تنازل الطالب الأزهرى عن إكمال تعليمه بعد أن أصبح محمد عبده رئيسًا لتحرير مجلة الوقائع المصرية، عندما طلب منه أن يساعده فى تحريرها.. كان هذا الشاب هو سعد زغلول، المولود بقرية إبيانة بالغربية عام ١٨٥٩ لأسرة من أعيان الريف.
تلقى تعليمه فى الكُتاب ثم التحق بالأزهر عام ١٨٧٣ والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغانى، ثم عمل معه فى الوقائع المصرية، ثم انتقل إلى وظيفة معاون بنظارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه فى ثورة عرابى ثم اشتغل بالمحاماة لكنه قبض عليه عام ١٨٨٣ بتهمة الاشتراك فى المؤامرة الوطنية المعروفة بـ «جمعية الانتقام»
وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة ثم دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز، عن طريق الأميرة نازلى، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية ثم تزوج من ابنة مصطفى فهمى باشا صديق الإنجليز، رئيس وزراء مصر، ثم تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته ثم تقلد وظيفة نائب قاض عام ١٨٩٢ ثم حصل على الليسانس عام ١٨٩٧.
انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسى لفئة المنار، التى كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك فى الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة» وفى عام ١٩٠٦ تم تعيينه ناظرًا للمعارف ثم عين فى نفس العام ناظرًا للحقانية.
وأصبح نائبًا عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية وبعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة فى الجمعية التشريعية التى شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وتنظيم الحماية، ثم تم اعتقاله فى مالطة هو ومجموعة من رفاقه فاندلعت ثورة ١٩١٩ حتى تم الإفراج عنه.
توجه إلى باريس لطرح قضية مصر على مؤتمر الصلح، لكن جميع الأبواب أوصدت فى وجوههم ثم عاد الوفد برئاسة سعد، إلى مصر ليبدأ الصدام بينه وبين أنصار عدلى يكن الذى انتهى بكسب سعد للجولة.
وبعد صدور الدستور عام ١٩٢٣ قرر سعد دخول الانتخابات التى أحرز من خلالها انتصارًا كبيرًا وألف الوزارة، لكنه قدم استقالته منها بعد عدة أشهر، بعد حادثة مقتل السير «لى استاك»، القائد العام للجيش المصرى، حاكم السودان، وفى الانتخابات التالية فاز سعد وأنصاره مرة أخرى.
كتب إبراهيم الخضرى ١٣/ ٣/ ٢٠٠٩
المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment