هذا السؤال شائع في مصر مثل السؤال عن الاسم، اذا كان بشكل اجتماعي، او حكومي، او تعليمي او في اي مؤسسة داخل مصر… و حتي يأتيني علي الايميل!!
و في ظل هذا الهوس الهستيري بالتصنيف الديني عادة لا اجيب عنه، لان السؤال الغير صالح، لا يأتي غير باجابة باطلة حتي و ان كلا الطرفيين اعتقدوا حق الاعتقاد في طبيعية مشاعية هذا الاجراء الاستفساري التطفلي عن امر شخصي مثل المعتقد الديني
.و دائماً يسير في هذا المنهج:
انتي دينك ايه؟-
هل تفرق كثيراً؟ -
لا، لا طبعاً كلنا اخوات-
اذن لماذا هذا السؤال اصبح من المظاهر المجتمعية التي تصنف ب"الطبيعية" و الذي يبرهن علي عدم طبيعيته اني عندما ابادر بالسؤال عن ما هو الفرق يتفضل السائل بالتقرير انه لا هناك فرق في حالة دفاعية تلقائية لمعرفته في اللاوعي ان هذا سؤال عنصري و تمييزي.
هل تحدد منهج تعاملك مع البشر بناء علي ما يقولون و هم يتحدثون لالههم؟!!
هل تشعر بتهديد لمجرد ان تعلم ان اخريين يصلون صلاة غيرك، اسلامية او بهائية او مسيحية او حتي لا يتلون صلاة علي الاطلاق؟هل تشعر بانك تهدف لتحويل كافة البشرية لوجه واحد، اسم واحد و دين واحد؟اذن عزيزي انت في مشكله... لان بمحض التاريخ الانساني هذا لم يحدث و لو مرة واحدة و بكل الاشكال غير قابل للتحقيق، و النظرية السياسية الاجتماعية تطرقت لهذا الموضوع بشكل علمي حاسم جداً في جزء من تعريف السياسية المعاصر من عدة مصادر:
" السياسة العلمية الحالية المتحضرة قائمة بشكل رئيسي في اعتمادها علي اهمية استخدام النماذج و الافكار الثقافية السياسية التي تعرضت الي الاختبار ثم تم برهان صلاحيتها لكي توظف لتطرح لكحل في المشاكل السياسية القائمة و المعاصرة. " *
و لان هذا هو الاجراء العلمي لطرح الحلول او اي فكرة اصلاحية، يجب ان تكون قد تعرضت الي الاختبار ثم برهان الصلاحية ثم بعد ذلك يتم طرحها كحل استشاهداً بالنتيجة الواقعي للتجربة المعاصرة لكي تكون صالحة للتطبيق، و بما ان توجد فعلاً نماذج لدول معاصرة تعطي الحقوق الدينية بشكل مطلق لمواطنيها و نجحت بالارتقاء سياسياً و اقتصادياً و علمياً و فنياً و انسانياً، اذن نستطيع ان تؤكد ان اعطاء الحقوق الدينية ليس امر معرقل للتطور بل حتمي و يجب طرحه كجزء من الحل الوطني الاصلاحي و انقاصة او تجنبه يبطل الحل لان احدي اجزاء المشكلة الرئيسية يبقي الحال بها كما هو عليه. و عودة للموضوع و لماذا تطرقت لتلك المداخلة، هو اني اريد ان نخرج من المنظور الطائفي التصنيفي للأشياء و البشر و القيم الانسانية، الي منظور كوني اوسع و اكثر طبيعية، و هو الوجه المدني، الوطني و الانساني لتلك القضية الذي يخصني بالاساس، و انا لست بهائية و فقط اقول هذا ليس لانه حق لاحد معرفه ما اؤمن به بل للأستدلال علي النقطة الرئيسية في هذا الجدل، و هو اني اذا قررت في يوم من الايام ان اكون بهائية او مسلمة او بوذية او هندوسية او مسيحية او لا دينية سيكون هو بالامر الشخصي الذي لن انتظر مؤسسة او فرد او جماعة التصديق علية لانه خاضع فقط لمعاييري انا الشخصية في اختياري لمرجعيتي الفردية دون وجه حق لتدخل من اخرين و هذا ما يكفله الدستور المصري و المواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر و الذي يطالب به كل الوطنييون.
و انا شأني شأن الكثير من المصريين الذين لم يكونوا يعلموا شئ عن البهائيين المصريين بسبب القمع و التعتيم القصري علي معتقدهم، ولكني لاول مرة عندما شاهدت حلقة عمرو اديب عن البهائيين المصريين شعرت بالخزي و الخجل من نفسي و الاهانة الشديدة، لاني كنت اجهل تلك المعاناة، و تخيلت لو احد اصدقائي بهائي و لم يشارك معي تلك المعلومة خوفاً من جهلي علي حياته!!
و كم كان سيكون ذلك قبيح و غير محتمل ان اقبله علي انفسي، ان اكون مصدر تهديد بعدم ادراكي لحقيقة و طبيعة الاشياء... و لعل جهلي بعدم العلم عن معاناتهم تسببت في الم لاخرين، فالجهل نخاع كل الشرور، و بي الكثير من العيوب، و لكن اسعي و اتمني في يوم من الايام ان يكون الشر الناتج عن الجهل لا يكون احدهم
No comments:
Post a Comment