مانيلا (رويترز) - بعدما كان متمنعا عن الترشح لانتخابات الرئاسة في الفلبين أدى بنينو اكينو اليمين الدستورية يوم الاربعاء لتولي المنصب فخورا بسيرة والديه وهما من أبطال الديمقراطية في البلاد وقال انه مستعد للتضحية بحياته لتحقيق السلام والرخاء في بلده الفقير.
وفاز اكينو البالغ من العمر 50 عاما والذي يعرف باسم نوينوي الشهر الماضي بانتخابات الرئاسة بعد انضمامه المتأخر للسباق الانتخابي معتمدا الى حد كبير على اسم عائلته المرموق وسمعتها النزيهة.
وقال اكينو باللغة الفلبينية يوم الاربعاء بعدما أدى اليمين الدستورية "لم أتوقع قط أن أصل الى هذا الحد وأن أؤدي اليمين أمامكم لاكون رئيسكم. لم أحلم قط بأن أكون رمز الامل ولا أن أرث مشاكل أمتنا."
وفاز اكينو بالانتخابات بأكبر فارق منذ أن أعادت والدته كورازون الديمقراطية الى الفلبين عام 1986 . واكينو الان بحاجة لاظهار معرفة سياسية أكثر من كونه نائبا في البرلمان لمدة 12 عاما.
وارتبط اسم اكينو بوالديه طوال حياته السياسية فوالده بنينو كان عضوا في مجلس الشيوخ عن المعارضة واغتيل خلال حكم فرديناند ماركوس. وتولت والدته المطالبة بالديمقراطية وتولت الرئاسة أثناء ثورة سلطة الشعب التي أطاحت بماركوس من السلطة عام 1986 .
وانطلقت الدعوة لمطالبة اكينو بالترشح للرئاسة بعدما خرج مئات الالاف من الفلبينيين الى شوارع العاصمة مانيلا للمشاركة في جنازة كورازون في أغسطس اب. وبعد تفكير واعتكاف للصلاة في دار رهبنة قرر اكينو حمل شعلة والديه.
وقال اكينو لحشد من محبيه "حارب والدي الدكتاتورية وضحى بحياته حتى نستعيد الديمقراطية. وقدمت والدتي حياتها لرعاية هذه الديمقراطية.
"وسأكرس حياتي لضمان أن تفيد هذه الديمقراطية الكل. بذلت أسرتي الدماء وهي لا تزال مستعدة لذلك ان اقتضى الامر."
واكينو على علاقة عاطفية بشالاني سوليداد وهي عضو مجلس محلي لكنه قال انه سيتزوج منصبه كرئيس وسينحي جانبا خطط أن تكون له أسرته الخاصة.
والحذر السياسي مطلوب في الفلبين لان الولاءات الحزبية تكون غير ثابتة ولا تصمد الائتلافات. وأثارت شخصية اكينو التي لا تحظى بشهرة شكوكا في قدرته على فرض ارادته.
لكن برنامجه القائم على مكافحة الفساد وتوفير المزيد من الشفافية في الحكومة سرعان ما جعله يحصل على دعم مواطني الفلبين الذين ضاقوا ذرعا بالفساد المرتبط بحكومة الرئيسة السابقة جلوريا مكاباجال ارويو أكثر الرؤساء الفلبينيين شهرة منذ ماركوس. وقال اكينو "الخطوة الاولى هي أن يكون لدينا قادة غير فاسدين ويتحلون بالنزاهة. وسيبدأ هذا الامر بي. سأسعى جاهدا لاكون مثالا جيدا. ولن أضيع أبدا الثقة التي منحتموني اياها."
واكينو المدخن الشره الذي رفض الاقلاع عن العادة السيئة يتمتع بدعم بين أصحاب الاعمال لسياساته الصديقة للاسواق كما أنه حظى بالثناء لتعهده بالتحقيق مع أرويو.
وقرر اكينو تشكيل "لجنة للحقيقة" للتحقيق في مزاعم فساد وتزوير انتخابات وانتهاكات لحقوق الانسان موجهة الى أرويو التي نفت أي تجاوزات وكذلك الى ادارتها.
ولا يزال اكينو يحمل شظية في رقبته من هجوم في احدى المحاولات العديدة لقلب نظام الحكم أثناء فترة حكم والدته ويقول ان الدعم الشعبي سيعطيه السلطة المطلوبة لحكم البلاد.
وكان اكينو قد قال لرويترز في فبراير شباط "نصب لي كمين عام 1987 . فأنا كتبت لي الحياة مرة أخرى وأعتقد أن هذا دور علي أن ألعبه."
من روزماري فرانشيسكو
No comments:
Post a Comment