لا تصدق أن أحداً منهم غير مشغول.. ولا تصدق أن تونس غير أى دولة أخرى.. ولا تصدق أكاذيب الحاشية.. كان زين العابدين يصدقهم، وهذا مصيره.. كلهم زين العابدين.. صحيفة ليبراسيون الفرنسية جمعت ستة رؤساء منهم.. وقالت: «الدور على مين؟».. لذلك يتابعون ما يحدث عن كثب.. وهذا ما حدث فى أحد قصور الرئاسة:
المشهد الأول
الرئيس: إيه الجديد النهارده فى تونس؟
.. رئيس الديوان: يا فندم التوانسة مسَّخوا حبتين..
الرئيس: ليه؟..
رئيس الديوان: طلبوا من «المبزع» و«الغنوشى» تقديم استقالتيهما من حزب التجمع الدستورى الديمقراطى..
الرئيس: وهمَّه عملوا إيه؟..
رئيس الديوان: استقالوا يا فندم طبعاً.
. الرئيس: طيب وإيه يعنى ما همَّه برضه ولاؤهم للتجمع الدستورى..
رئيس الديوان: تحايل سياسى لامتصاص الغضب.
. الرئيس: بس أنا عرفت أن «الغنوشى» هو اللى أعلن فصل الدولة عن الأحزاب..
رئيس الديوان: ابن لئيمة..
الرئيس: جهز لى قرار جمهورى.
. رئيس الديوان: ده يبقى قرار تاريخى يا فندم!
المشهد الثانى
الرئيس: إيه رأيك فى حكاية زين العابدين من أولها لآخرها؟
.. رئيس الديوان: الصراحة يا فندم ما عرفش يدير الأزمة صح..
الرئيس: تفتكر كان يعمل إيه؟
.. رئيس الديوان: كان يضحى بوزير الداخلية بدرى بدرى.. إن جالك الطوفان لا قدر الله..
الرئيس: كانوا هيطمعوا فيه برضه..
رئيس الديوان: كان يقدر يجتمع بقادة اتحاد الشغل والمحامين، وتخلص الحكاية..
الرئيس: على فكرة أخبار اتحاد العمال إيه؟
.. رئيس الديوان: كله تحت السيطرة.. الخصخصة خلّصت على الموضوع.. العمال تبع رجال الأعمال.. الرئيس: كانت الخصخصة دى فكرة هايلة.. خليهم يدوروا فى الساقية ليل نهار!
المشهد الثالث
الرئيس: اسمع.. عايزين نوسع رقعة المشاركة فى الحكم..
رئيس الديوان: تبقى خطوة تاريخية..
الرئيس : إيه حكاية «تاريخية» معاك
؟.. رئيس الديوان: هيَّه فعلاً قرارات تاريخية وإصلاحية.. نخلى الإعلام يغنى بيها..
الرئيس: فكر معايا نعملها إزاى؟.. أنا شايف ندِّى الأحزاب فرصة..
رئيس الديوان: بتفكر فى وزارة جديدة يا ريس..
الرئيس: وليه لأ..
رئيس الديوان: حكومة ائتلافية.. وبالمرة تشرف على انتخابات الرئاسة المقبلة..
الرئيس: والعالم كله هيسقف.
. رئيس الديوان: رااائع.. ضربة معلم!
المشهد الرابع
رئيس الديوان: عندنا مشكلتان يا ريس.. الأولى: بخروج سيادتك من الحزب الحاكم سينهار فوراً.. الثانية: هنشرك مين ولاّ مين من أحزاب المعارضة فى الوزارة الجديدة؟
.. الرئيس: مين ولّا مين يعنى إيه؟
.. رئيس الديوان: دول ٢٥ حزب غير الإخوان..
الرئيس: إخوان.. مالهم؟.. همَّه مش جماعة محظورة؟..
رئيس الديوان: والله احنا بنعمل مصالحة مع كل الأطراف!..
الرئيس: تفتكر ناخد منهم حد؟
.. رئيس الديوان: فيه ناس معتدلة ومحسوبة عليهم.. ناخد منهم واسمهم إخوان!..
الرئيس: فكرة.. بس كفاية واحد فقط..
رئيس الديوان: همة كانوا فين؟!..
الرئيس: طيب وانهيار الحزب الحاكم.. مش مهم.. كفاية كده!
المشهد الخامس
الرئيس: إيه موضة الانتحار دى؟
.. رئيس الديوان: كله تحت السيطرة.
. الرئيس: بلاش حكاية السيطرة دى.. كانوا بيقولوا كده لزين العابدين.
. رئيس الديوان: يا فندم أطلب لك وزير الداخلية.
. الرئيس : صحيح هوَّه عمل إيه فى المصيبة؟.
. رئيس الديوان: لسه ما بعتش تقريره النهائى حتى الآن؟.
. الرئيس: فات عشرين يوم دلوقت.. اطلبه لى؟..
رئيس الديوان: آدى واحد..
الرئيس: بالمناسبة شوف لى كمان وزراء الصحة والتعليم والإعلام والعمل.
. رئيس الديوان: كده الوزارة هتبقى جديدة لانج..
الرئيس: لازم حزمة إجراءات.. الشعب بينتحر..
رئيس الديوان: العنابر جاهزة، وأدوية الحروق جاهزة.
. الرئيس: عال عال!
المشهد الأخير
رئيس الديوان: دى يا فندم أجرأ قرارات تصدر من رئاسة الجمهورية.
. الرئيس: ناخدها بمزاجنا وتبقى برضه سياسة.
. رئيس الديوان: كله إلا فصل الحزب عن الدولة.. هيبقى مفاجأة.
. الرئيس: لأ.. ولسه..
رئيس الديوان: مفاجآت تانى سيادتك؟.
. الرئيس: الوزارة الجديدة، ودخول زعماء المعارضة..
رئيس الديوان: وجماعة الإخوان.. دى بقى حدوتة!
.. الرئيس: لسه هنعمل تغيير للدستور..
رئيس الديوان: مش كله مرة واحدة.. خليها بعد انتخابات الرئاسة..
الرئيس: هيه دى المفاجأة الأخيرة..
رئيس الديوان: لأ.. ما تقولهاش يا فندم..
الرئيس: بالعكس دى المفاجأة التاريخية فعلاً.. لا رئاسة مدى الحياة!..
رئيس الديوان: هتتنحى يا ريس؟
محمد أمين-المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment