Sunday, March 27, 2011

د. فاروق الباز يكتب : إلى شباب مصر: ارفعوا شعار «العمل هو الحل»

من الطبيعى أن يشعر بعض شباب الثورة بالإحباط بعد نتيجة الاستفتاء على الدستور، خاصة مَن تطلع منهم إلى التغيير الفورى الشامل، أى «طَرْق الحديد وهو ساخن»، ولكن من الخطأ تفسير النتيجة بأنها نجاح للإخوان المسلمين وبقايا الحزب البائد. السبب الحقيقى للنتيجة هو أن ١٤ مليون صوت أثبتت أن السواد الأعظم من أصل مصر يفضل الهدوء الاجتماعى وإنهاء التظاهرات الفئوية والعودة إلى الشعور بالأمان واستتباب الأمور حتى يبدأ الاقتصاد فى الانتعاش مرة أخرى، كذلك فإن ٧٧٪ من الأصوات آثرت ترك الأمور الشائكة سياسياً للفكر المتأنى مستقبلاً بمنطق «هانستعجل ليه دلوقتى» لابد من اعتبار الوضع نتيجة للشوط الأول فى مسار الحرية، معنى هذا أن جموع الشباب عليها أن تتأهب للشوطين الثانى والثالث وما بعدهما يلزم ذلك، لأن مع الحرية تأتى المسؤولية فى استمرار دعم المسار على المدى الطويل مهما كانت الصعاب ومهما توالت الكبوات.

لابد من إرساء قواعد لتثبيت مكاسب الثورة الوطنية العظيمة، هنا تتضح أهمية العمل السياسى الشبابى، وربما آن الأوان لإرساء مجموعات شبابية تختلف صفات عملها، ولكنها جميعاً تصب فى نفس الوادى الخصيب، وعلى سبيل المثال يكون التصور بإنشاء الأحزاب الشبابية التالية:

حزب القرية المصرية: للعمل على رفعة مأكل ومأوى ودخل أهل القرية المصرية.

حزب محو الأمية: حيث يقوم طلبة وطالبات الجامعة بالعمل أثناء الإجازة الصيفية.

حزب تحدى الفقر: فتح آفاق جديدة لتحسين وضع الفئات الفقيرة فى مصر.

حزب مصر الجميلة: تجمعات من الشباب تقوم بطلاء المبانى كما تم فى كبارى مصر.

حزب نقاء النيل: تطهير سواحل النيل والترع عملاً بمقولة أجدادنا «ولم ألوث النهر».

حزب البيئة: للعمل على تحسين البيئة فى كل ربوع الوطن للحفاظ على صحة الإنسان.

يتضح من هذا غياب الصفات المعهودة فى أسماء الأحزاب مثل الوطنى والديمقراطية وما إلى ذلك من هذه الكلمات الرنانة التى لا تعنى شيئاً، كما رأينا فى العهد البائد. إننى أؤمن بأن شباب مصر قادر على إنشاء ورعاية أحزاب بصفات جديدة غير واردة فى الماضى تبهر العالم أجمع.

ومع أننى آمل فى إرساء عدد كبير من الأحزاب الشبابية، لكننى أذكِّر الجميع بأن الاتصال الدائم فيما بينها مهم للغاية لأن غرضها الأساسى واحد، الاتصال الدائم ليس غريباً على شباب الثورة، فلقد كان سبباً رئيسياً فى نجاحها المبهر، لذلك يجب العمل على توسيع حلقة الاتصال الدائم.

أهمية ما سلف أن توضيح أهمية العمل السياسى الناجح يبدأ من تحسين أوضاع عامة الناس ويلزم القيادات السياسية بأن تكون لها رؤية واضحة وهدف محدد، وعلى الجميع الإخلاص فى العمل ومحبة الناس.

سيروا يا شباب مصر بخطى ثابتة وتحلّوا بالاعتزاز بمصريتكم، عليكم بالصبر فكل منال مرموق يصعب الوصول إليه دون عناء ولا يهمكم التعثر فى الطريق أو الخطأ فسوف تتعلمون من كل كبوة، المهم أن تعملوا جاهدين فى سبيل الوطن وعلى المدى الطويل. ثمار الثورة الحقيقية هى إخراج مصر من الجمود الفكرى ورفعة شأن أهلها، ارفعوا شعار «العمل هو الحل» لازدياد مكاسب الثورة وعودة مصر إلى مكانة رفيعة تليق بعظمتها بين الأمم

المصرى اليوم

No comments: