قوات سورية تطوق بانياس وتصاعد حدة التوتر
عمان (رويترز) - قال شهود عيان يوم الاثنين ان قوات الامن السورية طوقت مدينة بانياس الساحلية بعد مظاهرات مؤيدة للديمقراطية وحوادث قتل قامت بها قوات غير نظامية موالية للرئيس السوري بشار الاسد.
وفي العاصمة قال طلاب بجامعة دمشق ان طلبة من كلية العلوم تظاهروا بالجامعة.
وذكر نشط أنه تلقى رسائل نصية عبر الهاتف المحمول تفيد بأن قوات الامن السورية قتلت طالبا وطوقت الحرم الجامعي. لكن صفحة تابعة للحكومة السورية على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي قالت ان قوات الامن سيطرت على هذا الانفلات الامني ونفت سقوط أي قتلى.
وتسيطر فروع لحزب البعث على الجامعات السورية. وأظهر شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب حشدا من الطلاب يخرجون من جامعة دمشق وهم يهتفون "الله .. سوريا .. الحرية". وقال شاهد عيان ان موالين للاسد ردوا عليهم بهتاف يوصمهم بانهم عملاء للولايات المتحدة.
وكان رد فعل الاسد في مواجهة احتجاجات غير مسبوقة ضد حكمه المستمر منذ 11 عاما هو استخدام مزيج من القوة ووعود بالمضي في اتجاه الاصلاح بما في ذلك رفع حالة الطواريء المطبقة منذ نحو خمسين عاما.
واندلعت أعمال العنف في بانياس التي تضم احدى مصفاتي نفط في سوريا يوم الاحد عندما أطلقت قوات غير نظامية من العلويين تعرف باسم "الشبيحة" النار على السكان ببنادق آلية من سيارات مسرعة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان أربعة أشخاص قتلوا في المدينة الساحلية التي تقطنها أغلبية من السنة. وذكرت السلطات أن جماعة مسلحة نصبت كمينا لدورية قرب بانياس مما أسفر عن مقتل تسعة جنود.
وذكر نشطاء ومحتجون أن الطرق الى بانياس أغلقت.
وقال أنس الشغري أحد زعماء المحتجين لرويترز من بانياس ان الكهرباء مقطوعة منذ يوم الاحد وان الناس خائفون جدا. وأضاف أن الجيش نشر أفرادا من المشاة في بانياس كما أنه وضع نقاط تفتيش داخل المدينة وحولها.
وقال الاسد ان المحتجين جزء من مؤامرة خارجية لاشعال فتنة طائفية. واستخدم والده الرئيس الراحل حافظ الاسد لهجة مماثلة عندما قمع المعارضين من اليساريين والاسلاميين لحكمه في الثمانينات مما أسفر عن مقتل الالاف.
ويرفض زعماء للحقوق المدنية وشخصيات معارضة هذه المزاعم وأصدروا الشهر الماضي اعلانا بنبذ الطائفية وأعربوا فيه عن التزامهم بالتغيير الديمقراطي السلمي وذكروا أن الشعب السوري كله يعاني من القمع.
وينتمي الاسد الى الاقلية العلوية التي تمثل نحو 10 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم 20 مليون نسمة.
وقال محام علوي نشط في مجال حقوق الانسان ان العلويين -شأنهم شأن أقليات أخرى تعاني من الانظمة القمعية- يخشون المجهول في حالة سقوط النظام. لكنه أضاف أن هذا لا يعني أنهم يؤيدون العنف الذي ينتهجه النظام.
وامتدت الاحتجاجات في أنحاء سوريا رغم محاولات الاسد نزع فتيل الاستياء من خلال اتخاذ خطوات تهدف الى تنفيذ مطالب مثل انهاء حالة الطواريء المستمرة منذ نحو 50 عاما واسترضاء الاقلية الكردية وكذلك المحافظين من السنة.
وقتل 90 شخصا على الاقل في المظاهرات التي اندلعت لاول مرة في مارس اذار للمطالبة بالافراج عن تلاميذ مدارس كتبوا شعارات على جدران مدرستهم في مدينة درعا الجنوبية تدعو للديمقراطية ثم تطورت فيما بعد للدعوة الى حرية أكبر وانهاء حكم الاسد.
وقالت بريطانيا وألمانيا ان الوقت حان كي ينفذ الاسد وعود الاصلاح ويسمح بالمظاهرات السلمية.
وقال ستيفن سيبرت المتحدث باسم الحكومة الالمانية "هناك مطلب واضح من الحكومة السورية وهو ... ضرورة محاسبة أولئك المسؤولين من قوات الامن عن قتل متظاهرين مسالمين بالرصاص."
وسيكون لاي تغيير سياسي في سوريا تداعيات أوسع لانها تقع في قلب الصراع العربي الاسرائيلي. وتقيم عائلة الاسد الحاكمة في سوريا تحالفا مناهضا لاسرائيل مع ايران وتدعم كلا من حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ولكنها ما زالت تسعى للتوصل لاتفاق سلام مع اسرائيل.
وأدان الغرب استخدام سوريا للعنف ولكن من غير المحتمل ان تواجه تلك الدولة الاستراتيجية التي تحدها كل من اسرائيل والعراق والاردن ولبنان وتركيا تدخلا اجنبيا مثلما حدث في ليبيا ما لم يصل معدل القتل الى ما شهدته الثمانينات.
وكانت قوات موالية للرئيس الراحل حافظ الاسد أغلبها من العلويين هاجمت مدينة حماة انذاك للقضاء على انتفاضة قادها الاخوان المسلمون. وسقط ما يصل الى 30 ألف قتيل.
وقال دبلوماسي "للاسف فان القوات الامنية في سوريا مرتبطة بالنظام أكثر مما هو الحال في ليبيا. المحتجون السوريون غير مدركين للاحتمال الواضح بأن النخبة الحاكمة ربما لن تتردد في قتل الالاف للتمسك بالسلطة."
من خالد يعقوب عويس
No comments:
Post a Comment