كما قطار الصعيد الشهير يسير قطار الوطن.. فى أول قطار الوطن عربة فخمة فاخرة (درجة أولى مكيف) يمكن أن نسميها عربة السلطة والمال هى الأقرب إلى السائق، وهى التى تحدد وجهة القطار وسرعة القطار.. تليها عربة أقل فخامة (درجة تانية) مليئة بالضجيج والصياح والصراخ يمكن أن نسميها عربة النخبة، مسموح لأى من ركابها أن ينضم إلى عربة السلطة والمال، ماراً فوق الفاصل الصغير بين العربتين، أو على الأصح ماراً فوق القيم والمبادئ والضمير.. تلى عربة النخبة عربات صدئة قبيحة على نوافذها قضبان غليظة لتمنع الناس من الهرب، وكأنها زنازين متحركة، هى بالتأكيد عربات الشعب!! داخل عربات الشعب نيران متأججة مسعورة، حاصرت المصريين ولم يعد منها مهرب أو مفر، إنها نيران الفقر والجهل والمرض،
ورغم ضخامة النيران وتدافع ألسنة اللهب من نوافذ عربات الشعب، إلا أن ركاب عربة السلطة لا يرونها، لأنهم لا ينظرون خلفهم، وطريقهم خال ومفتوح كما يرونه من عربتهم الأولى، وعربتهم المكيفة تمنعهم حتى من الإحساس بارتفاع درجة الحرارة الناتج عن اشتعال المصريين، أما ركاب عربة النخبة فجميعهم رأى الحريق، فقرر أغلبهم الهرب إلى عربة السلطة الآمنة المؤمنة، والأقلية الباقية غاضبة تصرخ وتطالب بتوقف القطار، وبدأت عمليات الإنقاذ، ولكن يبدو أن ركاب عربة السلطة والمال لا يسمعون إلا أنفسهم، وهكذا يسير قطار الوطن المشتعل كما سار قطار الصعيد مشتعلاً كيلومترات، الناس تحترق، والسلطة مشغولة بنفسها لا تراهم ولا تسمع صرخاتهم، والنخبة أغلبها ينعم مع السلطة والباقى يحترق مع الناس!!
وأغلب الظن أن ركاب عربة السلطة أقنعوا السائق بفصل العربات الأمامية والانطلاق فى طريقهم تاركين الناس تحترق كما فعل سائق قطار الصعيد!
م/ أحمد عبدالغنى
Almasry Alyoum
No comments:
Post a Comment