حلوة اللقطة.. شباب معظمهم فى العشرينات من العمر يخرجون بشكل متحضر للغاية متوجهين إلى قصر عابدين ورأس التين على طريقة جدهم أحمد عرابى رافعين شعار «لن نورث بعد اليوم». إذن هناك أمل فى مصر أخرى غير تلك المنكوبة بمن أفقروها وأصابوها بالعجز والهرم المبكر، المنهوبة من هؤلاء المغامرين المحترفين، المسلوبة بواسطة هؤلاء المدججين بالثروة، الذين تزوجوا من السلطة فانفتحت أمامهم ممالك النفوذ والسيطرة على البلاد والعباد.
غير صحيح إذن أن شبابنا منقطع الصلة بهموم بلده وقضاياه الحقيقية، وثبت أن نظريات العجائز المعلبة عن أن الأجيال الجديدة لا تشارك فى الهم العام هى نظريات هشة ومهترئة.
هؤلاء فتية وفتيات آمنوا ببلدهم وعرفوا تاريخه واستلهموا أنصع ما فيه ورفعوا أصواتهم بمطالبهم وأحلامهم.. مشهد خروج هؤلاء يدعو للفخر وليس إلى تجييش الآلاف المؤلفة من الهراوات والعصى المكهربة وصفوف البطش الأعمى.
ماذا كان سيحدث لو قابلت قوات الأمن التحضر بتحضر وتركت الوقفة السلمية تتم دونما اشتباكات واعتداءات واعتقالات واحتجازات للعشرات؟
ولأن الشىء بالشىء يذكر فإنك لابد ستقارن بين ما جرى فى عابدين إحياء لذكرى الزعيم أحمد عرابى، وبين ما وقع فى شارع البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين فى التوقيت ذاته تقريبا.. القصة كما رواها موقع «اليوم السابع» أن حشودا هائلة من شباب الألتراس الزمالكاوى والأهلاوى اشتبكوا فى أحد أكبر وأخطر شوارع القاهرة مستخدمين قنابل المولوتوف والأسلحة البيضاء فتكسرت واجهات وأحرقت سيارات نقل عام، بمنتهى الحرية وفى ظل مساحة شاسعة من التسهيلات الأمنية لكى يحظى المخربون بأوقات تخريب وترويع هادئة، إذ لم تهرع قوات الأمن إلى المكان ولم تتدخل تاركة المواطنين والسيارات العابرة عرضة للحرق والإصابة.
لن نضيف جديدا لو قلنا إن مظاهرة أو وقفة ينظمها خمسة أنفار تشم فيها الأجهزة رائحة سياسة خفيفة، هى كفيلة بتحريك المدرعات والمجنزرات والحشود الغفيرة من الأفراد المسلحين لحصارها وإخمادها وتلقين منظميها طريحة معتبرة من الضرب والإهانة.
وفى المقابل يمكن لأى مجموعة من البلطجية أن يهبطوا على أى حى، ويمارسوا الإرهاب والترويع على الجميع دون أن تقول لهم الشرطة «بم» وإن حضرت يكون ذلك متأخرا جدا.
ولا ريب أنك تسأل نفسك عن هذه الصرامة والشدة والغلظة الأمنية فى التعامل مع الشارع السياسى، بينما الشارع العادى يتحول شيئا فشيئا إلى غابة تحكمها وحوش البلطجة والنفوذ، ولكم فى معركة عزبة أبوقرن وموقعة كريازى النموذج والدليل.
لماذا الاستئساد على نشطاء محترمين متحضرين والاستنعام أمام قطعان الإجرام الجنائى وبلطجة وإرهاب هؤلاء المنتفخين بالثروة والنفوذ؟
يبقى فى مسيرة عابدين أنها تؤكد خصوبة مصر السياسية، ففى اللحظة التى تدخل فيها تلك التى تسمى أحزاب معارضة بيت الطاعة الحكومى وترضى بفتات المقاعد وبقايا المائدة، يدفع الشعب المصرى بمجموعات شبابية تشق الظلام وتعوضنا عن بلابل التمرد، التى قبلت أن تحبس فى أقفاص حزبية فاخرة.
غير صحيح إذن أن شبابنا منقطع الصلة بهموم بلده وقضاياه الحقيقية، وثبت أن نظريات العجائز المعلبة عن أن الأجيال الجديدة لا تشارك فى الهم العام هى نظريات هشة ومهترئة.
هؤلاء فتية وفتيات آمنوا ببلدهم وعرفوا تاريخه واستلهموا أنصع ما فيه ورفعوا أصواتهم بمطالبهم وأحلامهم.. مشهد خروج هؤلاء يدعو للفخر وليس إلى تجييش الآلاف المؤلفة من الهراوات والعصى المكهربة وصفوف البطش الأعمى.
ماذا كان سيحدث لو قابلت قوات الأمن التحضر بتحضر وتركت الوقفة السلمية تتم دونما اشتباكات واعتداءات واعتقالات واحتجازات للعشرات؟
ولأن الشىء بالشىء يذكر فإنك لابد ستقارن بين ما جرى فى عابدين إحياء لذكرى الزعيم أحمد عرابى، وبين ما وقع فى شارع البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين فى التوقيت ذاته تقريبا.. القصة كما رواها موقع «اليوم السابع» أن حشودا هائلة من شباب الألتراس الزمالكاوى والأهلاوى اشتبكوا فى أحد أكبر وأخطر شوارع القاهرة مستخدمين قنابل المولوتوف والأسلحة البيضاء فتكسرت واجهات وأحرقت سيارات نقل عام، بمنتهى الحرية وفى ظل مساحة شاسعة من التسهيلات الأمنية لكى يحظى المخربون بأوقات تخريب وترويع هادئة، إذ لم تهرع قوات الأمن إلى المكان ولم تتدخل تاركة المواطنين والسيارات العابرة عرضة للحرق والإصابة.
لن نضيف جديدا لو قلنا إن مظاهرة أو وقفة ينظمها خمسة أنفار تشم فيها الأجهزة رائحة سياسة خفيفة، هى كفيلة بتحريك المدرعات والمجنزرات والحشود الغفيرة من الأفراد المسلحين لحصارها وإخمادها وتلقين منظميها طريحة معتبرة من الضرب والإهانة.
وفى المقابل يمكن لأى مجموعة من البلطجية أن يهبطوا على أى حى، ويمارسوا الإرهاب والترويع على الجميع دون أن تقول لهم الشرطة «بم» وإن حضرت يكون ذلك متأخرا جدا.
ولا ريب أنك تسأل نفسك عن هذه الصرامة والشدة والغلظة الأمنية فى التعامل مع الشارع السياسى، بينما الشارع العادى يتحول شيئا فشيئا إلى غابة تحكمها وحوش البلطجة والنفوذ، ولكم فى معركة عزبة أبوقرن وموقعة كريازى النموذج والدليل.
لماذا الاستئساد على نشطاء محترمين متحضرين والاستنعام أمام قطعان الإجرام الجنائى وبلطجة وإرهاب هؤلاء المنتفخين بالثروة والنفوذ؟
يبقى فى مسيرة عابدين أنها تؤكد خصوبة مصر السياسية، ففى اللحظة التى تدخل فيها تلك التى تسمى أحزاب معارضة بيت الطاعة الحكومى وترضى بفتات المقاعد وبقايا المائدة، يدفع الشعب المصرى بمجموعات شبابية تشق الظلام وتعوضنا عن بلابل التمرد، التى قبلت أن تحبس فى أقفاص حزبية فاخرة.
بقلم:وائل قنديل - الشروق
No comments:
Post a Comment