في الماضي كان من المستبعد أن تعلن الفتاة عن رغبتها في الزواج ذلك على أساس أن عدم الإعلان يعنى أنها فتاة ملتزمة أخلاقياً وليس لديها"حياء" الإناث الشرقيات،
لكن الحال الآن ليس كذلك فالفتاة تعلن صراحة عن معاناتها العاطفية والاجتماعية عندما لا تتزوج خاصة وأن الفتيات في مجتمعات الشرق ومنها"مصر" لا تجد أي منفذ لتسديد احتياجاتها سوى داخل مؤسسة الزواج.
كتابنا محور عرض اليوم"عايزة أتجوز" للدكتور المدونة غادة عبد العال واحد من أكثر الكتب التي أثارت جدلاً رغم أن محتواه هو أفكار شخصية جداً لصاحبته-صفحات الكتاب كان محتواها مدونة إليكترونية لغادة قبل النشر- التي تريد الزواج لكن دون جدوى مما يصيبها ببعض الإحباط الذي يدفعها لانتهاج أساليب تبدو بعيده أن تأتي من طبيبة لكنه الاحتياج بالنهاية
كتابنا محور عرض اليوم"عايزة أتجوز" للدكتور المدونة غادة عبد العال واحد من أكثر الكتب التي أثارت جدلاً رغم أن محتواه هو أفكار شخصية جداً لصاحبته-صفحات الكتاب كان محتواها مدونة إليكترونية لغادة قبل النشر- التي تريد الزواج لكن دون جدوى مما يصيبها ببعض الإحباط الذي يدفعها لانتهاج أساليب تبدو بعيده أن تأتي من طبيبة لكنه الاحتياج بالنهاية
.تشبه غادة بمفردات بحثها عن"عريس"للزواج الكثير من الفتيات المصريات بل أنه يمكن القول أن أي فتاة مصرية تخطت الخامسة والعشرين وأصبحت في عرف المجتمع"عانس" يمكن أن تجد ذاتها في هذا الكتاب.
الناشر لـ"عايزة أتجوز"دار الشروق للنشر وصفحات الكتاب تقترب من المئة وثمانون صفحه من القطع الصغير وغير مقسم لفصول وإنما عناوين لأفكار مختلفة للكاتبة تصب في سياق واحد هو رحلة فتاة في نهاية العشرينات تبحث عن عريس وحياة زوجية مستقرة.
تحت عنوان"بداية الحكاية" أوضحت غادة أن موضوع تأخر الزواج والبحث عن عريس شديد الحساسية بالنسبة لأي فتاة وذلك لأن هناك صفات ثابتة سلبية في انتظار من تتحدث عن ذلك الموضوع منها أنها"مسروعة على الجواز وقليلة الأدب ومتربتش" ولذلك وخوفاً من كل تلك الصفات تلجأ الفتيات كما تعتقد غادة إلى التأكيد على أن الزواج لا يعنيهم عبر ترديد عبارات من قبيل"أنا قاعدة في بيت أبويا معززة مكرمة،جواز إيه بلا نيلة هما اللي أتجوزوا خدوا أيه" إضافة إلى أن الفتيات اللواتي يؤكدن أنهن لم يتزوجن تفرغاً لبناء مستقبلهم ليسوا إلا مدعين بغير الحقيقة ولهذا تتحدى غادة أي واحدة منهن أن لا يكون من طموحاتها أن تكون أماً وليس في الشرق أي طريق غير الزواج للفتاة لتكون أماً.
هناك أسس تراها غادة مهمة عند الحديث عن أزمة الزواج منها أن عدد الفتيات أعلى من عدد الذكور في مجتمعنا المصري وكل المحاولات الحكومية لنفي ذلك غير مجدية أو صادقة برأيها ويكفي ملاحظة عدد الإناث داخل مدرجات الجامعة أو في أماكن العمل والشارع لإدراك حجم الفجوة في العدد بين الاثنين وتلك الفجوة العددية جعلت الرجل كما تؤكد غادة يشعر بذاته وكأنه عملة نادرة فأصبح يشترط فيمن يتزوجها مواصفات جمالية بعينها وذلك لأن المعروض النسائي الكبير يجعل فرصته في الرفض أكبر وهذا ماجعل الفتيات يستعرضن أنفسهن وخاصة في تجمعات الأفراح بطريقة مزعجة تشبه الكمين لاصطياد عريس.
تلك الأفعال للفتيات الـ"عانسات"بعرف المجتمع ليست إلا رد فعل على المجتمع القاسي الذي نحيا بداخله كما أكدت غادة والذي يقيم الفتاة ويجعلها"شاطرة"عندما تتزوج سريعاً لكن عندما تتأخر في الحصول على "عريس"توصف بأنها حتماً معيوبه.
الناشر لـ"عايزة أتجوز"دار الشروق للنشر وصفحات الكتاب تقترب من المئة وثمانون صفحه من القطع الصغير وغير مقسم لفصول وإنما عناوين لأفكار مختلفة للكاتبة تصب في سياق واحد هو رحلة فتاة في نهاية العشرينات تبحث عن عريس وحياة زوجية مستقرة.
تحت عنوان"بداية الحكاية" أوضحت غادة أن موضوع تأخر الزواج والبحث عن عريس شديد الحساسية بالنسبة لأي فتاة وذلك لأن هناك صفات ثابتة سلبية في انتظار من تتحدث عن ذلك الموضوع منها أنها"مسروعة على الجواز وقليلة الأدب ومتربتش" ولذلك وخوفاً من كل تلك الصفات تلجأ الفتيات كما تعتقد غادة إلى التأكيد على أن الزواج لا يعنيهم عبر ترديد عبارات من قبيل"أنا قاعدة في بيت أبويا معززة مكرمة،جواز إيه بلا نيلة هما اللي أتجوزوا خدوا أيه" إضافة إلى أن الفتيات اللواتي يؤكدن أنهن لم يتزوجن تفرغاً لبناء مستقبلهم ليسوا إلا مدعين بغير الحقيقة ولهذا تتحدى غادة أي واحدة منهن أن لا يكون من طموحاتها أن تكون أماً وليس في الشرق أي طريق غير الزواج للفتاة لتكون أماً.
هناك أسس تراها غادة مهمة عند الحديث عن أزمة الزواج منها أن عدد الفتيات أعلى من عدد الذكور في مجتمعنا المصري وكل المحاولات الحكومية لنفي ذلك غير مجدية أو صادقة برأيها ويكفي ملاحظة عدد الإناث داخل مدرجات الجامعة أو في أماكن العمل والشارع لإدراك حجم الفجوة في العدد بين الاثنين وتلك الفجوة العددية جعلت الرجل كما تؤكد غادة يشعر بذاته وكأنه عملة نادرة فأصبح يشترط فيمن يتزوجها مواصفات جمالية بعينها وذلك لأن المعروض النسائي الكبير يجعل فرصته في الرفض أكبر وهذا ماجعل الفتيات يستعرضن أنفسهن وخاصة في تجمعات الأفراح بطريقة مزعجة تشبه الكمين لاصطياد عريس.
تلك الأفعال للفتيات الـ"عانسات"بعرف المجتمع ليست إلا رد فعل على المجتمع القاسي الذي نحيا بداخله كما أكدت غادة والذي يقيم الفتاة ويجعلها"شاطرة"عندما تتزوج سريعاً لكن عندما تتأخر في الحصول على "عريس"توصف بأنها حتماً معيوبه.
لغادة أسبابها الخاصة جداً والمضحكة جداً التي تقف دائماً وراء بحثها عن عريس فهي تحتاج لرجل يساندها في القضاء على الحشرات المنزلية التي تخشي منها وتحتاج أيضاً لرجل قوي البنية الجسمانية ليغير لها"أنبوبة" البوتوجاز ويحميها من التحرش الجنسي أثناء ركوب الميكروباص إضافة لامتصاص غضبها عند فقدان السيطرة على أعصابها نتيجة ضغوط العمل حيث أنها لا تتمكن من الصراخ في وجه والديها لأن ذلك حرام لكن في وجه الزوج ليس حرام،
كما أن الرجل في الحياة مهم ليحجز بينها وبين الوقوع على الأرض أثناء النوم ومن خلاله ستكون لها القدرة على الاستقلال بالمطبخ حيث تطهى ما تشاء وتخزن في البلكونة ما تريد من"كراكيب"دون أن تصرخ والدتها في وجهها رافضة سلوكها،وتلك هى أسباب بحث غادة عن"عريس" كما ذكرتها ساخرة جداً.
لكل فتاة ذكرياتها الخاصة جداً مع من يتقدمون لخطبتها وغادة واحدة من هؤلاء الفتيات ومن خلال كتابها"عايزة أتجوز" كان سردها لقصص عدد من عرسانها الكرام والذين لاقوا جميعاً حتفهم في حياتها وإن كان ساهموا في إضحاكها بأفعالهم في بعض الأحيان...
لكل فتاة ذكرياتها الخاصة جداً مع من يتقدمون لخطبتها وغادة واحدة من هؤلاء الفتيات ومن خلال كتابها"عايزة أتجوز" كان سردها لقصص عدد من عرسانها الكرام والذين لاقوا جميعاً حتفهم في حياتها وإن كان ساهموا في إضحاكها بأفعالهم في بعض الأحيان...
.الأول: تقدم لها من خلال إحدى صديقاتها المتزوجات حديثاً حيث أن هناك عرف بين صديقات د. غادة من تتزوج منهن تبحث بين أصدقاء زوجها عن عرسان مناسبين لصديقاتها الآنسات الجميلات،وبالفعل جاء العريس لغادة وهو طبيب علاج طبيعي إنطباعها الأول عنه كان أنه غير منسق في ملابسه أو شكل هندامه بل يشبه"تكني كلر" حيث اختلاط عجيب في الألوان بين الأصفر والأزرق والنبيتي وأذناه بعيده كل البعد عن رأسه وأسنانه فوق بعضها البعض لكن كل هذا لم يهم غادة فالمهم في الرجل ليس الشكل أو الذوق وإنما العقل والشخصية ولكن حتى تلك لم توجد في العريس الطبيب والذي بدأ مسرحية هزلية في التقليد للفنانين فور جلوسه مع عروسته المرتقبة وأهلها ولفشله في إقناعهم بفنه خسر الزواج من عروس لا تريد مهرجاً وإنما رجلاً.
الثاني:هو شاب وسيم يشبه في وسامته كما شبهته غادة "شباب جمعية جيل المستقبل"كان يسير ورائها في الشارع وشعرت هى تجاهه بكيمياء القبول،لتجده يجلس بجوارها في"الميكروباص" ويسألها عن ما إذا كانت مرتبطة أم لا؟ وهى أجابته أنه يمكن أن يسأل والدها في هذا الأمر-على أساس أنه متابع خطواتها ويعرف أسرتها كما أكد لها-العجيب أن هذا الشاب الوسيم دفع لها أيضاً أجرة الميكروباص ثم بعد ذلك داعبها بسخرية فور نزولها قائلاً"أكيد مش معاكي فلوس إحنا أخر الشهر" فما كان منها إلا أن أكدت له أنها لا تخرج من منزلها بأقل من 300 ج وأخرجت المبلغ من شنطتها لتجد العريس ساحباً إياهم وهارباً إلى بعيد لأنه "حرامي"أدرك كيف يلعب على مشاعرها؟
الثالث: شاب مستقل بحياته تقدم لها من خلال إحدى قريباتها وبهرها بهندامه المنسق وحديثه الواثق وكلماته الطلقة،لكن ما أثار حفيظتها هى وأسرتها نظراته التي تجعل المرأة من كثرة الخجل لا تريد أن تعرف أو تحدد أين ينظر لها الرجل؟ لتفاجأ فيما بعد انطلاقه في أحاديث لا شأن لها بها وكأن الاستقلال يعنى انتهاك خصوصية الآخرين من أول لقاء ودون مواربة مما دفعها للبحث عن أخر جديد.
الرابع: عندما لا يسمح المجتمع بمساحة اختلاط واختبار حقيقي للأخر الجنسي تنشأ زيجات الصالونات التي تعكس ما يمكن أن نسميه"تباديل وتوافيق" وأحياناً أثناء عمليات التبادل تلك يحدث"خداع"وهذا ما حدث مع غادة وتحديداً مع عريسها الرابع الذي أتضح أن ما روجه عن ذاته من أنه"معيد" بالجامعة ويعمل في الرياض"السعودية ليس إلا مجرد خرافات لا تمت للواقع بصلة.
بالإضافة لهؤلاء هناك من أتي للزواج منها ومعه زوجاته السابقات ليضمها-أي غادة- إلى فريقه الكروي،
الثاني:هو شاب وسيم يشبه في وسامته كما شبهته غادة "شباب جمعية جيل المستقبل"كان يسير ورائها في الشارع وشعرت هى تجاهه بكيمياء القبول،لتجده يجلس بجوارها في"الميكروباص" ويسألها عن ما إذا كانت مرتبطة أم لا؟ وهى أجابته أنه يمكن أن يسأل والدها في هذا الأمر-على أساس أنه متابع خطواتها ويعرف أسرتها كما أكد لها-العجيب أن هذا الشاب الوسيم دفع لها أيضاً أجرة الميكروباص ثم بعد ذلك داعبها بسخرية فور نزولها قائلاً"أكيد مش معاكي فلوس إحنا أخر الشهر" فما كان منها إلا أن أكدت له أنها لا تخرج من منزلها بأقل من 300 ج وأخرجت المبلغ من شنطتها لتجد العريس ساحباً إياهم وهارباً إلى بعيد لأنه "حرامي"أدرك كيف يلعب على مشاعرها؟
الثالث: شاب مستقل بحياته تقدم لها من خلال إحدى قريباتها وبهرها بهندامه المنسق وحديثه الواثق وكلماته الطلقة،لكن ما أثار حفيظتها هى وأسرتها نظراته التي تجعل المرأة من كثرة الخجل لا تريد أن تعرف أو تحدد أين ينظر لها الرجل؟ لتفاجأ فيما بعد انطلاقه في أحاديث لا شأن لها بها وكأن الاستقلال يعنى انتهاك خصوصية الآخرين من أول لقاء ودون مواربة مما دفعها للبحث عن أخر جديد.
الرابع: عندما لا يسمح المجتمع بمساحة اختلاط واختبار حقيقي للأخر الجنسي تنشأ زيجات الصالونات التي تعكس ما يمكن أن نسميه"تباديل وتوافيق" وأحياناً أثناء عمليات التبادل تلك يحدث"خداع"وهذا ما حدث مع غادة وتحديداً مع عريسها الرابع الذي أتضح أن ما روجه عن ذاته من أنه"معيد" بالجامعة ويعمل في الرياض"السعودية ليس إلا مجرد خرافات لا تمت للواقع بصلة.
بالإضافة لهؤلاء هناك من أتي للزواج منها ومعه زوجاته السابقات ليضمها-أي غادة- إلى فريقه الكروي،
وهناك كذلك ضابط الشرطة الذي أستخدم مخبر آداب للبحث عن تفاصيل حياة وعمل عروسته وأهلها وكأنه في سباق للبحث عن شريك في شركة تجارية وليست مؤسسة زوجية،
ووسط كل هذا اللهث حول العريس لم تتأخر غادة في أن تسأل وتستشير ذوات الخبرات من المتزوجات عن كيفية اصطياد عريس وعندما وجدت أن طرقهم تقليدية وربما لن تجدي نفعاً مع مفردات عالم اليوم المتغير سعت لأن تتجه لقراءة الكتب العلمية حول اصطياد العرسان؟
كذلك سعت بكل الطرق المشروعة للفت أنظار الرجال إلى كونها عروسة"حلوة" لكن كل هذا ضاع دون جدوى وكأن البحث عن عريس في عالم اليوم كمن يبحث عن"أبره" في كوم من "القش".
عبرت غادة بتلقائية من يعايش المشكلة عن شعورها كفتاة بـ"الغيرة"الطبيعية من الفتيات سعيدات الحظ اللواتي يجدن زوج ويؤسسن حياة خاصة بهن في حين تظل الأخيرات متحسرات على واقعهن التعيس بلا رجل ولا حياة ومع الوقت يصبح أي مشروع زواج على الكرة الأرضية كما عبرت غادة هو إهانة شخصية لها ولغيرها ممكن يشاركونها حالة"العنوسة"كما يسميها المجتمع.
على الرغم من أن الكتاب مذكرات شخصية لصاحبته يعكس من خلاله أزمة مجتمع بكاملة إلا أنه لم يخلو من توجيه رسائل لوم للمجتمع مباشرة على ظلمه للفتيات الثلاثينيات وتعامله معهم بقسوة كبيرة لا تقدر معاناتهم الموجودة لعدم الزواج حيث الشعور بالوحدة وتوقف الحياة عن النبض بحب مختلف يحتاجه الإنسان رجل كان أو امرأة ولا يتحقق إلا من خلال الزواج الذي يجب أن يكون في الثلاثينات مع رجل تشعر مع الفتاة بالأمان والحب والمشاركة في الأفراح والأحزان وليس فقط مجرد كونه ظل حائط واجب الاستظلال به.
عبرت غادة بتلقائية من يعايش المشكلة عن شعورها كفتاة بـ"الغيرة"الطبيعية من الفتيات سعيدات الحظ اللواتي يجدن زوج ويؤسسن حياة خاصة بهن في حين تظل الأخيرات متحسرات على واقعهن التعيس بلا رجل ولا حياة ومع الوقت يصبح أي مشروع زواج على الكرة الأرضية كما عبرت غادة هو إهانة شخصية لها ولغيرها ممكن يشاركونها حالة"العنوسة"كما يسميها المجتمع.
على الرغم من أن الكتاب مذكرات شخصية لصاحبته يعكس من خلاله أزمة مجتمع بكاملة إلا أنه لم يخلو من توجيه رسائل لوم للمجتمع مباشرة على ظلمه للفتيات الثلاثينيات وتعامله معهم بقسوة كبيرة لا تقدر معاناتهم الموجودة لعدم الزواج حيث الشعور بالوحدة وتوقف الحياة عن النبض بحب مختلف يحتاجه الإنسان رجل كان أو امرأة ولا يتحقق إلا من خلال الزواج الذي يجب أن يكون في الثلاثينات مع رجل تشعر مع الفتاة بالأمان والحب والمشاركة في الأفراح والأحزان وليس فقط مجرد كونه ظل حائط واجب الاستظلال به.
عرض-باسنت موسى
No comments:
Post a Comment