من المحزن والمؤلم والمفجع أن كثيرين منا لا يشعرون بالكارثة التى تحدث فى سيناء هذه الأيام.هناك ما يشبه محاولات مستمرة للتعتيم على المأساة الحاصلة، التى نتمنى أن تنتهى فورا وبأقل الأضرار الممكنة.
هناك اشتباكات فى وسط سيناء وقرب الحدود مع فلسطين المحتلة بين أجهزة الأمن المصرية، ومواطنين مصريين تصفهم بعض وسائل الإعلام تارة بالبدو وتارة بأبناء القبائل وتارة ثالثة بأبناء سيناء، رغم أنهم فى النهاية مصريون مثلى ومثلك أو يفترض أن يكونوا كذلك.
هذه الاشتباكات ليست جديدة، لكنها كانت متقطعة.. أسبابها ليست وليدة اليوم وتحتاج لمجلدات لشرحها، وباختصار فقد تأزمت الأمور منذ تفجيرات طابا فى 2004 والطريقة السيئة التى تعامل بها الأمن مع أهالى المنطقة للقبض على المنفذين، من يومها والمأساة تتزايد.
كثير من أهالى المنطقة لا يشعرون بآثار التنمية التى تقول الحكومة إنها تنفذها.. يشاهدون منتجعات سياحية متزايدة ومشروعات خدمية وتنموية قليلة.. وعندما قررت الحكومة إغلاق أنفاق رفح التى كانت تمثل مورد رزق لكثير من أهالى المنطقة ــ رغم عدم شرعيتها ــ فإن الأهالى فقدوا أحد أهم موارد رزقهم.
الحكومة أو بالأحرى الشرطة تصر على اختزال المشكلة فى بضعة مطلوبين أمنيين والأهالى يرون المسألة أكبر وأعقد من مجرد شخص هارب هو أبولافى ورفاقه.
على أرض الواقع هناك اشتباكات لا تشبه مطاردة أجهزة الأمن لمطلوبين.. الأمر يبدو وكأنه حرب بين جيش نظامى ومجموعة مسلحة.
هناك دبابات ومدرعات.. وحديث عن أسلحة فتاكة لم تظهر بعد، وتهديدات من سالم أبولافى ورفاقه بأنهم يستطيعون «إيلام» الحكومة، بل واستهداف منشآت حيوية أهمها أنبوب الغاز الواصل إلى الأردن والكيان الصهيونى.
أدرك ضرورة الحفاظ على هيبة الدولة، وضرورة أن يسود القانون، لكن ما أدركه أكثر ألا تضيع منا سيناء.. وألا يشعر أبناؤها بأن «قلب إسرائيل أحن عليهم منا» كما يردد كثيرون منهم الآن.
ما يحدث أكبر من الكارثة.. ومن نسى عليه أن يتذكر أن مأساة دارفور فى السودان كانت بدايتها بسيطة وبسبب سوء التعامل معها أصبحت قضية دولية تستخدم للضغط على السودان ومصر والعرب أجمعين.
على العقلاء أن يتحركوا فورا لاستعادة أبناء سيناء المصريين إلى حضن الوطن فورا مهما كان الثمن.. أى شىء يهون إلا أن يشعر أبناء سيناء أنهم يعيشون فى «جيتو».. منطق العصا الأمنية فشل فى كل الملفات.. فما الذى يجعلنا نراهن عليه فى هذا الملف؟! جيد أن تنفرج الأزمة، لكن ما نريده هو الحل الجذرى.
لا يوجد حل وسط فى هذه المسألة.. أوقفوا استخدام الهراوة والعصا.. احترموا أبناء سيناء وخصوصيتهم الثقافية.. وكرامتهم وتذكروا شيئا واحدا: هناك عدو يتربص ويتلمظ ويستعد للانقضاض على الفريسة فى أى لحظة.. فماذا نحن فاعلون؟!
هناك اشتباكات فى وسط سيناء وقرب الحدود مع فلسطين المحتلة بين أجهزة الأمن المصرية، ومواطنين مصريين تصفهم بعض وسائل الإعلام تارة بالبدو وتارة بأبناء القبائل وتارة ثالثة بأبناء سيناء، رغم أنهم فى النهاية مصريون مثلى ومثلك أو يفترض أن يكونوا كذلك.
هذه الاشتباكات ليست جديدة، لكنها كانت متقطعة.. أسبابها ليست وليدة اليوم وتحتاج لمجلدات لشرحها، وباختصار فقد تأزمت الأمور منذ تفجيرات طابا فى 2004 والطريقة السيئة التى تعامل بها الأمن مع أهالى المنطقة للقبض على المنفذين، من يومها والمأساة تتزايد.
كثير من أهالى المنطقة لا يشعرون بآثار التنمية التى تقول الحكومة إنها تنفذها.. يشاهدون منتجعات سياحية متزايدة ومشروعات خدمية وتنموية قليلة.. وعندما قررت الحكومة إغلاق أنفاق رفح التى كانت تمثل مورد رزق لكثير من أهالى المنطقة ــ رغم عدم شرعيتها ــ فإن الأهالى فقدوا أحد أهم موارد رزقهم.
الحكومة أو بالأحرى الشرطة تصر على اختزال المشكلة فى بضعة مطلوبين أمنيين والأهالى يرون المسألة أكبر وأعقد من مجرد شخص هارب هو أبولافى ورفاقه.
على أرض الواقع هناك اشتباكات لا تشبه مطاردة أجهزة الأمن لمطلوبين.. الأمر يبدو وكأنه حرب بين جيش نظامى ومجموعة مسلحة.
هناك دبابات ومدرعات.. وحديث عن أسلحة فتاكة لم تظهر بعد، وتهديدات من سالم أبولافى ورفاقه بأنهم يستطيعون «إيلام» الحكومة، بل واستهداف منشآت حيوية أهمها أنبوب الغاز الواصل إلى الأردن والكيان الصهيونى.
أدرك ضرورة الحفاظ على هيبة الدولة، وضرورة أن يسود القانون، لكن ما أدركه أكثر ألا تضيع منا سيناء.. وألا يشعر أبناؤها بأن «قلب إسرائيل أحن عليهم منا» كما يردد كثيرون منهم الآن.
ما يحدث أكبر من الكارثة.. ومن نسى عليه أن يتذكر أن مأساة دارفور فى السودان كانت بدايتها بسيطة وبسبب سوء التعامل معها أصبحت قضية دولية تستخدم للضغط على السودان ومصر والعرب أجمعين.
على العقلاء أن يتحركوا فورا لاستعادة أبناء سيناء المصريين إلى حضن الوطن فورا مهما كان الثمن.. أى شىء يهون إلا أن يشعر أبناء سيناء أنهم يعيشون فى «جيتو».. منطق العصا الأمنية فشل فى كل الملفات.. فما الذى يجعلنا نراهن عليه فى هذا الملف؟! جيد أن تنفرج الأزمة، لكن ما نريده هو الحل الجذرى.
لا يوجد حل وسط فى هذه المسألة.. أوقفوا استخدام الهراوة والعصا.. احترموا أبناء سيناء وخصوصيتهم الثقافية.. وكرامتهم وتذكروا شيئا واحدا: هناك عدو يتربص ويتلمظ ويستعد للانقضاض على الفريسة فى أى لحظة.. فماذا نحن فاعلون؟!
بقلم:عماد الدين حسين- الشروق
No comments:
Post a Comment