لماذا لم ترد الرئاسة في مصر علي الصحف الإسرائيلية؟
صحيفة «هاآرتس» نشرت تقارير عن صحة الرئيس …ومن ساعة نشرها لم يصدر تصريح رسمي واحد، رغم أن الردود الرسمية تأتي سريعًا علي قضايا أصغر وأقل خطورة.
الصحيفة الإسرائيلية تشير إلي «تدهور خطير في صحة الرئيس مبارك …»، الجديد أن تكهنات الصحيفة، وصلت إلي تحديد مرض وحولت الإشاعات إلي حقيقة أو «شبه حقيقة» قابلة للتداول، بعدما كانت مجرد رد فعل علي الغموض الذي لاحق رحلة التخلص من المرارة في مارس الماضي.
مناسبة التكهنات هذه المرة : زيارة مفاجئة أو بدون ترتيب أو إعلان مسبق إلي فرنسا هي الـ56 منذ تولي مبارك الحكم.
متابعة صحة مبارك أصبحت عملاً سياسيًا منذ أزمة 2007 حين اختفي لمدة أسبوعين، وراجت شائعات حول صحته، لم تنفها مؤسسات الرئاسة، لكنها عاقبت الصحافة.
من يومها والتداول يتم فقط عبر بيانات رسمية، لتبقي التكهنات محل جلسات النميمة، وتظهر مهارات جديدة عن التدقيق في صور الرئيس لالتقاط إشارات التعب أو الإرهاق أو البحث عن علامات مرض معين.
الصور الأخيرة لنظام مبارك محيرةَ.. مرة يبدو متعبًا أو مرهقًا، ومرات يبدو نشيطًا وفي حالة جيدة، وفي صورة أخيرة له، سيطرت عليه مشاعر من يفتقد سلطة قديمة، والغريب أن هذه كانت مشاعر حارسه الذي يظهر في الصورة تعيسًا، ينتظر الرثاء، لا الخوف من سلطان ونفوذ.
محترفو التدقيق في صور الرئيس اختلفوا حول درجة التعب والإرهاق في صوره الأخيرة بعد لقاء برزاني أو أثناء اللقاء مع رؤساء الهيئات القضائية، والذي علق فيه علي المعركة بين القضاة والمحامين موجهًا كلامه للقضاة : «ابتعدوا عن الفضائيات».
في التعليق أبوية واضحة، وتعالٍ رئاسي يبعد مسئولية الدولة عن «حرب العدالة»، ويصنفها علي أنها صناعة إعلامية.
المرض سر في نظام يقوم كله علي الرئيس، وهذا ما يجعل التقرير الإسرائيلي نقلة نوعية في الجدل حول صحة مبارك الذي تنتهي ولايته بعد عدة أشهر، والتصريحات الرسمية تسير باتجاه اعتزامه خوض الانتخابات، بينما التكهنات في اتجاه آخر تسير باتجاه قفزة مفاجئة لجمال مبارك.
الملاحظ أن الحديث حول التدهور الصحي، تزامن مع عودة جمال مبارك للظهور من جديد، في تصريحات شديدة مرة عن حرب علي الفقر وخطيرة عن «العدالة التي لابد أن تأخذ مجراها في قضية خالد سعيد» .
هذه عودة بعد كلام كثير عن «اختفاء جمال ..وذوبان مشروعه..». لكن حديث السرطان والعودة هما خيال درامًا قديمة، حيث بدا للبعض أن هذه مجرد تسريبات اختبارية لما يمكن أن يحدث أولاً في لحظة الغياب المفاجئ للرئيس، وثانيًا إذا سار مشروع جمال مبارك خطوة أخري للأمام وأصبح حقيقة مع تقديم أوراق المرشحين للرئاسة في 2011.
التدهور الصحي يعني بالنسبة للتقارير الإسرائيلية أن الطريق أصبح مفتوحًا أمام جمال يعاونه كبار مساعدي أبيه في انتقال منظم وهادئ للسلطة.
هل هذا ما يتم في الخفاء ؟
إلي متي سيصبح مستقبل مصر رهن الأسرار والغموض المفرط والترتيبات في كواليس الكهنة ؟
التغيير يبدأ من هنا..من هذه الشفافية .
هل يمكن أن يكون حكم دولة مثل مصر، يتم بنوع من مؤامرات وحيل صغيرة تتم عادة في صراع الأبناء علي وراثة دكان الأب؟..
هل؟
صحيفة «هاآرتس» نشرت تقارير عن صحة الرئيس …ومن ساعة نشرها لم يصدر تصريح رسمي واحد، رغم أن الردود الرسمية تأتي سريعًا علي قضايا أصغر وأقل خطورة.
الصحيفة الإسرائيلية تشير إلي «تدهور خطير في صحة الرئيس مبارك …»، الجديد أن تكهنات الصحيفة، وصلت إلي تحديد مرض وحولت الإشاعات إلي حقيقة أو «شبه حقيقة» قابلة للتداول، بعدما كانت مجرد رد فعل علي الغموض الذي لاحق رحلة التخلص من المرارة في مارس الماضي.
مناسبة التكهنات هذه المرة : زيارة مفاجئة أو بدون ترتيب أو إعلان مسبق إلي فرنسا هي الـ56 منذ تولي مبارك الحكم.
متابعة صحة مبارك أصبحت عملاً سياسيًا منذ أزمة 2007 حين اختفي لمدة أسبوعين، وراجت شائعات حول صحته، لم تنفها مؤسسات الرئاسة، لكنها عاقبت الصحافة.
من يومها والتداول يتم فقط عبر بيانات رسمية، لتبقي التكهنات محل جلسات النميمة، وتظهر مهارات جديدة عن التدقيق في صور الرئيس لالتقاط إشارات التعب أو الإرهاق أو البحث عن علامات مرض معين.
الصور الأخيرة لنظام مبارك محيرةَ.. مرة يبدو متعبًا أو مرهقًا، ومرات يبدو نشيطًا وفي حالة جيدة، وفي صورة أخيرة له، سيطرت عليه مشاعر من يفتقد سلطة قديمة، والغريب أن هذه كانت مشاعر حارسه الذي يظهر في الصورة تعيسًا، ينتظر الرثاء، لا الخوف من سلطان ونفوذ.
محترفو التدقيق في صور الرئيس اختلفوا حول درجة التعب والإرهاق في صوره الأخيرة بعد لقاء برزاني أو أثناء اللقاء مع رؤساء الهيئات القضائية، والذي علق فيه علي المعركة بين القضاة والمحامين موجهًا كلامه للقضاة : «ابتعدوا عن الفضائيات».
في التعليق أبوية واضحة، وتعالٍ رئاسي يبعد مسئولية الدولة عن «حرب العدالة»، ويصنفها علي أنها صناعة إعلامية.
المرض سر في نظام يقوم كله علي الرئيس، وهذا ما يجعل التقرير الإسرائيلي نقلة نوعية في الجدل حول صحة مبارك الذي تنتهي ولايته بعد عدة أشهر، والتصريحات الرسمية تسير باتجاه اعتزامه خوض الانتخابات، بينما التكهنات في اتجاه آخر تسير باتجاه قفزة مفاجئة لجمال مبارك.
الملاحظ أن الحديث حول التدهور الصحي، تزامن مع عودة جمال مبارك للظهور من جديد، في تصريحات شديدة مرة عن حرب علي الفقر وخطيرة عن «العدالة التي لابد أن تأخذ مجراها في قضية خالد سعيد» .
هذه عودة بعد كلام كثير عن «اختفاء جمال ..وذوبان مشروعه..». لكن حديث السرطان والعودة هما خيال درامًا قديمة، حيث بدا للبعض أن هذه مجرد تسريبات اختبارية لما يمكن أن يحدث أولاً في لحظة الغياب المفاجئ للرئيس، وثانيًا إذا سار مشروع جمال مبارك خطوة أخري للأمام وأصبح حقيقة مع تقديم أوراق المرشحين للرئاسة في 2011.
التدهور الصحي يعني بالنسبة للتقارير الإسرائيلية أن الطريق أصبح مفتوحًا أمام جمال يعاونه كبار مساعدي أبيه في انتقال منظم وهادئ للسلطة.
هل هذا ما يتم في الخفاء ؟
إلي متي سيصبح مستقبل مصر رهن الأسرار والغموض المفرط والترتيبات في كواليس الكهنة ؟
التغيير يبدأ من هنا..من هذه الشفافية .
هل يمكن أن يكون حكم دولة مثل مصر، يتم بنوع من مؤامرات وحيل صغيرة تتم عادة في صراع الأبناء علي وراثة دكان الأب؟..
هل؟
وائل عبد الفتاح- الدستور
No comments:
Post a Comment