المستحيل لا يعرف 6 أبريل
مصر مدينة بالكثير لهؤلاء الشباب، أقصد شباب 6 أبريل، الذين قرروا أن يمارسوا الحلم بحده الأقصى فتحقق أخيرا، بعد أن اعتبرهم بعض العجزة مجموعة من المجانين الجانحين، ونظرت لهم الأجهزة الأمنية القمعية طوال الوقت على أنهم مخربون وعملاء مأجورون.
إن أحدا لم يكن يتخيل ــ مجرد التخيل ــ أن تنتفض مصر وتثور وتسقط ثلاثين عاما من الفساد والجمود والتكلس والقبح، وتجترح معجزة سياسية انطلقت من الشباب وانضمت إليها كل شرائح وطبقات الشعب المصرى.
بالطبع لم يكن شباب 6 أبريل وحدهم وراء تفجير طاقة الغضب والحلم بمصر أنظف وأشرف وأجمل، فقد سبقتهم حركة كفاية عام 2004 التى وضعت «التغيير» على موائد المصريين، جنبا إلى جنب مع طبق الفول ورغيف الخبز، واخترقت حاجز الممنوع فى السياسة المصرية، ودفعت «كفاية» ثمن مواقفها باهظا وداميا، سواء بما جرى لأول منسق عام لها الدكتور عبدالحليم قنديل، أو مع أحد الآباء الروحيين للحلم المصرى بالتغيير، وأعنى الرائع الجميل الراحل الدكتور عبدالوهاب المسيرى، فكلاهما اختبر مذاق قمع السلطة الفاحشة، تعذيبا وتنكيلا ومحاربة فى الرزق، وتدميرا لوجوده فى الحياة.
ولما جاء العام 2008 قرر مجموعة من الشباب الحالم المدهش أن يكملوا مسيرة النضال، فكان الإعلان عن حركة شباب 6 أبريل، التى نظر إليها البعض ببعض التوجس، وبعض السخرية، التى اعتبرتها مجرد تعبير عن نزق شبابى يفتقر إلى المنهج، والأهداف الواضحة.. غير أن الأيام أثبتت أن هؤلاء «المجانين» بمقاييس العجزة والتقليديين أثبتوا أنهم أحفاد مخلصون لكل دعاة التغيير العظام، من طاغور وغاندى وجيفارا وعرابى ومصطفى كامل، وأخص من هذه الرموز شاعر الأمة الهندية العظيم «طاغور» والذى سئل يوما: أين يسكن المستحيل، فأجاب : فى عقول العجزة.
وأزعم أن شباب 6 أبريل يمتون إلى طاغور بصلة قرابة من هذه الزاوية، ذلك أنهم أسقطوا فكرة المستحيل من عقولهم، وقرروا ألا يكونوا عجزة، أو خرائب يسكنها ذلك المستحيل، ومن ثم انطلقوا بأحلامهم إلى ما لا يتصوره الكسالى والراقدون على بيض الأمر الواقع.
وحين جاء محمد البرادعى إلى مصر بمشروعه للتغيير، كان شباب 6 أبريل فى طليعة القابضين على جمر الفكرة / الحلم، فخاضوا المعركة بصدور عارية، وجرت فى النهر مياه كثيرة، نظيفة ومتدفقة، شكلت تيارا عاتيا واضح الملامح، وضم العديد من الحركات الشبابية الغاضبة والحالمة، حتى جاء 25 يناير 2011 فأشرقت شمس الثورة على مصر، فانقشع النظام الفاسد، وتهاوى مثل خرابة تصدعت حوائطها وأعمدتها مع أول ارتعاشة حلم، وزفرة غضب فى ميادين الثورة.
كل 6 أبريل وأنتم رائعون أيها الشباب.
إن أحدا لم يكن يتخيل ــ مجرد التخيل ــ أن تنتفض مصر وتثور وتسقط ثلاثين عاما من الفساد والجمود والتكلس والقبح، وتجترح معجزة سياسية انطلقت من الشباب وانضمت إليها كل شرائح وطبقات الشعب المصرى.
بالطبع لم يكن شباب 6 أبريل وحدهم وراء تفجير طاقة الغضب والحلم بمصر أنظف وأشرف وأجمل، فقد سبقتهم حركة كفاية عام 2004 التى وضعت «التغيير» على موائد المصريين، جنبا إلى جنب مع طبق الفول ورغيف الخبز، واخترقت حاجز الممنوع فى السياسة المصرية، ودفعت «كفاية» ثمن مواقفها باهظا وداميا، سواء بما جرى لأول منسق عام لها الدكتور عبدالحليم قنديل، أو مع أحد الآباء الروحيين للحلم المصرى بالتغيير، وأعنى الرائع الجميل الراحل الدكتور عبدالوهاب المسيرى، فكلاهما اختبر مذاق قمع السلطة الفاحشة، تعذيبا وتنكيلا ومحاربة فى الرزق، وتدميرا لوجوده فى الحياة.
ولما جاء العام 2008 قرر مجموعة من الشباب الحالم المدهش أن يكملوا مسيرة النضال، فكان الإعلان عن حركة شباب 6 أبريل، التى نظر إليها البعض ببعض التوجس، وبعض السخرية، التى اعتبرتها مجرد تعبير عن نزق شبابى يفتقر إلى المنهج، والأهداف الواضحة.. غير أن الأيام أثبتت أن هؤلاء «المجانين» بمقاييس العجزة والتقليديين أثبتوا أنهم أحفاد مخلصون لكل دعاة التغيير العظام، من طاغور وغاندى وجيفارا وعرابى ومصطفى كامل، وأخص من هذه الرموز شاعر الأمة الهندية العظيم «طاغور» والذى سئل يوما: أين يسكن المستحيل، فأجاب : فى عقول العجزة.
وأزعم أن شباب 6 أبريل يمتون إلى طاغور بصلة قرابة من هذه الزاوية، ذلك أنهم أسقطوا فكرة المستحيل من عقولهم، وقرروا ألا يكونوا عجزة، أو خرائب يسكنها ذلك المستحيل، ومن ثم انطلقوا بأحلامهم إلى ما لا يتصوره الكسالى والراقدون على بيض الأمر الواقع.
وحين جاء محمد البرادعى إلى مصر بمشروعه للتغيير، كان شباب 6 أبريل فى طليعة القابضين على جمر الفكرة / الحلم، فخاضوا المعركة بصدور عارية، وجرت فى النهر مياه كثيرة، نظيفة ومتدفقة، شكلت تيارا عاتيا واضح الملامح، وضم العديد من الحركات الشبابية الغاضبة والحالمة، حتى جاء 25 يناير 2011 فأشرقت شمس الثورة على مصر، فانقشع النظام الفاسد، وتهاوى مثل خرابة تصدعت حوائطها وأعمدتها مع أول ارتعاشة حلم، وزفرة غضب فى ميادين الثورة.
كل 6 أبريل وأنتم رائعون أيها الشباب.
بقلم:
No comments:
Post a Comment