Wednesday, July 21, 2010

(ثورة الصمت).. تندد بالطوارئ والتعذيب في مشارق المحروسة ومغاربها

"كلنا خالد سعيد.. كل يوم بيعدي بعدك.. كل شمس ليوم جديد.. بتهزنا..بتقولنا.. إن الأمل لا مش بعيد.. وان الظلام لو بات لليلة.. بيجي فجر وراه أكيد.. إحنا ولاد أرضك يا مصر.. نيلك بيجري في الوريد.. لا في يوم هانرضى بالهوان.. والذل ..لا...ما احناش عبيد".. تلك كانت بعض أبيات قصيدة كلنا خالد سعيد التي كتبها أحد المشاركين في جروب "كلنا خالد سعيد".. منذ أن وقعت حادثة مقتل خالد سعيد المعروف إعلامياً بـ"قتيل الإسكندرية" - بين الجماعات والنشطاء الحقوقيين وشباب الفيس بوك بـ "شهيد الطوارئ" - أوائل شهر يونيو المنصرم والوقفات والتظاهرات الاحتجاجية لم تتوقف ما بين صامتة وبالملابس السوداء.

تعددت الوقفات لكن هدفها واحد وهو إلغاء حالة الطوارئ التي يعيش الشعب المصري تحت قبضتها منذ بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي.. الطوارئ والمحافظة على حقوق الإنسان المصري المهدرة والقضاء على ظاهرة التعذيب المنهجي الحاصل في مراكز الشرطة وانتشار ظاهرة التعامل المهين من جانب الأجهزة الأمنية مع المواطنين هي الأهداف التي يسعى إليها المحتجون والمتظاهرون بجانب محاكمة عادلة وشاملة لكل من له يد في مقتل "شهيد الطوارئ".

آخر هذه الوقفات تلك الوقفة الاحتجاجية الصامتة بالملابس السوداء التي دعا إليها جروب "كلنا خالد سعيد" على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيس بوك" وأسماها "ثورة الصمت" يوم الجمعة 23 يوليو الجاري وهو اليوم الذي يوافق ذكرى ثورة الضباط الأحرار على الظلم والقهر منذ 58 عاماً عندما ثاروا على الملك الظالم وحاشيته التي أثقلت كهول الشعب بكافة أنواع الهموم والمثقلات.

"كلنا خالد سعيد" الذي بلغ عدد المشتركين فيه لأكثر من 200 ألف مشترك، دعا الذين سيشاركون في "ثورة الصمت إلى التظاهر السلمي وعدم الإخلال بالقواعد والقوانين وعدم حشد تجمعات كبيرة تعكر الصفو العام أو تعمل على تعطيل صالح المواطنين، وطالبت كافة المحتجون بطبع المادة 54 من الدستور التي تنص على أن المواطن حر في الاجتماع والتظاهر طالما كان هذا بشكل سلمي دون التعرض للقواعد والقوانين أو الحاجة لإبلاغ الجهات الأمنية بموعد ومكان التظاهر، وطالبت أيضا بطبع القسم الذي يؤديه ضباط الشرطة يوم تخرجهم.

واستقر منظمو التظاهرة "ثورة الصمت" على شعار "صمتك ده شيء مستفز.. صمتك بالنسبة ليهم شيء بيهز".. واستقروا أيضا إلى بعض الأمور التنظيمية حتى تحقق الثورة أهدافها المتمثلة في خمسة أركان هي:

- إلغاء قانون الطوارئ لأنه في الوضع الحالي يستخدم في غير حالات الإرهاب والمخدرات رغم وعود الحكومة المصرية.

- تعديل عقوبة المتورطين في قضايا التعذيب بإضافة العزل النهائي من الوظيفة وإلغاء الرأفة من العقوبة.

- التزام وكلاء النيابة بالتفتيش الدوري على أقسام الشرطة لكشف جرائم التعذيب وحجز الفقراء في ما يعرف بـ "ثلاجات المباحث".

- وضع مفهوم شامل وكامل للتعذيب غير التعريف القانوني الحالي الذي يحصره على ضرب المتهم لانتزاع اعترافات مما يتيح لأغلب الجلادين الهروب من هذه العقوبة.

- توقيع مصر على بروتوكول مناهضة التعذيب والتي رفضته في المجلس الدولي لحقوق الإنسان والذي يسمح للمنظمات المصرية المعنية بحقوق الإنسان بالتفتيش على أقسام الشرطة وإزاحة الستار عن حالات التعذيب لمحاسبة من يقوم بهذه الجرائم.

وعَيَنَ الجروب أماكن للوقفة الصامتة السوداء مناطق سان ستيفانو - كوبري ستانلي - ميامي - كليوباترا - سيدي جابر - مكتبة الإسكندرية - محطة الرمل - منطقة المتنزه قبل شيراتون في محافظة الإسكندرية؛ و منطقة النيل على كوبري 6 أكتوبر - كوبري 15 مايو - كوبري قصر النيل - المنطقة بين مدخل المعادي 1 والمعادي 2 - منطقة العجوزة من أمام ميدان سفنكس حتى شيراتون القاهرة - منطقة الزمالك بطول شارع أبو الفدا - منطقة شبرا أمام معهد ناصر ومنطقة عمارات أغاخان في محافظة القاهرة؛ كما حدد الجروب أماكن "ثورة الصمت" كورنيش محمد علي من مديرية الأمن حتى النمرة 6 في الإسماعيلية، خلف جامع الشاطئ في بور سعيد، وحدد الجروب أماكن في كافة المحافظات لتمتد الوقفة لتشمل جميع أنحاء المحروسة من شرقها لغربها.

وأنتج "كلنا خالد سعيد" حزمة من مقاطع الفيديو الدعائية للوقفة وضعت في أحدها لقطات من الفيلم الشهير «V For Vendetta» مع ترجمة نصية تربط الأوضاع في مصر وقضية "شهيد الطوارئ" بمشاهد من الفيلم الذي يحكي عن مغامر غامض يرتدى قناعاً تمكن من دفع الناس ثورة على واقعهم، فنزلوا للشارع مرتدين نسخاً من قناعه الذي أصبح رمزاً لهم.

ويتوقع أن تشهد التظاهرة مضايقات وتحزيمات أمنية لمجموعات الشباب المشارك في التظاهرة على غرار ما حدث خلال الاحتفال بذكرى الأربعين لـ "شهيد الطوارئ" في الإسكندرية عقب صلاة الجمعة 16 من يوليو الجاري أمام مسجد القائد إبراهيم بمنطقة الرمل، التي انقلبت إلى ثكنة عسكرية بفضل الجمع الغفير من قيادات الأجهزة الأمنية وسيارات الشرطة وعربات الدفاع المدني ومكافحة الحريق إضافة إلى سيارات الأمن المركزي والعربات المصفحة.

وشغلت قضية خالد سعيد الرأي العام في مصر وتخطت حدود الوطن إلى الدول الأوربية والولايات المتحدة بفضل شباب الـ"فيس بوك" وشباب المصريين بالخارج مما وضع سمعة الحكومة المصرية على المحك.. وقد ظهر هذا في مطالبة الخارجية الأمريكية وسفراء الدول الأوربية بفتح تحقيق شفاف في القضية وأصدر السفراء الأوربيين في القاهرة بياناً بذلك مما جعل وزارة الخارجية تستدعيهم للتعبير عن غضبها؛ بالإضافة إلى التقارير التي نشرتها صحف غربية تحدثت فيها عن انتهاك حقوق الإنسان المصري والتعديات التي تطوله في الشوارع وأقسام الشرطة.

وتأتي "ثورة الصمت" بعد يومين من تعرض تامر السيد عبد المنعم صاحب خالد سعيد للضرب والاعتداء من قبل 2 من الشهود الزور بتحريض من الضابط أحمد عثمان ، بحسب بيان نشره جروب "أسمي خالد سعيد"، مرجعاً السبب إلى أن تامر قال إنه يعرف ناس رأت الضابط في مكان الجريمة مباشرة بعد مقتل خالد .. تامر تقدم بشكوى رسمية للمحامي العام ومرفق معه تقرير المستشفى الميري الذي تم حجز تامر به لمدة يوم وأثبت إصابته في عينه وقدمه وقد أور تامر في شكواه أن محفظته وبطاقته الشخصية سرقت.

كما أنها تأتي قبل أربعة أيام من نظر محكمة جنايات الإسكندرية للقضية يوم 27 يوليو، والمتهم فيها أمين الشرطة "محمود صلاح محمود" ورقيب الشرطة "عوض سليمان" من قوة أفراد قسم شرطة سيدي جابر بالإسكندرية، ووجهت لهما النيابة تهم القبض على شخص بدون وجه حق واستعمال القسوة وتعذيبه بدنيا، وأمر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بإحالة أمين ورقيب الشرطة إلى محكمة جنايات الإسكندرية "محبوسين " لمحاكمتهما

سامي مجدي- مصراوى

No comments: