الضابط المستقيل من الرقابة الإدارية يقدم بلاغاً يتهم إبراهيم سليمان بتخصيص «أراضى» لمسؤولين بارزين وعائلاتهم

قال المقدم معتصم فتحى، الضابط بالرقابة الإدارية، الذى تقدم باستقالته قبل أيام من ثورة «٢٥ يناير» بسبب «تهميشه»، إنه يملك أوراقاً ومستندات تؤكد أن نائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان وأسرته متورطون فى قضايا فساد بمشاركة وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان، وحضر المقدم المستقيل إلى مكتب النائب العام ظهر أمس وتقدم ببلاغ ومستندات يشرح فيها اتهامه وكيفية حصوله على المعلومات.

استهل «المقدم المستقيل» من الرقابة الإدارية بلاغه بالآية القرآنية: «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وهو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون»، وقال إن وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان خصص أراضى وفيلات تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة واستغل سلطات وظيفته ونفوذه فى توزيع الأراضى على المسؤولين بالدولة، إضافة إلى إشرافه على أعمال التشطيبات والديكورات والحصول على مبالغ مالية من مقاولين.

وأضاف فى بلاغه، الذى حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه، أن مدير مكتب إبراهيم سليمان كان يحصل على مبالغ مالية وأنه غير أثاث ديكورات فيلا الرئيس السابق ٣ مرات لعدم موافقة حرم الرئيس السابق عليها.

وشرح مقدم البلاغ أن إبراهيم سليمان كان يوزع أراضى على مسؤولين بأسعار زهيدة ومنها حصول عمر محمود سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق وأولاده على قطع من الأراضى المميزة بمنطقة أنشئت خصيصاً له باسم منطقة «قصور المشتل» وبمساحات لم يحصل عليها غيره كانت مخصصة كحدائق ومنفعة عامة، ومن بين تلك الأراضى القطعة رقم ٣ باسم عبير عمر محمود ومساحتها ٤٠٠٧ أمتار بقيمة مليونين ونصف المليون جنيه، وأن قيمتها تصل إلى ٦ ملايين جنيه وأنه خصصها بالأمر المباشر دون اتباع إجراءات قانونية.

كما خصص القطعة رقم ٤ باسم رانيا عمر محمود ومساحتها ٥٠٠٢ متر، وتخصيص القطعة رقم ٥ للسيدة داليا عمر محمود ومساحتها ٥١٢٦ متراً وتخصيص القطعة رقم ١٥ باسم رانيا عمر محمود ومساحتها ١٧٧٣ متراً، والقطعتين رقمى ٦ و٧ بمنطقة قصور المشتل لابن رجل الأعمال حسين سالم ويدعى خالد ومساحة تلك الأراضى ١٠١٢٣ متراً.

وأضاف المقدم معتصم فتحى فى بلاغه أنه تبين له من واقع المستندات شراء عمر سليمان وإبراهيم سليمان ٤ طوابق سكنية لأبنائهما من عماد ووجدى كرار والأخير سبق اتهامه بدفع مبالغ مالية على سبيل الرشوة لموظف بحى مصر الجديدة، وحاصل أيضاً - أى كرار - على ١٧ قطعة أرض بالقاهرة الجديدة وفندق ومبنى بمارينا بالأمر المباشر، وكذلك قطعتا أرض تعدت مساحتهم ١٠٠ فدان.

وشرح أن الشقق السكنية عبارة عن طابق كامل مساحته ٣٤٠ متراً لكل شقة بشارع عمر ابن الخطاب بمصر الجديدة مقابل ٤٠٠ ألف جنيه عن كل طابق، فى حين أن البنك الأهلى اشترى طابقين فى نفس العقار بـ٧ ملايين ونصف المليون جنيه.

وأضاف أن إبراهيم سليمان حصل على منافع مادية وعينية منهما وسيارة ماركة فولكس تعدت قيمتها ربع مليون جنيه، وغسل أمواله المتحصلة من جرائم مؤثمة قانوناً وقيامه بإصباغ المشروعية عليها عبر بيع وشراء العديد من العقارات والسيارات الفارهة، حيث يمتلك العديد من السيارات ويمتلك نجله سيارتين ماركتى هامر، ومرسيدس، وادعاء بيعهما بمبالغ كبيرة بقصد إخفاء حقيقة المبالغ المتحصلة من جرائم استغلال النفوذ والتربح بغير وجه حق، وإضفاء المشروعية عليها، كما أكدت المصادر امتلاكه أكثر من نصف مليار جنيه متمثلة فى عقارات وأراض وأموال سائلة، وتساءل: «هل الوظيفة العامة تحقق تلك الأموال؟!»..

لقد نص الدستور المصرى والقوانين على حظر شراء الوزراء الأراضى المملوكة للدولة، فلا يمكن التلاعب بشرائها بأسماء أولاده وزوجته حتى يتهرب من ذلك، ومرفق توكيلات صادرة من زوجته وأولاده له بالتعامل فى ممتلكاتهم.

وأضاف أن مصادره أكدت وجود عدد من الخزائن الحديدية الكبيرة موجودة بفيلاته الكائنة «٣٥ غرب الجولف بالتجمع الخامس» وجراج منزله، يخفى فيها الأموال والعديد من المستندات والأوراق الدالة على عناصر ذمته المالية، كما قام بتأسيس العديد من الشركات باسم أولاده منها شركة ماتريكس انترناشيونال وشركة ميكسرز للاستيراد والتصدير والتوكيلات مملوكة لنجله شريف وشركة ميكس أندر للاستيراد والتصدير مملوكة لكريمته دينا محمد إبراهيم.

وقال: فضلاً عن قيامه بإخفاء أموال متحصلة من جرائم الرشوة مقابل تسهيل إجراءات إسناد وصرف مستخلصات لصالح حازم كمال مصطفى حسين وزوجته داليا فؤاد صاحبى الشركة الدولية للتكنولوجيا البيئية - أنتيك - وسبق إسناد لشركته العديد من المشروعات كمقاول باطن للجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى التابع لوزارة الإسكان بجنوب سيناء - مرسى مطروح - بورسعيد - ومشاركته فى بعض الشركات وحصوله على فيلا بالقطامية هايتس قام بشرائها منه بمبالغ مغالى بها، وتقاضيه مبالغ الرشوة عبر إيداعات بفرع البنك التجارى الدولى.

حاولت «المصرى اليوم» الاتصال بنائب رئيس الجمهورية السابق أو أى من أسرته وكذلك وزير الإسكان الأسبق، محمد إبراهيم سليمان، لسؤالهما عن الاتهامات التى حملها البلاغ ولم تتمكن من الوصول إليهما، وكانت «المصرى اليوم» نشرت الاثنين الماضى أن المقدم معتصم فتحى قدم استقالته بسبب تهميشه بعد كشفه قضايا فساد كبيرة تسببت فى حرج بالغ للنظام وقتها، وأن الرئيس السابق حسنى مبارك حفظ البعض منها، خصوصاً ما يتعلق بمحمد إبراهيم سليمان

سامى عبدالراضى

المصرى اليوم