Friday, October 07, 2011




رغم احترامى العميق لشخص فهمى هويدى ككاتب مستنير و مجدد و مدافع صلب عن حرية

الرأى الا اننى اتعجب لانخداعه بالامبراطورية الفارسية فى نسختها الحالية منذ ثورة 1979

التى سيطر الخومينيون عليها بانتهازية و استبعدوا بقية التيارات الثورية بعنف و وحشية. لماذا

تتخذ ايران هذا الموقف المدافح عن ثورة البحرينيين و تتجاهل الثورة اليمنية و السورية و الليبية

الا انتصارا وقحا لشيعة البحرين رغم مساندتى لحقهم فى الديموقراطية و المساواة ... و

المواقف الايرانية التى تخفت حينا و تبزغ أحيانا أخرى عن اعتبارا البحرين اقليما ايرانيا منشقا

يجب اعادته لحظيرة الوطن و لا يخفى أن البرلمان الايرانى يشمل على ممثلين لاقليم البحرين

الايرانى بما يوحيه ذلك من اعتبار البحرين أرضا و شعبا تنتمى لها. هل تأييد ايران لسفاح سوريا

الا نصرة للشيعة العلويين الذين سيطروا بطمع و صلف على مقدرات سوريا منذ انقلاب الأسد

الأب عام 1970. لم تعرف العقلية الايرانية فى تعاملها مع الآخرين الا تسليما بالمصالح الطائفية

و المذهبية الضيقة و كفرا بكل المبادىء و القيم النبيلة و قراءة التاريخ الفارسى الطويل ينبأ

بتلك العقلية الايرانية الانتهازية الرافضة للتعايش الاقليمى السلمى القائم على الاحترام

المتبادل لسيادة الشعوب و تقدير مصالحها .لم ترى القيادة الايرانية فى الثورات العربية الا

تخلصا من قيادات غير صديقة و تطلعا انتهازيا فى القفز على تلك الثورات باغراءات مادية أو

فرصا للتدخل مغلفة بوعود براقة للتعاون و التبادل التجارى و الثقافى. لقد انكشفت أوهام

المقاومة عن الذراع الشيعى الايرانى فى لبنان المسمى بحزب الله فاذ به حزبا فئويا طائفيا لا

يسعى الا لمصلحة من يموله و لو على جثة لبنان . ماذا يمكن ان نرى فى مواقف ايران من

تمويل الانفصاليين الزيديين اليمنيين و الشيعة السعوديين و احتلال الجزر الاماراتية و تمويل

جبهة الانقاذ الجزائرية فى أوائل تسعينيات القرن الماضى و رفض طلب القيادة الفلسطينية

للحصول على الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية و الوقوف بجانب الصرب ضد البوسنيين و

الكروات بعد انحلال يوغوسلافيا و مع أرمينيا ضد أذربيجان فى حرب ناجورنو كاراباخ الا أمثلة

فجة على تغليب المصلحة المادية او العقائدية على قيم الحرية و العدالة و المساواة و السلام

و الحق.

No comments: