«خلاص فهمت».. كانت آخر كلمات الرئيس المخلوع، زين العابدين بن على.. قالها فى خطاب الاستربتيز الشهير.. الذى تخلى فيه عن صلاحياته قطعة قطعة.. حتى قال إنه لن يترشح مرة أخرى.. خلاص فهم الرئيس بعد ربع قرن.. خلاص فهم الرئيس أن الشعب تعبان.. خلاص فهم الرئيس أنهم يضللونه.. وعندما فهم الرئيس كان كل شىء «خلاص».. لا أحد يرد عليه، ولا أحد يقبله ضيفاً.. ولا أحد يكشف عن علاقته به أبداً!
خلاص فهم «زين العابدين» أن قبلات الحكام لا تفيد.. المهم علاقته بالأمير الوليد.. الملاذ الأخير.. لكن يبقى سؤال يشغلنى: هل جرت اتصالات من أى نوع بين الرئيس زين العابدين بن على والرئيس مبارك، أو العكس؟.. هل طلب «بن على» اللجوء إلى مصر.. أم لم يطلب أصلاً؟.. هل رفضت مصر الطلب؟.. أم تأخرت فى الرد؟.. هل كان هناك فى قصر العروبة مَنْ يحسب حساباً لغضب الشعب؟!
هناك طوفان من الأسئلة قد يحتاج إلى إجابات.. منها: هل يشعر «بن على» بالندم الآن لأنه استمع إلى نصيحة غربية بالمغادرة؟.. هل كان يفضل الموت فى بلاده على عذاب الغربة واللجوء السياسى؟.. هل تبقى ليلى الطرابلسى فى دبى، ولا تلحق بزوجها فى جدة؟.. هل ترتدى «ليلى» النقاب حتى تختفى عن الأنظار؟.. هل يأتى يوم تسافر إلى باريس حين ينساها الشعب؟.. هل تنوى طلب الطلاق لتعيش حياتها بعد فقدان العرش؟!
هل ينتحر «زين العابدين» ليتخلص من حياته، بعد أن فقد الثروة والسلطة؟.. وكيف يقضى وقته وهو لا يمارس السياسة، طبقاً لقانون اللجوء السياسى؟.. هل كان هناك تفكير فى عودة يُمهّد لها معمر القذافى، خاصة بعد حالة الدمار التى لحقت بالبلاد؟.. هل كان خروجه مناورة سياسية، لكنها انتهت بطريقة غير متوقعة بالمرة؟.. لماذا لم يعرض «القذافى» استضافة «بن على» وأسرته، بدلاً من تسول حق اللجوء.. شرقاً وغرباً؟!
هل تصريحات «القذافى» كانت نوعاً من جبران الخاطر؟.. أم أنها نوع من السباحة ضد التيار فقط؟.. هل تدرس قمة شرم الشيخ توابع الزلزال، وتُدرجه على جدول أعمال القمة الاقتصادية؟.. ما هى الرسالة التى تلقاها الحكام العرب من ثورة تونس، وهم فى قمة الغلاء والبطالة والفقر؟.. هل يمكن أن يتدخل القادة العرب لنصرة رئيس عربى مقابل تقديم الدعم الكامل للشعب التونسى الشقيق؟!
هل كانت البيانات العربية، باحترام خيارات الشعب التونسى، نابعة من القلب؟.. أم كانت نوعاً من النفاق لشعوبهم المتعطشة للثورة؟.. كيف كان صدى هذه الثورة الشعبية الجماهيرية فى قصور الرئاسة العربية؟.. هل هناك شعور بأن كرة الثلج بدأت تتحرك من الغرب؟.. هل هناك رغبة فى التغيير السلمى، ورغبة فى تغيير الدستور الآن، على مقاس الشعوب وليس الحكام؟.. هل ينتظرون حتى يفهموا فى وقت متأخر، مثل «زين العابدين»؟!
هل تنشأ علاقات بينية بين القادة، على أساس تبادل الاستضافة؟.. هذا السؤال قد يكون نكتة، لكنه يعكس حقيقة ما جرى للرئيس المخلوع.. وعلى ذكر النكتة.. هل كان زين العابدين لا يصدق ثورة الشعب، فقال لحاشيته: خليهم يتسلوا؟
محمد أمين - Almasry Alyoum
No comments:
Post a Comment