عبر الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسة المقبلة، عن تضامنه مع الروائي السيناويمسعد أبو فجر الذي ظل معتقلا لقرابة 30 شهراً وأفرج عنه مؤخراً في ظل الاتفاقات التي تمت بين وزارة الداخلية وشيوخ القبائل البدوية بسيناء.
كما عبر البرادعي عن تضامنه مع مطالب البدو في الحرية وتنمية المجتمع السيناوي معتبرا ان البدو ط أهلنا وقضاياهم هي قضايانا".
وقال البرادعي في تعليق له على قضية مسعد أبو فجر ومطالب البدو نشره على موقع "تويتر" :"مسعد أبو فجر ضحية أخرى لقمع الحريات. بدو سيناء هم أهلنا، وقضاياهم في الحرية والتنمية هي قضايانا".
يشار إلى أن مسعد أبو فجر روائي وناشط سيناوي في حركة "ودنا نعيش" المعنية بهموم ومشاكل السيناويين، وكان أبو فجر قبل تعرضه للاعتقال يتبنى دعوة تطالب بالإفراج عن أبناء جلدته من بدو سيناء من طالتهم يد "زوار الفجر" علي خلفية التفجيرات التي تمت للمناطق السياحية في سيناء ووقف انتهاكات حقوق الإنسان ضد أهالي سيناء.
وترجع وقائع اعتقاله إلى ديسمبر عام 2007، حين اقتحمت قوة تابعة لشرطة الإسماعيلية منزله في الثانية فجرا وقامت بتفتيش منزله، واستولت على هاتفه المحمول والقرص الصلب لجهاز الكمبيوتر الخاص به، وتم إلقاء القبض عليه واحتجازه بنقطة شرطة "بالوظة" الواقعة على الحدود بين سيناء والإسماعيلية، ثم ترحيله إلي مديرية امن شمال سيناء، وهناك وجهت له النيابة العامة تهم التحريض علي إثارة الشغب وإتلاف المال العام، وأمرت بحبسه احتياطيا على ذمة القضية لمدة خمسة عشر يوما.
وقد جدد حبس أبو فجر في فبراير 2008 خمسة يوما بعد قضائه 40 يوما قيد الاحتجاز، وقد استمرت أجهزة الأمن في اعتقاله، رغم صدور ثلاثة أحكام قضائية بالإفراج عنه، حيث أصدر قاضي المعارضات بمحكمة العريش الجزئية قرارا بإخلاء سبيله بعد قرار النيابة العامة بالعريش حبسه على ذمة التحقيق في اتهامات جديدة مختلقة هي التجمهر وحيازة وإحراز سلاح بدون ترخيص وقيادة سيارة دون ترخيص بمحضر جديد، على نحو يظهر سوء النية والرغبة في الانتقام منه وإنهاكه نفسيا وبدنيا حيث جرى نقله من الإسماعيلية إلى مديرية أمن شمال سيناء، ثم إلى قسم رفح، ليعود من جديد إلى قسم أول العريش للتحقيق معه في هذه القضية الجديدة، ثم ترحيله إلى سجن برج العرب بقرار اعتقال.
لكن النيابة العامة لم تستأنف قرار قاضي المعارضات بأخلاء سبيل أبو فجر في فبراير 2008، وتم تحويله إلى قسم العريش تمهيداً لإنهاء إجراءات خروجه، إلا أن أهله فوجئوا باختفائه من القسم، وتبين فيما بعد انه قد رُحل إلى سجن برج العرب بالإسكندرية بموجب قرار اعتقال صدر وفق قانون الطوارئ برغم قرارات الإفراج القضائية لصالحه الثاني من ابريل من نفس العام.
وقد تعرض أبو فجر لانتهاكات وتعذيب على جرائم لم يرتكبها في سجن برج العرب، فقد تم حرمانه من الخروج من زنزانته لمدة أسبوع، ليصبح مسعد أبو فجر سجين داخل زنزانة، ويطلق عليه لقب "السجين السجين".
وقد صنفته وزارة الداخلية على أنه معتقل جنائي في الوقت الذي كان فريق الدفاع عنه يتخذ الإجراءات القانونية للطعن على قرار اعتقاله، وهو ما يظهر النية المبيتة للداخلية في التنكيل بـ"سجين الرأي" عن طريق تصنيفه كمعتقل جنائي خطر على الأمن العام، ووضعه على قائمة عتاة المجرمين من المسجلين في قضايا القتل والمخدرات.
ومع ذلك قررت محكمة جنايات القاهرة ابريل 2008 الإفراج عنه بعد التظلم الذي قدمه محاموه على قرار اعتقاله من قبل وزير الداخلية، واعترضت وزارة الداخلية على قرار الإفراج.
واحتجاجا منه على الانتهاكات والأوضاع المهينة والسيئة التي تعرض لها أبو فجر في السجن دخل في إضراب عن الطعام لمدة عشرين يوماً، وقد بدأت هذه الانتهاكات من احتجازه بدون وجه حق بعض صدور قرارات نهائية بإخلاء سبيله من القضايا التي اتهم فيها ثم تصنيفه كمعتقل جنائي وضعه بين السجناء الجنائيين،إلى جانب القبض على شقيقه واحتجازه بسجن الترحيلات لأكثر من عشرة أيام رغم من صدور قرار بإخلاء سبيله.
وتعرضت حياة المدون السيناوي للخطر إثر التدهور الشديد في صحته ولم يقوى على الوقوف أثناء زيارة بعض أعضاء منظمة حقوقية في شهر نوفمبر 2009 ، وأصدت المنظمة بياناً نددت فيه بالانتهاكات التي يتعرض لها "سجين الرأي" أبو فجر والاعتلال الشديد في صحته وعدم استطاعته الوقوف إلا بمساعدة زميل له.
وقد ألزمت محكمة القضاء الإداري وزارة الداخلية بالإفراج الفوري عن مسعد أبو فجر في يونيو الماضي، وقضت بقبول دعوى الطعن التي قدمتها زوجته شكلاً وبوقف تنفيذ القرار المطعون فيه مع ما يترتب على ذلك من أثار أخصها الإفراج الفوري وألزمت المحكمة جهة الإدارة بالمصروفات وأمرت بإحالة الدعوى إلى هيئة مفوضي الدولة".
وبرغم صدور قرار القضاء الإداري بإطلاق سراح أبو فجر إلا أن وزارة الداخلية استصدرت قرار اعتقال بحقه قي يوليو الماضي وأمرت بترحيله وشقيقه أحمد أبو فجر إلى سجن برج العرب برغم الأحكام القضائية ونداءات المنظمان الحقوقية المحلية والدولية بالإفراج عن المدون السيناوي، سجين الرأي مسعد أبو فجر وهو ما تحقق أخيراً بعد أكثر من عامين ونصف قي المعتقل ذاق خلالها أبو فجر كل أنواع الانتهاكات الحقوقية ودهس لكرامته البشرية لا لشيء إلا لأنه أراد أن يعبر عن رأيه بحرية دون قيود تكبله
أيمن شعبان- مصراوى
No comments:
Post a Comment