في رحلة خاصة ذهبت إلى مصر للاطمئنان على حال أمي الحبيبة منتصف شهر مايو الجاري ونظراً لضيق الوقت اقتصرت لقاءاتي بالآخرين في أضيق الحدود، ولكننى تطلعت بشغف لكل ما يدور حولي.. من شوارع، مواصلات وأحاديث بين الناس وبعضها... وأسجل في هذا المقال جزءا يسيرا مما رأيته على أرض الواقع في مصر ليس من خلال الشبكات العنكبوتية أو من خلال الأحاديث التليفونية، بل ما رأيته وسمعته عن قرب.
علاء عُريبي كاتب وصحفي مميز مصري مائة بالمائة مهموم ومشغول بالشأن المصري تعرفت عليه من خلال كتاباته عن الدكتور عصام عبد الله اسكندر المحروم من حقه الطبيعي في الترقيات شأنه شأن كل قبطي متفوق، علاء مسلم.. عصام مسيحي.. تقابلا في نقطة واحدة وهي العدل للجميع ومصر للمصريين، أحسست أني أعرفه منذ زمن تطرقنا لكتاباتنا المختلفة وتوجهاتنا ولكننا اتفقنا على شيء واحد وهو العمل لهدف أسمى مصر .
جابر القرموطي المذيع اللامع مقدم برنامج "مانشيت" في قناة "O T V" هذا المصري الأصيل الذي استطاع بأسلوبه السلس فرض حضوره على غالبية مشاهدي الشاشة المصرية الصغيرة، كان لي شرف التسجيل معه في برنامجه، أراد تقديمي كمهموم بالشأن القبطي شرحت له أن هدف أقباط مصر جميعاً هو الشأن المصري، وعمل كل قبطي في المهجر من أجل إزالة التعصب المقيت من ثوب مصر كنا مختلفين لا يعرف أحدنا الآخر بالقدر الكافي وبعد مداولات قبل البرنامج أدرك أن كتاباتي تهتم بصلب المشكلة بدلاً من اللف والدوران في كلمات بعيدة عن أرض الواقع وأخيراً تقابلنا فكريا وتعاهدنا على اللقاء مرات متتالية.
الدكتور جهاد عودة التقينا بعيداً عن السياسة ، فهو يتمتع بروح مصرية مائة بالمائة وخفة دم عالية خاصة أثناء مناقشة موضوع هام فهو يأخذك بعيداً في فرعيات لاتمت لصلب الموضوع، ليتوارى الهدف الرئيسى من النقاش في الفرعيات، وهو مسوّق جيد للنظام المصري ، في لحظة تجلي تحدث عن خطاب الرئيس مبارك الأخير مهللاً بخطاب الرئيس ودعوته للعمل على اعادة احياء الدولة المدنية !! وأكد أنه يجب العمل لإنقاذ مصر بأسرع طريقة للتخلص من الدولة الدينية ،لارتطم بالواقع المرير بعد بيان إدانة من المستشار نجيب جبرائيل بعد القبض على بعض الشباب المسيحيين بتهمة التبشير....
زبالو المقطم وعزبة النخل ذهبت هناك لرؤية دير القديس سمعان الخراز ومقابلة الأب متياس نصر المدافع العنيد عن أصل مصر ووجوب عودتها لجذورها متخذاً اسم مجلته الكتيبة الطيبية اسم مصري مائة بالمائة ، ولمست بالعين المجردة شكوى مربيي الخنازير سابقاً كيف يعانون بعد أن قضت جماعات الإسلام السياسي على مورد رزقهم الوحيد بمباركة رئيس الجمهورية بإعدام ثروتهم الحيوانية مع سخرية العالم الحر من مصر لقتل الخنازير لأسباب دينية بحتة معلنة الصحف بعدها بيوم أن مصر خالية من الخنازير!! مهملين أن هناك بشر نُسيء للخنازير إن وصفناهم بوصف (أنهم خنازير). رأيت بعيني الإهمال والبؤس والحرمان في عيون الأطفال وانعدام الرحمة من قلوب المسؤولين بمصر ونقاباتها المؤدلجة أصحاب شعارات معاً من أجل أطفال دول الجوار مهملين أطفال مصر الفقراء المعدمين المحرومين من أبسط القواعد الإنسانية.
السير إيمانويل مثل سيدها تخدم بحب وإيمان الفقراء والمهمشين.. الراهبة الفرنسية التي أنشأت مدرسة لأبناء الزبالين تخدمهم بحب وعاطفة بلا كلل ولا ملل إلى النفس الأخير بمصروفات رمزية إلى أن رحلت عن العالم الفاني بعدما ملكت قلوب الجميع آباء وأبناء بالعمل الخير والحب الصادق للجميع .
صحيفة اليوم السابع هناك قابلت رئيس التحرير خالد صلاح ونائب رئيس التحرير الأستاذ سعيد شعيب وبعض الأخوة وأدركت المثل "الافعال ابلغ من الاقوال" رأيت بعيني رئيس التحرير يأتي لينقل ويرتب مكاتب مع الآخرين ويراجع كل شيء ورأيت مملكة نحل الكل يعمل بلا كلل أو ملل.
شارل فؤاد المصري مدير تحرير جريدة المصري اليوم صديق عزيز وأخ غالي استضافني في مطعم بالمقطم على الغذاء وشرح وأسهب في كيفية أن البلد في تغير ايجابي وهو يرى أن الأيام القادمة ستشهد تغيرا كبيرا في مصر مدللاً على رأيه بإغلاق العديد من قنوات التطرفوالنظر في مناهج التربية الدينية !! بالطيع تمنيت أن يكون تفاؤله هو الأصدق والأيام حبلى بالمجهول وسنرى.. فالصديق شارل فؤاد شخصية جادة صادقة لها رؤية موضوعية وله كتابات عديدة مع شخصيات لها وزنها في العمل الصحفي كم أتمنى أن تصدق رؤيته وإن كنت أشك في تحقيقها على أرض الواقع...
في التاكسي أدركت أن المصريين جميعهم يعيشون في تعب وضنك اقتصادي، الكل يشكو ويسب ويلعن في النظام والحكومة وحالة البؤس في البلد، وغابت عن الشعب المصري النكتة الاجتماعية، وتحولت لنكتة سياسية سمعت منها الكثير وأدركت أن مصر انعدمت بها الطبقة المتوسطة، وأصبح المصريين طبقتين فقط فالغني جداً جداً، والفقير جداً جداً وغابت الطبقة الوسطى المسؤولة على التقدم والتطور والازدهار مما يبشر بمستقبل غير آمن لمصر والمصريين وتساءلت لماذا لا يثور المصريين ضد الظلم وانعدام الديمقراطية والضنك الاقتصادي؟!! لماذا يثورون لأتفه الأسباب ضد بناء كنيسة هنا أو هناك؟!ّ! لماذا يثورون ضد الأقباط الغلابة؟!ّّ! لماذا الهوس الديني المستبيح حياة وشرف وعقائد الآخر؟!! لماذا فقد المصريين الكثير من النخوة والشهامة تجاه المختلف معهم؟!!! جميعها أسئلة لها إجابة واحدة هي الهوس الديني والتدين الشكلي الذي من أبرز سماته التحدث عن السلام والمحبة والفضائل وهم بعيدون عنها!!
هناك العديد من علامات الاستفهام والتعجب أهمها الصراع المحتد بين الإسلاميين والنظام على كرسي العرش وصراع الأفيال والضحية مصر.
ترى متى نرى التغيير على أرض الواقع؟!!
متى نرى الدولة المدنية الموعودة؟!!
متى يتخلص الشعب من الهوس الديني والتدين الشكلي؟!!
متى ينتهي الفرز على أساس الدين؟!!
متى تصبح ومصر واحة الأمن والأمان وينتهي الفكر البدوي المتخلف ليعود لمصر فكرها الأصيل البناء ونتخلص من ثقافة بدوية تستحل وتسحق الآخر لاختلافه في الدين؟!!
متى نتخلص من ثقافة القتل والسرقة والحرق لتاريخ مصر العظيم؟!!
متى نعود مصريين؟!!
بالطبع هناك عدد من الأصوات الإعلامية تسعى لذلك ولكنها ما زالت أصوات ضعيفة لم تسمع بعد..
بعض الاخبار الحديثة من ارض مصر
* اتهم المشاركون في المؤتمر الثالث لمناهضة التمييز الديني «الإعلام الرسمي» بزرع الفتنة الطائفية والتشجيع على التمييز الديني.
* متطرفون دينياً يستولون على أرض مخصصه لبناء مبنى خدمات بمنطقه ميت نما تحت حراسة الأمن.
* تقدم اخت المحامية ميرفت رجائى ببلاغ للنائب العام، وشكوى لوزير الداخلية، ورئاسة الجمهورية، بسبب إعتداء القاضي بالضرب علي أختها، مشيرةً إلي أن القاضي ليس من حقه أن يضرب أي طرف، فهذا يدل علي عدم حيادية القاضي.
تصريح لقداسة البابا شنودة الثالث بشان قرار المحكمة بالزام الكنيسة باقرار الزواج الثانى" نحن لا يلزمنا سوى احكام الانجيل في تعليقه علي هذا الحكم الذي اعتبره قداسته حكم غريب حيث انه تدخل في شان كنسي خاص وليس للمحكمة ان تتدخل فيه " وأكد قداسة البابا بأن الحكم هو حكم مدني اما الزواج في المسيحية هو زواج ديني وعمل ديني ومادام عمل ديني فهو يحكمه قوانين الدين وليس المحكمة وقال قداستة ايضا بأن موضوع الزواج والطلاق جاء في اربع مواضيع في الكتاب المقدس وهي مت 31:5 و مت 19 ومر11:10 ولو 18:16"
اليست هذه الاخبار تؤيد صدق رؤيتى ؟!
" لايمكن لمجتمع ان يتواصل طالما كان منقسما الى فصائل متحاربة " من اقوال برتولت بريشت الشاعر والمخرج الالمانى "
This blog is dedicated to Egypt .... home I adore and to all sincere Egyptians who are looking forwards to live in free democratic secular nation كل زوار الموقع مدعوون الى نشر آراءهم و تعليقاتهم
Friday, June 04, 2010
اكتشاف مصر من قريب
Labels:
الحرية,
الديموقراطية,
العلمانية,
ضد التطرف,
ضد التمييز,
ضد الجهل,
مصر,
مصر للمصريين
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment