يحترف الكثيرون الخلط بين خصوصيات مصر و ما يجرى فى بلدان الربيع العربى متجاهلين
حقائق التاريخ و الجغرافيا البشرية .... أدمن هؤلاء التذكير بفضائل الجيش المصرى على ثورة
الشعب المصرى الطاهرة و التأكيد أنه لا نجاة للثورة دون حماية و نصرة الجيش لها ..... يتجاهل
هؤلاء الجهلة لو توافرت النوايا الحسنة أو المغرضين .. أن الجيش المصرى ليس هو المجلس
العسكرى ....
الجيش المصرى العظيم هو جزء أصيل من الشعب المصرى على مر العصور منذ نشأة الدولة
المصرية الموحدة من مصر العليا (صعيد مصر) و امتدادها الى الوجه البحرى و ظهور الدولة
الفرعونية القديمة على يد مينا أو نعرمر مؤسس الأسرة الاولى عام 3200 قبل الميلادتقريبا و
قيام جيش مصرى قوى من فلاحى الأرض السوداء الطيبة التى امدتهم بالقوة و الصمود و
التحمل و القناعة و الشجاعة و الأمل و مرورا بالامبراطورية المصرية القوية بجيشها الذى تسيد
الشرق الأوسط و افريقيا الشمالية حتى منابع النيل العظيم ...... و وصولا الى الدولة الفرعونية
الحديثة حتى سقوط الدولة الفرعونية و خفوت الروح المصرية فى عهود سيطرة الفرس و
الاغريق و البطالمة و الرومانيين حتى ابتعاث الروح الوطنية المصرية بصبغة اسلامية ضد
الصليبيين و المغول فلولا بطولات المصريين العملاقة فى حطين 1187م و عين جالوت 1260م
لما قامت قائمة للعرب فى مصر و الشام و أسيا بأكملها و عادت تلك الروح للكمون حينا
لتنطلق ضد الحملة الفرنسية 1798م و الانجليزية 1807م و استغل محمد على مقومات
الشخصية المصرية و سخرها لمصلحته فوصل بجيش مصرى وطنى الى برقة و طرابلس فى
الغرب و الى دافور و كردفان و الخرطوم فى الجنوب و الى ابتلاع شبه الجزية العربية فى
الشرق و دمج الشام فى الامبراطورية المصرية و الوصول الى حدود القسطنطينية فى
الشمال
عام 1832م و الاستيلاء على اليونان بعد سحق ثورة المورة 1822م و حتى بطولات الجيش
المصرى فى الثورة على ظلم و تسلط الخديوى توفيق بقيادة أحمد عرابى 1881م و فى حرب
فلسطين 1948 و الثورة ضد الحكم الملكى و ضد الاستعمار الانجليزى و ضد العدوان الثلاثى
1956م و فى اليمن 1962م حرب الاستنزاف 1967- 1970م و حرب تحرير سيناء 1973م
............ فى استعراض هذا التاريخ المجيد لا نجد أبدا انفصالا بين الجيش و الشعب ..اذ كيف
ينفصل الفرع عن الاصل ..فلا حياة لليد أو القدم بعيدا عن الجسم فالشعب هو معين القوة
البشرية و الروح الوطنية و الامداد المادى
باختصار الجيش المصرى هو أبى و أخى و صديقى و جارى .... لاحياة له بدوننا و لا استقلال و
باختصار الجيش المصرى هو أبى و أخى و صديقى و جارى .... لاحياة له بدوننا و لا استقلال و
هيبة لنا بغيره
أما المجلس العسكرى فهو مكون من 18 شخصا هم قادة أفرع القوات المسلحة و قادة
المناطق و الجيش الثانى و الثالث و مساعدى وزير الدفاع الى جانب القائد العام و رئيس الأركان
و جميعهم ترقوا بموافقة مبارك و تدرجوا الى مناصبهم الحالية تحت رقابة لصيقة من نظامه
الاستبدادى و تربوا على مبادىء نظامه المتسلط الفاسد الذى أعلى من شأن الفاسدين و
المنبطحين و الأغبياء و المتعامين عن الحقائق و اطاح بالأكفاء و المبدعين و المجددين و
الشرفاء و كان جزاؤهم الأغداق عليهم بمئات الملايين من الرشاوى المجتزئة من أقوات
الشعب و بالتالى انفصل هؤلاء مبكرا عن نسيج الوطن و باعوا مصلحته و قبضوا الثمن و مازالوا
يعلم الجميع كم الفساد الرهيب المستشرى بالجيش و الظلم الذى يمارس على كل ضباط
الجيش من جانب قياداتهم و الكراهية العميقة التى يكنها الضباط تجاه قادة الجيش فكأن الظلم
الجبروت و الغباء و كراهية الأخرين و مهارة التسلق على أجساد الشرفاء و الضعفاء هى شروط
أساسية للاستمرار و الترقى و الانضواء فى عصبة الفسدة
يخطىء كثيرا من يختزل جيش مصر الاصيل العظيم الذى يستمد قوته و روحه من الوطن منبع
السمو و الانتماء فى شخوص المجلس العسكرى فكأنه يساوى بين الشمس و ضوء خافت
لبقايا سيجارة ملقاة ... ليس فى أبدا هذا تحقيرا لشأن أعضاء المجلس بل توصيفا
لم يمن الجيش علينا بحماية الثورة بل لقد انضم الفرع للاصل فى رفض الانكفاء و الذل و الظلم
لم يمن الجيش علينا بحماية الثورة بل لقد انضم الفرع للاصل فى رفض الانكفاء و الذل و الظلم
و الطغيان و لم يجد قادة المجلس مفرا الا الاستجابة لذلك حماية لأنفسهم و لكراسيهم و
ثرواتهم و محاولة لطمس جرائمهم و التماهى مع القوة الثورية و محاولة تطويعها و ترويضها
لعلها تنخدع فتنضوى تحت قيادته و تقنع برغباته و تكتفى بخلع الرأس الفاسدة فكانها هيرا
السوداء تقطع رأسا فتنطلق عشرات الرؤوس الخبيثة المتلهفة لقضم جسد الوطن الذى ما
برحت جروحه تندمل
التاريخ ينبأ بأصل ما يحدث فى سوريا و اليمن و ليبيا ....
لم تعرف سوريا فى عصر الأسد الأب و الابن جيشا وطنيا بل تجمعا عسكريا طبقيا فئويا لا مكان
فيه الا للمنضوين تحت لواء أسرة الأسد من العلويين و هم فى مجموعهم لا يزيدون عن 11%
من تعداد سوريا و لامكان فى قيادات الجيش و كبار الضباط و رجال الدولة لغير العلويين و
بالتالى فالجيش لا ينتمى للشعب بل يناصبه العداء و يخشى انتقامه جراء عهود طويلة من
الظلم و التهميش و التعذيب و الطغيان
أما ليبيا فهى دولة حديثة التكوين تفتقد مفهوم الدولة الوطنية المدنية و ترتكن فى قيامها على
تفاهمات قبلية عشائرية تقتسم بموجبها ثروات الدولة و تقنع بموائمات تفى بمصالح متبادلة
ومن هنا ظهرت كتيبة سيف الاسلام و كتيبة المعتصم و كتيبة خميس و هم من استطاع أبناء
القذافى شراء جهودهم من المرتزقة
اليمن دولة شديدة القبلية لا سيطرة للدولة الا على المدن الرئيسية فقط بينما تخضع غالبية
الدولة لسيطرة القبائل و تقتسم القبائل السيطرة على الأرض و الثروة طبقا لمنطق القوة لذا
مدافع مضادة للطيران و من هنا اصبحت الدولة اللاعب الأضعف على الساحة فترتضى بجزء
ليس للدولة بل عشائرى بحت
No comments:
Post a Comment