This blog is dedicated to Egypt .... home I adore and to all sincere Egyptians who are looking forwards to live in free democratic secular nation كل زوار الموقع مدعوون الى نشر آراءهم و تعليقاتهم
Monday, November 26, 2007
الدولة الدينية خطر كبير وسوف تؤدي لتقسيم مصر
من أي باب* ندخل إليكِ يا مصر؟!
لا تقولوا أن -الفلوس- هى السبب
كنت آتصور أن حكومة الدكتور احمد نظيف سيجافيها النوم، ولن يغمض لها جفن، وهى ترى السعودية تقوم بتنفيذ فكرة الدكتور أحمد زويل بإنشاء مركز علمى متفوق سبق أن اقترح إقامته فى مصر ونجح سوء تدبير هذه الحكومة فى "تطفيش" الرجل وقتل مبادرته.
وبينما تبنى العاهل السعوديى، الملك عبد الله، فكرة العالم المصرى الكبير، ونجح فى إقناعه بالانضمام إلى المجلس الاستشارى العالمى "لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا"، والتى تقوم على نفس فلسفة المشروع الذى اقترحه زويل على حكومة نظيف لبناء صرح علمى عصرى مصرى، ..، كان "النجاح" الكبير لحكومتنا الموقرة هو أنها جعلت العالم المصرى والعربى الوحيد الحائز على جائزة نوبل فى العلوم يضع أصابعه العشرة فى الشق ويرفع راية الاستسلام ويتخلى عن حلم إنشاء مركز علمى حديث على ضفاف النيل.ولم يكن صعباً على الزميل مجدى مهنا أن يكتشف "إن جامعة الملك عبدالله هى الأقرب إلى فكرة الدكتور أحمد زويل بإنشاء مركز علمى، كالذى اقترح تنفيذه فى مصر" لكن "الذى حدث بعد ذلك عرفناه .. انها البيروقراطية المصرية، والغيرة من أن ينسب نجاح الفكرة إلى الدكتور زويل". واختتم مجدى مهنا رصد لهذه المفارقة المحزنة بقوله "أسعدنى أن يتبنى الملك عبدالله فكرة الدكتور زويل وأغضبنى أن تعارض مصر الفكرة".واختلافى البسيط مع صديقنا العزيز مجدى مهنا هو أن "مصر" لم تعارض الفكرة، وإنما التى عارضتها وأحبطتها هى حكومة قصيرة النظر وبيروقراطية طويلة اليد واللسان.وعلى عكس هذه الحيل والمكائد البيروقراطية المصرية السخيفة التى أغلقت أبواب الأمل أمام حلم إنشاء صرح علمى مصرى نجد سلوكاً سعودياً مناقضاً على طول الخط، نجح الزميل أحمد المسلمانى فى تجسيده لنا من خلال أداء صحفى محترم، حيث قام بالاتصال بالدكتور أحمد زويل وسأله عما جاء فى مقال مجدى مهنا وعن ظروف عضوية فى المجلس الاستشارى العالمى فى جامعة الملك عبدالله. فقال زويل لأحمد المسلمانى " زرانى وزير البترول السعودى المشرف على المشروع فى مكتبى فى الولايات المتحدة. وعرفت منه مدى استعداد المملكة لمشروع ضخم كهذا. وحين اجتمعنا نحن أعضاء المجلس الاستشارى العالمى – الذى يضم عشرة أعضاء من الشخصيات العلمية البارزة فى العالم من بينهم شخصية سعودية واحدة – وجدنا الجدية الكافية. وقررنا الاستقلالية الكاملة للمشروع، وهى الاستقلالية التى كنت أنادى بها فى مصر..".كيف تستطيع حكومة نظيف أن تبرر هذه الفضيحة، وهى فضيحة لا تقتصر على "تطفيش" أحد أفضل العقول المصرية، وحرمان وطنه من ثمار عبقريته التى هرع السعوديون لاستقطابها، ..، وإنما تمتد إلى مجالات أخرى كثيرة سبقتنا فيها العرب، بينها مثلا "مشروع دعم المعرفة والتعليم والترجمة فى العالم العربى" فى دبى الذى رصد له الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات 10 مليار دولار.هذه المبادرة التى انطلقت تحت عنوان "مؤتمر المعرفة الأول" تستهدف صهر جهود النخب العربية فى بوتقة مشتركة تساهم فى سد الفجوة المعرفية والرقمية بين العالم العربى وبقية دول العالم المتقدم، فى وقت بلغ عدد الأميين العرب ( فى الفئة العمرية 10 سنة فأكثر) نحو 71 مليون نسمة، أى ربع مقدار العرب تقريباً، والعهدة على احصاءات جامعة الدول العربية لعام 2006.وهذا يعنى أن بعض البلدان العربية الأخرى، التى لم يكن معروفا عنها ولعها بالعلم والتكنولوجيا، بدأت تتحرك، وتبنى صروحاً علمية كان الأولى ان تبادر مصر إلى إنشائها واحتضانها، ليس من باب العنصرية، وإنما بحكم طبائع الأشياء والسبق التاريخى المصرى فى العلوم والآداب والفنون، الذى أصبحنا – للأسف الشديد – نتحدث عنه بصيغة الفعل الماضى.ونحن يسعدنا أن نتقدم الدول العربية الشقيقة – كما يقول الزميل مجدى مهنا – لكن يحزننا أن نتأخر نحن، وأن نفقد الريادة المصرية فى معظم المجالات، المجال تلو الآخر، بما فى ذلك مجال العلم والبحث العلمى.ولا تقولوا لنا أن الدول الخليجية التى ترعى هذه المبادرات العلمية المهمة لديها فوائض مالية ضخمة تيتح لها القيام بذلك. لأن المسألة ليست مسألة "فلوس" فقط، فعندما يكون لدى دولة عالم كبير بوزن الدكتور أحمد زويل ومئات وآلاف العلماء والباحثين والفنيين فإن هذا يمثل ثروة تعادل مليارات الدولارات.ونحن نمتلك هذه الثروة البشرية التى لا تقدر بمال لكننا نهدرها بفضل التخبط الحكومى والبلادة البيروقراطية اللامسئولة. وخير دليل على ذلك ما فعلناه بالدكتور أحمد زويل.ولأن الطبيعة تكره الفراغ، فإنه بقدر ما نضيق على العلم والبحث العلمى والعلماء والباحثين، بقدر ما نمهد مزيداً من الأرض أمام مؤسسة الخرافة والجهل النشيط. وقد أصبحت منتجات هذه المؤسسة انطلاقية من أهم "صادراتنا" فى الوقت الراهن.وليست هذه الوصمة حكراً على مصر بطبيعة الحال، بل إنها تكاد أن تكون القاسم المشترك الأعظم بين بلدان العالمين العربى والإسلامى التى يتفشى فيها الجهل والأمية. الأمر الذى اعترف به أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامى تتراوح نسبة الفقر فيها بين 20 و 60 فى المائة، بينما تتفشى الأمية فى 36 دولة من دولها بنسبة تتراوح بين 20 و 81%.كما اعترف عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بأن "معدل الانفاق والاستثمار فى البحوث والتطوير فى العالم العربى محدود جدا، ويقترب من الصفر، فى نسبته إلى الناتج القومى، وهو ما ينعكس فى مستوى الانتاج الفكرى والعلمى المترجم إلى اللغة العربية ومنها، والذى أصبح من أقل المستويات فى العالم، بكل ما يعنيه ذلك من خلل فى المستوى العام للمعرفة لدى الأجيال المعاصرة والصاعدة"لذلك فإنه بقدر ما يسعدنا ظهور بؤرة علمية أو تكنولوجية فى هذا البلد العربى أو ذاك، بقدر ما يستفزنا ذلك ويثير حفيظتنا فى مصر، ويجعلنا نتساءل عن الأسباب التى جعلتنا ننحدر إلى هذا المستوى الذى لا يليق بتاريخ مصر أو سجلها الحضارى أو حتى امكانياتها البشرية والمادية الراهنة.والأهم .. هو أن تحديث مصر، وتقدمها، غير ممكن بدون إعادة الاعتبار إلى العلم والعلماء والبحث العلمى ومملكة العقل والتفكير النقدى.ومثال أحمد زويل هو نموذج صارخ لإهدارنا لـ "أصول" عظيمة نمتلكها لكننا نبددها، مثلما نبدد مليارات الجنيهات فى سراديب الفساد ودهاليز البيروقراطية ثم نشكو من ضيق ذات اليد والعجز من توفير التمويل ثم نشكو من ضيق ذات اليد والعجز عن توفير التمويل الملائم لمراكز البحث العلمى. أنظرواً مثلاً إلى المليارات التى أهدرناها فى مشروعات بدون جدوى اقتصادية مثل أبو طرطور والعديد من المشروعات التى أطلقنا عليها إسم المشروعات "العملاقة"، أومشروعات غير مدروسة مثل جراج ميدان رمسيس الذى قامت الحكومة ببنائه وأنفقت عليه الملايين ثم هدمته بيدها بعد أن أكتشف أنه متناقض مع مقتضيات التخطيط السليم، ناهيك عن هدر إمكانيات بالمليارات نتيجة للفساد والافتقار إلى الشفافية والمحاسبة الحازمة وغير الانتقائية.باختصار .. القضية ليست هى "الفلوس"، لأن المعرفة ذاتها أصبحت اليوم فى ظل ثورة المعلومات أكبر رأس مال. ولا يمكن أن نتقدم مصر إلا إذا نفضت غبار التخلف ؟؟ مجتمع المعلومات ثم مجتمع المعرفة. ولن يتحقق ذلك بدون قاعدة علمية وتكنولوجية وطنية عريضة تتطلب بدورها ثورة فى منظومة التعليم البالية المعادية للإبداع والمنافية لروح العصر واحتياجات المجتمع.ليس هذا فقط ... بل إنها هذه المنظومة التعليمية المتخلفة باهظة التكليف أيضاً لنها تستنزف مليارات من الميزانية التى تعانى من عجز مزمن سلفاً، فضلاً عن مليارات مماثلة يدفعها الأهالى مضطرين فى صورة دروس خصوصية من أجل تسهيل حصول آلاف مؤلفة من أبنائنا سنوياً على شهادات لاقيمة لها فى سوق العمل، فيكتفون بتعليقها على الجدران ويقفون فى طابور البطالة الطويل.هذه الحلقة الجهنمية.. لا يمكن أن تستمر ولم يعد المجتمع يستطيع أن يتحمل تبعاتها التى تعيد إنتاج الجهل والتخلف الطارد لأفضل العقول مثل أحمد زويل وغيره العشرات والمئات .. وربما الآلاف
الملك والسيف
أوجع قلبي وعقلي وضميري أن أري ملك السعودية يقدم لبابا الفاتيكان سيفا. فما كان أشد حاجتنا لأن نبعد أنفسنا عن السيوف ونبعد اسم الإسلام والمسلمين ورموزهما عن السيف كشكل وكفكرة وكدلالة.
لذلك فما أن أوجعت صورة ملك السعودية قلبي وعقلي وضميري وهو يهدي السيف لبابا الفاتيكان حتي أمسكت بقلم وكتبت الكلمة التي لم يلقها ملك السعودية وكان الجدير به أن يفعل لو كان مستشاروه يعرفون العقل الغربي وثقافة الغرب.
كلمة الملك التي كان ينبغي أن تلقي:قداسة البابا.. حضرات الكاردينالات.. باسم السعودية التي أشرف بتمثيلها وباسم الإسلام والمسلمين الذي أشرف بالانتماء لهم, ألقي عليكم تحية السلام.. علما بأن حروف كلمتي السلام والإسلام متطابقتان في اللغة العربية. باسمي وباسم من أمثل أدعوكم لكي نبدأ عصرا جديدا يقوم علي الاحترام المتبادل وعدم قيام أي منا بجرح مشاعر الطرف الآخر, ناهيك عن الاعتداء المادي والمعنوي عليه بشكل مباشر أو غير مباشر. إنني أدعوكم وأدعو الجانب الذي أمثله أن نتعاهد علي أن أصحاب كل دين وإن كان من حقهم دعوة الآخرين لدينهم فإن ذلك ينبغي ألا يتم بالعنف أو القسر أو الإجبار أو الإعنات أو السيف وإنما بالمنطق والحجة وتبيان مزايا الدين الذي ننتمي إليه. إنني من الآن أعلن أن الجهاد لا يعني إلا الدفاع عن النفس ومواجهة العدوان, ولكنه لا يعني أبدا الذهاب للآخرين بالقسوة والعنف والسيف لإدخالهم عنوة في ديننا. فما أتعس أي دين لا يستطيع الاستحواذ علي عقول وقلوب وإعجاب الناس إلا بالعنف والقسر وعمل السيوف. كذلك فإنني أدعو كل الأطراف للاهتمام بنوعية أتباع كل دين أكثر من الاهتمام بأعدادهم.. وإن لدينا في مسألة تحسين نوعية المؤمنين بديننا العظيم الكثير لنقوم به.إنني أدعوكم والجانب الذي أمثله لئلا يسخر أي منا من الآخر أو يسفه معتقداته أو يزعم أن كتبه المقدسة محرفة. إنني أدعوكم والجانب الذي أمثله لعهد جديد من حرية الاعتقاد وحرية العبادة وحرية إنشاء دور العبادة في أي مكان وفي أي مكان وفي أي زمان. وإذا كان نبي الإسلام قد رحب بأن يصلي مسيحيو نجران بمسجده الذي هو اليوم المسجد النبوي بالمدينة المنورة, فإنني أعلن أمامكم أننا سنبدأ عهدا جديدا في التعامل مع غير المسلمين بصفتهم إخواننا في الإنسانية, وسأدعو كل المسلمين في العالم لأن يعرفوا أن مصطلحات مثل دار الحرب ودار السلام وأهل الذمة كانت متصلة بظروف تاريخية في أزمنة قديمة وأننا نهدف اليوم لعالم لا ينقسم إلي دار حرب ودار سلام وأن مساجدنا مفتوحة للترحيب بالجميع وأن ديننا متين لا يحبس أحدا في دائرة الاعتقاد به قسرا وعنوة.إنني يا صاحب القداسة اخترت لك هديتين رمزيتين أحدهما نخلة ذهبية رمز تاريخنا وبيئتنا ومخطوط قديم للإنجيل يعود لقرون طويلة بعيدة خلت. وقد رفضت اقتراحا بأن أهديكم سيفا, فلا السيف من رموزكم التاريخية ولا هو مما نحب أن يكون مسلطا فوق علاقتنا المستقبلية.إن بلادي ستعمل جاهدة في المستقبل علي أن تكون إقامة غير المسلمين بها متسمة بكل معاني كرم الضيافة ورحابة الصدر والتسامح بما في ذلك حقهم في الصلاة وعبادة الله في كنائس أو معابد حسب دينهم وطائفتهم. إن ارتفاع منارات الكنائس أو قباب المعابد فوق أرض بلادي لن يجرح شعورنا كما أن ارتفاع مآذن المساجد في أوربا وأمريكا وكندا وأستراليا لم يجرح مشاعر غير المسلمين بتلك البلاد.كذلك أعدكم بأن ندرس في وقت قصير عدم تطبيق قوانينا المستمدة من ديننا علي أناس لا يؤمنون بهذا الدين. لنبدأ معا عهدا جديدا من قبول الآخر والتسامح ونسبية الاعتقاد, أي ألا يتصرف أي إنسان علي وجه الأرض علي أساس أن دينه هو الصواب المطلق وأن أديان الآخرين هي الخطأ المطلق, ولنترك لله الحكم علي أمور ليس بوسعنا وليس من مهامنا الانشغال بها. إنني أدعوكم وكل الذين أمثلهم لعهد جديد من التسامح وقبول الآخر والاحترام المتبادل وعدم افتراض خطأ الآخر وترك ما لله لله.كما أنني أغتنم فرصة هذا اللقاء للدعوة لتكوين لجنة من أفاضل علماء الأديان السماوية والعقائد الأخري لمراجعة كافة برامج ومقررات ومناهج التعليم في شتي بقاع العالم لتحقيق الأهداف التالية:* لتنقية هذه البرامج التعليمية من أية مادة تسئ لعقائد الآخرين.* لتنقية هذه البرامج التعليمية من أية مادة تبذر بذور الشوفينية الدينية والشعور بالتعالي علي الآخرين.* لتنقية هذه البرامج التعليمية من أية مادة تقزم التسامح وقبول الآخر وتستأصل الإعجاب بالتعددية والاختلاف كأهم معالم الحياة الإنسانية وأسباب ثرائها وجمالها.واسمح لي يا قداسة البابا - الآن - أن أهديك النخلة الذهبية ومخطوطة كتاب العهد الجديد التي تعود لزمن انتشار المسيحية في منطقة نجران, وهي اليوم واحدة من محافظات أو ولايات المملكة العربية السعودية.
انتهي خطاب الملك الذي لم يلقه وكان من الجدير به في اعتقادي أن يلقيه
بقلم: طارق حجي 26/11/2007
نقلا عن جريدة وطني
Sunday, November 25, 2007
نجيب ساويرس.. أرجوك لا تخذلنا
صانع الرؤساء
شكل البطريرك صفير خلال 21 سنة أمضاها حتى الآن في سدة أعلى مقام للطائفة المارونية في المشرق، حالة مميزة. ورغم ان العديد من القوى الدولية والاقليمية والمحلية سمحت لنفسها بتجاوزه، الا ان الجميع كانوا يتهيبون فعل ذلك لما لموقع البطريرك من اهمية عند المسيحيين اللبنانيين الذين ينقسمون في الولاء السياسي ويتوحدون في الولاء الديني. فموقف البطريرك من قضية النصاب لا يزال العائق الأكبر امام فريق الاكثرية البرلمانية للاتيان برئيس للجمهورية بنصاب النصف زائدا واحدا. ويشير مطر الى ان موقف البطريرك من نصاب الثلثين «موقف سياسي لا دستوري. وانه اتخذه لمصلحة لبنان ولمنع الاقتتال فيه». ويقول ان كون بكركي «محجة للسياسيين» ليس امرا جديدا فهي كانت كذلك منذ القدم، لكن الجديد هو الاعلام الذي يسلط الضوء عليها الآن. مشيرا الى ان والد جد الرئيس السوري سليمان الأسد «كان من الذين زاروا بكركي للمطالبة بدعم استقلال سورية عن الانتداب الفرنسي. فالبطريرك كان يعامل منذ ايام السلاطين العثمانيين معاملة رئيس الجمهورية عند استقباله». ويصف مطر البطريرك صفير بأنه «رجل الزهد والتجرد» ويقول:«انه متواضع وكبير ولين وصلب في آن واحد... ورغم انه بطريرك الموارنة فإنه قريب من كل الطوائف»، مشيرا الى ان البطريرك «بكى خلال مشاهدته صور مجزرة قانا خلال عملية عناقيد الغضب الاسرائيلية على لبنان عام 1996». ويعلق مطر على تلك الحادثة التي كان شاهدا عليها:« لقد جعلني اشعر انه ليس رجلا لجماعته فحسب، فلبنان بالنسبة اليه هو بكل ابنائه. وهو يعتبر انه مؤتمن على حسن العيش الإسلامي ـ المسيحي. وقد تصدى مع البابا (الراحل يوحنا بولس الثاني) عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) لكل من يقول ان الإسلام والإرهاب صنوان». في المقابل يقول بعض السياسيين ان البطريرك «لا يمتلك بنية مساعدة حوله، فقلائل ممن هم في محيطه يفكرون مثله، وهو لا يستطيع ان يتحرر كليا من هذا الجو». كما يأخذون عليه قبوله بتجمع طائفي مثل «لقاء قرنة شهوان» الذي ترأسه المطران بشارة الراعي بأمر منه. ويعتبر هؤلاء ان هذا الموقف اضعف صدقية بكركي، حتى في الجانب المسيحي.
صفير يطفئ في مايو(ايار) المقبل شمعته الـ88، ولد قبل نشوء دولة لبنان ذكرا وحيدا مقابل خمس شقيقات، واختار حياة الرهبنة رغم الضغوط الهائلة التي مارستها العائلة على وحيدها الذي كانت تريد منه ان يكمل ذريتها. يقدم البطريرك صفير نفسه كالآتي: «ولدت في ريفون (قضاء كسروان) في الخامس عشر من نوار (مايو) 1920 ونشأت في بيت تقي، والدي ووالدتي كانا يصليان دائماً. كان يتهيأ لي دائما ان هذه هي دعوتي في الحياة وانه ليس بمقدوري القيام بأي أمر آخر. كنت اشعر في كل الأوقات بأن كل الطرق مسدودة أمامي وطريق الكهنوت مفتوحة، لم اشعر يوما أنني مدعو لان أكون طبيباً أو محامياً. كان عندي ميل دائم الى الكهنوت، والكهنة الذين صادفتهم في خلال مسيرتي كانوا يشجعونني على المضي. طبعاً اهلي لم يشجعوني لأنني كنت الابن الوحيد بل كانوا يتمنون ألا أصبح كاهنا ووضعوا لي الكثير من العراقيل وحاولوا مرارا ترغيبي بالحياة العادية، وكانوا يلحون علي لكي أتزوج وان يكون لي نسل لتأمين استمرار اسم العائلة».
ويروي أستاذ صفير، الخوري انطون الحداد، لقاءه الأول بنصر الله صفير، أو نصري كما كان يناديه، «أذكر جيداً كم كان الصندوق الخشبي الذي يحمله وراء ظهره كبيرا وكيف كان يتمايل به. فلم تكن الحقائب متوافرة ايامها. منذ نحو سبعين عاماً أعرفه ويمكنني القول انه لم يتغير كثيراً، خصوصا في النواحي الأساسية من شخصيته ومن طلعته. لا يزال رصيناً ومحباً للنكتة في آن واحد، لا تزال ضحكته الكبيرة التي تميز بها كما هي ولم يطرأ عليها اي تغيير باستثناء بعض التجاعيد في وجهه. فلولا هذه التجاعيد ولحيته البيضاء، لكان يمكن القول انه حتى في الشكل لم يتغير. كان نصري جدياً ومولعاً بالمعرفة والثقافة وكان غالباً ما ينال ثقة وتقدير الرؤساء والمربين. ومع انه لم يكن «هيناً»، اذ كان يحب المزاح والضروب ولكن مشاركته كانت تقتصر على التخطيط دون التنفيذ ولم يكن يدين ألعابنا. محافظ جدا كان ولا يزال».
يصف الكاتب انطوان سعد الذي اعطاه البطريرك صفير حظوة وضع كتاب عنه، البطريرك بأنه «شخصية متحفظة، حذرة، غير قابلة للاختراق إلا بمقدار ما يسمح هو به. قلّة تعرفه بالعمق على رغم ادعاء كثيرين معرفته». ويرى ان خطأ السياسيين اللبنانيين وغير اللبنانيين الدائم كان ـ ولا يزال ـ ظنهم انه بإمكانهم حمله على تبني وجهات نظرهم ومواقفهم. لم يفهموا إلا متأخرين أنه يأخذ وقته ليقتنع، ولكن متى اقتنع بأمر فليس من السهولة، وبعض الأحيان ليس من الممكن، اقناعه بعكسه». ويقول انه «يخشى ان يخدع، وتجربته كأمين سر للبطريركية ثم كنائب بطريركي عام لمدة ربع قرن علمته حجم الاكاذيب التي يمكن ان يلجأ اليها البعض من اجل تحقيق مآرب شخصية والوصول الى مناصب سياسية».
البداية العملية كانت في العام 1956 وكان بعض السياسيين لفت نظر البطريرك بطرس بولس المعوشي الى حاجته الى كاهن شاب مثقف يتولى امانة سر البطريركية التي يؤمها زوار اجانب ومحليون. فقام المعوشي باستدعائه وبتعيينه امينا للسر. عرف المطران صفير كيف يتعامل مع البطريرك المعوشي القوي الشخصية والصعب المزاج، وكان يتقبل منه ملاحظاته وإن بلغت حد منعه من المشاركة في أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني، الحدث التاريخي الابرز في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في القرن العشرين رغم تلقيه دعوة من الكرسي الرسولي.
لكن المعوشي، كان يقدّر كثيراً صفات نائبه العام صفير الذي لم يستغل بتاتاً موقعه في بكركي لنفسه أو لأقاربه أو لأصدقائه وبقي يمدحه حتى أيامه الأخيرة قائلا: «لم يطلب مني أمرا واحدا خلال السنوات العشرين التي قضاها معي. لم يطلب حتى فنجان فهوة». هذه الصفة ستلازم البطريرك صفير حتى بعد توليه رئاسة الكنيسة المارونية. لم يطلب يوما من اي مسؤول رسمي خدمة أو وساطة، لا بل رفض في العديد من المرات أن يزكي اشخاصاً لتولي حقائب وزارية. فالرئيس رفيق الحريري عرض عليه مراراً تسمية وزيرين مارونيين في الحكومات التي شكلها، غير ان رفض البطريرك صفير كان دوما قاطعاً».
أتى صفير الى كرسي البطريركية فجأة، فهو لم يكن من بين المرشحين المعروفين، وكتب له ان يكون الخيار الثالث وسط صراع معلن بين الفاتيكان والقوى المسيحية اللبنانية. حاول كل من الطرفين المجيء ببطريرك يناسب طموحاتهم وفشلا... فانفتحت الدرب أمامه ليصبح البطريرك السادس والسبعين للموارنة.
يقول انطوان سعد في كتابه عن البطريرك ان الاستراتيجية الفاتيكانية في منتصف الثمانينات لاحياء الحضور المسيحي في لبنان ولإحداث التغيير الجذري المنشود، كانت مشروعا متكاملا يستند الى سبعة مرتكزات يشكل انتخاب بطريرك ماروني جديد صلبها، وأساس هذا المشروع «إحداث تغيير على مستوى البطريرك الماروني يأتي بمن يكون مقبولاً اسلامياً ومتعاوناً في الوقت نفسه مع الفاتيكان لتنفيذ مشروعه ومتحرراً من تأثير «الجبهة اللبنانية» و«القوات اللبنانية». كما أن الخطة الفاتيكانية طمحت الى تغيير مماثل في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك والإتيان ببطريرك جديد يكون أكثر استعداداً للتنسيق مع البطريرك الماروني العتيد». كان الفاتيكان يأمل في انتخاب المطران ابراهيم الحلو بطريركاً، أما «القوات اللبنانية، ومن ورائها «الجبهة اللبنانية« فقد كان استحقاق الانتخابات البطريركية بالنسبة اليها حيوياً أيضاً. إذ لطالما اعتبر أركان الجبهة ان مواقف البكريركية المارونية «تراوحت بين التخلي عن القضية اللبنانية واللامبالاة، وانه لو كانت البطريركية ملتزمة اكثر بالمسألة اللبنانية لكان الموقف المسيحي أكثر تأثيرا على الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية». وقد شرح نائب قائد «القوات اللبنانية» آنذاك كريم بقرادوني هذا الموقف بالقول: «كنا نريد بطريركاً قوياً، وبدا لنا ان المطران يوسف الخوري هو الأفضل».
بدأت العملية الانتخابية وكرّت سبحة دورات الاقتراع ولم يستطع احد من المرشحين في الدورات الخمس الأولى الحصول على ثلثي المجمع الماروني الذي يضم تسعة عشر أسقفا من بينهم البطريرك المستقيل انطونيوس بطرس خريش. فتقاسم المرشحان المطرانان الحلو والخوري الأصوات. كان الأساقفة يعرفون انه في حال عدم تمكن المجمع الماروني من انتخاب بطريرك، يحق عندها للفاتيكان التدخل، وتعيين من يراه مناسبا على الكرسي الأنطاكي. وكان اختيار روما معروفا ولا يحظى بإعجاب العدد الكافي من اعضاء مجلس الأساقفة الموارنة. برز اتجاه بين المطارنة ينادي بضرورة التوصل الى تسوية تبعد احتمال التعيين. فبادر راعي أبرشية صربا، المطران ميخائيل ضوميط، الى طرح النائب البطريركي نصر الله صفير، تلميذه اثناء مرحلة الدراسة اللاهوتية في جامعة القديس يوسف، مرشحا توافقيا. فحظي اقتراحه بموافقة معظم اعضاء مجلس الأساقفة.
يقول صفير الذي نُقل عن البطريرك المعوشي وصفه إياه بأنه «أفضل رجل ثان»: «لم اطلب من احد ان ينتخبني، فقناعتي كانت ولا تزال ان طالب الولاية لا يولّى. سألني يومها بعض الأساقفة أن أرشح نفسي فأجبتهم بأنني غير مرشح ولكنني اقبل بتحمل المسؤولية في حال انتخبت».
بين البطريرك المعوشي الذي كان مفرطاً في التدخل في الشؤون السياسية والوطنية، وبين البطريرك خريش المحجم عنها في شكل شبه كلي، كان اختيار صفير ان يحاول «تدوير الزوايا وايجاد الحل الوسط». وحاول البطريرك صفير الاستفادة من تجارب البطريركين اللذين سبقاه على الكرسي الأنطاكي. فسعى الى الإقلال من التدخل في الشؤون الوطنية من غير التخلف عن القيام بالواجب البطريركي عند كل استحقاق يفترض التدخل».
وقد أثار انتخاب البطريرك صفير ترحيبا عارما في مختلف الاوساط السياسية والحزبية والدينية في لبنان، الاسلامية والمسيحية، باستثناء قيادة «القوات اللبنانية» وبعض أعضاء «الجبهة اللبنانية» الذين شعروا بنوع من الاحباط من جراء انتخاب البطريرك صفير. فكان قائد القوات اللبنانية ونائبه السياسيين الوحيدين الغائبين من المنطقة الشرقية (المسيحية) عن تهنئة البطريرك صفير بانتخابه، وعن المشاركة في احتفال تنصيبه. ولم يزورا بكركي الا بعد خمسة اشهر على انتخابه، بعد سجال عنيف بين بكركي و«القوات اللبنانية»، في محاولة للوصول الى نوع من الهدنة وتجنب استمرار صدور البيانات والبيانات المضادة. ومع هذا لقّب بعض السياسيين والمسؤولين البطريرك بـ«أبو سمير» لتبنيه قضية قائد القوات «سمير جعجع الذي ظلم لمحاكمته انتقائيا وحده دون بقية المرتكبين» كما قال مطر.
في عام 1988 كان لبنان على موعد مع ازمة جديدة. ولاية الرئيس أمين الجميل شارفت نهايتها، والانقسام السياسي على أشده بما يهدد حصول انتخابات رئاسية طبيعية. وقد خرج الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران حينها بفكرة وضع البطريركية المارونية لائحة أسماء للمرشحين المقبولين منها فتعرض على القيادات الإسلامية، وتحديدا على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء سليم الحص فيضيف اليها النواب المسلمون أسماء وتتم غربلتها الى لائحة تقدم للأميركيين ومنهم الى السوريين للوصول الى رئيس يرضي الجميع. لكن جاء من يهمس في أذن البطريرك بإمكان تخطي الجانب الإسلامي، فكان ان جمع البطريرك النواب المسيحيين وأجرى «انتخابا ابيض» انتهى الى لائحة من خمسة أشخاص رفعت الى الأميركيين والسوريين، فخلصا معا الى سادس لم يرد في اللائحة... أو الفوضى كما حذر آنذاك مساعد وزير الخارجية الأميركي، ريتشارد مورفي، لكن القيادات المسيحية اختارت يومها الفوضى على «فرض» رئيس لا يحظى بقبولها.
يأخذ رئيس مجلس النواب السابق، حسيني الحسيني، على البطريرك انه اخذ بـ«النصيحة السيئة»، فقال للمطران خليل أبي نادر الذي زاره موفدا من صفير: «ابلغه ان المسلمين في لبنان لم يعودوا جالية مصرية او سورية. انهم لبنانيون ويريدون ان ينتخبوا رئيسهم مثل كل اللبنانيين». وقد كرر الحسيني كلامه هذا في حديث شهير أدلى به الى «الشرق الأوسط» مباشرة بعد لقائه أبي نادر.
لم تقطع هذه الواقعة الصلات بين الحسيني وصفير، فالبطريرك كما يقول الحسيني «شخص عاقل ومؤمن بوحدة لبنان وعيش اللبنانيين المشترك والثروة الحضارية القائمة على التنوع في الانتماء الطائفي والمذهبي». وردا على سؤال عن كيفية «تلخيصه» البطريرك قال الحسيني:«ماروني محب جدا لطائفته، لكنه لا يرى طائفته خارج الطوائف الأخرى ولا يراها خارج لبنان. الكلام الصريح معه هو الكلام المفيد، المجاملات والكلام المنمق ليست في محلها معه». ويشير الحسيني الى ان صفير «اكتسب نتيجة معايشته بكركي مع البطاركة الثلاثة عريضة والمعوشي وخريش وصولا اليه، اطلاعا واسعا على مجريات الامور في بكركي ولديه شبكة علاقات جيدة جدا مبنية على الثقة مع شخصيات متنوعة الانتماء من طوائف اخرى».
وبعد وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الحكومة العسكرية عام 1988 تعرض البطريرك لحملة من انصار عون لأنه لم يتخذ موقفاً واضحاً من شرعية حكومته، وكتب النائب الراحل جبران تويني وكان حينها رئيس تحرير مجلة «النهار العربي والدولي»: «من غير المسموح ان لا تتوحد كلمتنا حول العماد عون وحيال شرعية الحكومة العونية، وليسمح لنا غبطة البطريرك صفير ان نسأله عن حقيقة تردده حيال حكومة الجنرال عون(...). ونسأل المترددين عندنا عن رأيهم في موقف مفتي الجمهورية المنحاز الى الحص وجماعته معتبرا انهم الشرعية».
كانت العلاقة بين بكركي وقيادة الجيش في ظل عون بدأت بالتراجع قبيل الفراغ الدستوري، ولم يفاجأ فريق عمل الجنرال بموقف البطريرك مع الفراغ الدستوري ومن تنازع الشرعية بين الحكومتين، لكنه لم يتغاض عنه واعتبره خطأً جسيماً. وفي هذا الاطار قال رئيس مكتب التنسيق المركزي المؤيد لعون، روجيه عزّام: «ان سوء التفاهم الأول بين البطريرك صفير والجنرال عون كان سببه عدم اعترافه بشرعية حكومة عون ووضعها في المرتبة نفسها مع حكومة الحص. وكان الاعتقاد السائد لدينا بأن الاميركيين هم من دفعوه نحو هذا الخيار».
وتابعت العلاقة طريقها الانحداري مع عون بعد «حرب التحرير» التي اعلنها ضد الوجود السوري فاطلق صفير «حركة سياسية تشجع على اطلاق الحوار مع الشطر الغربي من العاصمة يؤدي الى انهاء الوضع الشاذ والاتفاق على آلية تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية يخرج البلاد من الفوضى التي انزلقت اليها». وتعرض النواب الثلاثة والعشرون الذين حضروا اللقاء لتهديدات واستهدفت مكاتب بعضهم الآخر بالحجارة او بالحرق. فيما توجهت تظاهرة من مؤيدي عون الى الصرح البطريركي تدعو النواب الى «خرق جدار الصمت والإعلان ان سورية تقوم بحرب ابادة ضد لبنان». أما بعد اقرار الطائف فقد اقتحم متظاهرون مقر البطريركية واندفع بعضهم الى صورة البطريرك الماروني المعلقة فوق الجدار وعلى باقي الجدران وعلقوا صور عون عليها وعلى الكرسي البطريركي. وطلب المتظاهرون ان يخرج البطريرك صفير لمقابلة الجماهير التي ملأت الساحة الداخلية فذهب البطريرك معهم وقد احاط به بعض منهم مع الدرك ثم طلبوا منه القاء كلمة فيهم تأييداً للعماد عون. ثم طلب احد المتظاهرين من البطريرك ان يقبّل صورة عون المرفوعة فوق رأسه وتبعه كثيرون يقولون: «بوس الصورة، بوس الصورة». فرفض البطريرك ذلك. فما كان من المتظاهرين الا ان حملوه ورقصوه على ايديهم ووضعوا صورة الجنرال على وجهه. بعد الحادثة بأعوام ، عاد احد الشبان الذين هاجموا البطريرك لزيارته وهمس في أذنه بأنه كان في التظاهرة وبأنه شديد الأسف لما حصل. فأجابه «أنا نسيت الحادثة، هل ما زلت تذكرها؟ وابتسم وأكمل حديثه مع الناس المحيطين به».
غادر صفير بكركي وأمضى ثمانية عشر يوماً في الديمان ولم يعد الى بكركي الا بعد زيارة قام بها عون الى هناك واتصال هاتفي أجراه معه. ومع هذا قام صفير بعد عودته الى بكركي بيومين بإيفاد نائبه العام المطران رولان أبو جودة لتهنئة الرئيس الياس الهراوي بانتخابه. كما تمسك بموقفه من موضوع الوفاق الوطني وضرورة تسليم السلطة الى الرئيس الجديد. ومواقف البطريرك صفير من التدخل السوري في لبنان كانت حاسمة، ولهذا رفض زيارة سورية رغم كل المساعي التي بذلت، وهو وصف فترة السلام السوري بـ«الزمن الرديء الذي لا إمكانية للخروج منه إلا باجتماع اللبنانيين حول الثوابت الوطنية الأساسية وفي مقدمها السيادة والاستقلال والقرار الحر والعيش المشترك القائم على قواعد الاحترام والمحبة وشد الأواصر والتضامن». عن علاقة البطريرك مع سورية يقول المطران مطر: « لم يكنّ يوما العداء لسورية أو أراد بها الشر». ويضيف:« لقد تقلب الناس بين الولاء لسورية والعداء معها، لكن البطريرك وحده لم يتغير». أما عن نظرته الى العالم العربي فهو يرى ان المسيحيين فيه «موضوع قيمة مضافة للجميع وهو يكن محبة لهذا العالم ويريد له ان يتقدم ويتطور». وعندما وصل الرئيس رفيق الحريري الى السلطة سعى البطريرك صفير لمساعدة رئيس الحكومة الجديدة ودعمه لتحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون من نهوض للبنان في شتى الميادين. وظن ان مؤهلاته الشخصية وقدراته السياسية والمالية العالية وعلاقاته العربية والدولية تخوله لعب دور كبير في انقاذ لبنان من الهيمنة السورية عليه، او التخفيف منها. فقد كان البطريرك يرى في الحريري «الشخص المناسب الذي يحظى بالحصانة العربية والإسلامية الكافية لبدء عملية اعادة التقارب بين المسيحيين والمسلمين وتحقيق المصالحة الحقيقية بينهم، تمهيداً لنزع الذريعة التي تبرر استمرار وجود القوات السورية في لبنان». وقد كوّن البطريرك صفير هذه الفكرة عن قدرات الحريري ونياته بعد لقاءات عديدة عقدها معه في روما وباريس وبون، وعززتها في ما بعد لقاءاته معه في لبنان خلال السنتين الأوليين لحكومته.
ويعتبر البطريرك صفير من أهم الناطقين بالعربية لغة وكتابة في لبنان والمنطقة. ويفخر بأن أحد أجداده كان يكتب لقائد ثورة الفلاحين، طانيوس شاهين، خطاباته ومراسلاته سنة 1856. وإتقانه اللغتين العربية والفرنسية، هو ما فتح له أبواب العمل في بكركي سنة 1956. فالشاعر سعيد عقل يروي أنه يوم اطلع في تلك الفترة على التصحيح الذي أجراه الخوري نصر الله صفير لكتاب أعدّه راهب ماروني يسوعي دمشقي من آل الياس، فأُعجب بأسلوبه إلى حد دفعه إلى تزكية الخوري الشاب لدى البطريرك المعوشي. ورغم أن العديد من القيادات الإسلامية السياسية والدينية تقول ان سلاسة لغته ساهمت كثيراً في عبور أفكاره إليهم، فإن البطريرك نادرا ما يلجأ الى الكلام الواضح، والكثير من اللبنانيين يأخذون عليه عدم اتخاذه مواقف حاسمة، فكلما ألقى البطريرك عظة أو اتخذ موقفا سارع الجميع الى تأويل كلامه وفقا لما يناسب موقفهم السياسي. لكن هذه الصفة ينفيها المطران بولس مطر، معتبرا ان «البطريرك ليس رجلا سياسيا، بل هو رجل وطني لديه من الحكمة ما يجعله يرى تغير الأمور وتقلبات الناس. فهو يزن الأمور، وعندما يتخذ موقفا يبقى عليه لأنه عنيد مع الحق».
ورغم تجاوزه عامه الـ87 فان المقربين من البطريرك يصفونه بأنه «يقظ وواع ويعمل كأنه ابن 50 سنة»، كما ان البطريرك رياضي وهوايته المفضلة المشي في الأحراج. وهو زاهد في طعامه. ويروي الكاتب أنطوان سعد يوما نموذجيا في حياة البطريرك صفير الذي يستيقظ الخامسة إلا ربعا فجرا ، ثم يؤدي صلاة الصباح والقداس في كنيسة صغيرة مقابلة لجناحه الملاصق لقاعة الاستقبال الكبرى حيث يستقبل يومياً زواره. ثم يتناول طعام الفطور.
في الثامنة صباحا ينصرف البطريرك الى أعمال روتينية إدارية، كالاطلاع على البريد والعناوين العريضة للصحف. بعدها يبدأ استقبالاته في القاعة الكبرى بين التاسعة صباحا والثانية عشرة والنصف بعد الظهر. في الواحدة ينتقل البطريرك الى الغداء ثم صلاة شكر وجيزة، فبعض المشي. ليخلد الى الراحة حتى الثالثة والنصف فينال استراحة على كرسي مريح مع قراءة الصحف كاملة وبعض الأعمال الإدارية. يعود «سيد بكركي» الى نشاطه في الرابعة والنصف فيرأس اجتماعات إدارية مع الأساقفة ومع بعض السياسيين الذين يودون زيارة بكركي بعيداً عن الأضواء الإعلامية، علما أن مديرية المخابرات في الجيش تطلع على أسماء الزوار بواسطة الوحدة العسكرية المولجة حماية الصرح. في السادسة والنصف يؤدي صفير صلاة المساء، ثم يتناول طعام العشاء، يليه نحو نصف ساعة من المشي بين قناطر الصرح البطريركي الداخلية. وفي أمسيات الشتاء، يستعيض سيد بكركي عن المشي ببعض التمارين على السجادة الكهربائية. وعند الثامنة يشاهد البطريرك نشرة الأخبار، يعود بعدها إلى جناحه للمطالعة وإعداد العظات والتقارير، ويخلد إلى النوم قرابة منتصف الليل
images of Egypt
http://www.flickr.com/photos/14351154@N02/
wnderful rare collection of the Egyptian royal family images
in this link , you can find wonderful extremely rare collection of images of the Egyptian royal family . including King Farouk , Queen Farida , their children , queen Nazly , queen Nariman and other members of the Egyptian royal family with comments on the hoistorical episode of every pic
مجموعة رائعة و نادرة جدا من الصور للعائلة المصرية المالكة سابقا تضم صور للملك فاروق و الملكة فريدة و أولادهما و الملكة نازلى و الملكة ناريمان
http://www.flickr.com/photos/96884693@N00/sets/72157594509458654/
thanks to kodak agfa for her amazing effort and enriched comments . thanks for sharing this treasure with us
Friday, November 23, 2007
صناعة الارهاب فى تاريخ الاخوان المسلمين
تعتبر جماعة الإخوان المسلمين من أكثر الجماعات التي مارست وما زالت تمارس الإرهاب بكافة أشكاله، وهي وان حاولت أن تظهر نفسها بالوسطية، الا أنها سرعان ما تفتضح؛ لأن هدفهم النهائي هو الوصول إلى السلطة، سواء تم ذلك بالرشوة والمحسوبية أو بالإرهاب والقتل المنظم، عن طريق أجهزتهم السرية التي تعمل بتوجيه من مدينة اخن في المانيا، حيث القيادة العليا للإخوان المسلمين وأجهزتها الإرهابية.
فـ »الأخوان المسلمون« يستخدمون جميع وسائلهم لخداع الناس وتضليلهم بحقيقة أهدافهم، لذلك فهم دائماَ يسعون للسيطرة على وزارت الإعلام في معظم الأقطار العربية، حيث يظهر واضحاً الآن وفي أكثر من قطر عربي هذا التطبيل والتأييد الذي يمارسه الأخوان في دعم تنظيم القاعدة الارهابي، وتبرير جميع عملياته الإرهابية في قتل الأبرياء، مستفيدين من وجود عناصرهم في عدد من المواقع الهامة في وسائل الإعلام الرسمي العربي.وقد كانت هذه الجماعة مند تأسيسها حتى اليوم، وهي تمارس الكذب المنظم على الناس بهدف خداعهم، لذلك كانوا دائماً يروجون لأنفسهم بأنهم تعرضوا للظلم، بينما الحقيقة أن شعوباً عديدة كانوا من ضحايا الإرهاب الاخواني، والجميع يعلم أن هذا التنظيم مند نشأته كان يحارب حركات التحرر العربية. وحتى اليوم فهذه الجماعة قد حاربت ثورة ٣٢ يوليو ٢٥٩١ وثورة الثامن من آذار في سوريا. فالزعيم جمال عبدالناصر سمح لهذه الجماعة بان تمارس العمل العلني، وكانت لهم مكاتب علنية مفتوحة في القاهرة، وحتى عندما حل عبدالناصرالأحزاب، تم استثناء هذه الجماعة التي لم تخف طمعها بالسلطة، فكانت محاولة محمود عبداللطيف عضو الجهاز السري للإخوان لاغتيال الزعيم جمال عبدالناصر يوم ٦٢ أكتوبر ٤٥٩١ في ميدان المنشية بالاسكندرية، كما كانت ضد الوحدة بين مصر وسوريا، بل هي من أكبر الداعمين لحركة الانفصال وتفكيك الوحدة. لذلك فهذه الجماعة تعمل ضد وحدة الأمة العربية، وما تفعله حماس ضد فتح وكتائب شهداء الأقصى وباقي الفصائل الفلسطينية، دليل على منهج الأخوان المسلمين في الوصول للسلطة بأي ثمن، ثم المحافظة عليها بأي ثمن، ولو كان على جثث المواطنين.فـ »الأخوان المسلمون« هم أساس الإرهاب في العالم العربي، وقد كان أصدق من وصف هذه الجماعة هو وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز »الاخوان أساس البلاء والتطرف والإرهاب«، فالمتتبع لتاريخ الإخوان المسلمين يعرف مدى ارتباط الإرهاب بنشأتهم، فهم دائما كانوا يبررون الأعمال الإرهابية باسم الإسلام والاسلام منهم براء. ويمكن النظر إلى كتب الإخوان أنفسهم التي تتضمن اعترافات القيام بالأعمال الإرهابية، ككتاب »احمد عادل كمال - نقاط فوق الحروف«، وكتاب »محمود الصباغ - حقيقة التنظيم الخاص« وغيرها الكثير. وهذه الكتب تجمع على مسؤولية الأخوان المسلمين، تحكي عن جرائم العنف التي قاموا بها منذ نشأتهم، مثل قتل النقراشي باشا، ومحاولة قتل النحاس باشا، ومحاولة الانقلاب في اليمن، وسرقة بنك مصر في مصر الجديدة، وقتل الخازندار، وقتل أعضاء حزب مصر الفتاة، وتفجيرات العباسية، ونسف قطار الإسماعيلية، فهذه الاعترافات توضح الكذب الكثير الذي ينشر هذه الأيام في إعلام الأخوان المسلمين.لا يوجد في تاريخ الأخوان المسلمين شيء من الوسطية التي تدعيها، بل هي حركة نفعية تسعى للوصول للسلطة، ولذلك فهم دائماً على خلاف مع القوى المعارضة في العالم العربي، وحتى إذا توافقوا معها؛ سرعان ما ينفضّ الاتفاق عن طريق صفقة تعطى لهمه تعزز مواقعهم داخل وزارات معينة، أو مناصب حكومية. فهم لم يكونوا يوماً جزءا من حركة التحرر الوطني. واتصالاتهم بالانجليز بمصر خلال فترة الاحتلال ونضال الشعب المصري للاستقلال موثقة، وتم نشرها من قبل السفارة البريطانية، بعد أن حاول الاخوان أن ينكروا ذلك لفترات طويلة.إن ما نأمله أن لا تنخدع القوى السياسية في الوطن العربي ببرغماتية الأخوان المسلمين فهم جزء من التحريض على العنف وتبريره، وهم لا يتفقون مع المعارضة الا لمصالحهم الخاصة، ولمغازلة الأنظمة الحاكمة وابتزازها، لذلك فان رفض هذا المنهج الاخواني في صناعة الإرهاب هو ضرورة لحماية المجتمع، وعلى الأجهزة الرسمية والأمنية العربية تخليص المؤسسات الرسمية من سيطرتهم، إذا كانت هذه الأجهزة حريصة على مكافحة الفساد، ووقف الدعاية والتجنيد للإرهاب والعنف
الحوار المتمدن - العدد: 2109 - 2007 / 11 / 24
Tuesday, November 20, 2007
انتي دينك ايه؟
المدونون ينافسون مهرجان القاهرة السينمائي
إذ يعتزم هؤلاء اقامة مهرجان خاص بهم على الهامش يعرضون فيه مقاطع فيديو لممارسات التعذيب التي تقوم بها اجهزة الامن المصرية.
ومع اقتراب مهرجان القاهرة، المقرر عقده في ديسمبر/ كانون الاول، يخطط هؤلاء المدونون لعرض افلامهم على الانترنت.
ويعتزمون ايضا تخصيص جوائز ساخرة من قبيل "السوط الذهبي" التي ستخصص، حسب قولهم، لابشع الاساءات التي يتعرض لها الناس على يد اجهزة الامن.
يشار إلى أن احد اشهر وابشع تلك الافلام القصيرة التي صورت بكاميرا تليفون محمول تظهر شرطيا وهو يعذب معتقلا بادخال عصا في شرجه.
وتقول منظمات لحقوق الانسان إن التعذيب منتشر على نطاق واسع في السجون ومراكز الشرطة في مصر
وتقول تلك المنظمات إن سليمان، المحكوم بالسجن لاربعة اعوام بتهم اهانة الاسلام وشتم الرئيس المصري حسني مبارك، قد وضع في الحبس الانفرادي.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إنها تسلمت رسالة من سليمان من داخل سجنه قال فيها إنه تعرض للضرب، ولم يقدم له الاكل والماء الكافي.
يشار إلى أن سليمان، وهو طالب حقوق سابق، قد نشر ثماني مقالات على الانترنت منذ عام 2004، هو اول شخص يحاكم في مصر على كتاباته في الانترنت.
وتعتبر منظمات حقوق الانسان الحكم على سليمان بمثابة مؤشر خطير على تدهور الحريات المدنية في مصر، الدولية العربية الاكبر بعدد سكانها.
يذكر ان محكمة في القاهرة كانت قد اصدرت في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني حكما بالحبس على اثنين من عناصر الشرطة المصرية بالحبس ثلاث سنوات بتهمة تعذيب سائق ميكروباص منذ سنتين في قضية هزت الرأي العام في مصر وفتحت ملف التعذيب في اقسام الشرطة المصرية، وحملت بصمات عصر الانترنت.
وصدر الحكم بحق كل من النقيب اسلام نبيه وامين الشرطة رضا فتحي اللذين القي القبض عليهما في شهر ديسمبر/ كانون الاول الماضي في اعقاب البث الواسع النطاق على مواقع المدونات المصرية للقطات فيديو تصور هتك المتهمين لعرض سائق الميكروباص عماد الكبير باستخدام عصا.
وفي وقت لاحق اتهم عماد الكبير كل من ضابط وأمين الشرطة بتعذيبه وضربه في قسم شرطة بولاق الدكرور الذي يعملان فيه، بسبب تدخله في خلاف بين مسؤولي الشرطة وأبن عمه
ورغم ان هذا الحادث ليس الاول من نوعه على صعيد التعذيب في اقسام الشرطة الا انه يعد حادثا محوريا كونه قد ظهر الى العلن وذلك باستخدام التقنيات العصرية من كاميرات التليفون المحمول التي صورت اللقطات ومن ثم الى شاشات الكمبيوتر عبر مواقع المدونات ولما ناله من اهتمام من قبل الرأي العام ووسائل الاعلام.
كما سلط هذا الحادث الاضواء على قضايا التعذيب واعطى المدافعين عن حقوق الانسان في مصر من جماعات وافراد زخما قويا لمناهضة التعذيب على ايدى رجال الشرطة.
وتطالب جماعات حقوق الانسان بمحاكمة هؤلاء الذين يلجأون الى استخدام العنف او يسيئون استخدام سلطاتهم في الاجهزة الامنية
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد أضافت مصر لقائمتها لـ "أعداء الانترنت"، التي تشمل 31 دولة تمارس الرقابة على ما يقوله الناس على الانترنت، وتضايق من ينشر آراء ترفضها الدولة
Monday, November 19, 2007
دويلة حزب الله
ويمكن أن يضاف إلي هذه الدويلات دويلة الجنرال ميشال عون التي قامت مناوشات وحروب بينها وبين دويلة القوات ، والتي وضع السوريون حداً لها عندما قصفوا مقر عون من الجو قبل أن يحتلوه، ويضطر عون للجوء إلي حرم السفارة الفرنسية في الحازمية حيث أنقذه الفرنسيون من موت محتم.
وإذا كانت دويلة حزب الله أحدث هذه الدويلات، فهي أخطرها في آن، ذلك إن هذه الدويلة تتعاون عدة عوامل شديدة الأهمية في تكوينها واستمرارها، هي العقيدة والمال والسلاح وطريق الامداد والتموين.
وهي عوامل تكفل لها الحياة المديدة، وبخاصة في ظل ضعف الدولة اللبنانية القديم والمتمادي، فإذا بدأنا بالعقيدة قلنا أنها عقيدة سماوية لا أرضية، وهذه العقيدة عند أعضاء الحزب قوية متينة لدرجة أن الحزبي لا يتردد في الهجوم علي الموت تحية لها، وطلبا للجنة الموعودة التي وعد بها، والمال يتدفق علي الحزب كما يتدفق الماء في النهر، فكيف إذا وقر في الذهن أنه مال حلال نظيف مجلوب من الحوزات المقدسة ومقامات الأولياء؟
والسلاح بعدد رمل البحر ومنه الصواريخ التي تكون في يوم عشرين ألفاً، فتصبح في اليوم التالي علي خير أوفر.. وطريق الامدادات والتموينات سالك علي خطين، فلا رقيب ولا حسيب، فكيف إذا كانت نواطير لبنان قد نامت، وفقد لبنان كل منعة أو عصبية له عند أبنائه؟
وهي دويلة لا تفتقر إلي العصبية التي جعلها ابن خلدون، في مقدمته أساس الدولة، كما هي دويلة متعصبة مبثوث في جيناتها عبء التاريخ الإسلامي القديم، ولا تجيز لغير شيعة علي كرم الله وجهه الاطلاع علي شيفراتها ورموزها، فعلي الرغم من كل ما قيل مرة من أن حزب الله فتح أو يفتح أبواب المقاومة لغير الشيعة، إلا أن أبوابه بقيت موصدة في وجه هؤلاء، وكل ما ظفر به أنصار حزب الله من غير الشيعة، هو اسم المؤلفة قلوبهم ، وهم فئة كان المسلمون الأول، رغبة بتحييدهم، أو كسباً لولائهم، يدفعون لهم المال، ولاشك أن المؤلفة قلوبهم الجدد ينعمون بما نعم به المؤلفة قلوبهم الأول، فالمال وفير، والحاجة إلي تأمين التغطية الداخلية ماسة كسباً للمشروعية، وخوفا من الوقوع في العزلة، ومنعاً من اتحاد الطوائف الأخري بوجه الحزب والطائفة.
وهي دويلة تبسط نفوذها اليوم علي ما لا يقل عن ثلث الأراضي اللبنانية: العاصمة هي بيروت الغربية، أو بعضها علي الأقل، بينما الضاحية الجنوبية، ثم الجنوب بدءاً من صيداً أو حارة صيداً حتي الحدود الدولية مع إسرائيل.
وفي البقاع تمتد أراضي هذه الدويلة في البقاع الغربي كما في الشرقي علي السواء. ومن الطبيعي ألاّ تسمح هذه الدويلة بالدخول لموظفي الدولة وقوي الشرطة والدرك والأمن العام فيها الا تحت المراقبة الشديدة إنها تعمل تحت شعار ما لنا لنا وحدنا، وما لكم لنا ولكم ، أي أن لها سيادتها الكاملة علي أرضها، ولكنها تطالب بحصتها في نفوذ الآخرين وفي حصصهم، لأنها تمثل الشيعة وهم طائفة لبنانية كأية طائفة لبنانية أخري لها ما سواها من الحصص والمغانم!
وإذا كانت الدويلات اللبنانية السابقة قد ظلت في اطار اللاسلكي من حيث الاتصالات، فإن دويلة حزب الله قد وضع بتصرفها أحدث أنواع الاتصالات المعمول بها اليوم. كما أنه بات لها شبكة اتصالات مرئية خاصة بها، ممدودة علي أعمدة الهاتف العام، سواء في بيروت، أو في الضاحية أو في سواهما، ولم تجرؤ الدولة أو الحكومة علي أن تمد يدها بعد إلي أعمدة الهاتف لنزع أي سلك خاص بسواها.
استناداً إلي الباطن، يمكن القول أن أبرز ما يميز هذه الدويلة هو انطواؤها علي فكر لا رحابة ولا انفراج ولا اجتهاد ولا تأويل فيه، فكر أحادي مغلق علي ذاته، متمحور حول فقيه الطاعة له واجبة، ولا لزوم لمناقشته في أوامره ونواهيه، ولكن كلمة السر واضحة في هذه العقيدة. إنها الثأر في يوم قريب أو بعيد من يوم قديم، أو أيام قديمة ولا بأس بالتقية، أو بالدبلوماسية بالتعبير المعاصر وصولاً إلي تحقيق الغاية، والكتمان خبر وسيلة لقضاء الحاجات.
أما استناداً إلي الظاهر، فإن من الممكن الاستدلال علي مواصفات هذه الدويلة وتجلياتها من مظاهر مختلفة في طليعتها شيوع ثقافة خاصة قوامها كتب الولاء القديم التي تبقي العقيدة مستعرة متأججة في النفس، عشرات دور النشر وبيع الكتب تناسلت أو تألفت خلال ربع القرن الماضي وعمدت إلي طبع مالا يحصي من الكتب المذهبية والتراثية، علي المرء أن يعكف علي قراءتها بلا انقطاع، وعليه ألا يقرأ سواها أيضا.
وإلي جانب حضور هذه الكتب، ثمة غياب لجوانب من الثقافة السائدة في عالم الحضارة، فلا مقاه ولا مطاعم في عالم المربعات الأمنية يختلط فيها الرجال بالنساء، ولا موسيقي ولا غناء في أي مكان بما فيه المنازل.
ولا مجال بالطبع للنقد والمنهج النقدي، ولكن المجال كله هو للثناء ومباركة كل ما يقوم به الفقيه أو وكيله، وعندما يظهر أحدهما علي الشاشة، أو علي المنبر، فالأذان مصغية، والنفوس غارقة في الصمت الرهيب، والاستعداد للتضحية بالذات في أوج استنفاره.
لايشك أحد، بمن فيهم الأمريكان والإسرائيليون، في قوة ومناعة هذه الدويلة وكونها الجبهة الأمامية للمواجهة المفتوحة بين ايران وسوريا ربما واعدائها، ولكنها دويلة تشكو من نقاط ضعف كثيرة ومن كونها تواجه أفدح الأخطار والتحديات، بإمكانها بالطبع أن تمطر إسرائيل بما لا يحصي من الصواريخ، ولكن باستطاعة اسرائيل أن تلحق بها أفدح الخسائر أيضا، وهذه الخسائر لن تصيب حزب الله وحده، بل ستصيب لبنان أيضا، ونتابع في عدد قادم
Saturday, November 17, 2007
مصر هي أكثر بلد عربي يهاجر منه.. الناس لأنه لم يعد هناك انتماء
أكد الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي أن ٧٠% مما يدون في كتب التاريخ غير حقيقي، لأن الذي يكتبه إنسان معرض لأن يفعل ذلك بشكل غير شعوري، ويضيف أشياء من ذاكرته لتملأ فجوات في بعض الوقائع التاريخية، واستشهد عكاشة بما كان يحدث في عهد الفراعنة حيث كان يطمس كل ملك تاريخ من سبقه.
وأضاف عكاشة لبرنامج «الطبعة الأولي» الذي يقدمه الصحفي أحمد المسلماني علي قناة دريم: في مسلسل الملك فاروق لم يتم التعرض لسيرة الشعب والطبقة الوسطي وهو مخالف لما جاء في كثير من الكتب التاريخية، التي قدمت فاروق بصورة مغايرة وأنه كان يتدخل في الدستور وفي أشياء كثيرة، وبالتالي «لازم نشغل مخنا شوية» وأن نقيم الأمور لكل مرحلة وفقا للتوقيت وما إذا كان لابد من القيام بتصرف ما أم لا، كما أن عهد فاروق لا يمكن مقارنته بعهد جمال عبدالناصر وأيضا العهد الحالي.
وعن عهد عبدالناصر قال عكاشة: عبدالناصر جاء متأثرا بافتراضية أن معظم الناس فقراء ورغم أنه كانت له سلبياته إلا أنه كان فيه كثير من الإيجابيات وكان في نظر الناس أول مصري يحكم مصر منذ سنين طويلة وحين قامت الثورة ارتكزت علي الديمقراطية بعدما تعب الناس من القمع والاستعباد إلي أن ظهر مقص يقطع في الثورة وهذا كان أحد أسباب إغلاق جريدة «المصري» التي كان يرأس تحريرها «ثروت عكاشة» وقد كان أحمد فتح الله زوج شقيقة عكاشة صديقا مقربا من عبدالناصر، لكنه انقلب ضده.
وأضاف: السلطة مرض نفسي شديد جدا فأي شخص يبقي لفترة طويلة يحدث بالتأكيد تغير في تفكيره وأيدولوجيته وسيكولوجيته، ولذلك ففي كل أنحاء العالم يرفضون بقاء الشخص في منصبه، حتي لو كان رئيس قسم في جامعة، وفي عهد عبدالناصر فقدنا مسألة الديمقراطية وللأسف اكتمل ذلك في عهدي السادات ومبارك مع أننا نميل للحكم الشمولي، وإن كان ذلك لا يمنع من كون الرؤساء الثلاثة مختلفي الذكاء تماما من الناحية الشخصية ، ولكن الزعامة السابقة أصابتهم بنوع من الحساسية وهذا طبع موجود في مصر منذ عهد الفراعنة وليس في كل بلاد العالم وأن يخفي الحاكم من سبقه ولا يضيف إليه بل يقول عنه ما يضره.
وقال عكاشة إن السياسة هي فن تضليل الشعوب، لأن كل سياسي يحاول أن يصل إلي الحكم يخدع ويغري الناس لكي ينتخبوه. لذلك نجد أن ٨٠% من الناس متوسطي الذكاء تحت قيادة ٢٠% يتمتعون بديكتاتورية الذكاء الحاد ولذلك يجب أن نتوقف عند مسألة ضمير المصري ولماذا يهرب المصريون من بلادهم وكيف أن الإعلام يتعامل مع الأمر بطريقة بسيطة، فليس هناك بلد عربي يهاجر الناس منه بهذه الأعداد المهولة في العالم إلا مصر حيث لا يوجد انتماء.
وعن مدي تفاؤله بالأوضاع الحالية في مصر قال: لست متشائما لأن هناك صحوة غير معقولة في مصر اليوم برغم عدم وجود طبقة وسطي تقود هذه الصحوة، كما أنه لا توجد كوادر تتولي المهام فيما بعد وللأسف المصري يتنازل عن حقه ولا يتعلم كيفية الحصول عليه، ولأنه لم يحصل عليه فهو يلجأ للنفاق والغش والانضمام للشلل، فمن حق أي فقير أن يعالج علي نفقة الدولة وأيضا أن يتعلم وليس التعليم بالطريقة أو الشكل الموجود حاليا فمن هاجروا شهادتهم لا تؤهلهم لأي عمل.
كما أن نشأة الضمير النفسي في ظل أمور سلبية كثيرة مثل الفساد دون مساءلة يزيد من الإحساس بالعجز واليأس، أيضا مساحة البهجة عند المصريين قلت جدا ولم تعد هناك أوقات للرفاهية والسعادة، كما زادت معدلات الاكتئاب والانتحار، والمفارقة أنها في الأرياف أكثر منها في المدن، ويتوقع لمرض الاكتئاب أن يصبح الثاني بعد مرض القلب كأكثر الأمراض عبئا علي المصريين عام ٢٠٢٠ ولدينا حاليا مليون و٤٠٠ ألف مصاب بالاكتئاب فمن بين ملايين الحالات التي لديها أعراض الاكتئاب هناك أربعة ونصف في المائة لديهم المرض بالفعل
كتب محمد حسام - المصرى اليوم ١٧/١١/٢٠٠٧