أكد الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي أن ٧٠% مما يدون في كتب التاريخ غير حقيقي، لأن الذي يكتبه إنسان معرض لأن يفعل ذلك بشكل غير شعوري، ويضيف أشياء من ذاكرته لتملأ فجوات في بعض الوقائع التاريخية، واستشهد عكاشة بما كان يحدث في عهد الفراعنة حيث كان يطمس كل ملك تاريخ من سبقه.
وأضاف عكاشة لبرنامج «الطبعة الأولي» الذي يقدمه الصحفي أحمد المسلماني علي قناة دريم: في مسلسل الملك فاروق لم يتم التعرض لسيرة الشعب والطبقة الوسطي وهو مخالف لما جاء في كثير من الكتب التاريخية، التي قدمت فاروق بصورة مغايرة وأنه كان يتدخل في الدستور وفي أشياء كثيرة، وبالتالي «لازم نشغل مخنا شوية» وأن نقيم الأمور لكل مرحلة وفقا للتوقيت وما إذا كان لابد من القيام بتصرف ما أم لا، كما أن عهد فاروق لا يمكن مقارنته بعهد جمال عبدالناصر وأيضا العهد الحالي.
وعن عهد عبدالناصر قال عكاشة: عبدالناصر جاء متأثرا بافتراضية أن معظم الناس فقراء ورغم أنه كانت له سلبياته إلا أنه كان فيه كثير من الإيجابيات وكان في نظر الناس أول مصري يحكم مصر منذ سنين طويلة وحين قامت الثورة ارتكزت علي الديمقراطية بعدما تعب الناس من القمع والاستعباد إلي أن ظهر مقص يقطع في الثورة وهذا كان أحد أسباب إغلاق جريدة «المصري» التي كان يرأس تحريرها «ثروت عكاشة» وقد كان أحمد فتح الله زوج شقيقة عكاشة صديقا مقربا من عبدالناصر، لكنه انقلب ضده.
وأضاف: السلطة مرض نفسي شديد جدا فأي شخص يبقي لفترة طويلة يحدث بالتأكيد تغير في تفكيره وأيدولوجيته وسيكولوجيته، ولذلك ففي كل أنحاء العالم يرفضون بقاء الشخص في منصبه، حتي لو كان رئيس قسم في جامعة، وفي عهد عبدالناصر فقدنا مسألة الديمقراطية وللأسف اكتمل ذلك في عهدي السادات ومبارك مع أننا نميل للحكم الشمولي، وإن كان ذلك لا يمنع من كون الرؤساء الثلاثة مختلفي الذكاء تماما من الناحية الشخصية ، ولكن الزعامة السابقة أصابتهم بنوع من الحساسية وهذا طبع موجود في مصر منذ عهد الفراعنة وليس في كل بلاد العالم وأن يخفي الحاكم من سبقه ولا يضيف إليه بل يقول عنه ما يضره.
وقال عكاشة إن السياسة هي فن تضليل الشعوب، لأن كل سياسي يحاول أن يصل إلي الحكم يخدع ويغري الناس لكي ينتخبوه. لذلك نجد أن ٨٠% من الناس متوسطي الذكاء تحت قيادة ٢٠% يتمتعون بديكتاتورية الذكاء الحاد ولذلك يجب أن نتوقف عند مسألة ضمير المصري ولماذا يهرب المصريون من بلادهم وكيف أن الإعلام يتعامل مع الأمر بطريقة بسيطة، فليس هناك بلد عربي يهاجر الناس منه بهذه الأعداد المهولة في العالم إلا مصر حيث لا يوجد انتماء.
وعن مدي تفاؤله بالأوضاع الحالية في مصر قال: لست متشائما لأن هناك صحوة غير معقولة في مصر اليوم برغم عدم وجود طبقة وسطي تقود هذه الصحوة، كما أنه لا توجد كوادر تتولي المهام فيما بعد وللأسف المصري يتنازل عن حقه ولا يتعلم كيفية الحصول عليه، ولأنه لم يحصل عليه فهو يلجأ للنفاق والغش والانضمام للشلل، فمن حق أي فقير أن يعالج علي نفقة الدولة وأيضا أن يتعلم وليس التعليم بالطريقة أو الشكل الموجود حاليا فمن هاجروا شهادتهم لا تؤهلهم لأي عمل.
كما أن نشأة الضمير النفسي في ظل أمور سلبية كثيرة مثل الفساد دون مساءلة يزيد من الإحساس بالعجز واليأس، أيضا مساحة البهجة عند المصريين قلت جدا ولم تعد هناك أوقات للرفاهية والسعادة، كما زادت معدلات الاكتئاب والانتحار، والمفارقة أنها في الأرياف أكثر منها في المدن، ويتوقع لمرض الاكتئاب أن يصبح الثاني بعد مرض القلب كأكثر الأمراض عبئا علي المصريين عام ٢٠٢٠ ولدينا حاليا مليون و٤٠٠ ألف مصاب بالاكتئاب فمن بين ملايين الحالات التي لديها أعراض الاكتئاب هناك أربعة ونصف في المائة لديهم المرض بالفعل
كتب محمد حسام - المصرى اليوم ١٧/١١/٢٠٠٧
No comments:
Post a Comment