قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، إن مظاهرات البطالة الأخيرة فى تونس، تعد جرس إنذار للأنظمة التى وصفتها بـ«الاستبدادية» فى الشرق الأوسط، وعلى رأسها النظام المصرى، وأكدت أنها تحمل مؤشرات تثير القلق فى القاهرة.
واعتبرت الصحيفة، فى تقرير نشرته، أمس، أن موجة الاحتجاجات التى تجتاح تونس بمثابة إشارة حمراء لحكومات المنطقة، التى طالما رفضت تحذيرات من نتائج عكسية نتيجة الحفاظ على الاستقرار من خلال القمع.
وأشارت إلى أن شباب مصر يعانى ارتفاعا فى معدل البطالة، ونظاماً سياسياً لا يترك مجالا للمعارضة، وأكدت أنه إذا استمر القادة، الذين يحكمون منذ عقود، فى عدم السماح للمعارضة بالتنفيس عن غضبها، فإن الاحتجاجات ستنذر بمشكلة قريبة.
وأضافت أن شعب مصر يشارك شعبى تونس والجزائر حالة الإحباط التى يشعرون بها، بسبب عدم مشاركتهم فى الحياة السياسية، وارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب، وأشارت إلى أن ٦٠% من سكان مصر من الشباب تحت سن ٣٠ سنة، وتبلغ نسبة معدل البطالة الرسمية ٩%، وأوضحت أن الشباب المصرى أصبح عصبيا فى ظل النظام الحالى.
وتوقعت الصحيفة أن ينفجر الغضب المصرى، وقالت إنه رغم أن سياسات التحرير ساعدت فى نمو الاقتصاد، فإن هذه التغييرات ساعدت الطبقة الثرية فقط، ونقلت عن ضياء رشوان، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية قوله: «إن ما يحدث فى تونس بمثابة تحذير للنظام المصرى، وأى نظام عقلانى سيتخذ إجراءات للتصدى له، لكن مصر ليست لديها أى استراتيجية فى هذا الشأن».
وقال الباحث فى مؤسسة كارنيجى للسلام، الدكتور أشى لاسين: «إن بعض العوامل التى زادت من الضغط على التونسيين ليست موجودة فى مصر، فالشباب التونسى لديه مستوى تعليم أعلى من الشباب المصرى، لاسيما بين العاطلين عن العمل».
وأضاف أنه مع ارتفاع أسعار الغذاء العالمية وارتفاع التضخم فى مصر، فإن الحكومة ستحتاج إلى التعامل بحذر مع قضايا مثل الأمن الغذائى والبطالة، فضلاً عن السخط السياسى، وأكد أن المصريين يعانون فى صمت، لكن هناك انفجارا شعبيا، سيحدث فى وقت ما
فاطمة زيدان- المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment