مروا فى جبين يوسف شاهين، ذلك الرجل الذى اعتبروه بأفلامه تاريخ أمة بكل حلوها ومرها، انتصاراتها وإخفاقاتها، بها ما يبهج وبها ما كاد يدفعه إلى الجنون أو الذبحة الصدرية، وأصبح الصبى العجوز شاهين أكثر أرقا فى منامه، تخيلوا أنه مازال يحلم بتقديم أفلام عن فلسطين، والعراق والمقاومة، وقال لى حين زرته قبل عامين فى مكتبه بوسط العاصمة المصرية، إنه مازال يحلم بإنتاج أفلام عن المقاومة الثقافية للاحتلال فى العراق والاستيطان العنصرى فى فلسطين وعن المقاومة وحسن نصر الله والفدائيين، وكأنه ابن العشرين، وقال أيضا إن فلسطين بالنسبة له ليست قضية مركزية، ولا هى الكلام "المجعلص" الذى يردده المثقفون مثل العلكة، وإنما هى محور حياته، وقال أيضا إن مصر وفلسطين حاضرتان فى كل أفلامه يكفى أن تدقق وراء كل مشهد وكل صورة، فهما موجودتان وراء كل قصة حب، وكل مشكلة زوجية وكل اضطهاد لرأى وكل قمع لفكره.
جمال عبد الناصر- اليوم السابع

شاهين.. المشاكس.. العنيد.. عاشق الحياة

نبرة الصوت المميزة، والضحكة المجلجلة، والعيون التى تلمع باستمرار، وروح طفل مشاكس وعنيد.. كانت تلك الصفات تتأكد لى فى كل مرة ألتقى فيها الأستاذ لإجراء حوارات صحفية، أو أثناء جلسات الأصدقاء أو داخل إحدى مواقع التصوير.
شاهين تركيبة إنسانية متفردة قد نتفق أو نختلف مع أفلامه، ولكن لا نستطيع أمام دفئه الإنسانى إلا أن نعشقه، وأذكر فى إحدى المرات أننى سألته، لماذا تدخن السجائر بشراهة وأنت ممنوع عنها، صرخ فى وجهى بطفولة شديدة "هو أنت أمى! أنت مالك، أنا أجمد منك".
لم تكن شخصيته فقط هى المميزة، ولكن طريقة نطقه لبعض الكلمات و"أباحته" المحببة التى لا تشعرك أبدا بالخجل، لأن الذى ينطق بها شاهين ابن الإسكندرية، تلك المدينة المتنوعة شديدة الثراء فى تركيبتها "الكوزموبوليتانية" والتى انعكست على تركيبة شاهين الشخصية وسينماه الجوادة السخية التى تغلى بالمشاعر والأحاسيس، والفياضة بمشاريع من أجل عالم أفضل وشجاعة أكبر فى التصدى للظلم
.ويكفى عندما أطلق صرخته فى حدوتة مصرية، قائلا على لسان المطرب محمد منير "لا يهمنى اسمك، لا يهمنى عنوانك، لا يهمنى لونك، ولا ميلادك، مكانك، يهمنى الإنسان ولو مالهوش عنوان"
.شاهين ليس صاحب مدرسة سينمائية مميزة فقط، بل هو المخرج المؤلف الأول فى السينما العربية، الذى ذهب إلى ما ذهب إليه فللينى وبازولينى وبوب فوس، سواء وافقت أم اختلفت معه، كما أنه ورغم ذاتيته المندفعة، لم يتخل طوال مشواره عن هموم العامة وعن التزامه بالقضايا العربية وصاحب مواقف واضحة سياسية وفنياً، كما أنه من القلائل الذين كسروا التابوهات فى السينما العربية
.الأستاذ الذى وصفه النقاد بالعبقرية، فى إحدى حواراته صرح بأن العبقرية من وجهة نظره هى "أن تجعل نفسك مستعدا لالتقاط الفكرة من رأسك إذا جاءت، وألا تسأل كيف وأين يأتى الحب، وألا تجعل هناك وسيطا بينك وبين ربك، وعن نفسى أنا لدى حوار يومى بينى وبين ربى، أسأله كل ما أريد وأناقشه، هكذا أنا أخذ كل شئ ببساطة".
علا الشافعى - اليوم السابع

شاهين..من مصر مع خالص الحب والغضب

مات يوسف شاهين المخرج المصرى الأشهر عن 82 عاماً، تاركاً وراءه تراثا سينمائياً من 50 فيلما روائيا وتسجيليا، أودعها عشقه لوطنه مصر ومسقط رأسه الإسكندرية، ذلك العشق المغزول بالغضب ونبرة عالية من النقد، وعاش شاهين ستة عقود صنع فيها أفلاماً وأساطير.. وأيضاً أثار الكثير من المتاعب.كان شاهين الذى لا تعرفه جماهير السينما فى أمريكا هو دوماً نجم المهرجانات السينمائية العالمية، حيث كان يمثل بأعماله قارة بأكملها هى أفريقيا، وديناً عالمياً هو الإسلام، على الرغم من كونه مصريا مسيحيا تعود جذور أسرته إلى لبنان واليونان.. كما عبرت أفلامه عن الصراع العربى الإسرائيلى، الذى بدأ بعد قيام دولة إسرائيل فى 1984 والذى يسميه العرب على النكبة.جمع شاهين بين النزعتين القومية والعالمية، فقد عشق أفلام هوليود منذ أن كان شاباً صغيراً يدرس التمثيل فى "باسادينا" بلوس أنجلوس، وتعلم من الأفلام الأمريكية تكنيك الحركة والإيقاع السريع، مثلما تعلم النزعة الإنسانية الجسور فى أفلام الواقعية الجديدة فى إيطاليا ودفقات الرومانسية فى الأفلام الهندية فى عهدها الذهبى بعد الحرب العالمية
. وفى أفلامه حشد آراء السياسة المختلفة، وكانت لغته السينمائية خليطا بين الأفكار التى اعتنقها والرغبة العارمة لإمتاع المشاهد.وقد بدأ نجم شاهين فى الصعود أوائل الخمسينيات عندما كانت مصر تنافس الهند كهليوليود الشرق، إلا أن فيلمه "باب الحديد" كان علامة بارزة فى مشواره السينمائى، والذى صور الحياة القاسية التى تدور على هامش محطة السكة الحديدية فى جو يزخر بالمأساة والكوميديا، وكان شاهين هو الذى جسد شخصية بائع الجرائد المحب المقهور.
وبعد هذا الفيلم بعشرين سنة، بدأ شاهين ملحمته السينمائية الشهيرة إسكندرية ليه، ثم حدوتة مصرية (1982) وإسكندرية كما وكمان (1990) وأخيراً إسكندرية- نيويورك (2004) والتى تحكى قصة حياة شاب، هو فى الواقع شاهين نفسه، الذى يعشق شكسبير والأفلام الأمريكية، وتقول إحدى قريباته "هذا الفتى يعرف تماماً ماذا يريد، وسوف ينال ما أراده". إنها الرباعية التى تعد سيرة ذاتية الشاهين
.وأحب شاهين بلده ولكنه كان غير مهادن، وهاجم الأصولية والتعصب فى أفلامه وروج للقومية المصرية بفيلمه الناصر صلاح الدين، غير أنه عاد وصرخ فى وجه معشوقته مصر فى فيلمه العصفور وعودة الابن الضال
.والواقع أن أمريكا تخسر كثيراً بعدم تعرضها لهذا المخرج الذى صور فى أفلامه، وبأسلوب شديد ومتنوع، أحلامه وعبر عن آمال وآلام وثقافة شعبه ووضع أفلاماً برؤية "كوزموبوليتية" وإنسانية، ومع ذلك فهى لا تخلو من متعة المشاهدة
.وفى فيلمه حدوتة مصرية، أغنية جميلة حملت أشعارها مكونة قلب وفكر شاهين
إذ تقول:
لا يهمنى اسمك
.. لا يهمنى عنوانك
..لا يهمنى لونك
.. أصلك
..يهمنى الإنسان
.. ولو ما لوش عنوان..
THE TIMES
اعداد
كاميليا رزق الله

Wednesday, August 06, 2008

انتقادات للحكم الصادر بحق سعد الدين ابراهيم

انتقد ناشطون مصريون في مجال حقوق الانسان قرار الحكم بالسجن لمدة عامين الذي اصدرته محكمة مصرية بحق داعية الحقوق المدنية سعد الدين ابراهيم واصفين اياه - اي القرار - باللاديمقراطي.
وكانت المحكمة قد ادانت ابراهيم الذي يعيش في المنفى بالاساءة لسمعة مصر.
ويقول الناشطون إن القرار هو الذي يسيئ لسمعة مصر وليس الحملة التي يقودها سعد الدين ابراهيم.
وكانت الدعوى الاخيرة قد اقيمت ضد ايراهيم بعد ان حث الرئيس جورج بوش على جعل المعونات التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر مشروطة بالاصلاح الديمقراطي.
وقال ابراهيم، الذي يحمل الجنسية الامريكية، إنه ينوي استئناف الحكم.
ويقول ناشطو حقوق الانسان إن النظام المصري يستخدم الجهاز القضائي من اجل اسكات الاصوات المعارضة للرئيس حسني مبارك.
ويقول مراسل بي بي سي مجدي عبدالهادي إن الدعاوى بالاساءة لسمعة مصر يقيمها في الغالب اشخاص تربطهم علاقات بحزب مبارك الحاكم ضد منتقدي الرئيس، بدل ان يقيمها المدعي العام كما هو مألوف.
وكان ابراهيم قد غادر مصر الى المنفى منذ عدة شهور، وهو يخشى العودة مخافة الاعتقال وذلك بعد ان نشر سلسلة من المقالات انتقد فيها حكومة الرئيس مبارك.
وكان ابراهيم قد حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات عام 2002 للتهمة ذاتها، ولكن افرج عنه بعد سنة واحدة اثر استئنافه لقرار الحكم.
انتقادات امريكية
كما ادلت الولايات المتحدة بدلوها في القضية، حيث ادانت الادارة الامريكية الحكم الصادر بحق سعد الدين ابراهيم.
وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية الامريكية: "خاب املنا بالحكم الذي اصدرته محكمة مصرية بحق الناشط في سبيل الديمقراطية سعد الدين ابراهيم. لا ينبغي استخدام الدعاوى القضائية لتقويض مبدأ حرية التعبير. نحن ندعو بقوة الى حماية الحقوق المدنية والسياسية بما فيها حرية التعبير في كل البلدان وليس في مصر فحسب."
BBC

تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في مصر

كشف التقرير السنوى الثامن عشر لعام 2007 الذى أصدرته المنظمة المصرية لحقوق الانسان ظهر الاربعاء بمقرها فى القاهرة عن تزايد إنتهاكات حقوق الانسان والحريات الاساسية فى مصر العام الماضى.
ويأتى هذا التقرير فى أعقاب تجديد حالة الطوارئ لعامين اخريين لتصبح حالة الطوارئ مفروضة على البلاد لطيلة سبعة وعشرين عاما متواصلة.
ويشير تقرير المنظمة الى ان هذا سيترك اثاره السلبية على العديد من الحقوق والحريات التى كفلها الدستور المصري والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان.
كما أشار التقرير الى أن منظومة حقوق الإنسان المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية مازالت تعانى من التدهور، وفى هذا الصدد تلقت المنظمة خلال عام 2007 ما يقرب من 2561 شكوى تتعلق بهذه الحقوق ، ومنها الحق فى العمل والتعليم والصحة والسكن.
تزايد الشكاوى
وجاءت الشكاوى الخاصة بانتهاك حقوق الأفراد المدنية والسياسة المرتبة الثانية، وبلغ عددها 1445 شكوى وتركزت أساسا على جرائم التعذيب بوصفها المصدر الرئيسى لإنتهاك الحق فى الحياة وسلامة الجسد والمحاكمة العادلة والمنصفة وحرية الرأى والتعبير.
وكان لمحافظة القاهرة النصيب الأكبر من هذه الشكاوى والذى بلغ 35 % من إجمالى الشكاوى ، بينما محافظة الجيزة 28% فى المرتبة الثانية.
إلا أن الرد على هذه الشكاوى كما ذكر التقرير لا يتناسب مع حجم المراسلات للجهات والوزرات المعنية ، فبينما بلغ عدد المراسلات 2522
كان الرد الكتابى عليها 164 فقط
أما على المستوى التشريعى فيوضح تقرير المنظمة المصرية المعنية بحقوق الانسان أن البنية التشريعية تفرض مزيدا من القيود على الحقوق والحريات المختلفة لاسيما بعد تجديد حالة الطوارئ.
وأضاف التقرير أن مصر شهدت فى عام 2007 تطورات فى البنية التشريعية تراوحت بين السلب والإيجاب، فالتعديلات الدستورية التى قدمها الرئيس مبارك تشكل فى حد ذاتها خطوة أساسية فى طريق التطور والإصلاح الديمقراطى، ولكن هذه التعديلات فى الوقت ذاته اعترى بعضها قصور شديد فى الصياغة والمضمون واعتداء على حريات وحقوق المواطنين.
كما رصدت المنظمة المصرية من عام 2000 الى 2007 حوالى 226 حالة تعذيب، كان نصيب عام 2007 حوالى 40 حالة تعذيب بارتفاع 10 حالات عن 2006.
كما رصدت خلال الفترة من عام 2001 حتى 2007 حوالى 217 حالة احتجاز تعسفى ، 15 حالة فقط فى 2007 وهى السنة التى شهدت أيضا 24 حالة اضطهاد داخل اقسام الشرطة.
العقاب الجماعي
وأوضح تقرير المنظمة أن الحكومة مازالت تعتمد على آلية العقاب الجماعى كإحدى الآليات لمواجهة المواطنين رغم إنتهاك هذه الالية للدستور المصري والمواثيق الدولية حيث رصدت حوالى 14 حالة عقاب جماعى منذ 2004 وحتى العام الماضى.
وتحدث تقرير المنظمة عن العديد من الإنتهاكات الخاصة بالمحاكم العادلة والمنصفة حيث رصد ما يقرب من 34 قضية أمام المحاكم العسكرية وذلك منذ عام 1991 وحتى 2000 كما اشار التقرير الى قضية خيرت الشاطر واخرين ينتمون الى جماعة الاخوان المسلمين.
وبيّن التقرير أن حرية الرأى والتعبير وحرية الصحافة لم تشهد تطورا ملحوظا خلال العام المنصرم، بل إزدادت الصورة قتامة فى ضوء استمرار سياسة تكميم الأفواه ، فاستمر مسلسل حبس الصحفيين والاعتداء عليهم ومحاكمتهم بل وتم التصدى للمدونين ومحاكمتهم ، وكذلك التعرض للعاملين بالفضائيات سواء بالتحقيق معهم أو بمحاكمتهم الى جانب مصادرة الكتب والمؤلفات الأدبية.
وتؤكد المنظمة هنا أن هذه الانتهاكات جاءت مخالفة للدستور المصري والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان.
وتؤكد المنظمة أن الإنتهاكات التى قامت برصدها تعتبر على سبيل المثال لا الحصر ، وهى مجرد مؤشرات على وقوع إنتهاكات لحقوق الإنسان .
ويذكر أن المنظمة المصرية لحقوق الإنسان هي واحدة من أولى المنظمات الغير حكومية التي تعمل فى مجال تعزيز حقوق الإنسان فى مصر وقد أنشأت المنظمة عام 1985 وتعمل وفقا لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و شريعات حقوق الإنسان الدولية الأخرى
توفيق أحمد
بي بي سي - القاهرة

Friday, August 01, 2008


The official website of Yossif Shahine
وداعا يوسف شاهين

يوسف شاهين: حدوتة مصرية بهرت العالم

الفن السابع فقد لتوه احد اشهر المساهمين فيه. فيوسف شاهين، المتعلق جدا بمصر لكنه منفتح على العالم، هو مخرج ملتزم ومدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل اوسع عن الحريات الفردية والجماعية".
هذا هو ما ورد في البيان الرئاسي الفرنسي الذي نعى المخرج المصري الكبير يوسف شاهين ، الذي نعته أيضا كل صحف العالم ووسائل الإعلام حول الأرض بعنوان شبه موحد وهو "
رحيل مخرج أسطوري مصري".
وبالرغم من اعتزازه الشديد بمصريته، وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحية تقدير الى المخرج الراحل واصفا اياه بأنه "مفكر صاحب استقلالية كبيرة وهو مدافع كبير عن تزاوج الثقافات".
يوسف شاهين، أو "جو" كما كان يحب أن يلقبه تلاميذه ومحبوه، استحق من خلال أفلامه التي صنعها على مدى 58 عاما أن يكون مواطنا عالميا، لا مصريا كما تدل شهادة ميلاده وجنسيته.
فجو حاول أن ينقل حسه الإنساني إلى العالم من خلال أفلامه التي اعتبرها نقاد السينما بصمات في تاريخ السينما المصرية ومحطات لا يمكن تجاوزها عند التأريخ لفن السينما في العالم.
وربما يرجع هذا التواصل الإنساني ليوسف شاهين مع العالم إلى تعدد الروافد التي شكلته في سنوات التكوين.
فهو ابن لأسرة من أصل لبناني، هاجرت إلى مصر في أواخر القرن التاسع عشر. وهو أيضا ابن لمدينة استثنائية، حيث ترعرع في الإسكندرية عندما كانت من أهم موانئ البحر الأبيض المتوسط وملتقى لجاليات أجنبية من شتى أصقاع أوروبا
أما تعليمه فكان مزيجا من الفرانكفونية والانجلوساكسونية. فبعد دراسته في مدارس فرنسية تلقى تعليمه الثانوي في فكتوريا كولدج، والتي كانت مدرسة النخبة الارستقراطية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تخرج منها ملك الأردن حسين بن طلال وولي عهد العراق الأمير عبد الإله والمصرفي الأردني ذا الأصل الفلسطيني خالد شومان والأمير زيد بن شاكر ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وصهر الملك فيصل كمال أدهم والمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد وعمر الشريف، كما درست فيها ملكة أسبانيا الحالية صوفيا.
وفي المرحلة الثانية من تكوينه كان يوسف شاهين على موعد مع أمريكا ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تلقى تعليمه الجامعي في معهد باسدينا للفنون في كاليفورنيا، وهو المعهد الذي تخرج منه الممثلان الأمريكيان الكبيران داستان هوفمان وجين هاكمان.
هذه الروافد المتنوعة هي التي أفرزت فكر يوسف شاهين الذي شاهدناه متجسدا في أفلامه مثل فيلم اليوم السادس (1986)، الذي حاكى في بعض مشاهده سينما هوليوود الموسيقية خلال خمسينيات القرن الماضي.
هذه الروافد أيضا هي التي أفرزت أفلام السيرة الذاتية ليوسف شاهين والتي يمكن أن نلحظ فيها بوضوح تأثرا باتجاهات سينمائية مختلفة، أبرزها تلك القادمة من فرنسا وهوليوود الخمسينات والستينات. فيلمه حدوتة مصرية الذي خرج إلى النور عام 1982 مثال واضح على ذلك
ولم تتوقف تأثير الراوفد المتنوعة ليوسف شاهين عند حدود تكنيكه السينمائي، بل امتدت لتشمل موضوعات أفلامه. ففي مرحلة مبكرة من رحلته السينمائية أخرج فيلم جميلة عام 1958 عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد والتي تعامل معها كرمز لثورة الجزائر.
ثم وتأثرا بفكر القومية العربية ومفاهيم الصراع مع الغرب والتحرر من الاستعمار التي كانت سائدة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي في مصر والمنطقة العربية أخرج يوسف شاهين فيلم "الناصر صلاح الدين" عام 1963، وهو الفيلم الذي اعتبر نقلة في مسيرة السينما التاريخية في العالم العربي.
وفي عام 1965 يذهب جو إلى لبنان ويخرج لنا بياع الخواتم مع المطربة الكبيرة فيروز، وهو هنا يعتبر من القلائل من مخرجي السينما المصرية الذين خرجوا لصنع أفلام خارج مصر.
لكن بالرغم من عالمية روافد فكر يوسف شاهين إلا أن اعتزازه بمصريته هو الذي ظهر في اختياراته لمواضيع أفلامه السياسية.
ففيلمه العصفور الذي أخرجه عام 1972، عبر عن المأزق السياسي والاجتماعي الذي أدى إلى هزيمة حرب عام 1967، وهو هنا نقل مفهوم الهزيمة من الوطن إلى النظام السياسي، بل وتنبأ بالانتصار الذي حققته القوات المصرية عندما عبرت قناة السويس عام 1973 وهنا كانت المفارقة التاريخية. فالفيلم الذي أحرقت بسببه دور العرض التي عرضته في بيروت هو أيضا الفيلم الذي كانت أغنيته الرئيسية هي الأغنية التي أذيعت خلال حرب 1973 وفي كل ذكرى لها بعد ذلك.
وعندما خاضت مصر حربها مع المتطرفين، وهي الحرب التي سبقت الحرب على الإرهاب بعقد كامل، كان يوسف شاهين عنصرا فاعلا في تلك الحرب عبر فيلمه المصير (1997) الذي أتى كرد فعل منه على ما حدث بسبب فيلمه المهاجر (1994) والذي تعرض فيه لقصة النبي يوسف عليه السلام في مصر.
وبالطبع لم يكن يوسف شاهين غائبا عن علاقة العرب مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة من خلال أفلامه مثل الآخر (1999) والجزء الأخير من سيرته الذاتية، اسكندرية - نيويورك (2004).
وحتى هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 التي وقعت في نيويورك وواشنطن، كان ليوسف شاهين رأي فيها وحولها، عبر عنه في الجزء الخاص به في فيلم September 11 (2002) والذي اشترك فيه 11 مخرجا من 11 دولة حول العالم.
وفي نهاية رحلته كانت بوصلة جو الفكرية قد أشارت عليه بالتوجه إلى الداخل المصري من خلال فيلمه "هي فوضى" (2007) الذي أخرجه بالاشتراك مع تلميذه خالد يوسف وتعرض فيه للفساد في مصر اليوم.
بعد كل هذه المسيرة الحافلة سينمائيا، لم يكن غريبا إذن على العالم أن ينعي "أحد أشهر المساهمين في الفن السابع" أو يرثي "رحيل مخرج أسطوري" يتساوى في المرتبة مع فيلليني إيطاليا أو دافيد لين انجلترا. فيوسف شاهين كان ملكا للعالم بمقدار ما كان ابنا لمصر
أحمد صلاح زكي
BBC- لندن