أيام لا تشبهها أيام، على رأس كل أسبوع، وعلى مدار شهر تقريباً، خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين، وتحول يوم «الجمعة» إلى ساعة الصفر، ليعلن أن قلب الثورة مازال ينبض، وأن المصريين على استعداد لدفع المزيد من الدم من أجل الحرية.
باتت أيام «الجمعة» رمزاً للغضب الشعبى والتحدى والصمود على الموقف، الذى لم يتزحزح قيد أنملة عن رحيل النظام بكل أعوانه، الذين سفكوا الدم ونهبوا الثروات وكادوا أن يجعلوا المواطنين يكفرون بالوطن، ومحاسبتهم عن كل ما اقترفوه، فى هذه الأيام بدأت التنازلات، واتخذت القرارات الحاسمة، انسحبت الشرطة، ونزل الجيش، وتنحى الرئيس، وسقط الشهداء، وتهاوى «الوطنى» تحت وطأة غضب الثوار، وتحرر الشعب من عقدة الخوف، فى أيام «الجمعة» هذه، سٌطر التاريخ، وولد الوطن، وعادت مصر حرة.
١- جمعة الغضب ٢٨ يناير
عدد المتظاهرين : مليون فى التحرير
الشعار : الجيش والشعب إيد واحدة
إغلاق محطات المترو والطرق المؤدية إلى وسط البلد والجيزة.
قطع خدمات الإنترنت بشكل شبه كامل عن مصر، والمحمول عن القاهرة وعدد من المحافظات.
مسيرات حاشدة من الجامع الأزهر والأمن يستخدم القنابل المسيلة للدموع والطلقات الصوتية لتفريق المتظاهرين.
العادلى يشدد فى اجتماع مغلق على تفريق المتظاهرين بجميع الطرق.
فرض الإقامة الجبرية على الدكتور محمد البرادعى.
اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمواطنين فى عدد من المحافظات، والشرطة تلجأ إلى الرصاص المطاطى والحى.
أعمال تخريب وإحراق عدد من أقسام الشرطة ومبانى المحافظات ومقار الحزب الوطنى فى القاهرة والمحافظات.
المتظاهرون يستولون على عدد من عربات الأمن المركزى والإطفاء.
انسحاب الشرطة بشكل مفاجئ من جميع مراكزها.
قوات الجيش تنزل إلى الشوارع.
الرئيس حسنى مبارك، بصفته الحاكم العسكرى، يفرض حظر التجول فى محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس ابتداء من الساعة السادسة مساء حتى السابعة صباحاً.
تشكيل لجان شعبية لحماية المتحف المصرى والبنوك والمنشآت العامة والخاصة.
٢- جمعة الرحيل ٤ فبراير
عدد المتظاهرين : ٢مليون فى التحرير
الشعار : الشعب يريد إسقاط الرئيس
المشير طنطاوى يزور ميدان التحرير ويصافح الجنود ويشد من أزرهم ويتحدث مع المتظاهرين.
ميدان التحرير شهد صلاة جمعة حاشدة وتأدية صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وتحولت المظاهرات إلى كرنفال ضم جميع أطياف الشعب المصرى.
أحداث ساخنة ومظاهرات حاشدة شهدتها محافظات الإسكندرية، السويس، بورسعيد، الدقهلية، البحيرة، المنيا، أسيوط، الأقصر، أسوان.
النائب العام يصدر قراراً بمنع رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة من السفر، وكان قد صدر فى اليوم السابق قرار بمنع حبيب العادلى وزهير جرانة وأحمد المغربى وأحمد عز.
احتكاكات مع البلطجية والمساجين الهاربين.
أبرز الحضور:
عمرو موسى يزور الميدان ويلقى كلمة يحض فيها على التهدئة والحوار، وعمار الشريعى وخالد يوسف وشريهان وأحمد كمال أبوالمجد والشيخ حافظ سلامة، أحد رموز المقاومة الشعبية فى السويس.
٣- جمعة التحدى ١١ فبراير
عدد المتظاهرين : ١٠ملايين فى كل المحافظات
الشعار : مش هانمشى..هو يمشى
المظاهرات تنتقل إلى قصر العروبة.
الدكتور حسام بدراوى، أمين عام الحزب الوطنى، أمين السياسات، يعلن استقالته من منصبه.
المشير طنطاوى يقوم بجولة فى سيارته أمام قصر الرئاسة ويتبادل التحية مع الجماهير التى كانت تحتفل برحيل مبارك.
النائب عمر سليمان يعلن تنحى الرئيس مبارك، ونقل إدارة البلاد للقوات المسلحة.
المتحدث باسم المجلس العسكرى يؤدى التحية العسكرية لأرواح شهداء الثورة أثناء إلقائه البيان رقم ٣.
الحكومة السويسرية تعلن التجميد الفورى لأى حسابات محتملة يملكها الرئيس السابق والمقربون منه.
وزير الإعلام الأسبق أنس الفقى يخرج من ماسبيرو عبر الأبواب الخلفية فى حماية الجيش.
احتفالات عارمة فى كل أنحاء مصر ابتهاجاً بتنحى مبارك
٤- جمعة النصر ١٨ فبراير
عدد المتظاهرين : ٣ملايين فى التحرير
الشعار : الشعب يريد تطهير البلاد
فرقة الموسيقى العسكرية تشارك فى الاحتفال بعزف مجموعة من الأغانى الوطنية.
إنشاء نصب تذكارى للشهداء، والقوات المسلحة توزع أعلاماً على المتظاهرين تأييدا لمطالبهم الشرعية.
الشيخ يوسف القرضاوى يؤم المصلين، والملايين يؤدون صلاة الغائب على الشهداء.
٣ ملايين احتشدوا فى ميدان التحرير من جميع محافظات مصر احتفالاً بانتصار الثورة.
النيابة تحقق لمدة ٧ ساعات مع حبيب العادلى وأحمد المغربى وزهير جرانة بعد ساعات من ايداعهم السجن بتهم غسل الأموال واستغلال النفوذ.
المجلس الأعلى للقوات المسلحة يؤسس صفحة على «فيس بوك» ويهديها لـ «شباب الثورة وشهدائها
هشام علام
المصرى اليوم