من أكبر المشكلات الحقيقية التي تعوق مشروع التوريث في مصر، موقف الناس وإحساسهم بمحدودية قبول جمال مبارك، وضعف قدرته علي التواصل مع الناس !!
..عندما يتحدث جمال مبارك، يذكرني أحياناً بالكمبيوتر الناطق باللغة العربية، ورغم الجهود والنفقات التي تبذل للإخراج «الفني» للقاءات والزيارات التي يقوم بها، فإنها تذكرني بعروض المسرح التجريبي المترجمة، وتحديداً عروض الممثل الواحد!!
.. أنا لا أطيق مسرحاً يقدم عرضاً مدبلجاً!! حيث يتحرك كل من علي المسرح، ويشيح بيديه، ويعبث بعضلات وجهه، ويضحك، ويصرخ.. بينما الصوت يخرج من جهة أخري بعيداً عن الخشبة!! وكأننا في مسرح العرائس !!
.. الحملة ضد التوريث، هي مواجهة للمسرح المغشوش، الذي يسند دور البطولة للأقل موهبة وقبولاً !!
.. فأي سيناريو يفترض معه وجود شخصيات متعددة، وأصوات مختلفة، ومواقف متباينة، بينما سيناريو التوريث يحبس فيه ممثل واحد زملاءه خلف الكواليس، ويمنعهم من الظهور علي الخشبة، ويدعي للجمهور أنهم كسالي !! وغير صالحين، وأنه سيتولي تمثيل جميع الأدوار، وفقاً للمسئولية الأسرية، والحزبية، والمسرحية الملقاة علي عاتقه؟!
.. هل يمكن لشخص واحد- حتي ولو كان نجل فرعون أو هامان- أن يعتبر خشبة المسرح أملاكاً خاصة به فيشطب النص المكتوب، ويلغي السيناريو، ويفصل الملقن، ويحيل الممثلين للتقاعد، ويطرد قائد الفرقة الموسيقية، والعازفين، وعمال الديكور والإضاءة، وقاطعة التذاكر، وعامل البوفيه، والطفل الواقف بأوراق«الكلينكس» علي باب دورة المياه، وبائع الجرائد علي الرصيف، والمنادي الذي يصف السيارات أمام المسرح؟! يفعل كل هذا فقط لأنه محدود الموهبة غير قادر علي منافسة أي طرف له!!
.. هذا لا يمكن أن يحدث علي خشبة المسرح- أي المسرح- لا سيما إذا كان هو القومي .. أو الوطني، أو حتي الديمقراطي!!
.. فكيف لنا أن نقبل ألا يكون لنا رأي وموقف ودور في المسرحية التي تعالج شئون يومنا وغدنا وموتنا وحياة أطفالنا.. كيف يكون النص هو قصتنا نحن، ويعلن البطل المدبلج عن انتحارنا.. في حين أننا لا نزال قابعين في مقعدنا!! أحياء رغم القرارات الجمهورية بنحرنا فدية لتمرير مشروع التوريث؟!
.. كيف نسمح أن ندفع كامل الثمن، للتذاكر، والضرائب، والرسوم والبقشيش أيضاً ونكشف عن أن كل المشاهد تتوقف علي مزاج بطل العرض السابق!! وحالته الهضمية والسيكولوجية .. وأنه لا يوجد نص مكتوب، ولا برنامج مطبوع، ولاثمة مواعيد لرفع الستارة، أو إسدالها؟!
.. نعم هناك مسرح الشخص الواحد، إلا أنه لم يعد هناك مكان في هذا العصر لمسرح الإله!! بكل طقوسه وأوامره وأنصابه!! حيث تظل أقدارنا، معلقة بين شفتي بطل العرض السابق، أو قدميه!! وأيادينا مقطوعة، حتي لانتورط في الاعتراض عليه وعلي اختياراته!!
.. عندما ينتهي العرض لا شيء يمكن أن يحدث أو يقبل، أو يعقل سوي إسدال الستار !!
.. مصر كلها تنتظر لحظة إسدال الستار وبداية عرض جديد يشارك فيه أبطال يمثلون ألوان الطيف السياسي المصري.
.. لا أحد يرفض وجود جمال من حيث المبدأ فهو في النهاية مواطن مصري له كل حقوق غيره لكن أحداً لا يقبل أن يكون وجود جمال سبباً لإلغاء حق هذ الأمة في أن تختار من بين جمال وغيره من البدائل الحقيقية وليس البدائل الوهمية «الكومبارس» الذي تفتح له الطرق الآن لتمرير ميلودراما جمال مبارك.
.. مصر كبيرة علي جمال منفرداً وعلي الكومبارس الذي يروج له إعلام جمال وأجهزة أمنه
..عندما يتحدث جمال مبارك، يذكرني أحياناً بالكمبيوتر الناطق باللغة العربية، ورغم الجهود والنفقات التي تبذل للإخراج «الفني» للقاءات والزيارات التي يقوم بها، فإنها تذكرني بعروض المسرح التجريبي المترجمة، وتحديداً عروض الممثل الواحد!!
.. أنا لا أطيق مسرحاً يقدم عرضاً مدبلجاً!! حيث يتحرك كل من علي المسرح، ويشيح بيديه، ويعبث بعضلات وجهه، ويضحك، ويصرخ.. بينما الصوت يخرج من جهة أخري بعيداً عن الخشبة!! وكأننا في مسرح العرائس !!
.. الحملة ضد التوريث، هي مواجهة للمسرح المغشوش، الذي يسند دور البطولة للأقل موهبة وقبولاً !!
.. فأي سيناريو يفترض معه وجود شخصيات متعددة، وأصوات مختلفة، ومواقف متباينة، بينما سيناريو التوريث يحبس فيه ممثل واحد زملاءه خلف الكواليس، ويمنعهم من الظهور علي الخشبة، ويدعي للجمهور أنهم كسالي !! وغير صالحين، وأنه سيتولي تمثيل جميع الأدوار، وفقاً للمسئولية الأسرية، والحزبية، والمسرحية الملقاة علي عاتقه؟!
.. هل يمكن لشخص واحد- حتي ولو كان نجل فرعون أو هامان- أن يعتبر خشبة المسرح أملاكاً خاصة به فيشطب النص المكتوب، ويلغي السيناريو، ويفصل الملقن، ويحيل الممثلين للتقاعد، ويطرد قائد الفرقة الموسيقية، والعازفين، وعمال الديكور والإضاءة، وقاطعة التذاكر، وعامل البوفيه، والطفل الواقف بأوراق«الكلينكس» علي باب دورة المياه، وبائع الجرائد علي الرصيف، والمنادي الذي يصف السيارات أمام المسرح؟! يفعل كل هذا فقط لأنه محدود الموهبة غير قادر علي منافسة أي طرف له!!
.. هذا لا يمكن أن يحدث علي خشبة المسرح- أي المسرح- لا سيما إذا كان هو القومي .. أو الوطني، أو حتي الديمقراطي!!
.. فكيف لنا أن نقبل ألا يكون لنا رأي وموقف ودور في المسرحية التي تعالج شئون يومنا وغدنا وموتنا وحياة أطفالنا.. كيف يكون النص هو قصتنا نحن، ويعلن البطل المدبلج عن انتحارنا.. في حين أننا لا نزال قابعين في مقعدنا!! أحياء رغم القرارات الجمهورية بنحرنا فدية لتمرير مشروع التوريث؟!
.. كيف نسمح أن ندفع كامل الثمن، للتذاكر، والضرائب، والرسوم والبقشيش أيضاً ونكشف عن أن كل المشاهد تتوقف علي مزاج بطل العرض السابق!! وحالته الهضمية والسيكولوجية .. وأنه لا يوجد نص مكتوب، ولا برنامج مطبوع، ولاثمة مواعيد لرفع الستارة، أو إسدالها؟!
.. نعم هناك مسرح الشخص الواحد، إلا أنه لم يعد هناك مكان في هذا العصر لمسرح الإله!! بكل طقوسه وأوامره وأنصابه!! حيث تظل أقدارنا، معلقة بين شفتي بطل العرض السابق، أو قدميه!! وأيادينا مقطوعة، حتي لانتورط في الاعتراض عليه وعلي اختياراته!!
.. عندما ينتهي العرض لا شيء يمكن أن يحدث أو يقبل، أو يعقل سوي إسدال الستار !!
.. مصر كلها تنتظر لحظة إسدال الستار وبداية عرض جديد يشارك فيه أبطال يمثلون ألوان الطيف السياسي المصري.
.. لا أحد يرفض وجود جمال من حيث المبدأ فهو في النهاية مواطن مصري له كل حقوق غيره لكن أحداً لا يقبل أن يكون وجود جمال سبباً لإلغاء حق هذ الأمة في أن تختار من بين جمال وغيره من البدائل الحقيقية وليس البدائل الوهمية «الكومبارس» الذي تفتح له الطرق الآن لتمرير ميلودراما جمال مبارك.
.. مصر كبيرة علي جمال منفرداً وعلي الكومبارس الذي يروج له إعلام جمال وأجهزة أمنه
د. أيمن نور- الدستور
No comments:
Post a Comment