فى النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى انقسمت الساحة السياسية المصرية إلى تيارين، الأول هو الإسلام السياسى والثانى هو اليسار، غير أن تياراً ثالثاً كان يحرك الشعب بقوة أكثر، متمثلاً فى الفن الذى عانى شبه انهيار فى بداية ذلك العقد، وانتفض أواخره ليقدم سينما جديدة ترى السياسة بعيون الشعب.
كان الفنان الكبير عادل إمام وقتها هو رائد تلك المدرسة، خرج من عباءة الكوميديا ليكون الناطق الرسمى باسم مشاعر البسطاء ورؤية الفقراء وأحلامهم وطموحاتهم وأزماتهم.
وفيما كان القمع هو أداة السلطة فى مواجهة الشارع، لجأت سينما عادل إمام إلى السبيل السحرى لانتصار المواطن، ويجسد فيلم «سلام يا صاحبى» تلك القوة الهائلة الكائنة فى شخصية المصرى، فهو الفقير الذكى الطموح الذى يواجه حيتان الفساد ويتحايل عليهم لينال نصيباً من خير بلده، وعندما يموت صديق البطل ينطلق عادل إمام للانتقام له من الفساد وأعوانه.
وأصبحت مدرسة الحل الفردى من جانب المواطن الفرد، معزوفة شديدة الخصوصية فى سينما الزعيم.. جعلته يحتل مساحة شاسعة من أحلام الفقراء الباحثين عن ذلك البطل الأسطورى شبيه على الزيبق وشيحة، فهو وحده الذى كان قادراً على الانتقام للفقراء المطحونين فى جميع نهايات أفلامه مادام المجموع نائماً أو خائفاً أو مقموعاً.
وتكرست صورة الفنان السياسى فى حقبة التسعينيات، عندما قدم عادل إمام سلسلة من الأفلام والمسرحيات التى تناولت القضايا السياسية، بدأها بـ«اللعب مع الكبار» و«الإرهاب والكباب» و«الإرهابى» و«طيور الظلام»، وواصل جهده فى الألفية الجديدة بنفس الحماس وبنفس الرؤية التى تحكمه.. رؤية فنان الفقراء.
فى فيلم «النوم فى العسل» نظم عادل إمام أول مظاهرة شعبية إلى مجلس الشعب، وضع الناس فى مواجهة نوابه وحكومته، بصرختهم الشهيرة «آه».. كان هذا قبل نحو ١٥ سنة.. والآن ظهر صوت الشعب يصرخ صرخات مماثلة على رصيف الشعب.. «آه».. عن هذه الصرخة وعن الحكومة والمعارضة والبرادعى وعن الناس وعن مصر.. سألنا الزعيم:
بدأنا الحوار بسؤال غير متوقع:
■ أخبار البلد إيه؟
- استغرق فى ضحكة طويلة قبل أن يجيب: أعلم أنك سوف تسألنى عن البرادعى.. قرأت له تصريحاً مؤخراً فى صحيفة «الأحرار» قال فيه إنه «زعيم وطنى مثل غاندى ومارتن لوثر». والسؤال الذى دار فى ذهنى وقتها: هل يعلم البرادعى ماذا فعل غاندى عندما كان فى جنوب أفريقيا وكيف ذهب إلى الهند؟ وكيف استقبله الإنجليز استقبال الأبطال عندما سافر إلى إنجلترا، وعندما وقف أمام المحكمة قال القاضى: «فلنقف جميعاً احتراماً لهذا الرجل»، ثم أصدر حكماً ضده، لذلك أحتفظ فى مكتبى بتمثالين لشخصين ضعيفى البنية لكنهما عظيمان جداً، هما «غاندى وشارلى شابلن».. أقصد أنه إذا كان تصريح البرادعى صحيحاً فأنا أنصحه بأن ينتقى ما يقوله، وإلا سيصبح الأمر كوميدياً، فمانديلا مثلا لم يجرؤ أن يقول إنه مثل غاندى، والوصول إلى كرسى الرئاسة لا بد أن يكون عن طريق الدستور، لا عن طريق زيارة المساجد ودور العبادة.
■ لكن البرادعى وعدداً من رموز المعارضة يرون أن الدستور ليس قرآناً ومن الممكن تعديله؟
- لا مانع، والرئيس مبارك قدم خطوة أعتبرها من أعظم الخطوات منذ عهد محمد نجيب إلى الآن، وبالتحديد فى انتخابات ٢٠٠٥ بعد التعديلات الدستورية التى أجراها، وبموجبها أصبح متاحاً لأى شخص أن يرشح نفسه أمام رئيس الجمهورية، وأعتقد أن ذلك خطوة مهمة للغاية، خاصة أننا غير متمرسين على الديمقراطية مثل أوروبا وأمريكا، والديمقراطية تعنى تداول السلطة وتستدعى وجود حزبين أو ثلاثة تتداول السلطة فيما بينها مثل إنجلترا التى يوجد فيها حزبان: «المحافظين والعمال»، وأحيانا يدخل حزب «الأحرار» فى المنافسة، وأمريكا فيها حزبان «الجمهورى والديمقراطى» وهناك أحزاب لا نسمع عنها، والمستقلون فى كل دولة يطرحون شروطاً قبل خوض الانتخابات، فمثلا فى فرنسا لابد أن يجمع المرشح ٥٠ ألف توقيع ليتمكن من الترشح للانتخابات، والمواطن الفرنسى يعلم جيداً قيمة توقيعه.
■ أليس من حق المعارضة أن تفكر فى تطبيق الفكر نفسه فى مصر؟
- الوضع فى مصر مختلف، فأنا مثلا أستطيع الخروج إلى الشارع الآن وأجمع مليون توقيع. هناك أحزاب فى فرنسا مثل حزب «لوبان» وهو يمينى متطرف حصل على ٢٧ كرسياً فى الجمعية الوطنية وأصاب الناس بالصدمة على الرغم من أنه فعل ذلك بالطرق الديمقراطية، والمشكلة تكمن فى أنه متطرف جداً وكان نجاحه النسبى مؤشر خطر. وسأضرب مثلاً آخر يخص مشكلة المآذن فى سويسرا إذ لم يصدر قرار أو فرمان من الحكومة لكن السلطات هناك أجرت استفتاء وكانت النتيجة متقاربة جداً بين المؤيد والمعارض، وهذا لم يعجب المسلمين الذين فكروا فى حرق السفارات وغيره من ردود الأفعال.
■ أنت إذن تتحدث عن الاختلاف بيننا وبين الغرب فيما يتعلق بطرق إصدار القرارات وطرق تعبير الشعب عن رأيه؟
- نعم.. فهناك اختلاف كبير بيننا وبينهم.. عندما تعرضت إسبانيا لضربة إرهابية استهدفت مترو الأنفاق راح ضحيتها ٢٠٠ فرد، خرجت مظاهرة مكونة من ٣ ملايين شخص قالوا كلمة واحدة «العار»، ولم يحرقوا مساجد أو سفارات ولم يفعلوا شيئاً، وكان تصرفنا مناقضاً تماماً فى أزمة الرسومات المسيئة للرسول، إذ انطلقت الدعوات للهجوم على السفارة الدنماركية وغيرها من ردود الفعل العنيفة، ووقتها قال السفير الدنماركى: رئيس الحكومة لا يستطيع أن يقول لرئيس تحرير هذا خطأ، أو يمنعه من الكتابة طبقاً لقواعد الديمقراطية عندهم، فهل من الممكن أن نصل إلى هذه النوعية من الديمقراطية، هل تستطيع أن تجيبنى؟ بالتأكيد نحتاج إلى سنوات طويلة حتى نصل إلى هذه الحالة.
■ الديمقراطية تعنى تداول السلطة.. هل يوجد تداول سلطة فى مصر؟
- لا.. لأن الأحزاب ضعيفة.
■ من وجهة نظرك ما سبب ضعفهم؟
- هم السبب، ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أحزاباً ضعيفة لأن الحكومة هى التى صنعتهم بالتحديد منذ عهد الرئيس السادات لخلق نوع من الديمقراطية، وعندما وصل توزيع جريدة «الوفد» إلى ١٦٠ ألف نسخة قال السادات «مفيش ديمقراطية».. باختصار الديمقراطية لا تأتى بقرار وهى ليست لعبة بل نظاماً اجتماعياً، وفى رأيى أنه لا مفر من الحوار بين الحزب الوطنى والأحزاب الأخرى والقوى السياسية والمثقفين والأدباء.
■ ما رأيك الشخصى فى البرادعى.. وهل يمثل فعلاً ظاهرة سياسية؟
- ليس ظاهرة.. فما يقوله البرادعى حاليا يقال منذ زمن طويل.. بالمناسبة، اندهشت أيضا من تصريح آخر أطلقه مؤخرا قال فيه «أنا أشهر مصرى فى العالم».. هذا كلام غريب ومضحك، حتى لو كان الأشهر فلا يصح أن يقول ذلك مع احترامى الكامل، وليس منطقياً أن يكون هناك شخص واحد يقود المسيرة. لابد أن نشارك جميعاً، فالديمقراطية نظام اجتماعى يجب أن يكون فى كل مكان: المنزل والمدرسة والمؤسسات، وأعتقد أن هذا لن يحدث إلا من خلال الشارع وتنظيمه، نحتاج فعلا أن نتعلم بعض البديهيات تبدأ من: كيف نقف فى طابور ولا تنتهى بكيفية تنظيف الشارع.
■ ألا ترى أنه أمر غريب أن نتحدث الآن عن تعليم الشعب؟
- ليس غريباً، فالشعب بالفعل يحتاج أن يتعلم أشياء كثيرة، ولا أعتبر ذلك مسؤولية الحكومة وعددنا وصل ٨٠ مليوناً فكيف نستطيع ذلك؟ هناك من يظن أن مصر غنية جداً، وربما يكون العكس صحيحاً.. والبعض ينظر إلى نهر النيل ويتصور أن الماء موجود بكثرة رغم أننا من أفقر بلاد العالم فى الموارد المائية، وفى الوقت نفسه نهدر الماء ومن الممكن أن نترك «سيفون» يسرب ماء لأكثر من ٣ سنوات، لذلك لابد أن تكون هناك شدة فى التعامل مع من يخالف بغرامة «توجع».
■ تقصد أن من ينفذ القانون يجب أن يكون صارما؟
- نعم، فنحن ليست لدينا ثقافة إحساس، فمثلا عسكرى المرور يعلم جيدا أنه سيخدم لمدة ٣ سنوات ثم يعود إلى بلده، ويتقاضى ٦٠ جنيها فى الشهر بمعدل ٢ جنيه فى اليوم، بالرغم من أنه يتقاضى ٢٠ جنيها يوميا عندما يعمل فى الأرض، وعامل النظافة يحمل «المقشة» وطوال العام يقول «كل سنة وأنت طيب يا باشا»
■ هل البرادعى قادر ومن معه على الضغط لتغيير الدستور؟
- المفروض أن أيمن نور وحمدين صباحى من ضمن فريق البرادعى الذى يسعى إلى تكوين منظومة تهيئة الناس لاستقباله رئيسا لكن فجأة كل واحد رشح نفسه للرئاسة، والسؤال هنا: لماذا يترك شخص مرشح الرئاسة البلد ويسافر كل فترة بسيطة، المفروض يستقر فى مصر حتى نعرفه عن قرب، لأننى لا أعرفه وليس كل عالم يصلح أن يكون رئيسا للجمهورية، أينشتاين مثلاً رفض أن يكون رئيساً لإسرائيل، وزويل يفيد فى المعمل أكثر من الرئاسة.
■ بماذا إذن تفسر التفاف ٣٠٠٠ إخوانى حول البرادعى فى الفيوم؟
- مع احترامى للأرقام، عندما أعلن البرادعى خبر زيارته للفيوم، من الطبيعى أن يخرج الشباب حتى يشاهدوا الشخصية التى أثارت ضجة مؤخرا، ولا يعنى هذا أنهم مقتنعون به، «وماتحاولش» تقنعنى أن ٣٠٠٠ شخص فى الفيوم يؤيدون البرادعى. ونفس هذا المشهد حدث عند وصوله مطار القاهرة فى أولى زياراته لمصر بعد إعلانه الترشح، حيث خرج من صالة الوصول، فالتف حوله عدد من أصدقائه، وتصادف وجود أهالى المسافرين فى الصالة وتسببوا فى تكدس وزحام رغبة منهم فى معرفة سبب الضجة.
■ كيف ترى اللقاء الذى جمع البرادعى بسعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان؟
- لو كان الإخوان «هينفعوا» البرادعى كانوا نفعوا نفسهم.
■ إذن.. لماذا لجأ إليهم؟
- سأقولها وعوضى على الله «انتهازية سياسية»، يستغل قوتهم فى الشارع، وأنا هنا أسأل البرادعى الموظف الدولى الكبير الذى عاش فى النمسا: هل أنت مقتنع بفكر الإخوان، وهل تعتبر أن الدين وسيلة وليس غاية؟
■ سؤال رائع جدا؟
- «هتفضل تقول رائع لغاية ما تودينا فى داهية».. ثم داعب حسام دياب قائلا: «يا حسام يا فنان».. واستطرد قائلا: تحدثت عن عمرو الليثى فى الاحتفالية التى أقيمت مؤخرا بمناسبة تكريمه وتحدثت عنه جيدا خاصة أننى شاهدت أول حلقة من برنامج «اختراق» واتصلت به وقلت له البرنامج رائع، فرد على قائلاً: أنت أول شخص يهنئنى،
وعندما طلب استضافتى فى «واحد من الناس» لم أتردد، واستطاع الليثى فى برنامجه الجديد الوصول إلى عائلات تعيش فى جحور، ومناطق لا يمكن لأحد أن يتخيل أن بها بشرا، وقلت له حتى الشقة الجديدة التى أهديتها للسيدة الفقيرة لا تفرق كثيرا عن مسكنها القديم، لكن المهم القناعة التى ارتسمت على وجه السيدة نتيجة الاهتمام بها،
وطالبت الليثى أثناء الاحتفال بأن يذهب ومعه فريق عمله إلى الدائرة الانتخابية للنائب الذى طالب بإطلاق النار على المتظاهرين، واسألهم لماذا انتخبوا هذا الرجل، وفجأة قامت سيدة وقالت لى: أنت محسوب على النظام فلماذا تهاجمهم الآن، فقلت لها: أولا لن أسمح لأى شخص أن يتدخل فى رأيى وفكرى أو يقلل منى، وأنا حر، وأتعجب أيضا عندما يقال لماذا يتحدث عادل إمام فى السياسة ويهاجموننى، أنا أمتلك بطاقة انتخابية وهذا تصريح رسمى يمنحنى حق الإدلاء برأيى فى السياسة.
■ هل تشعر بالظلم عندما تتعرض للهجوم لأنك تؤيد مبارك؟
- لا أشعر بالظلم مطلقاً، ومن وجهة نظرى لا يشعر بالظلم إلا الضعفاء، وأتذكر فى إحدى المرات كانت تهاجمنى مؤسسة صحفية فى جميع مطبوعاتها بالرغم من أن فيلمى فى ذلك الوقت حقق نجاحا كبيرا وإيرادات غير مسبوقة، لكنهم هاجموا الفيلم بشدة لدرجة أن محمد ابنى قال لى وهو يبكى «أنت مظلوم قوى يا بابا» فقلت له لو أصبحت ممثلاً وتعرضت لهجوم و«شتيمة» لا تغضب وقلت النصيحة نفسها لرامى وبالفعل تعرض لهجوم، وقال لى مصطفى أمين «عندما تتعرض لهجوم أكبر تنجح أكثر»، وهذه العبارة قالها عبد الوهاب لعبد الحليم حافظ، وسبق أن قالها أحمد شوقى لعبدالوهاب، والحمد لله قيلت لى.
■ لو رشح البرادعى نفسه أمام مرشح آخر للرئاسة هل ستمنحه صوتك؟
- لابد أن أعرف المرشح الآخر أولا قبل أن أقول رأيى.
■ الرئيس مبارك؟
- الرئيس مبارك بحكم تاريخه وإنجازاته الكثيرة.
■ جمال؟
- سأنتخب جمال.
■ مبرراتك؟
- متمرس سياسياً، دارس اقتصاد فى الخارج، هو الذى «جاب الحكومة» وهو تقريبا الذى جعل الحزب الوطنى الديمقراطى حزبا بالمعنى الحقيقى، بصرف النظر عن بعض السلبيات الموجودة.
■ الحزب الوطنى استمد قوته لأن مبارك يرأسه؟
- وما المانع فى ذلك.. أعتقد أن الكوادر الموجودة فى الحزب الوطنى كبيرة مثل رؤساء الجامعات والمثقفين خاصة أنهم استطاعوا استقطاب الكثيرين، أما أى حزب آخر فلن تعرف من قياداته إلا ٣ أو ٤ شخصيات يظهرون فى الصحف والباقى لا تعلم عنهم أى شىء.
■ سأكرر السؤال للمرة المليون: أليس ترشيح جمال توريثا؟
- منذ فترة طويلة نتحدث عن التوريث، طوال عمرنا نتحدث فى التوريث وكأن جمال مبارك «بتاع بطاطا»، وينسى البعض أنه يعمل فى السياسة ويرأس أمانة السياسات ومن حقه كمواطن مصرى أن يرشح نفسه للرئاسة وأنا من حقى كمواطن أن أنتخبه. وقد تعرضت لهجوم شرس وقت عرض فيلم «بوبوس» الذى انتقدت فيه رجال الأعمال «الحرامية» لذلك هاجمنى الصحفيون التابعون لرجال الأعمال، وانتقدت سلبيات الحكومة فتعرضت لهجوم من الصحفيين التابعين للحكومة، وفى ذلك الوقت دب خلاف بينى وبين وخيرية البشلاوى، فهاجمنى النقاد وجاملوها لأنها صديقتهم وكأنهم فى فرح «بينقطوا».
■ هل تشعر أن مواقفك السياسية تضعك فى مواجهة مع المعارضة؟
- أنا شخص تصادمى بطبعى ولدى ثوابت قليلة، منها الدين، ومن الممكن أن أغير رأيى فى أشياء أخرى فمثلا فى البداية كنت شيوعيا ثم أصبحت مع الإخوان المسلمين بسبب وجودى فى الحلمية التى تشعر فيها بمصر، ومن الطبيعى أن الإنسان يغير رأيه عندما يتقدم فى السن ويقرأ كثيرا.
■ هل تابعت المشهد الديمقراطى النموذجى فى انتخابات حزب الوفد الأخيرة؟
- ما حدث فى الوفد حدث من قبل فى انتخابات النادى الأهلى ويعتبر نموذجا ديمقراطيا من الدرجة الأولى، وهذا يعنى أننا نستطيع إرساء دولة ديمقراطية.
■ لكن المواطن المصرى لم يدخل أى اختبار ديمقراطى حقيقى؟
- إذا كنت تقصد التصويت فى الانتخابات تحديدا فلابد أن نسلم أن مواطن النادى الأهلى غير المواطن العادى، ويختلف مثلا عن الموظفة التى تستقل «تاكسى» حتى تذهب للإدلاء بصوتها، لأنها ضمنياً ستقول «موافقة»، ولو الشعب المصرى مش موافق سوف يذهب ويقول «غير موافق».
■ ما رأيك فى التزوير وضعف نسبة المشاركة فى انتخابات الشورى الأخيرة؟
- مهما كانت النتائج النهائية للانتخابات سيقولون إن بها تزويرا.
■ هل أنت مع الإشراف القضائى على الانتخابات؟
- أنا ضد تدخل القضاة فى الانتخابات، القاضى قاض على المنصة، وأنا ضد التحركات التى قام بها نادى القضاة مؤخرا مثل الاعتصام، فهذه أمور خارج اهتماماتهم نهائياً.
■ أنت إذن مع الرأى القائل إن العمل السياسى يضعف من قيمة القضاة؟
- طبعاً فطالما لك اتجاه سياسى، يجب أن أردك.
■ لكن البعض قال إن مطالبهم بالاستقلال عادية؟
- «ما تطلب.. هو حد قال لك حاجة» لكن فى الوقت نفسه أنا لم أشاهد قضاة يقفون فى مظاهرة من قبل.
■ هل أنت مباركى؟
- أنا مصرى فنان، لست رئيساً للتحرير ولا عضواً فى أمانة السياسات ولا عضواً فى أى حزب و«مش عايز حاجة من حد» غير جمهورى الذى يهمنى من الدرجة الأولى.
■ هل تحب الرئيس مبارك بشكل شخصى إنسانى؟
- نعم.
■ ما مبرراتك؟
- المشاعر الإنسانية لا تحتاج تفسيرا ولا تبريرا، لكنى أحترمه وأحبه، وهل ممنوع أن أحب الرئيس، الرجل يحاول أن يفعل شيئا، مثلا التعديلات الدستورية التى أجراها فى ٢٠٠٥، لتغيير المادتين ٧٦ و٧٧، ويسألنى البعض أحيانا: هل المناخ فى مصر يسمح بتغيير الرئيس كل فترة؟ وهل هذا من الممكن أن يؤدى إلى استقرار فى مصر؟ هناك فئة من الشعب ترى أن الديمقراطية لا تصلح فى مصر أبدا وهؤلاء لابد أن نتناقش معهم، وبالرغم من أننى استبشرت خيرا بالمعارضة لكنى وجدت فى النهاية مجرد «شتيمة» لا معارضة،
هناك فارق بين المعارضة والشتيمة، والأحزاب محترمة وأنا من أنصار أن يكون حزب الوفد موجودا لأنه ليبرالى وقوى، ومن أنصار وجود حزب التجمع للدفاع عن البسطاء والفقراء، ويوجد فى مصر ٢٤ حزبا تقريباً، هناك من يعلم أن فى مصر ٣ أحزاب فقط وآخرون لا يعلمون أن مصر بها أحزاب أساسا، والبعض الآخر لا يعرف إلا الحزب الوطنى.
■ ربما لأن الحزب الوطنى تماهى مع الحكومة؟
- الحزب الوطنى هو الذى شكل الحكومة، وبالتحديد أمانة السياسات، والحكومة تعمل بجد وأعرف منهم أشخاصاً قبل أن يصبحوا وزراء.
■ لكن الأرقام والواقع ينفيان ما تسميه «العمل بجد»؟
- لسوء الحظ الأزمة الاقتصادية كانت السبب، لكنى شاهدت عددا كبيرا من الوزراء يعملون بجد، مثل رشيد والمغربى.
■ البعض يقول إن الحكومة تفتقد الحس السياسى فى التعامل مع الشعب؟
- الحكومة تحتاج إلى تسويق، بعض البلاد العربية حاولت معرفة سر تأثير مصر فى الوطن العربى كله بالرغم من أننا دولة فقيرة ولا يوجد لدينا عبدالناصر مثلا، فاكتشفوا أن الفن والسينما هما السبب، والشباب الصاعد أصبحت لغتهم مصرية، والبعض منهم يقلدني، وللأسف نحن لا نعلم قيمة ذلك و«بنتشتم وناس تقل أدبها علينا، وبيخسفوا بينا الأرض»، لدينا سلعة استراتيجية عظيمة جدا هى الفن.
■ وهل استطاع نظام عبدالناصر تسويق القوة الناعمة ليقود الوطن العربى؟
- طبعا، صديقى احمد راتب قال لى اسمع هذا الشريط لتعرف ماذا كنا نفعل بهذه الأغانى بعد قيام ثورة عبدالكريم قاسم، قصيدة مثل «يا بغداد» غناء أم كلثوم وألحان السنباطى، تجعل جسمك يقشعر بعد سماعها.
■ نعود إلى الحكومة وقولك إن لديها مشكلة فى تسويق نفسها والقرارات التى تصدرها؟
- فعلا الحكومة لا تمتلك الخبرة، مثل شركة لديها إنتاج كبير لا تعلن عنه.
■ هل يرجع هذا إلى انقطاع الاتصال بين الوزراء والإعلام؟
- ربما.. والإعلام يعمل لصالح الجمهور، ولا يمكن إنكار أن هناك طفرة حدثت فى التليفزيون خصوصا قنوات النيل وغيرها، لكننى أشعر بالغيرة عندما أشاهد قناة الجزيرة، وعندما استيقظ من النوم افتح «الجزيرة» بالرغم من أننى اكرهها لأننى مصرى وأشعر بانحيازهم التام ضد مصر، دون أسباب واضحة، لكننى أشاهد أخبار العالم كله فى نصف ساعة، وأتابع ما يحدث فى «قرغيزيا» والمراسل يتحدث مع المذيعة بلغة سليمة ومهنية عالية، والمذيعات اللواتى قدمن استقالاتهن مؤخرا يمتلكن جمالا حياديا، تحب أن تشاهدهن وتسمعهن ولديهن خلفية سياسية عالية.
■ ما الذى يمنعنا أن نصل لهذا المستوى؟
- الجزيرة لها أصول من الـ«بى. بى. سى»، وسألت صديقى محمد حسنين هيكل عما إذا كان التنظيم هو السبب فقال «بالعكس الفوضى هى التى عملت منهم ذلك».
■ ما رأيك فى التيار الدينى فى المجتمع المصرى.. الإخوان تحديدا؟
- الخطاب الدينى من أسوأ ما يمكن ولابد أن يكون فى صالح الدولة والمواطن وليس ضد الدولة، الرسول بكى عندما ترك مكة وقال جملته الشهيرة «لولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت، وإنك لأحب بلاد الله إلى»، وفى إحدى المرات كنت أشاهد الدش فقررت أن أتفرج على عدد من القنوات الدينية الكثيرة جدا، وصدمت من الأسئلة التى يجيب عنها المشايخ لدرجة أن رجلا اتصل سائلا «بعد نكاح الجاموسة هل أتوضأ أم أترك وضوئى».. هذا بخلاف قضايا إرضاع الكبير ولبن الناقة والعلاج بالقرآن، وغيره.
■ وأين الأزهر؟
- سعد زغلول وعرابى والشيخ محمد عبده والطهطاوى والعلامات المضيئة فى التاريخ المصرى من خريجى الأزهر، وقرأت من قبل كتابا لرئيس تحرير «لوموند» الفرنسية بعنوان «رفاعة الطهطاوى» قال فيه إن رفاعة سافر إلى باريس وشاهد النور والثقافة والأشياء الجميلة فى أوروبا وعندما عاد إلى مصر نشر ذلك، أما سيد قطب فبعد سفره إلى أمريكا، لم يجد غير القبح وعندما عاد ظهر ذلك حتى من خلال أحد أبنائه محمد عطا.
■ تقصد أن الإخوان المسلمين نتاج طبيعى لهذا؟
- «ملناش دعوة» بالأسماء حاليا، ولابد من فصل الدين عن السياسة، أنا مع الدولة المدنية، حتى نتوقف عن فهم العلمانية بطريقة خاطئة تجعل البعض يعتبر العالم رجلا كافرا.
■ إذا تولى الإخوان الحكم.. فما هو موقفك الشخصى؟
- لن أترك بلدى وسأكون معارضا تماماً بالرغم من أننى لا أعتقد أنهم سيصلون إلى الحكم، ومن وجهة نظرى هم «راضيين» تماما عن وضعهم و«بيكسبوا كويس».
■ بعض المحللين يرون أن مصدر قوة الإخوان هو العمل السرى ويؤكدون أنهم سينتهون إذا خرجوا للعلن؟
- بالعكس هم يعملون فى العلن حاليا.. وهل أعضاؤهم فى مجلس الشعب «جايين فى السر».
■ ما مستقبلهم مع النظام؟
- سيظلون كما هم.
■ تابعت ما حدث مع أسطول الحرية، فما رؤيتك للأزمة والقضية الفلسطينية، وأين نحن مما يحدث؟
- إسرائيل ستفعل ما تريد ولا يجرؤ أى شخص على الوقوف أمامها، لأنها اختارت أقوى حليف فى العالم «الولايات المتحدة الأمريكية»، يعملون بجد، لديهم جيش قوى جدا، لذلك يفعلون ما يريدون، ومن ناحية أخرى توجد فرقة فلسطينية عجيبة جدا، نصفهم يحارب والنصف الآخر لا يحارب لذلك هاجمت حماس فى هذه النقطة وأحلوا دمى، وأنا لا أهاجمهم كقوم لكنى أهاجم التكتيك، لابد عندما اتخذ قرار الحرب أن أضع شعبى فى الحسبان، ولا أجلس فى سوريا لأدير الحرب، وسوف أتطرق إلى ذلك فى المسلسل الجديد.
■ ألا تتحمل الأنظمة العربية جزءا من المسؤولية؟
- «سيبك» من القومية والأنظمة العربية، القومية هى السينما والفن المصرى والعربى، أم كلثوم وعبدالوهاب وسعيد صالح والسعدنى ودريد لحام، ورجاء بلمليح، وبشكل شخصى أريد معرفة ماذا يعنى مصطلح «قومية عربية».
■ تعنى وحدة عربية ومصيراً واحداً وإرادة واحدة؟
- مصير واحد «بمناسبة إيه»، هناك جزائرى ومصرى وسعودى ومغربى، لا يوجد شىء اسمه العربية أو القومية، وفى أوروبا عندما أرادوا تقديم عمل مشترك قدموا الاتحاد الأوروبى ولم يقولوا قومية أوروبية، ونحن لا نستطيع فعل ذلك لأن الفوارق كبيرة جدا بين دول لا توفر المعيشة ودول لا تجد من يقطن فى الأبراج التى شيدتها.
■ هل يجسد «حزب الله» المقاومة الحقيقية؟
- من الممكن لأنه قدم شيئا حقيقيا.
■ هل أنت مع المقاومة الحكيمة العاقلة التى تؤمن شعبها؟
- المقاومة التى تؤمن شعبها لن تهزم إسرائيل، وهذا لن يحدث إلا عن طريق مصر.
■ لكنهم اتهموا مصر بأنها باعت القضية؟
- طوال عمرهم يلقون الاتهامات.. منذ عهد عبدالناصر ونحن نتعرض لهجوم من كل الدول العربية، لكن الشعوب تحب مصر، بسبب الفن المصرى والأدب وطه حسين والعقاد.
■ عندما تسافر إلى أى دولة هل تشعر بحب هذه الشعوب أثناء استقبالهم لك؟
- لا أسافر إلى أى دولة إلا عن طريق المسرح أولا أو الأمم المتحدة كسفير، ولا أستطيع وصف السعادة التى تغمرنى من استقبال الناس، وشعورى على خشبة المسرح لا يقدر ولا تعادله لذة فى الدنيا.
■ ما أكثر شعب يهتم بك؟
- جميع الدول، عندما سافرت إلى الأردن مثلا توفى أكثر من شخص من شدة الزحام، وعندما سافرت إلى المغرب لإقامة عدة حفلات مسرحية لصالح صندوق دعم القدس كان الإقبال هائلا، وجمعت ٢ مليون دولار لا أعلم مصيرها. وبالمصادفة شاهدت عددا من المسؤولين عن الصندوق يتبادلون الاتهامات على قناة الجزيرة، فاتصلت بهم لأعرف مصير المبالغ المالية التى جمعتها، والطريف أننى تلقيت ٤ فاكسات مختلفة وكل منها يؤكد أن الأموال ذهبت إلى مكان مختلف عن الآخر.
■ البعض يرى أن الشعوب العربية لم تعد تقدر الدور الثقافى والفن المصرى؟
- لم نفقد الريادة، وعندما سافرت إلى سوريا فى مهمة تابعة للأمم المتحدة أهدانى وزير الثقافة كتابا سورياً عن نجيب محفوظ، ولابد ألا ننسى أن رجاء النقاش كان رئيس تحرير «الدوحة» القطرية وأحمد بهاء الدين رئيس «العربى» الكويتية، وله مقولة أعتز بها وهى «يا كتاب مصر انتبهوا لوجود عادل إمام».
■ يصفونك بأنك حبيب المثقفين والكتاب؟
- تقريبا، اللى كتبوا عنى ليسوا كتابا متخصصين فى الفن، بل هم سياسيون ومفكرون مثل صلاح حافظ ويوسف إدريس وأحمد بهاء ونجيب محفوظ.
■ عشت أكثر من عهد سياسى أو عقد اجتماعى، وشاهدت تطور المجتمع، ما تفسيرك لما حدث للشخصية المصرية؟
- تراجعت للوراء، وانتشرالفقر.. شاهدنا عبدالناصر فى التليفزيون عندما قال: عند قيام الثورة كنا ٢٠ مليوناً، وحاليا أصبحنا ٣٠ مليونا لذلك لا بد أن نعمل ونجتهد حتى نتدارك ذلك، ثم كررها السادات وقال أصبحنا ٥٠ مليونا، وأخيرا قال مبارك أصبحنا ٨٠ مليونا، وفى رأيى أن الحكومات هى سبب هذا الخطـأ، ولأننى درست الاقتصاد فمن المفروض منذ البداية أن نخطط لخطواتنا المقبلة، ونعلم مسبقا كم سيصل تعداد السكان وما التجهيزات التى نقوم بها.
■ تقصد استغلال الطاقة البشرية مثل الهند والصين؟
- شغلونا إحنا قلنا لأ.
■ ما رأيك فى تجربة القطاع الخاص؟
- القطاع الخاص مسؤول عن الشعب أيضا، وكل المؤسسات الاقتصادية الكبيرة تهتم بالثقافة والرياضة، لابد أن يساهم القطاع الخاص فى التنمية، وفى بعض الدول من الممكن أن يساهم فى بناء مدرسة بنسبة ٥٠% من التكلفة المادية، خاصة أننا رمينا القطاع العام، وكأننا نرمى طفلا سفاحا، وأقصد بذلك الخصخصة وعندما ألتقى ملوك القطاع الخاص يسألوننى: لماذا تتحامل على الأغنياء؟ فقلت لهم «الفقرا مش كفاية إنهم فقرا وكمان نشتمهم».
■ هل يهتمون بمصالحهم أكثر من مصلحة الناس؟
- أرفض التعميم لكن رأيى أنه لابد من مساهمة القطاع الخاص فى التنمية.
■ ما رأيك فى زواج السلطة بالمال، ووجود رجال أعمال فى الحزب الوطنى ودوائر الحكم؟
- زواج السلطة بالمال خطر على البلاد، لأنه يجعل المستفيدين منه فوق المحاسبة.
■ هل انقرضت ثقافة المال لدى الأغنياء فى مصر؟
- مازالت موجودة فى الأسواق المصرية القديمة، لدى التاجر الذى لا يجيد القراءة والكتابة، هذه الثقافة التجارية موجودة لدى الطبقة الرأسمالية المسيطرة على الدولة حتى الآن، وبالتحديد الذين لا يظهرون فى الصحف.
■ مرة أخرى ماذا حدث للشخصية المصرية؟
- هذه الكلمة صعبة جدا، مصر هى مصر، لكن الزيادة السكانية خطر، بالرغم من أن بعض الدول عالجت هذه المشكلة، والغريب أن بعض الأشخاص أكدوا لى أنهم لم يجدوا شبابا يصلح للعمل، لدرجة أن عضو مجلس شعب قال لى إن الدولة تمنحهم مميزات لتعيين عدد من أهل الدائرة الانتخابية، وفوجئ بأن شابا حاصلا على مؤهل متوسط طلب منه قراءة الصحيفة، فأمسك بها بالمقلوب. هل شاهدت وزير التعليم عندما سمح بالضرب؟!، بعض الطلاب أصيبوا بالرعب من ذلك، ومن وجهة نظرى عندما تضرب طالبا فإنك تهدر كرامته.
■ لكن الشعب يتعرض للضرب فى الشارع أثناء المظاهرات مثلا؟
- لأنها مظاهرات غير قانونية، ونحن فى مصر وليس سويسرا، وأنت تعلم جيدا ماذا يحدث فى المظاهرات، وبصراحة أعجبت برأى عمرو أديب عندما طالب بتخصيص مكان للمظاهرات.. وابقى قابلنى.
■ هل تابعت قضايا المعتصمين أمام مجلس الشعب طوال ٥٠ يوما؟
- من حقهم أن يطالبوا بحقوقهم. هم لا يبحثون عن السياسة، بل يطالبون بزيادة فى ظل ارتفاع الأسعار وقلة الموارد.
■ وما رأيك فى النزاع حول ماء النيل؟
- هذا هو الملف الأخطر، وبصراحة يسبب لى رعبا، ومن يتابع جيدا يعلم أن عبدالناصر جمع كل أفريقيا وقبله محمد على والخديو إسماعيل.
■ هل أهملنا أفريقيا؟
- نعم أهملناها وندفع الثمن الآن.
■ كنت من أوائل الفنانين الذين عالجوا مشكلة العشوائيات والجريمة التى تخرج منها، فكيف أدرك الفن ذلك مبكرا منذ الثمانينيات؟
- سبق أن قدمت الإرهابى، وبالتأكيد لن تتخيل أن كوميدياناً يقدم فيلما مثل هذا، تحدثت عن الفساد والسياسة وقدمت «النوم فى العسل» وفى نهاية الفيلم تحركت المسيرة إلى أن وصلت إلى مجلس الشعب، وهذا يحدث حاليا، ثم قدمت حسن ومرقص، والغول، وأعمالاً كثيرة، ولا اعلم لماذا «يشتموننى».
حوار مجدى الجلاد ومحسن محمود- Almasry Alyoum
No comments:
Post a Comment