وارين بافيت رئيس مجموعة بيركشاير هاثاواى المالية الأمريكية هو أحد أشهر مستثمرى البورصة الأمريكية وثالث أغنى رجل فى العالم بثروة تبلغ نحو 47 مليار دولار.هذا الرجل الذى يبلغ عمره 79 عاما قرر هذا الأسبوع أن يمنح مليارين اثنين من الدولارات لخمس مؤسسات خيرية.
بافيت تعهد من قبل أن يقدم 99% من ثروته للأعمال الخيرية.. هذا الرجل ومعه ثانى أغنى رجل فى العالم وهو بيل جيتس صاحب مؤسسة مايكروسوفت بثروة تزيد على 53 مليار دولار قررا فى العام الماضى بدء حملة أو خطة لإقناع بقية الأثرياء التبرع بنصف ثرواتهم للعمل الخيرى كمرحلة أولى تنتهى بالتبرع بمعظم ما يمتلكانه لهذه المؤسسات.
بافيت قال، على ذمة الخبر الذى وزعته وكالة الأنباء الفرنسية يوم الأحد الماضى، إنه وبعد أن تشاور مع المقربين منه قرر أن يحتفظ فقط بالمال الذى يلزمه لبقية حياته وأن يتبرع بالباقى للأعمال الخيرية.مثل هذا السلوك الإنسانى الراقى من جانب جيتس وبافيت وأمثالهما ينبغى أن يقابل بكل تقدير واحترام من جانب الجميع، ولا يمتلك المرء سوى أن يتحسر ثم يقارن مثل هذا السلوك بالطريقة التى يتصرف بها معظم الأثرياء فى مصر والمنطقة العربية.
الأثرياء فى أمريكا وأوروبا يدفعون الضرائب المستحقة عليهم، وكما يقال هناك فإن المرء إذا نجح فى الهروب من الموت فإنه لا يستطيع الهروب من الضرائب. هما وغيرهما ليسوا ملائكة لكن القوانين تجبرهما على أن يكونا مستقيمين وإلا واجها عواقب وخيمة.أما الاحتكار فى قلعة الرأسمالية فصعب للغاية وشركة مايكروسوفت نفسها تعرضت قبل سنوات لغرامات ضخمة وإجراءات رادعة عندما تبين أنها حاولت احتكار السوق وانتهكت قواعد المنافسة.
لا نريد أن نكون خياليين ونطالب رجال أعمالنا أن يتبرعوا بـ99% من ثرواتهم أو حتى 9%، والسبب أن غالبية هؤلاء ليسوا رجال أعمال بالمعنى الحقيقى للكلمة، بعضهم مضاربين وسماسرة، وبعضهم «هباشين»، وجزء منهم لصوص والسبب أن بيئة العمل والمناخ السائد والفساد تسمح لهم بالسرقة أحيانا.
لكن وللموضوعية فهناك أيضا رجال أعمال شرفاء ويؤدون أعمال خير كثيرة، لكنهم للأسف قلة ولا نسمع لهم صوتا، بعد أن سيطر اللصوص على معظم المشهد، وصاروا يتحكمون فى مفاصل كثيرة فى المجتمع.يصعب أن نطلب من رجل أعمال يسرق المجتمع ويتفنن فى التهرب من الضرائب وسائر القوانين أن يتبرع للمؤسسات الخيرية، اللص بطبعه لا يعرف معنى كلمة تبرع كما أن السمسار لا يعرف أصلا مصطلح المسئولية الاجتماعية.
وأيضا لا نطلب من القاتل وسارق أعضاء المساكين والغلابة أن يتبرع للمستشفيات، ولا يمكن للمغامر والنصاب أن يفهم معنى الوقف الخيرى للمؤسسات التعليمية.فقط نطلب من كل هؤلاء أن يتوقفوا عن السرقة وألا يخلطوا بين خزينة الدولة وخزينتهم الشخصية، أن يكتفوا بما أخذوه، أن يدفعوا ثمن الكهرباء والطاقة لمصانعهم بالأسعار العادلة، وأن يدفعوا الضرائب، وألا يتدخلوا فى صياغة قوانين تسمح لهم بمواصلة السرقة والاحتكار وتخريب الاقتصاد ونهب ثروات البلد.
وما نطلبه من الحكومة أن تطبق القانون على المجتمع.. إذا حدث ذلك فقد يظهر لدينا ذات يوم بافيت أو جيتس مصريان.
بافيت تعهد من قبل أن يقدم 99% من ثروته للأعمال الخيرية.. هذا الرجل ومعه ثانى أغنى رجل فى العالم وهو بيل جيتس صاحب مؤسسة مايكروسوفت بثروة تزيد على 53 مليار دولار قررا فى العام الماضى بدء حملة أو خطة لإقناع بقية الأثرياء التبرع بنصف ثرواتهم للعمل الخيرى كمرحلة أولى تنتهى بالتبرع بمعظم ما يمتلكانه لهذه المؤسسات.
بافيت قال، على ذمة الخبر الذى وزعته وكالة الأنباء الفرنسية يوم الأحد الماضى، إنه وبعد أن تشاور مع المقربين منه قرر أن يحتفظ فقط بالمال الذى يلزمه لبقية حياته وأن يتبرع بالباقى للأعمال الخيرية.مثل هذا السلوك الإنسانى الراقى من جانب جيتس وبافيت وأمثالهما ينبغى أن يقابل بكل تقدير واحترام من جانب الجميع، ولا يمتلك المرء سوى أن يتحسر ثم يقارن مثل هذا السلوك بالطريقة التى يتصرف بها معظم الأثرياء فى مصر والمنطقة العربية.
الأثرياء فى أمريكا وأوروبا يدفعون الضرائب المستحقة عليهم، وكما يقال هناك فإن المرء إذا نجح فى الهروب من الموت فإنه لا يستطيع الهروب من الضرائب. هما وغيرهما ليسوا ملائكة لكن القوانين تجبرهما على أن يكونا مستقيمين وإلا واجها عواقب وخيمة.أما الاحتكار فى قلعة الرأسمالية فصعب للغاية وشركة مايكروسوفت نفسها تعرضت قبل سنوات لغرامات ضخمة وإجراءات رادعة عندما تبين أنها حاولت احتكار السوق وانتهكت قواعد المنافسة.
لا نريد أن نكون خياليين ونطالب رجال أعمالنا أن يتبرعوا بـ99% من ثرواتهم أو حتى 9%، والسبب أن غالبية هؤلاء ليسوا رجال أعمال بالمعنى الحقيقى للكلمة، بعضهم مضاربين وسماسرة، وبعضهم «هباشين»، وجزء منهم لصوص والسبب أن بيئة العمل والمناخ السائد والفساد تسمح لهم بالسرقة أحيانا.
لكن وللموضوعية فهناك أيضا رجال أعمال شرفاء ويؤدون أعمال خير كثيرة، لكنهم للأسف قلة ولا نسمع لهم صوتا، بعد أن سيطر اللصوص على معظم المشهد، وصاروا يتحكمون فى مفاصل كثيرة فى المجتمع.يصعب أن نطلب من رجل أعمال يسرق المجتمع ويتفنن فى التهرب من الضرائب وسائر القوانين أن يتبرع للمؤسسات الخيرية، اللص بطبعه لا يعرف معنى كلمة تبرع كما أن السمسار لا يعرف أصلا مصطلح المسئولية الاجتماعية.
وأيضا لا نطلب من القاتل وسارق أعضاء المساكين والغلابة أن يتبرع للمستشفيات، ولا يمكن للمغامر والنصاب أن يفهم معنى الوقف الخيرى للمؤسسات التعليمية.فقط نطلب من كل هؤلاء أن يتوقفوا عن السرقة وألا يخلطوا بين خزينة الدولة وخزينتهم الشخصية، أن يكتفوا بما أخذوه، أن يدفعوا ثمن الكهرباء والطاقة لمصانعهم بالأسعار العادلة، وأن يدفعوا الضرائب، وألا يتدخلوا فى صياغة قوانين تسمح لهم بمواصلة السرقة والاحتكار وتخريب الاقتصاد ونهب ثروات البلد.
وما نطلبه من الحكومة أن تطبق القانون على المجتمع.. إذا حدث ذلك فقد يظهر لدينا ذات يوم بافيت أو جيتس مصريان.
بقلم:عماد الدين حسين- الشروق
No comments:
Post a Comment