Monday, April 11, 2011


تذكرنى مصر الآن بقصة شيقة للكاتب النرويجى الشهير هنريك ابسن تدور حول قصة اختطاف شخص مختل نفسيا لفتاة صغيرة و احتجازه لها فى قبو بيته الواقع بمنطقة نائية لمدة 20 سنة داوم فيها على اغتصابها و ضربها و اهانتها و التنكيل بها و ممارسة أبشع صنوف التعذيب و الاذلال لها ارضاءا لنزواته المريضة و اشباعا لملذاته الشاذة و جاءت اللحظة الفاصلة عندما هرم الرجل و وهنت قواه و اشتد عود الفتاة و أصبحت شابة يافعة قوية و أصبحت تستطيع صد هجومه و الدفاع عن نفسها بل و الرد عليه و ضربه و لم يعد هذا المختل قادرا على تركيعها و احتجازها و هنا أخيرا رأت الفتاة أنها فرصتها التى لطالما حلمت بها للفكاك من أسر هذا المختطف الأثيم لتحظى أخيرا بحريتها و تفك عن نفسها قيد ذلك المجنون الذى أذاقها كل صنوف الهوان و العذاب هنا فقط بدأ هذا الرجل حوارا معها ليقنعها بالبقاء
و دار بينهما الحوار التالى: (هذا الحوار من مخيلتىالشخصية و لا دخل للكاتب به لانى لا أتذكر التفاصيل): ا

الفتاة: أخيرا سأنال حريتى منك أيها الحقير بعد عشرين عاما من السجن و الظلم و الهوان .... عشرون عاما أذقتنى فيها مرارة البعاد عن أسرتى و حرمتنى من حنان أمى و عطف أبى و دفء أخوتى و ألفة بيتى ... عشرون عاما من التعذيب و الاهانة و الضرب و الاغتصاب و الالم .... لقد قاربت على نسيان أنى أنسان طبيعى و تهيأ لى أنى خلقت فقط لاجلك أنت .. لكى أشبع نزواتك و أهوائك و ألبى رغباتك الدنيئة لقد سلبتى حريتى و انسانيتى و كرامتى .... لقد سرقت جسدى و حطمت ارادتى و شللت عقلى و أحبطت أحلامى
لكنى سأعود لاهلى و أفرح بهم و معهم و سأبلغ عن جرائمك و أسعى لحسابك و عقابك ...أنت لا تستحق الحياة بل لا تستحق الموت فالموت راحة لامثالك من الشياطين أنت تستحق العذاب الأبدى عقابا لخطاياك العظيمة

مرت لحظات صمت ثقيلة كان يحاول الرجل فيها تجنب النظرات النارية التى كانت الفتاة
تلتهمه بها
و لكنه رد قائلا: لقد أنيتك فى بيتى و أطعمتك و ربيتك و أستفدت مقابل ذلك قليلا ..... لست أشر الناس فالدنيا من حولنا ملأى باللصوص و الفاسدين و المختطفين والمغتصبين و قطاع الطرق و القتلة و لو خرجتى من هنا سوف تلاقى الكثير منهم ... أنت لا تعرفين شيئا عن هذا العالم .. لقد خبرت الكثير و الكثير و تعلمت من تجاربى أن البشر لا يؤتمنون ... الكل انتهازيون و فاسدون ... صدقينى لو خرجت من هذا الباب سوف تندمين و تتمنين لو استطعت العودة سوف تلاقين من يقتلك أو من يستعبدك أو من يغتصبك و يدعو الأخرين لاغتصابك ... لن تملكى من أمرك شيئا صدقينى أنا أكبر منك عمرا و خبرة .. سوف تندمين .... ســ
قاطعته الفتاة بقوة و غل : هل تتصور أن الكل مثلك ... لا اتصور شخصا يتفوق عليك فى الحقارة و الخسة الانحراف ... سوف أعود لاهلى أحتمى بهم ليعوضونى عن سنين الألم و الهوان و الحرمان ... سوف أجدهم ملهوفين للقائى مشتاقين لاحتضانى ..... سوف أعالج جروح نفسيتى بحبهم و عطفهم و دفء جوارهم ... سوف أستعيد آدميتى فى وسطهم
الرجل: هل ترى أهلك مازالوا أحياء بعد تلك السنين .... أغلب الظن أنهم اما ماتوا او سافروا او تفرقوا سوف تجدين أخوتك مشغولين بحياتهم و أعمالهم لو مازالوا أحياء ... لقد نسيوك و اعتبروك ميتة ...أنت بالنسبة لهم انتهيت من زمن بعيد .... و حتى لو حالفك الحظ و وجدتيهم سوف يعتبرونك غريبة ...أنها عشرون عاما ....لا عجب لو لم يتذكروك..لقد تغيرتى كثيرا...انظرى الى نفسك الآن لقد أصبحتى سيدة يافعة قوية ذات وجه جميل و أنت بالنسبة لهم مازلتى فتاة صغيرة ...لن تجديهم و لو وجدتيهم لن تجدى ما تظنينه منهم لقد أصبحت غريبة عنهم ... هذا هو بيتك الحقيقى الذى تربيتى به.. أنا صديقك الوحيد ... لقد تغيرت علاقتنا ...لم تعودى صغيرة جاهلة بل ناضجة و ذكية و أنا لم أعد بالنسبة لك الوصى الأكبر أو السيد بل أصبحنا شركاء لا غنى لاحد عن الآخر... لقد أصبحت أنا هرما و ضعيفا ...أنا أحتاج وجودك معى أحتاج قوتك و رعايتك و أنت تحتاجين المأوى و المأكل و الصديق فأنت لا تعرفين ما قد يلاقيك خارج هذا الباب قد تجدين من يقتلك أو يستعبدك أو تتضورين جوعا و لن يسد أحد رمقك .... أنا أحتاج رعايتك أنت تحتاجين الأمان و الاستقرار ... دعينا نبدأ من جديد أعطينى الفرصة لكى أثبت لكى صدقى و سلامة نيتى .... لقد عانيتى يا صغيرتى كثيرا فدعينى أعوضك .... دعينا نحيا معا لا كسيد و عبد بل كرفيق و رفيقته

تأملت الفتاة كلامه بذهول و دار فى عقلها جدال عنيف بين رغبتها العارمة فى الحرية و الخلاص من هذا المختل و بين صحة ما يقول
و أخيرا قالت: لو أنت آخر الرجال فسأعيش وحيدة أفضل من جوارك و لو بيتك آخر البيوت فسأحيا شريدة و لو طعامك هو الباقى على ظهر الأرض فالموت جوعا أشرف من اشتهاء أطيابك فحريتى أثمن من حياتى

No comments: